حمد بن خليفة آل ثاني

حمد بن خليفة آل ثاني

حمد بن خليفة بن حمد بن عبد الله بن جاسم بن محمد بن ثاني (١ يناير ١٩٥٢ -)؛ أمير دولة قطر السابق. تولى الإمارة في ٢٧ يونيو ١٩٩٥م، بعد قيامه بانقلاب أبيض على والده أمير دولة قطر آنذاك خليفة بن حمد آل ثاني، حتى تنازله عن الحكم لابنه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في ٢٥ يونيو ٢٠١٣م. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بحمد بن خليفة آل ثاني؟
أعلى المصادر التى تكتب عن حمد بن خليفة آل ثاني
أحمد علي يكتب في كلمة صدق أزمــــــــــــة الحــصــــــــــار بين دعوات الحوار .. وإشـكـاليـــــات السعار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سفير السعودية في واشنطن يتهم قطر بدعم «الإرهاب» .. وينسى دورها في تحرير « الخفجي» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وزير الخارجية يعكس في أدائه الدبلوماسي المتزن تاريخا من الدبلوماسية القطرية المتزنة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من الصعب ــ إن لم يكن من المستحيل ــ أن تكتب عن أزمة الحصار المفروض على قطر، دون أن تتوقف عند أداء سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، الذي أتاحت له الأزمة الفرصة لإظهار قدراته الدبلوماسية، وطاقاته السياسية، فكان واحداً من أبرز المكاسب التي حققتها قطر، رغم تأزم الأجواء الخليجية. لقد أظهر رئيس الدبلوماسية القطرية أنه ليس وزيراً عادياً، حيث تفوق على نظرائـــــه وزراء خارجـــية دول الحـــصار الأربعـــــة، وحاصرهم بأدائـــــه الدبلوماســــي المقنع، من خلال قدرته على إقناع المجتمع الدولي، بسلامة الموقف القطري. .. وبالأمس اجتمع مع المبعوثين الأميركيين إلى المنطقة، وهما الجنرال المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية «أنطوني زيني»، الذي أشرف على عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط، ورفيقه «تيموثي ليندركينغ»، نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، في إطار الجهــــود التي تبـــــذلهــــــا الإدارة الأميــــركية، لحل الأزمـــة بين الدوحـــــة والــــدول التي تحاصـــرها، بعيداً عن الشروط التي تنتهك السيادة القطرية. .. ومن يتابع الأسلوب الواقعي الذي يتبعه وزير الخارجية في إدارة الأزمة الخليجية يجد أنه يتبنى حوارا واعياً، داعياً لحلها بعيداً عن أنصاف الحلول. .. والحوار الذي أعنيه ليس حالة خاصة به، أو «دردشة» خالصة، أو جلسة «ســــوالــــف» خــــــصوصية، وإنــــما هــــــو «خيار استراتيجي»، تعكسه رغبة دولية لحل الأزمة. .. وهو مطلب دولي لا لبس فيه، ولا رجوع عنه، ولا مساومة عليه، ولا ينبغي لدول التحالف التهرب من استحقاقاته، أو التنصل عنها، أو التردد في أدائها، في إطار الوساطة الكويتية، التي تحظى باحترام الجميع. .. وهو اختيار واضح، وخيار صالح تم تجريبه في الكثير من القضايا الخلافية، والأزمات الدولية وأثبت نجاحه. .. وهو ليس كلمة ملازمة، بل دعوة دولية ملزمة، في سبيل حل الأزمة، مع ضرورة احترام السيادة الوطنية، التي لا يمكن لأحد النيل منها، أو المساس بها، أو انتقاصها، أو محاولة الانقضاض عليها. .. وعندما ترحب قطر بالحوار لحل الأزمة الخليجية، وتدعو له، وتطالب به، تحت سقــــف سيادتــــها الوطــــنية، فذلك لأن المنطقة المأزومة أشد ما تحتاجه في عالم اليوم هو لغة الحوار، أكثر من حاجتها إلى الحصار، الذي يفضي إلى الشجار، ويؤدي إلى السعار، والاستهتار بكل القيم الدبلوماسية. .. ودون إنكار هذا الواقع، فقد تعاملت الدبلوماسية القطرية مع وقائع الأزمة على قـــــاعدة الواقعـــــية الســـياسية، حــــيث التــــزم وزير الخارجية بتبني المواقف الجادة، وليس الحادة، معبراً عن ضرورة الالتزام بالسيادة القطرية. .. ومن خلال تحركه الفاعل على الساحة الدولية، لعب سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني دور القلب النابض للدبلوماسية القطرية، حاملاً في شخصيته صدق القطريين، عاكساً في صدقه مصداقية الموقف القطري. .. وأينما حل سعادة وزير الخارجية، وحيثما ارتحل باحثاً عن حل للأزمة، فإنه يحل في ساحات الدبلوماسية الهادئة، ويطل في رحابها، ويظل محلقاً في فضائها، كاسراً طوق الحصار الجائر المفروض على قطر. .. والمتابع لنشاط سعادة الوزير خلال الأزمة، سواء من خلال تصريحاته أو مواقفه، لا يلحظ أي حالة من حالات التهور أو التوتر، ولا يرصد أي نوع من الارتباك أو الاشتباك، بل يلمس تميزه بالأعصاب الهادئة، والتزامه بمنظومة القيم الأخلاقية، والمبادئ الدبلوماسية، التي أرسى قــــواعــــدها حكام وأمراء قطر وشيوخها وقادتها الكبار، منذ تأسيس الدولة القطرية. .. ويعكس سعادة وزير الخارجية في أدائه الدبلوماسي تاريخاً طويلاً من الدبلوماسية القطرية المتوارثة، التي جسدها «المؤسس» الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني في سياسته، حيث سعى جاهداً لتكون قطر كياناً سياسياً مستقلاً، معززاً وجودها وحدودها ووحدتها، منذ أن تولى مقاليد الحكم في البلاد في الثامن عشر من ديسمبر عام ١٨٧٨. كما أظهرها نجله الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني في صلابته، وترجمها الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني في عدالته، وجسدها الشيخ أحمد بن علي آل ثــــاني في هــــدوئــــه، وعكسها الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في قوته، رحمهم الله جميعاً وطيب ثراهم. كما رسخها في جرأته واستقلاليته صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله. .. ومــــــارســــها حــــضــــرة صـــــاحــــب الســــمــــو الشــــيخ تميم بن حمـــد آل ثــاني، أميــــر البــــلاد المفـــــدى، فــــــي حيويته وديناميكيته وواقعيته. .. ورغم صخب الأزمة الدائرة وضجيجها، فقد حافظ سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، على أدائه الدبلوماسي الهادئ، متبنياً أسلوب الدبلوماسية الهادئة، وليس الصاخبة أو الغاضبة، فكان «صوت قطر» الناطق بلسانها، المعبر عن مواقفها، المدافع