حسين الجسمي

حسين الجسمي

حسين جمعه الجسمي (٢٥ أغسطس ١٩٧٩ -)، مغنٍ وملحن إماراتي. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بحسين الجسمي؟
أعلى المصادر التى تكتب عن حسين الجسمي
أحمد علي يكتب في كلمة صدق قولوا للإمارات كلنا قطر .. كلنا تميم المجد .................... أغنية "قولوا لـ قطر" وصمة عار .. وليست مجرد عوار في سجل أصحابها ....................... لم نرصد شاعرا إماراتيا استنكر .. أو مطربا تذكر قضية الجزر المنسية منذ قيام «إيران الشاهنشاهية» باحتلال جزر الإمارات الثلاث، في الثلاثين من نوفمبر عام ١٩٧١، في عهد الشـــاه الإيـــراني محمـــد رضـــا بهلوي، لم تجرؤ أبوظبي على إنتاج أغنية واحدة، أو حتى «نشيدة» وحيدة، تندد بذلك الحدث الجلل، أو تهدد طهران بأنها ستستخدم القوة ضدها لتحرير جزرها، التي مضى على احتلالها نصف قرن تقريباً! .. وعلى امتداد ذلك التاريخ الموغل في التاريخ، الذي انطلقت تداعياته الأولى قبل أيام من إعلان قيام «الدولة الاتحادية»، في الثاني من ديسمبر عام ١٩٧١، لم نسمع أن «بوزايد» أو «بوخالد» أو «بوهزاع» أو حتى «بومهير»، بطل «شعبية الكرتون» حمل بندقيته التي لا تفارق يده في مسلسل الرسوم المتحركة، وهدد إيران التي تحتل الجزر الإماراتية، متوعداً بالويل والثبور وعظائم الأمور! .. وخـــــــلال العـــقـــود التي مـــضــــــت، والعــــهــــــود الـــتــي مــــــــرت، صارت الجزر نسياً منسياً، حيث لم نجد شــــاعراً إمــــاراتياً استنكر، أو مطرباً تذكر في إحدى أغنياته تلك الجزر المحتلة المنسية! .. ولا يتضمن رصيد المطربين الإماراتيين من عهد «علي بن روغة»، حتى عهد «المناضل بصوته» حسين الجسمي، أي عمل فني وطني يحث على استعادة الجزر، وإعادتها إلى حضن الوطن الأم، المتمثل في دولتهم الاتحادية. بل يعرف القاصي والداني عن أهلنا في الإمارات عشقهم للثقافة الفارسية، رغم احتلال جزرهم، ولهذا لا تخلو أعراس الكثيرين منهم إلى يومنا هذا من رقصـــات «الدســمال بازي»، مما يعكــــس حجم التـــوغل ولا أقـــــول التغول الإيراني، ممثلاً في تراثه الشعبي، في مفاصل الدولة الاتحادية، غنائياً وطربياً وثقافياً واجتماعياً وتجارياً. كما أن معظم «قوم الإمارات» يحبون، بل يحفظون الأغنيات الإيرانية عن ظهر قلب، حيث لا يوجد إماراتي في مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، لم تطربه مطربة فارس الأولى في ذلك الوقت «كوكوش»، وخصوصاً أغنيتها الشهيرة «من آمدة أم .. أوي أوي»، التي كادت تصـــــبح نشــيداً قومياً في الإمــــارات، حيــــث كــــــانوا يرددونهـــا في «فريج البستكية» ومنطقة «الصبخة»، و«هور العنز»، وغيرها من المناطق ذات الكثافة السكانية، التي لا تستغني عن وجبة «المشاوة» أو «المهياوة» على فطور الصباح، بعيداً عن صخب «المعلاية» وإسفافها، خاصة أغنية «صب الماي على الباجلة»، التي يتقلب فيها الراقصون على إيقاعات «المكوسرجي» و«الرحماني»، وروادهم ومشاهيرهم في هذا المجال، الذي يخلو من صفات الرجال «طبقات» و«عنتروه» و«عبود خوصة» و«نايلون» ولا أقصد نابليون! .. وقبل أيام انتفض رموز الغناء الإماراتي فجأة، ليس ضد