عن حقوقها، فنجح بامتياز في خدمة دولته بما يعلي شأنها، عبر تمسكه بسيادتها وكرامتها، وسعيه الدائم إلى استقلالية قرارها السياسي والسيادي. لقد حمل سعادة وزير الخارجية قضية وطنه إلى العالم، متحملاً في سبيلها هجوماً متواصلاً من الأبواق الإعلامية التي تمولها دول الحصار، ولن ينسى تاريخ الدبلوماسية القطرية لسعادته قيادته الهادئة لملف الأزمة الخليجية، وحسن إدارته لها، تنفيذاً لتوجيهات وتوجهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، فكان بارعاً في تنفيذ دوره الدبلوماسي بجميع الوجوه، على أكمل وجه. .. وفي إطار دوره كمنفذ بارع للسياسة الخارجية، وليس كمشرع لها، بحكم تنفيذه لتوجيهات «صاحب السمو»، فقد جسد سعـــادة الشيخ محمـــــــد بن عــــبدالرحمــن آل ثاني، خلال أيام الأزمة الخليــــجيـــة التي دخلـــــت شــــهرها الثالث، المسؤولية الوطنية بكــــل صورها، مــــــــن خـــلال شخصيـــــته التي تعكــــس طموح الشباب القطري، وحماسهم ونشاطهم وحيويتهم وفاعليتهم وتفاعلهم مع قضايا وطنهم. لقــــــد قــــدم ســـعــــادة وزيــــــر الخــــــــارجيــــــة نــــمـــــوذجاً نــــاجــــحـــــاً للـــدبــلومــــــاسي القـــــطــــــــري المحــــتــــرف، الــــذي لـــــــم ينــــــطق بكلمة خلال الأزمة إلا في موضعها، ولم يدل بتصريح إلا في مكانه، ولم يكتب «تغريدة» على حسابه «التويتري» إلا كان لها معناها ومغزاها، دون أن يسعى لتأزيم الأزمة المتأزمة كما يفعل غيره، فكان يعرف متى يتكلم، وكيف يتكلم، ولمن يتحدث، وعن ماذا يتحدث، ومتى يغرد وبماذا يغرد، دون أن يهدد أو يتوعد. .. ورغم أنه ليست كل الأسئلة يمكن أن يجد الدبلوماسي المحنك إجابات عنها، لكن كل سؤال طرح على سعادة وزير الخارجية خلال مؤتمراته الصحفية، أو لقاءاته الإعلامية، وجد له جواباً مقنعاً، دون الإساءة لأي طرف من أطراف الأزمة. .. وفـــــي هــــذا الــــســــياق استــــــوقفــــتني تصـــــريحــــــات الســــفـــــير الســـــعــــــودي فـــــي الولايــــات المتـــــحــــدة، الأمـــــيــــــر خـــــــالـــــــد بـــــــن سلمـــــان بن عبــــــــدالعـــــــزيــــز آل ســــعود، لصحيــــفة «واشنـــطــــن بــــــوســــــت»، الـــــــذي جـــــــــدد خـــــــلالــــــــها اتهـــــام بـــــــلاده لحكومتـــــنا الرشــــــيدة بما ســــماه «دعم وتمويل الإرهاب»، زاعماً أن «سياسات قطر تهدد أمنهم الوطني»! .. ولا ألـــــوم «ســــعادة السفير»، المـــولـــــود عام ١٩٨٨، على تصريحــــــــــاته غير الناضجـــة، فقـــــد كان طفــــــلاً صـــغيراً يتــــابع الرسوم المتحركة، ويـــشـــاهد مسلسل «بــابــاي»، عندما قـــام ١٥ إرهابياً سعودياً، بمشاركة اثنين من الإمارات، وإرهابي آخر يحمل الجنسية المصرية، بتفجير برجي «مركز التجارة العالمي» في نيويورك، خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١، ولهذا فهو لا يدرك جيداً من الذي صنع «الإرهاب العالمي»، ومن أين تنبع منابع «التطرف الإرهابي»؟! .. والمؤســــــــف أن السفيـــــر السعـــــودي في واشــــنطن يحمل اسم «خادم الحرمين الشريفين» الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يحظى بمحبة كل القطريين. كما يحمل اسم «مؤسس المملكة»، الذي نعتز جميعاً بقدرته على توحيد الشعب السعودي الشقيق تحت «راية التوحيد». .. وهناك أمر مهم بالتحديد أريد تذكير «صاحـب السمو الملكي» الأميــــــر السفــــير السعـــودي في واشنطن به، وهو أنه عندما كان طفلاً مشغولاً بلعبة «أتاري» (Atari)، قام صدام حسين بغزو دولة الكويت الشقيقة عام ١٩٩٠، واقتحمت قواته مدينة «الخفجي» السعودية، ليلة التاسع والعشرين من يناير عام ١٩٩١، ولم تجد القوات المعتدية من يصدها ويوقف هجومها على «المملكة» سوى القوات القطرية. لقد دافعت قواتنا الباسلة عن المدينة السعودية، التي تم احتلالها لعدة أيام، ببسالة نادرة قل نظيرها، بشهادة الرئيس الأميركي الأسبق «بوش الأب»، الذي أرسل رسالة شكر تعبر عن الفخر لسمو الأمير، يشكره على بطولات الجيش القطري، وتضحياته في «الخفجي»، بعدما تمكن القطريون من تخليص كتيبتين من «المارينز»، كانتا محاصرتين داخل المدينة الحدودية. .. ولكي لا يتشعب الموضوع أكثر مما هو عليه، أريد تنوير «الأميــــــــر الســـعــــودي» أن القطــرييــــن، الذيــــن يتهمــــــهم «صاحب السمو الملكي» بدعم «الإرهاب»، تمكــــــنوا من تحـــرير «مدينته المحتلة»، خلال تلك المعــــركة المذكــــــورة، بعـــد معركة شرسة لاحقوا خلالها القوات العراقية المعتدية على «المملكة» من شارع إلى آخر داخل «الخفجي»، وتمكنوا من أن يقتلوا ويأسروا أعداداً من المعتدين على التراب السعودي. .. وعندما يقول إن قطر دعمت الجماعات التابعة لتنظيم «القاعدة» في سوريا، يثبت «الأمير السفير» أنه قبل إطلاق اتهاماته الباطلة ينبغي عليه أن يجتاز دورة مكثفة لدراسة التاريخ جيداً، وبعدها سيكشف لنا، بل سيكتشف هو، هوية الدولة التي صنعت «الأفغان العرب»، وشجعتهم ومولتهم، وأرسلتهم في موجات متلاحقة إلى «أفغانستان»، بترتيب وتنسيق من «المخابرات السعودية»، ليعودوا بعدها مع زعيمهم، الذي قام بتأسيس تنظيم «القاعدة»! وهو بالمناسبة ليس قطرياً، بل سعودي الجنسية، رغم إسقاط جنسيته، واسمه «أسامة بن لادن»، وأسرته ما زال لها حضورها المالي والتجاري داخل المجتمع السعودي «طال عمرك»! .. وبصراحة، لم نكن نتمنى أن ينزلق «صاحب السمو الملكي» في توجيه الاتهامات المرسلة بلا أدلة ضد قطر، وكنا نريده أن يبقى محافظاً على صورته «الملكية»، بعيداً عن الخوض في ادعادات باطلة، لا يمكن القبول بها، أو السكوت عنها، ولهذا كان واجباً الرد عليه بما يستحقه. .. وينبغي على سفير السعودية في واشنطن أن يحترم مكانته «الملكية» حتى نحترمه، ولا يتحول إلى «نسخـــة ملكـــــية» من «يوسف العتيبة»، سفير الإمارات في الولايات المتحدة، فيتبنى، مثله، خطاباً تحريضياً ضد قطر، لا يمت إلى الدبلوماسية بأي صلة، مما يضطرنا إلى الرد عليه، دون أي مراعاة للألقاب الملكية التي يحملها. .. والملاحظ أنه منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة المفتعلة، تتعرض قطر إلى حملة رباعية منظمة لتشـــويه صــــورتها، شارك فيــــها سفراء دول التآمر ضد قطر، المعتمدون في الولايات المتحدة، وهو أحدهم. كما غذاها الرئيس دونالــــد ترامـب شخصياً من خلال تصريحاته الرعناء، وتغريداته «البلشتية»، ولا أقول «البلشفية»، الخارجة عن أصول الأعراف الرئاسية! .. ورغم كل ذلك، فقد جاء الانتصار للموقف القطري من داخل واشنطن، ممثلاً في موقف وزارة الخارجية الأميركية، حيث انتصر وزيرها للقيم التي يدعو لها الدستور الأميركي، فأنصف قطر، ولا أقول اصطف معها، وإنما ظل نصيراً للحوار الداعي لحل الأزمة، عبر الوساطة الكويتية. .. وفــــــــي هــــــــــذا الإطـــــــار أكـــــــد ســـــعــــادة الــــــشيـــــخ محمــــــــد بن عبدالرحـــمــــــن آل ثـــانـــي، وزيـــــر الخــــارجية، تمســــك قطـــــر بمنهـــجيــــــة الحــــــوار، مطـــــالباً بـــــضـــرورة جلوس أطراف الأزمة على الطـــــاولة، لبحث سبل حلها، تحت المظلة الكويتية، مؤكداً اعتزازه بها وتقديره لها. .. وانطلاقاً من هذا المبدأ، أدار سعادة وزير الخارجية ملف الأزمة الخليجية بنجاح لافت، فاستطاع أن يسجل موقفاً إيجابياً يحسب له، ولدولتنا قطر الملتزمة بالتحاور، والتمسك بالوساطة الكويتية، احتراماً لمكانة صاحبها الأمير المبادر بطرحها سمـــــــو الشـــــيخ الحـــكيـــــــم «صبـــــاح الأحــــمد»، أمـــــيـــر دولة الكويت الشقيقة، صاحب المكانة الكبيرة في قلوبنا، الذي أرسل مبعوثيه خلال الساعات الماضــــية إلى عواصم المنطـــــقة، في محاولة كويتية لتسوية الأزمة. .. وفي إطار الحراك الدبلوماسي الكويتي الذي تشهده المنطقة، بالتزامن مع المساعي الأميركية استقبل سعادة وزير الخارجية أمـــــــس مـــــوفـــــدي أمـــيـــــر الكويـــــت، ســـــعادة الشـــــــيــــخ صباح الخالد الحمــــــد الصـــــباح، النائب الأول لرئيـــــــس الوزراء وزيــــــــر الخارجـــــية الكويـــــتي، وسعــــــادة الشــــــيـــــخ محــــمـــد العبدالله المبارك الصباح، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالإنابة، في دولة الكويت الشقيقة. .. ومن خـــــلال قراءة عمـــــيقة، بل متعـــــــمقة، لمواقــف الدبلوماسية القطرية، نصل إلى حقيقة التزام قطر بقواعد الحل، التي يتبناها المجتمع الدولي، ويطالب بها لحل الأزمة، في إطار الوساطة الكويتية. من هذا المدخل ينبغي الدخول إلى رحاب الدبلوماسية القطرية، لفهم الموقـــــف الدبـــلوماســــي الهـــــــادئ الذي يتبناه سعادة الشيخ محمــــــد بن عبــــدالرحمن آل ثــانـــي، وزيــــر الخارجــــية، الــــــذي لمع اسمه بشكل واضح منذ اندلاع الأزمة، من خلال قيادته الناجحة دفة الدبلوماسية القطرية وطرح رؤيتها في المحافل الدولية، ونجاحه في تفكيك الخطاب التحريضي، الذي يعتمد على اتهام قطر بدعم «الإرهاب». .. وفي إطار حراكه الخارجي، وتحركه الدولي، لم يترك سعادته عاصمة من عواصم القرار العالمي لم يزرها، حيث تنقل بيــــــــن واشنـــــطن وموســــكو وبــرليــن وغيـــــرها، وحـــــــظي بحـــضور دبلوماسي رصين، وتوجه بخطاب سياسي رزين، فكــــان سفيراً لبلاده بــــــدرجة وزيــــر، بل وزيراً لخارجيـــتها بأعـــلى درجات التقدير. .. ولأن منصب وزير الخارجية ليس منصباً هيناً يمكن لأي أحد القيام به، لكنه يتطلب قدرات ومهارات وطاقات وإمكانات لا تكتسب بالدراسة فحسب، بل لا بد من تراكم التجارب والخبرات, التي تصقلها الضغوطات والأزمات، فكان هذا ما يحتاجه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لإظهار موهبته الدبلوماسية، وقدراته الاستثنائية. .. ولو انتقلنا على الطـــــــرف الآخــــر، وتابعـنا أداء وزراء خارجية «دول التحالف»، منذ اندلاع الأزمة, نجد أن أحدهم يتعامل مع قطر بطريقة فوقية، وآخر بنوع من «الشوفينية» الاستعراضية، وثالث بنرجسية مفرطة، ورابع بجرعة من «الهمبكة» الفارطة، التي لا تنتمي بأي حال من الأحوال إلى الأعراف الدبلوماسية! .. وبــــــناء عـــلى ما ســـــبق يتـــــضح أن ســـــعادة الشــــيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني تفوق على «الرباعي الوزاري»، المكون من وزراء خارجــــــية الســـعوديــــة والإمـــــارات ومصـــــــر، وتابـــعهــم وزير خارجية البحرين، الذي عندما يتحدث عن قطر أتذكر مقدم برنامج «نكهة وبهار مع القصار»! .. وما من شك في أن «الدبلوماسية المطبوخة» التي يقدمها ذلك الوزير، لا تختلف عن الطبخ والطبيخ ووجبات «المطابخ الشعبية»، ولأنها «طبخة تآمرية» فاحت رائحتها، إليكم مقاديرها، وطريقة طبخها بلسان طباخها «أول شيء نشب الجولة، ونحط البصل في قاعة الجدر، ونسوي الحمسة مالت الطماط، ونرش البزار المخلط، وإحنا بزارنا نسويه في البيت، مع حبيبة فلفل، وشوية حلبة، ونصب الماي، ونفوح اللحم، ونكت اليريش المنهنه، وعليكم بالعافية»! هذه باختصار مقادير «طبخة التآمر» على قطر، التي يقدمها وزراء خارجية «التحالف الرباعي»، في برنامجهم المسمى «نكهة وبزار مع دول الحصار», مع كامل الاعتذار إلى صاحب «الملكية الفكرية» صانع الابتكار سليمان القصار!. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق أزمــــــــــــة الحــصــــــــــار بين دعوات الحوار .. وإشـكـاليـــــات السعار ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سفير السعودية في واشنطن يتهم قطر بدعم «الإرهاب» .. وينسى دورها في تحرير « الخفجي» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وزير الخارجية يعكس في أدائه الدبلوماسي المتزن تاريخا من الدبلوماسية القطرية المتوازنة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من الصعب ــ إن لم يكن من المستحيل ــ أن تكتب عن أزمة الحصار المفروض على قطر، دون أن تتوقف عند أداء سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، الذي أتاحت له الأزمة الفرصة لإظهار قدراته الدبلوماسية، وطاقاته السياسية، فكان واحداً من أبرز المكاسب التي حققتها قطر، رغم تأزم الأجواء الخليجية. لقد أظهر رئيس الدبلوماسية القطرية أنه ليس وزيراً عادياً، حيث تفوق على نظرائـــــه وزراء خارجـــية دول الحـــصار الأربعـــــة، وحاصرهم بأدائـــــه الدبلوماســــي المقنع، من خلال قدرته على إقناع المجتمع الدولي، بسلامة الموقف القطري. .. وبالأمس اجتمع مع المبعوثين الأميركيين إلى المنطقة، وهما الجنرال المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية «أنطوني زيني»، الذي أشرف على عملياتها العسكرية في الشرق الأوسط، ورفيقه «تيموثي ليندركينغ»، نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، في إطار الجهــــود التي تبـــــذلهــــــا الإدارة الأميــــركية، لحل الأزمـــة بين الدوحـــــة والــــدول التي تحاصـــرها، بعيداً عن الشروط التي تنتهك السيادة القطرية. .. ومن يتابع الأسلوب الواقعي الذي يتبعه وزير الخارجية في إدارة الأزمة الخليجية يجد أنه يتبنى حوارا واعياً، داعياً لحلها بعيداً عن أنصاف الحلول. .. والحوار الذي أعنيه ليس حالة خاصة به، أو «دردشة» خالصة، أو جلسة «ســــوالــــف» خــــــصوصية، وإنــــما هــــــو «خيار استراتيجي»، تعكسه رغبة دولية لحل الأزمة. .. وهو مطلب دولي لا لبس فيه، ولا رجوع عنه، ولا مساومة عليه، ولا ينبغي لدول التحالف التهرب من استحقاقاته، أو التنصل عنها، أو التردد في أدائها، في إطار الوساطة الكويتية، التي تحظى باحترام الجميع. .. وهو اختيار واضح، وخيار صالح تم تجريبه في الكثير من القضايا الخلافية، والأزمات الدولية وأثبت نجاحه. .. وهو ليس كلمة ملازمة، بل دعوة دولية ملزمة، في سبيل حل الأزمة، مع ضرورة احترام السيادة الوطنية، التي لا يمكن لأحد النيل منها، أو المساس بها، أو انتقاصها، أو محاولة الانقضاض عليها. .. وعندما ترحب قطر بالحوار لحل الأزمة الخليجية، وتدعو له، وتطالب به، تحت سقــــف سيادتــــها الوطــــنية، فذلك لأن المنطقة المأزومة أشد ما تحتاجه في عالم اليوم هو لغة الحوار، أكثر من حاجتها إلى الحصار، الذي يفضي إلى الشجار، ويؤدي إلى السعار، والاستهتار بكل القيم الدبلوماسية. .. ودون إنكار هذا الواقع، فقد تعاملت الدبلوماسية القطرية مع وقائع الأزمة على قـــــاعدة الواقعـــــية الســـياسية، حــــيث التــــزم وزير الخارجية بتبني المواقف الجادة، وليس الحادة، معبراً عن ضرورة الالتزام بالسيادة القطرية. .. ومن خلال تحركه الفاعل على الساحة الدولية، لعب سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني دور القلب النابض للدبلوماسية القطرية، حاملاً في شخصيته صدق القطريين، عاكساً في صدقه مصداقية الموقف القطري. .. وأينما حل سعادة وزير الخارجية، وحيثما ارتحل باحثاً عن حل للأزمة، فإنه يحل في ساحات الدبلوماسية الهادئة، ويطل في رحابها، ويظل محلقاً في فضائها، كاسراً طوق الحصار الجائر المفروض على قطر. .. والمتابع لنشاط سعادة الوزير خلال الأزمة، سواء من خلال تصريحاته أو مواقفه، لا يلحظ أي حالة من حالات التهور أو التوتر، ولا يرصد أي نوع من الارتباك أو الاشتباك، بل يلمس تميزه بالأعصاب الهادئة، والتزامه بمنظومة القيم الأخلاقية، والمبادئ الدبلوماسية، التي أرسى قــــواعــــدها حكام وأمراء قطر وشيوخها وقادتها الكبار، منذ تأسيس الدولة القطرية. .. ويعكس سعادة وزير الخارجية في أدائه الدبلوماسي تاريخاً طويلاً من الدبلوماسية القطرية المتوارثة، التي جسدها «المؤسس» الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني في سياسته، حيث سعى جاهداً لتكون قطر كياناً سياسياً مستقلاً، معززاً وجودها وحدودها ووحدتها، منذ أن تولى مقاليد الحكم في البلاد في الثامن عشر من ديسمبر عام ١٨٧٨. كما أظهرها نجله الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني في صلابته، وترجمها الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني في عدالته، وجسدها الشيخ أحمد بن علي آل ثــــاني في هــــدوئــــه، وعكسها الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في قوته، رحمهم الله جميعاً وطيب ثراهم. كما رسخها في جرأته واستقلاليته صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله. .. ومــــــارســــها حــــضــــرة صـــــاحــــب الســــمــــو الشــــيخ تميم بن حمـــد آل ثــاني، أميــــر البــــلاد المفـــــدى، فــــــي حيويته وديناميكيته وواقعيته. .. ورغم صخب الأزمة الدائرة وضجيجها، فقد حافظ سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، على أدائه الدبلوماسي الهادئ، متبنياً أسلوب الدبلوماسية الهادئة، وليس الصاخبة أو الغاضبة، فكان «صوت قطر» الناطق بلسانها، المعبر عن مواقفها، المدافع عن حقوقها، فنجح بامتياز في خدمة دولته بما يعلي شأنها، عبر تمسكه بسيادتها وكرامتها، وسعيه الدائم إلى استقلالية قرارها السياسي والسيادي. لقد حمل سعادة وزير الخارجية قضية وطنه إلى العالم، متحملاً في سبيلها هجوماً متواصلاً من الأبواق الإعلامية التي تمولها دول الحصار، ولن ينسى تاريخ الدبلوماسية القطرية لسعادته قيادته الهادئة لملف الأزمة الخليجية، وحسن إدارته لها، تنفيذاً لتوجيهات وتوجهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، فكان بارعاً في تنفيذ دوره الدبلوماسي بجميع الوجوه، على أكمل وجه. .. وفي إطار دوره كمنفذ بارع للسياسة الخارجية، وليس كمشرع لها، بحكم تنفيذه لتوجيهات «صاحب السمو»، فقد جسد سعـــادة الشيخ محمـــــــد بن عــــبدالرحمــن آل ثاني، خلال أيام الأزمة الخليــــجيـــة التي دخلـــــت شــــهرها الثالث، المسؤولية الوطنية بكــــل صورها، مــــــــن خـــلال شخصيـــــته التي تعكــــس طموح الشباب القطري، وحماسهم ونشاطهم وحيويتهم وفاعليتهم وتفاعلهم مع قضايا وطنهم. لقــــــد قــــدم ســـعــــادة وزيــــــر الخــــــــارجيــــــة نــــمـــــوذجاً نــــاجــــحـــــاً للـــدبــلومــــــاسي القـــــطــــــــري المحــــتــــرف، الــــذي لـــــــم ينــــــطق بكلمة خلال الأزمة إلا في موضعها، ولم يدل بتصريح إلا في مكانه، ولم يكتب «تغريدة» على حسابه «التويتري» إلا كان لها معناها