إيران التي تحتل جزرهم، ولكن ضد قطر، التي تصاهرهم وتناصرهم وتجاورهم، وترتبط بهم ومعهم بصلات القرابة والدم والنسب، ولهذا لا تستحق منهم «إطلاق موجات السب»، غنائياً وغوغائياً، وهذا ما يثير في رأسي العجب، كما يثير في نفسي العتب، ولن أقول الغضب. لقد سقط رموز الغناء الإماراتي في وحل الإسفاف الغنائي، عبر إطلاق أغنية ساقطة، يسمونها «قولوا لقطر»، وهي لا تقل إسفافاً وسقوطاً في كلماتها ولحنها عن أغاني «النخي» و«الباجلا» و«البلاليط» وغيرها! .. وإذا كانت «الوطنية الإماراتية» عبارة عن أغنية، فالأجدر توجيهها نحو إيران وليس إلى قطر، أما إذا كان أصحاب الأغنية الهابطة يملكون ذرة واحدة من الشجاعة، فينبغي عليهم إحياء «قادسية غنائية» ضد طهران، وليس ضد الدوحة، عبر تفريغ طاقاتهم الوطنية المكتوبة، ولا أقول المكبوتة، أو المنكوبة بل المسلــــوبــــة، على ساحة جزرهم المحتلة. .. ويمكن وصف أغنيتهم الساقطة بأنها تقدم نموذجاً حياً، ومثالاً ناطقاً على الجنون المتـعـاظم في عــقول أصحــابها، ولا أقـــول جنون العظمة، لأنه أرفع من جنونهم الفكري. .. وما من شك في أنه إذا ابتليت مجموعة ــ ولا أقول جماعة ــ بهذا النوع المريض من فيروس الجنون، تراجع مستوى تفكيرها إلى الحضيض، ليقودها نحو الانحدار إلى أقصى درجات الانهيار، وهذا ما حدث لأصحاب الأغنية الهابطة، وفي مقدمتهم ملحنها فايز السعيد، صاحب «الخشم» الجديد! .. ومشكلـــة هذا الخاســر، في فنه الداثــــر، وخشمه العاثر، أنه يعاني من عقدة نفسية حادة بسبـــب شكــــل أنــــفــه، ولهـــــذا خــــــضع لعملية تجميل لتعديل الزاوية العمودية في ذلك الأنف الأفقي، داخل أحد «الكراجات» في منطقة «القصيص»! .. ويعد فايز السعيد، بخشمه الجديد، سفير «الخسافة» الغنائية، ولا أقول السخافة الموسيقية، وهو معروف في الوسط الفني بأنه لا يملك في رصيده سوى لحن واحد، يكرره في معظم الأغاني، التي يقوم بتركيب ألحانها، بعيداً عن الإبداع الموسيقي، ولهذا أستطيع القول ــ بثقة ــ إنه بألحانه المركبة، وأعمــــاله المــــكررة وليـــست المبتكرة يمثل النسخة الإماراتية من «شعبولا»! .. والمؤسف أن ينتشر «الأسلوب الشعبولي»، ولا أقول الشعبوي في أوساط رموز الغناء الإماراتي، فنجد كبارهم، بدءاً من «ميحد حـــمد» مـــروراً بفــــنانهم «حسين الجـــسمي» وصولاً إلى «عيضة المنهالي» وغيرهم يجسدون «الحالة الشعبولية» في أغنيتهم الأخيرة عن قطر. .. وإذا كان أًصحاب أغنـية، «قولوا لقطر» على مستوى أقوالــهم، ويملكون ذرة واحدة من الرجـــولة، ولا أقول البــطولة في أفــعالهم، فليتجهوا نحو جزرهم المحتلة طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ويحرروها. .. ووفقاً لحالتهم الوطنية المتصاعدة، التي ظهرت في أغنيتهم ضد قطر، ينبغي عليـــهم تشــكيل فرقــــة «كومــــاندوز»، يقــــودها مناضلهـــم «خالد حرية»، لتحرير الجزر الثلاث، وإعادتها إلى فضاء الحرية، على إيقاعات «العيالة» ولا أقول «المعلاية»! أما «علي الخوار» كاتب أغنية «قولوا لقطر»، فيكفي أنه يطلق خواراً في كلماته، والخوار في اللغة هو «صوت الثور»، ولا أريد القول، إن كاتب الأغنية المسيئة للشعب القطري بأسره، أراد أن يصبح «ثائراً» ضد قطر، لكنه أصبح ثوراً. .. وما دام صاحب الخوار الخائر، أصبح منظراً سياسياً، «يخور» في السياسة، فليته يفسر لنا الصفة السياسية أو القانونية أو القومية أو حتى العاطفية أو الرومانسية، التي جعلت أبوظبي تحتضن المفسد محمد دحلان، المطرود من حركة «فتح»، بسبب تورطه في قضايا فساد. لقد وجه كاتب الأغنية انتقاداً شديد اللهجة إلى المفكر عزمي بشارة، الذي تستضيفه قطر، عزيزاً مكرماً، مثل ســــائر المقيمــــين فيها، بصفته صاحب تفكير وليس تكفـــــير، لكنـــــنا نتمنى من صاحب «الخــوار» أن يوضح لنا في سياق نفس الإطـــار، على أي أســــاس تستـــضيف عاصــمتــه رمز الفساد الفلسطيني دحلان؟ هل بصفته مناضلاً فلسطينياً؟ أم قاتلاً مأجوراً، حسب الطلب؟ أم مستشاراً أمنياً لإدارة الملفات القذرة؟ أم فاسداً من المفسدين في الأرض، وخصوصاً في «المخيمات»، التي يقود داخلها استقطاباً، بل صراعاً ضد «السلطة الوطنية»، حيث تقوم زوجته «الجليلــــة» بشــــــــراء الـــولاءات، في أوســاط الشـــــباب العـــاطـــل، للسيطرة على الساحة الفلسطينية، بالأموال الإماراتية! لقد أساء كاتب الأغنية في أغنيته المسيئة إلى فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، ويكفي تذكير صاحب «الخوار الثوري» المشتق من حركة الثور، وليس حراك الثوار، أن الإمارات هي التي منحت ــ قبل غيرها ــ فضيلة رئيـــس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جائزة شخصية العام الإسلامية، في دورتها الرابعة عام ٢٠٠٠، وهو لم يحصل على هذه الجائزة المرموقةمن قطر أو إيران أو تركيا، ويومها حظي الفائز بسيل من قبلات الإجلال والاحترام على رأسه من كبار رجالات دولته الاتحادية. لقدــ خاطب سمــــو الشـــيــــــخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ القرضاوي يومها، خلال حفل تكريمه، الذي أقيم في قاعة مركز دبي التجاري العالمي، أمام أكثر من ثلاثة آلاف من الحضور غصت بهم القاعة قائلا «إن السياسي قد يخطئ في عمله ومهامه، وعلى علماء الدين أن ينبهونا للأخطاء، وأن يصححوها إن وجدت، دون خوف أو وجل، لأننا وإياهم مسؤولون أمام الله عز وجل عن تصويب الخطأ». وأضاف سموه موجهاً حديثه للقرضاوي «إن اللجنة التحكيمية عندما أخبرتني أنك فزت بالجائزة فرحت جداً، لأن الخبر كما توقعت، رغم أنني لا أتدخل في أعمال لجان التحكيم، لا من بعيد ولا من قريب»، مضيفاً «عندما أرادت اللجنة أن تعرفني عليك، قلت لهم إنني أعرفه جيداً، فهو شخصية إسلامية عالمية معروفة، وليس بحاجة إلى تعريف، لأن أعماله وخدماته للإسلام والقرآن تُعرف عليه». .. وبعيداً عن ذلك التكريم الذي حظي به الشيخ يوسف القرضاوي في الإمارات نفسها، فمن المؤسف أن يتدنى مستوى أغنية «قولوا لقطر» إلى حضيض الحضيض، ولا يقتصر حضيضها على كلماتها الهابطة، التي صاغها علي الخوار، أو ألحانها الساقطة «الخربوطية» المركبة، التي قام بتـــــركيبــــها فايـــز الســـعيد، صــــاحب «الخــــشم» الجـــديـــد، بــــل يتعـــدى خرابها جميع مكوناتها، وعلى رأسها المطربون الذين قاموا بأدائها، حيث تشكل أغنيتهم وصمة عار، وليست