ومغزاها، دون أن يسعى لتأزيم الأزمة المتأزمة كما يفعل غيره، فكان يعرف متى يتكلم، وكيف يتكلم، ولمن يتحدث، وعن ماذا يتحدث، ومتى يغرد وبماذا يغرد، دون أن يهدد أو يتوعد. .. ورغم أنه ليست كل الأسئلة يمكن أن يجد الدبلوماسي المحنك إجابات عنها، لكن كل سؤال طرح على سعادة وزير الخارجية خلال مؤتمراته الصحفية، أو لقاءاته الإعلامية، وجد له جواباً مقنعاً، دون الإساءة لأي طرف من أطراف الأزمة. .. وفـــــي هــــذا الــــســــياق استــــــوقفــــتني تصـــــريحــــــات الســــفـــــير الســـــعــــــودي فـــــي الولايــــات المتـــــحــــدة، الأمـــــيــــــر خـــــــالـــــــد بـــــــن سلمـــــان بن عبــــــــدالعـــــــزيــــز آل ســــعود، لصحيــــفة «واشنـــطــــن بــــــوســــــت»، الـــــــذي جـــــــــدد خـــــــلالــــــــها اتهـــــام بـــــــلاده لحكومتـــــنا الرشــــــيدة بما ســــماه «دعم وتمويل الإرهاب»، زاعماً أن «سياسات قطر تهدد أمنهم الوطني»! .. ولا ألـــــوم «ســــعادة السفير»، المـــولـــــود عام ١٩٨٨، على تصريحــــــــــاته غير الناضجـــة، فقـــــد كان طفــــــلاً صـــغيراً يتــــابع الرسوم المتحركة، ويـــشـــاهد مسلسل «بــابــاي»، عندما قـــام ١٥ إرهابياً سعودياً، بمشاركة اثنين من الإمارات، وإرهابي آخر يحمل الجنسية المصرية، بتفجير برجي «مركز التجارة العالمي» في نيويورك، خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١، ولهذا فهو لا يدرك جيداً من الذي صنع «الإرهاب العالمي»، ومن أين تنبع منابع «التطرف الإرهابي»؟! .. والمؤســــــــف أن السفيـــــر السعـــــودي في واشــــنطن يحمل اسم «خادم الحرمين الشريفين» الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي يحظى بمحبة كل القطريين. كما يحمل اسم «مؤسس المملكة»، الذي نعتز جميعاً بقدرته على توحيد الشعب السعودي الشقيق تحت «راية التوحيد». .. وهناك أمر مهم بالتحديد أريد تذكير «صاحـب السمو الملكي» الأميــــــر السفــــير السعـــودي في واشنطن به، وهو أنه عندما كان طفلاً مشغولاً بلعبه «طاق طاق طاقية .. رن رن يا جرس»، قام صدام حسين بغزو دولة الكويت الشقيقة عام ١٩٩٠، واقتحمت قواته مدينة «الخفجي» السعودية، ليلة التاسع والعشرين من يناير عام ١٩٩١، ولم تجد القوات المعتدية من يصدها ويوقف هجومها على «المملكة» سوى القوات القطرية. لقد دافعت قواتنا الباسلة عن المدينة السعودية، التي تم احتلالها لعدة أيام، ببسالة نادرة قل نظيرها، بشهادة الرئيس الأميركي الأسبق «بوش الأب»، الذي أرسل رسالة شكر تعبر عن الفخر لسمو الأمير، يشكره على بطولات الجيش القطري، وتضحياته في «الخفجي»، بعدما تمكن القطريون من تخليص كتيبتين من «المارينز»، كانتا محاصرتين داخل المدينة الحدودية. .. ولكي لا يتشعب الموضوع أكثر مما هو عليه، أريد تنوير «الأميــــــــر الســـعــــودي» أن القطــرييــــن، الذيــــن يتهمــــــهم «صاحب السمو الملكي» بدعم «الإرهاب»، تمكــــــنوا من تحـــرير «مدينته المحتلة»، خلال تلك المعــــركة المذكــــــورة، بعـــد معركة شرسة لاحقوا خلالها القوات العراقية المعتدية على «المملكة» من شارع إلى آخر داخل «الخفجي»، وتمكنوا من أن يقتلوا ويأسروا أعداداً من المعتدين على التراب السعودي. .. وعندما يقول إن قطر دعمت الجماعات التابعة لتنظيم «القاعدة» في سوريا، يثبت «الأمير السفير» أنه قبل إطلاق اتهاماته الباطلة ينبغي عليه أن يجتاز دورة مكثفة لدراسة التاريخ جيداً، وبعدها سيكشف لنا، بل سيكتشف هو، هوية الدولة التي صنعت «الأفغان العرب»، وشجعتهم ومولتهم، وأرسلتهم في موجات متلاحقة إلى «أفغانستان»، بترتيب وتنسيق من «المخابرات السعودية»، ليعودوا بعدها مع زعيمهم، الذي قام بتأسيس تنظيم «القاعدة»! وهو بالمناسبة ليس قطرياً، بل سعودي الجنسية، رغم إسقاط جنسيته، واسمه «أسامة بن لادن»، وأسرته ما زال لها حضورها المالي والتجاري داخل المجتمع السعودي «طال عمرك»! .. وبصراحة، لم نكن نتمنى أن ينزلق «صاحب السمو الملكي» في توجيه الاتهامات المرسلة بلا أدلة ضد قطر، وكنا نريده أن يبقى محافظاً على صورته «الملكية»، بعيداً عن الخوض في ادعادات باطلة، لا يمكن القبول بها، أو السكوت عنها، ولهذا كان واجباً الرد عليه بما يستحقه. .. وينبغي على سفير السعودية في واشنطن أن يحترم مكانته «الملكية» حتى نحترمه، ولا يتحول إلى «نسخـــة ملكـــــية» من «يوسف العتيبة»، سفير الإمارات في الولايات المتحدة، فيتبنى، مثله، خطاباً تحريضياً ضد قطر، لا يمت إلى الدبلوماسية بأي صلة، مما يضطرنا إلى الرد عليه، دون أي مراعاة للألقاب الملكية التي يحملها. .. والملاحظ أنه منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة المفتعلة، تتعرض قطر إلى حملة رباعية منظمة لتشـــويه صــــورتها، شارك فيــــها سفراء دول التآمر ضد قطر، المعتمدون في الولايات المتحدة، وهو أحدهم. كما غذاها الرئيس دونالــــد ترامـب شخصياً من خلال تصريحاته الرعناء، وتغريداته «البلشتية»، ولا أقول «البلشفية»، الخارجة عن أصول الأعراف الرئاسية! .. ورغم كل ذلك، فقد جاء الانتصار للموقف القطري من داخل واشنطن، ممثلاً في موقف وزارة الخارجية الأميركية، حيث انتصر وزيرها للقيم التي يدعو لها الدستور الأميركي، فأنصف قطر، ولا أقول اصطف معها، وإنما ظل نصيراً للحوار الداعي لحل الأزمة، عبر الوساطة الكويتية. .. وفــــــــي هــــــــــذا الإطـــــــار أكـــــــد ســـــعــــادة الــــــشيـــــخ محمــــــــد بن عبدالرحـــمــــــن آل ثـــانـــي، وزيـــــر الخــــارجية، تمســــك قطـــــر بمنهـــجيــــــة الحــــــوار، مطـــــالباً بـــــضـــرورة جلوس أطراف الأزمة على الطـــــاولة، لبحث سبل حلها، تحت المظلة الكويتية، مؤكداً اعتزازه بها وتقديره لها. .. وانطلاقاً من هذا المبدأ، أدار سعادة وزير الخارجية ملف الأزمة الخليجية بنجاح لافت، فاستطاع أن يسجل موقفاً إيجابياً يحسب له، ولدولتنا قطر الملتزمة بالتحاور، والتمسك بالوساطة الكويتية، احتراماً لمكانة صاحبها الأمير المبادر بطرحها سمـــــــو