مجرد عوار في تاريخ أصحابها. .. وأقل ما يقال عن هذه الأغنية أنها فاسدة في محتواها، وضالة في فحواها، وأداء الذين مارسوا «فحيح الثعابين» فيها! .. وبصراحة، لم نتخيل يوماً في منطقة الخليج، التي تتسم بأخلاقياتها المتوارثة، وعلاقاتها الأخوية العائلية، أن يتطاول مطرب مأجور، مهما بلغت قيمته في بورصة الأجور، على رموز لهم مكانتهم السياسية والوطنية في ضمير ووجدان الشعب القطري، وسائر شعوب المنطقة، ولم نتصور أن يتجرأ أي فنان على الإساءة إلى بناة الأوطان. .. وعندما أقول ذلك، نفهم أن بيننا حالياً وبين أبوظبي خلافاً سياسياً عميقاً، حول العديد من ملفات وقضايا المنطقة. .. ونعلـــم أن الإمــــــارات، بعاصــمتهـــــا الاتـــحـــاديــــة، تقـــــود حصاراً جائراً ظالماً ضارياً ضد قطر، على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعائلية، لم تشهد له المنطقة مثيلاً. .. ونعرف أن هذا الحصار الجائر لم تجرؤ أبوظبي على تطبيقه ضد إيران، التي تحتل جزر الإمارات الثلاث! لكن لم نتخيل يوماً أن تصل الاختلافات بيننا وبين أهلنا في الإمارات، على المستوى الرسمي وليس الشعبي، إلى درجة إطلاق أغنية هابطة عبر «قناة أبوظبي» تسيء إلى رموزنـــا، تـــصل فـــــيهــــا لغة الغناء إلى هذا المستوى الهابط من الغثاء! .. ولعل من سخـــريات الـــــقدر، أن يكون اســـم أغنيتــــهم الهابــطة «قولوا لقطر»، علمــــاً أن الســــخريــــة الأكــــبر تكمن وتتجلى في أصــحابها الكـــــبار، الذيــن أداروا ظهورهم لتاريخهم الغنائي، وصدموا جمهورهم العربي بإسفافهم بل سفاهاتهم وسفالتهم. .. وما من شك في أن الأغنية المذكـــورة تعكــــس سقوطاً موجعاً لقيم الفن الأصيل، وانحداراً ســـافراً لأخــــلاقـــــيات الإبداع الغنائي الجميل، يقود أصحابها نحو دهاليز القاع. لقد انحرفت عربة الغناء الإماراتي من خلال أغنية «قولوا لقطر» انحرافات عميقة، وانحدرت برموزها إلى هاوية سحيقة. .. ومن المؤكد أن فناناً مثل «ميحد حمد» سيظل يشعر بالخجل من نفسه طيلة حياته، بسبب مشاركته في الأغنية المسيئة المسماة «قولوا لقطر»، خاصة أنه صاحب رائعة «خمس الحواس»، التي صاغها الشاعر المبدع سعيد بن حمد بن مصلح الأحبابي ويقول فيها «خمس الحواس يسألني» «عنك وقلبي فيه جرحين» «جرح التجافي والتجني» «وجرح سكن في قلبي سنين» «كل ما نسيت يذكرني» «الشم والتفكير والعين» «إحساس قلبي ليك عني» «ويحير دمي في الشرايين» «ترى حياتي بين قوسين» «صنت الليالي واعذرني» «والحين وين أنته وأنا وين». .. وأجــــد نفـسي مضـــــطراً إلى الـــــقـــــول، إن صــــاحبــــة أغــــنيــــة «حد مثلي بات مشجن» التي غناها «ميحد حمد»، وهي الشاعرة الإماراتية الراحـــلة عـــــوشـــــة بنــــت خلـــيفـــة السويـــدي ــ رحمــــها الله ــ التـــــي عاشت سنين من حياتها في قطر، لو ردت إليــــها روحـــها لاستــــنكــــرت حالة الإسفاف التي وصل إليها مطرب أغنيتها الشهيرة، بعد مشاركته في أغنية «قولوا لقطر»! .. وما من شك في أننا وسط الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، في خضـــــــم الأزمـــة الخليجــــية، في أمــــس الحاجـــة إلى فـــنانيـــــن يرتقون بمستوى الفن، ويؤمنون بالدور الحضــــاري للموسيـقى، في تحقيق التقارب بين الشعوب، ويساهمون في رفع مستوى الأغنية، وليس المساهمة في هبوطها، لدرجة أن أغنياتهم الهابطة صارت ضرباً من الهذيان، بدلاً من أن تحرك المشاعر والوجدان! .. ووسط ذلك الغثيان، بانتظار أن تصدر المنامة أغنيتها المرتقبة ضد الدوحة، ومن المتوقع أن تحمل اسم «خبروا قطر»، يشارك فيها نخبة من الفنانين البحرينيين، وحبذا لو يكون لحنها على إيقاعات «المراويس» التي تميز فن «الصوت» على طريقة محمد فارس أو محمد زويد! عدا ترقبنا صدور أغنية أخرى ضدنا من القاهرة، تحمل اسم «عاوزين شوال رز من أطر .. علشان نسلك المسائل في مصر»! لكننا رغم كل ذلك الهجوم المنظم، والدور المبرمج، والفن المؤدلج المؤدي إلى الغثيان، الذي تقوده أبوظبي سياسياً وغنــائياً ضــدنا، بمشاركة عواصم التآمر المتحالفة ضد الدوحة، ستبقى الإمارات غالية على قلوبنا، وسيبقى شعبها أخوة أعزاء لنا. .. وتأكيداً على ذلك، ليس عندي ما أختم به مقالي أفضل من ترديد الأغنية الرائعة، التي تعكس محبتنا لأهلنا الكرام الأعزاء في الإمارات، التي نظم كلماتها الزعيم الراحل الكبير، مؤسس دولتهم الاتحادية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ــ رحمه الله ــ ويقول فيها «إن هويتونا هويناكم .. وبنتصبر لي جفيتونا» رحم الله «حكيم الإمارات»، وأسكنه فسيح جناته، وألهم «أهل شرق» الحكمة في مواقفهم غير الحكيمة تجاه قطر. .. وقولوا للإمارات إننا لن نتنازل عن سيادتنا الوطنية. .. وقولوا لهم في أبوظبي, إن دولتــــنا المحـــاصـــــرة مصطـــــفة بكل مكونـــــاتها خــــلـــف قائـــدنا وأميـــرنا ورمــــزنا، حـــضرة صـــــــاحـــب الســمو الشـــيــــــخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. .. وقولوا لهم ولغيرهم «كلنا قطر .. كلنا تميم المجد».
أحمد علي يكتب في كلمة صدق قولوا للإمارات كلنا قطر .. كلنا تميم المجد .................... أغنية "قولوا لـ قطر" وصمة عار .. وليست مجرد عوار في سجل أصحابها ....................... لم نرصد شاعرا إماراتيا استنكر .. أو مطربا تذكر قضية الجزر المنسية منذ قيام «إيران الشاهنشاهية» باحتلال جزر الإمارات الثلاث، في الثلاثين من نوفمبر عام ١٩٧١، في عهد الشـــاه الإيـــراني محمـــد رضـــا بهلوي، لم تجرؤ أبوظبي على إنتاج أغنية واحدة، أو حتى «نشيدة» وحيدة، تندد بذلك الحدث الجلل، أو تهدد طهران بأنها ستستخدم القوة ضدها لتحرير جزرها، التي مضى على احتلالها نصف قرن تقريباً! .. وعلى امتداد ذلك التاريخ الموغل في التاريخ، الذي انطلقت تداعياته الأولى قبل أيام من استقلال «الدولة الاتحادية»، في الثاني من ديسمبر عام ١٩٧١، لم نسمع أن «بوزايد» أو «بوخالد» أو «بوهزاع» أو حتى «بومهير»، بطل «شعبية الكرتون» حمل بندقيته التي لا تفارق يده في مسلسل الرسوم المتحركة، وهدد إيران التي تحتل الجزر الإماراتية، متوعداً بالويل والثبور وعظائم الأمور! .. وخـــــــلال العـــقـــود التي مـــضــــــت، والعــــهــــــود الـــتــي مــــــــرت، صارت الجزر نسياً منسياً، حيث لم نجد