الشـــــيخ الحـــكيـــــــم «صبـــــاح الأحــــمد»، أمـــــيـــر دولة الكويت الشقيقة، صاحب المكانة الكبيرة في قلوبنا، الذي أرسل مبعوثيه خلال الساعات الماضــــية إلى عواصم المنطـــــقة، في محاولة كويتية لتسوية الأزمة. .. وفي إطار الحراك الدبلوماسي الكويتي الذي تشهده المنطقة، بالتزامن مع المساعي الأميركية استقبل سعادة وزير الخارجية أمـــــــس مـــــوفـــــدي أمـــيـــــر الكويـــــت، ســـــعادة الشـــــــيــــخ صباح الخالد الحمــــــد الصـــــباح، النائب الأول لرئيـــــــس الوزراء وزيــــــــر الخارجـــــية الكويـــــتي، وسعــــــادة الشــــــيـــــخ محــــمـــد العبدالله المبارك الصباح، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالإنابة، في دولة الكويت الشقيقة. .. ومن خـــــلال قراءة عمـــــيقة، بل متعـــــــمقة، لمواقــف الدبلوماسية القطرية، نصل إلى حقيقة التزام قطر بقواعد الحل، التي يتبناها المجتمع الدولي، ويطالب بها لحل الأزمة، في إطار الوساطة الكويتية. من هذا المدخل ينبغي الدخول إلى رحاب الدبلوماسية القطرية، لفهم الموقـــــف الدبـــلوماســــي الهـــــــادئ الذي يتبناه سعادة الشيخ محمــــــد بن عبــــدالرحمن آل ثــانـــي، وزيــــر الخارجــــية، الــــــذي لمع اسمه بشكل واضح منذ اندلاع الأزمة، من خلال قيادته الناجحة دفة الدبلوماسية القطرية وطرح رؤيتها في المحافل الدولية، ونجاحه في تفكيك الخطاب التحريضي، الذي يعتمد على اتهام قطر بدعم «الإرهاب». .. وفي إطار حراكه الخارجي، وتحركه الدولي، لم يترك سعادته عاصمة من عواصم القرار العالمي لم يزرها، حيث تنقل بيــــــــن واشنـــــطن وموســــكو وبــرليــن وغيـــــرها، وحـــــــظي بحـــضور دبلوماسي رصين، وتوجه بخطاب سياسي رزين، فكــــان سفيراً لبلاده بــــــدرجة وزيــــر، بل وزيراً لخارجيـــتها بأعـــلى درجات التقدير. .. ولأن منصب وزير الخارجية ليس منصباً هيناً يمكن لأي أحد القيام به، لكنه يتطلب قدرات ومهارات وطاقات وإمكانات لا تكتسب بالدراسة فحسب، بل لا بد من تراكم التجارب والخبرات, التي تصقلها الضغوطات والأزمات، فكان هذا ما يحتاجه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني لإظهار موهبته الدبلوماسية، وقدراته الاستثنائية. .. ولو انتقلنا على الطـــــــرف الآخــــر، وتابعـنا أداء وزراء خارجية «دول التحالف»، منذ اندلاع الأزمة, نجد أن أحدهم يتعامل مع قطر بطريقة فوقية، وآخر بنوع من «الشوفينية» الاستعراضية، وثالث بنرجسية مفرطة، ورابع بجرعة من «الهمبكة» الفارطة، التي لا تنتمي بأي حال من الأحوال إلى الأعراف الدبلوماسية! .. وبــــــناء عـــلى ما ســـــبق يتـــــضح أن ســـــعادة الشــــيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني تفوق على «الرباعي الوزاري»، المكون من وزراء خارجــــــية الســـعوديــــة والإمـــــارات ومصـــــــر، وتابـــعهــم وزير خارجية البحرين، الذي عندما يتحدث عن قطر أتذكر مقدم برنامج «نكهة وبهار مع القصار»! .. وما من شك في أن «الدبلوماسية المطبوخة» التي يقدمها ذلك الوزير، لا تختلف عن الطبخ والطبيخ ووجبات «المطابخ الشعبية»، ولأنها «طبخة تآمرية» فاحت رائحتها، إليكم مقاديرها، وطريقة طبخها بلسان طباخها «أول شيء نشب الجولة، ونحط البصل في قاعة الجدر، ونسوي الحمسة مالت الطماط، ونرش البزار المخلط، وإحنا بزارنا نسويه في البيت، مع حبيبة فلفل، وشوية حلبة، ونصب الماي، ونفوح اللحم، ونكت اليريش المنهنه، وعليكم بالعافية»! هذه باختصار مقادير «طبخة التآمر» على قطر، التي يقدمها وزراء خارجية «التحالف الرباعي»، في برنامجهم المسمى «نكهة وبزار مع دول الحصار», مع كامل الاعتذار إلى صاحب «الملكية الفكرية» صانع الابتكار سليمان القصار!. أحمد علي مدير عام تحرير صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق السيادة الوطنية رمزها « تميم المجد» ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قطر تمضي رغم الضغوط في نهجها المستقل.. وتوجهها نحو المستقبل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جداريات الوطن تعكس ملحمة التلاحم في جبهتنا الداخلية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سيدي تميم المجد .. ما أحوجنا في خضم الحصار الجائر المفروض على قطر، والظروف الضاغطة على الجميع في المنطقة، إلى «كلمة صدق» تُكْتَبُ من أجلكم، وصادق الكلام يصدر بحقكم، في هذا الزمن الخليجي الرديء، الذي يتصدره صناع البخور، وحملة المباخر التي ينتشر فيها الضرر، ويتطاير منها الشرر، حفظكم الله من كل شر. .. وما أحوجنا أن نجمع كلمتنا، ونوحد وقفتنا، ونرص صفوفنا كلها في «وقفة صدق» منصفة لكم، لها معناها، ودلالاتها، تنصفكم، وتنصركم على المتآمرين، وتنصف قطر وتنتصر لها على الآخرين. .. ولهذا أكتب إليكم «كلمة صدق» نابعة من قلوب القطريين، بل وشاملة كل المقيمين، نابضة بمحبتكم، خافقة بالدعاء لكم. أكتبها من وسط «الفرجان العتيقة»، من الأزقة الواقفة في «سوق واقف»، من الأبراج الباسقة في منطقة الدفنة. أكتبها برائحة البحر، وأعطرها بعطر «المشموم» النابت في تراب قطر. أكتبها من الحي الثقافي في «كتارا»، وهو الاسم الذي ظهر لأول مرة في خرائط «بطليموس» عام ١٥٠م، للإشارة إلى شبه جزيرتنا القطرية. .. أكتبها من إحدى قاعات «المتحف الإسلامي»، الواقع على حافة ميناء الدوحة، في الطرف الجنوبي من «كورنيش عاصمتنا» المشعة بأنوار الثقافة، حيث تعرض في هذا المعلم الحضاري الكثير من النفائس الإسلامية، والمقتنيات الثمينة، والمعروضات التي لا مثيل لها في العالم. أكتبها من رحاب «المدينة التعليمية»، التي تضم العديد من فروع الجامعات العالمية، ومراكز البحوث العريقة، لمواكبة النهضة التعليمية التي تشهدها قطر، مما جعلها محط أنظار وتطلعات شعوب المنطقة. أكتبها من مدرجات «استاد خليفة الدولي»، أول ملعب جاهز لاستضافة بطولة كأس العالم ٢٠٢٢، قبل ٥ سنوات على انطلاقتها، باعتباره القلب النابض للأحداث الرياضية التي تشهدها دولتنا، وجاء افتتاحه مجدداً بحلته «المونديالية» ليؤشر إلى جاهزيتنا لاحتضان «مونديال قطر»، ويوجه رسالة للعالم عن استعدادنا لاستضافة الحدث العالمي، رغم أنف المشككين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، وكيد المتآمرين. أكتبها لكم يا «تميم المجد»، يا سليل المجد، يا سيد المجد، يا سيف المجد، يا صهوة المجد، يا صانع المجد، يا مصدر المجد، يا قمة المجد، يا ذروة المجد. .. وكيف لا أمجدكم وأنتم «تميم المجد»؟ الذي ينطلق بمجده وجهده، ليقود قطر إلى أمجادها، من عدة منطلقات ومنصات، يوزع من خلالها المجد في كل الجهات والاتجاهات. .. وما من شك في أن كثيرين يسعون وراء أمجاد الدنيا، لكن هناك قلة تسير الأمجاد خلفهم أينما حلوا، وأنت واحد من أولئك الذين صنعوا المجد لوطنهم قطر. سيدي تميم المجد .. بإرادة قطرية لا تنكسر، وعزيمة وطنية تفلق الصخر، أكتب لكم هذه الكلمات، التي أعني كل كلمة فيها، وأقصد كل حرف من حروفها، وأخصكم بكل سطر من سطورها، بينما قطر تمضي في نهجها المستقل، وتوجهها نحو المستقبل. أكتبها من باب الإجلال لسموكم، وأسجلها بقلم مواطن قطري يسمو بسموكم، لأبوح لكم بما يسمو في داخلي، وما تحمله لكم عواطفي ومشاعري. .. وقبل البوح بما يجول في صدري تجاهكم، أود أن أوجه التحية إلى دولة الكويت الشقيقة وأميرها الشيخ صباح الأحمد، وحكومتها الرشيدة وشعبها الشقيق، تقديرا للوساطة الكويتية، وحرص الكويتيين على وحدة الصف الخليجي. .. والتحية موصولة إلى سلطنة عمان الشقيقة، وسلطانها قابوس، وشبعها العريق، تقديرا لموقفهم الأخوي، تجاه الأزمة الخليجية في هذا الظرف الاستثنائي الدقيق. .. وتحيتي متواصلة إلى الجمهورية التركية، ورئيسها رجب طيب أردوغان، وحكومتها المنتخبة، وشعبها الصديق الصادق الصدوق، الذي لم يتردد في إرسال وحدات من قواته للدفاع عن قطر. .. والتحية متصلة إلى كل شعوب العالم المتحضر، والحكومات التي تطالب بفك الحصار الجائر المفروض على قطر. .. وبعد كل هذه التحيات، ليس من الغريب أن أكتب لكم، ولكن من المستغرب ألا أخاطبكم، وأنا أتابع التفاف شعبنا الوفي حولكم، تعبيرا عن محبته لكم، وفخره بكم. .. ولأن ما أريد كتابته لا تتسع له كل جداريات الوطن، التي تنتشر في ربوع الوطن، وتمتد في كل أرجاء الوطن، ومدنه وزواياه وضواحيه ونواحيه، حيث يتوافد المواطنون والمقيمون، كبارهم وصغارهم، رجالهم ونساءهم، ليعبروا عن التفافهم حول قائدهم، مما يعكس ملحمة التلاحم الوطني في جبهتنا الداخلية المتلاحمة. أقول لأن مشاعري تجاهكم أكبر من كل الجداريات، آثرت أن أكتبها على جداريتي، وهي صفحتي في $، التي أدوّن عليها مقالاتي دفاعا عن سيادة وطني. .. وعلى سطور هذه «الجدارية» أكتب لكم أن الناس كل الناس يحبون الأشخاص الذين يتمتعون بصفاتكم، ويتصفون بمواصفاتكم، ولذلك أحبكم شعبكم المخلص، وأنا واحد من أفراد الشعب الوفي الذي يحبكم. .. وقبلكم أحببت «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله ، وأراكم اليوم «حمد» في شخصيتكم التي ترفض التبعية، وأراكم «حمد» مثله في الاستقلالية، وأراكم «تميم المجد» تسيرون على نهج «حمد»، لرفعة شأن الوطن والمواطن، انطلاقا من سياستكم الحميدة، ورؤيتكم السديدة. سيدي تميم المجد .. ثمة بناء يرتفع في سماء قطر على وقع الأزمة الخليجية، هذا البناء الشامخ يعلو أعلى من أبراج الدفنة، رغم الظروف الاقليمية المتوترة، والأوضاع الخليجية المتآمرة. هذا البناء الصاعد المتصاعد، اسمه الروح الوطنية العالية، التي تسري في عروق شعبكم الوفي، وتجري في شرايينه، وتخفق في قلوبه، وتنبض في أنفاسه، وتتواصل في أفئدته، وتتأصل في وجدانه، وتتردد على ألسنته. هذه الروح الحماسية القطرية، تجعلني أشعر الآن بقشعريرة هائلة تسري في داخلي، وأنا أكتب لكم هذه الكلمات، التي أثق أن قارئها يشاركني نفس القشعريرة الوطنية وهو يقرأها. إنها روح قطر، هي روح المجد يا سيدي «تميم المجد»، روح السيادة، روح الاستقلالية، روح الشجاعة، روح الشهامة. روح التصدي، روح التحدي، بعيدا عن التعدي، روح الوفاء، روح الانتماء، روح الولاء الذي ينتج في دواخلنا ولاء لا حدود له لكم، في إطار روح الأسرة القطرية الواحدة المتحدة، التي تسعى لاستكمال مسيرة الإنجازات في وطننا الغالي، والتحليق به في الأعالي، نحو أفاق المجد العالي. سيدي تميم المجد .. قسماً بمن رفع السماء، أنني أكتب لكم هذه الكلمات، بينما دموعي تنساب على وجهي، ليس خوفا من أحد، لأنني لم أعرف الخوف في حياتي، بل هو يخاف مني، لكن الدموع تنهمر تأثراً من تلك الروح الوطنية المتوهجة، التي تجعل كل دمعة تنطق وتتكلم وتقول بملء الفم «الله يا عمري قطر».. .. وما من شك في أن قطر تمثل بالنسبة لي ولغيري ليس أرضاً وتراباً، وبراً وبحراً، وسماءً وفضاءً، لكنها تاريخ وجغرافيا، وجذور وبذور، وامتداد وارتداء واعتداد. .. ولهذا فهي لم تنحنِ يوماً، ولم تضعف حيناً، ولم تطأطئ رأسها خوفاً، ولم تتراجع عن موقفها تقهقراً، ولم تتقهقر أمام أي أحد. .. وقسماً بالواحد الأحد ليس في القلب من شيء سوى قطر، وليس في الفؤاد من حب أعظم من حبها، وليس من مكان أغلى من أرضها، التي نعيش على ثراها، ونسطر عليها إنجازاتنا، ونحقق فيها مكتسباتنا. .. وها هي دولتنا قطر في ظل حكمكم الرشيد تكبر فخرا، وتزهو مقاماً، وتنعم بعطاء وفير، ونماء غزير، لا تحظى به دول كثيرة في المنطقة، يقولون إنها كبيرة، لكنها صغيرة في تصرفاتها، وأصبحت أصغر بمواقفها، التي لا يمارسها إلا الصغار! .. وما من شك في أن توليكم مقاليد الحكم في الخامس والعشرين من يونيو عام ٢٠١٣، وجلوسكم على مقعد الحكم، وإدارتكم شؤون الحكم، تجعلنا نفخر بكم، لأنكم تمثلون فخر الشباب القطري، ولهذا فأنتم يا «تميم المجد» مصدر فخرنا ومجدنا. .. وليس غريباً أن يرتبط المجد بكم، ليصبح ماجداً بكم، بل هو مجيد بكم، بعدما أصبح المجد صناعة قطرية، وتاجاً على رؤوس القطريين، وهذا يجعل كل مواطن يفخر ويقول «أنا قطري، وأفتخر بكم يا تميم المجد». سيدي تميم المجد .. لعل ما شدّ انتباهي، وأثار اهتمامي، ودفعني لكتابة هذه الكلمات أن شعار «تميم المجد» تخطى حدود قطر، وتحوّل إلى صورة عالمية ذات دلالات رمزية، تعني الدفاع عن السيادة القطرية، حيث يمكن أن تجد ذلك «الشعار المعضادي» نسبة إلى مصممه الشاب القطري الواعد أحمد المعاضيد، موجوداً على ظهر سيارة تسير في شوارع اليابان، وقد تراه ملصوقاً على جدار في أحد ميادين اليونان، أو في «ضيعة» في لبنان أو أوزبكستان .. باختصار هو منتشر في كل مكان، كل مكان، كل مكان! .. وهذا يعني أن الحصار الجائر المفروض على قطر صار مرفوضاً في أوساط الأسرة الدولية، لدرجة أن دول «التحالف الرباعي» صاروا يمنعون أي زائر يحمل شعار «تميم المجد» من دخول أراضيهم، وكأنه من الممنوعات أو المحرمات! .. ولعل المفارقة أنهم صاروا يتحسسون من انتشار ذلك الشعار، الذي يحرّك المشاعر، وكأنه «قصيدة» نظمها أحد كبار «الشُعَار»! سيدي تميم المجد .. ما من شك في أن الألقاب مهما تعددت، والمسميات مهما تنوعت، لا تصنع زعيماً، لكن الشخصيات القيادية مثل سموكم الموسومة بالشهامة، هي التي تصنع الزعامة، وهي التي تمنح للألقاب المستحقة استحقاقاتها، ولهذا استحق المجد أن يتشرف بكم، فأصبحتم «تميم المجد»، وأصبح «المجد تميمياً» مثلكم! .. ومن خلال قيادتكم صارت قطر «دار التميمي تميم»، وأصبح هذا البلد الصغير في مساحته، تميم في عطائه، الذي يكبر بعطائكم، وأصبحت «دوحتنا» موقعاً ريادياً على الخريطة السياسية، وأصبحت عاصمتنا واجهة دولية لمختلف التوجهات، وكافة الاتجاهات الحضارية. .. ولا جدال في أن ما وصلت إليه قطر في عهدكم يعكس حكماً رشيداً، وفكراً مستنيراً، ورؤى طموحة لا تعرف المستحيل، والدليل أن كل شيء صعب أصبح ممكناً بأفكاركم، ويكفي الإشارة إلى توجيهاتكم بتكييف ملاعب مونديال ٢٠٢٢، لتكون التجربة الأولى على مستوى العالم، لمشاهدة مباراة وسط أصعب الظروف المناخية الصحراوية. .. وهذا غيض من فيض، وها هي الكفاءات القطرية في مختلف القطاعات تعمل بكل طاقاتها، لتخطي آثار الحصار الجائر. .. ورغم الظروف الصعبة المحيطة بنا، وجدناكم قائداً شجاعاً، يواجه الصعوبات بالحكمة، ويفكك الأزمات بالحنكة، انطلاقاً من حرصكم على سلامة «بيتنا القطري العود». .. وسيظل هذا البيت الكبير كبيراً بقيادتكم، قوياً بحمايتكم، متماسكا بسياستكم، قوي البنيان، ثابت العمدان. .. وستظل قطر قوية بكم، ولن تنكسر. .. ورغم الأمواج المتلاطمة التي تحيط بشبه جزيرتنا القطرية، إلا أنكم نجحتم بحكمتكم في الوصول بسفينتنا الوطنية إلى شاطئ الاستقرار بلا أية أضرار. لقد تمكنتم بحنكتكم السياسية من تفويت الفرصة على المتآمرين، المتربصين باستقلالية القرار القطري، رغم أمواج الحصار. .. وأستطيع القول إن الحصار الجائر زادنا قوة وإصراراً، فصرنا نحاصر من يحاصرنا، بالتفافنا حولكم، وأصبح الحصار محاصراً بنا، وأصبحنا نحاصره بإصرارنا على الالتفاف حول قيادتكم الرشيدة. سيدي تميم المجد .. لقد عاشت قطر طوال تاريخها المشرق وما زالت وستظل انسجاماً كاملاً بين القيادة والشعب، وارتباطاً وثيقاً بين الأمير والمأمور، وتلاحماً كبيراً بين الكبير والأكابر، دون إكبار أو تكبر أو مكابرة، وهذه الصفات العظيمة كلها جزء لا يتجزأ من تراث قطر، ومن تقاليدها، ومن مواصفات الشخصية القطرية، التي نعتبرها مبعثاً لاعتزازنا وفخرنا. .. وكيف لا نفخر بكم وأنتم «تميم ابن حمد» خُلُقاً وخَلَقاً، مجداً وعزاً، حيث أرى فيكم ذلك الشهم الهمام، «الأمير الوالد»، الذي أعطى الجميع، وعلم الجميع، وشجع الجميع، ودافع عن الجميع، وأحب الجميع، فأحبه جميع الجميع. .. وها نحن من وسط الجموع الملتفة حولكم، نرى في شخصكم وشخصيتكم جميع الصفات المتوارثة، والخصال المكتسبة المتلخصة في الوضوح، والمليئة بالطموح، والمشبعة بالشموخ، الذي لمسناه في شخصية والدكم حفظه الله . سيدي تميم المجد .. يتمتع البشر بالكثير من الصفات التي تختلف من شخص إلى آخر، وهي تظهر بنسب مختلفة لدى أحدهم، على حساب غيابها عند الآخر، لكنكم «تميم» وتعني في لسان العرب الكمال في الأفعال والأقوال، وهذه صفات الرجال. .. ولا جدال في أنكم «تميم النخوة» وهي مقياس الرجولة، وكلما كان الرجل «تميما» زادت نخوته، وكثرت شجاعته، فأصبح الأكثر شجاعة، والأكثر شهامة، والأكثر جرأة، والأبلغ حجة، والأشد شكيمة, والأقوى عزيمة. .. والتمام في الشخص صفات لا يتعلمها الإنسان في مدرسة، أو أكاديمية، لكنها تراكم إنساني، يزداد من خلال الممارسة ولا أقول «الرمسة» التي تصقلها التجارب. سيدي تميم المجد .. ثلاثة من مكارم الأخلاق ما اجتمعت في أحد إلا أجمع الناس على محبته، أولها الوجه البشوش، وثانيها التواضع، وثالثها الابتسامة الصادقة، ولا أقول الصفراء، يضاف إليها السمو والشرف والرفعة، والمجد الذي صار يسمى باسمكم. لقد تكاملت في شخصيتكم القيم النبيلة والصفات العظيمة، حيث تربيتم في مدرسة صاحب السمو «الأمير الوالد»، ومن خلالها ساهمت النشأة في بلورة وعيكم السياسي، وكان لذلك الأثر الأكبر في حضوركم في ميادين السياسة، ولكل هذا نحن محظوظون بكم، محسودون عليكم. .. وكيف لا يحسدوننا وسموكم تسمو بنا وبدولتنا قطر؟! .. وما من شك في أن سموكم دليل على سمو الدولة، ورفعتها، ورمز لسيادتها الوطنية، ولاستقلاليتها، ومن خلال الاستقلالية القطرية، تعلمنا أن كرامة الوطن تكمن في استقلالية قراره، وأن استقلالية القرار تكمن في السيادة، وسيادة قطر تتحقق عندما يكون قائدها «تميم المجد». سيدي تميم المجد .. دائماً تكون سطور الثناء في غاية الصعوبة بالنسبة لقلمي، الذي تعود أن يكون ناقداً، ولم يعهد أن يكون مادحاً، ولهذا أخشى أن أكون مقصّراً في إيفاء حقكم، وأخشى أن يكون قصوري، أو تقصيري، لم يسمح لي أن أعبّر عن كامل ما في مخزوني، لكن ما يشفع لي أنني واحد من جنودكم، رهن إشارتكم. .. وأقسم بالله، أنني سأكون في مقدمة الصفوف عندما تدعون إلى النفير، أقولها من صميم الضمير، علماً بأننا في قطر على استعداد أن نجوع ولا تهان كرامتنا، ونعطش ولا نتنازل عن موقفنا، ونصبر ولا تنتهك سيادتنا، وسننتصر بكم، ومعكم، لأننا قرّرنا الانتصار. .. ودمت لنا يا سيدي الأمير «تميم المجد»، ودام المجد لكم، وعاشت قطر, سالمة من كل أذى وشر. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن حمد بن خليفة آل ثاني مع:
شارك صفحة حمد بن خليفة آل ثاني على