شــــاعراً إمــــاراتياً استنكر، أو مطرباً تذكر في إحدى أغنياته تلك الجزر المحتلة المنسية! .. ولا يتضمن رصيد المطربين الإماراتيين من عهد «علي بن روغة»، حتى عهد «المناضل بصوته» حسين الجسمي، أي عمل فني وطني يحث على استعادة الجزر، وإعادتها إلى حضن الوطن الأم، المتمثل في دولتهم الاتحادية. بل يعرف القاصي والداني عن أهلنا في الإمارات عشقهم للثقافة الفارسية، رغم احتلال جزرهم، ولهذا لا تخلو أعراس الكثيرين منهم إلى يومنا هذا من رقصـــات «الدســمال بازي»، مما يعكــــس حجم التـــوغل ولا أقـــــول التغول الإيراني، ممثلاً في تراثه الشعبي، في مفاصل الدولة الاتحادية، غنائياً وطربياً وثقافياً واجتماعياً وتجارياً. كما أن معظم «قوم الإمارات» يحبون، بل يحفظون الأغنيات الإيرانية عن ظهر قلب، حيث لا يوجد إماراتي في مرحلة السبعينيات من القرن الماضي، لم تطربه مطربة فارس الأولى في ذلك الوقت «كوكوش»، وخصوصاً أغنيتها الشهيرة «من آمدة أم .. أوي أوي»، التي كادت تصـــــبح نشــيداً قومياً في الإمــــارات، حيــــث كــــــانوا يرددونهـــا في «فريج البستكية» ومنطقة «الصبخة»، و«هور العنز»، وغيرها من المناطق ذات الكثافة السكانية، التي لا تستغني عن وجبة «المشاوة» أو «المهياوة» على فطور الصباح، بعيداً عن صخب «المعلاية» وإسفافها، خاصة أغنية «صب الماي على الباجلة»، التي يتقلب فيها الراقصون على إيقاعات «المكوسرجي» و«الرحماني»، وروادهم ومشاهيرهم في هذا المجال، الذي يخلو من صفات الرجال «طبقات» و«عنتروه» و«عبود خوصة» و«نايلون» ولا أقصد نابليون! .. وقبل أيام انتفض رموز الغناء الإماراتي فجأة، ليس ضد إيران التي تحتل جزرهم، ولكن ضد قطر، التي تصاهرهم وتناصرهم وتجاورهم، وترتبط بهم ومعهم بصلات القرابة والدم والنسب، ولهذا لا تستحق منهم «إطلاق موجات السب»، غنائياً وغوغائياً، وهذا ما يثير في رأسي العجب، كما يثير في نفسي العتب، ولن أقول الغضب. لقد سقط رموز الغناء الإماراتي في وحل الإسفاف الغنائي، عبر إطلاق أغنية ساقطة، يسمونها «قولوا لقطر»، وهي لا تقل إسفافاً وسقوطاً في كلماتها ولحنها عن أغاني «النخي» و«الباجلا» و«البلاليط» وغيرها! .. وإذا كانت «الوطنية الإماراتية» عبارة عن أغنية، فالأجدر توجيهها نحو إيران وليس إلى قطر، أما إذا كان أصحاب الأغنية الهابطة يملكون ذرة واحدة من الشجاعة، فينبغي عليهم إحياء «قادسية غنائية» ضد طهران، وليس ضد الدوحة، عبر تفريغ طاقاتهم الوطنية المكتوبة، ولا أقول المكبوتة، أو المنكوبة بل المسلــــوبــــة، على ساحة جزرهم المحتلة. .. ويمكن وصف أغنيتهم الساقطة بأنها تقدم نموذجاً حياً، ومثالاً ناطقاً على الجنون المتـعـاظم في عــقول أصحــابها، ولا أقـــول جنون العظمة، لأنه أرفع من جنونهم الفكري. .. وما من شك في أنه إذا ابتليت مجموعة ــ ولا أقول جماعة ــ بهذا النوع المريض من فيروس الجنون، تراجع مستوى تفكيرها إلى الحضيض، ليقودها نحو الانحدار إلى أقصى درجات الانهيار، وهذا ما حدث لأصحاب الأغنية الهابطة، وفي مقدمتهم ملحنها فايز السعيد، صاحب «الخشم» الجديد! .. ومشكلـــة هذا الخاســر، في فنه الداثــــر، وخشمه العاثر، أنه يعاني من عقدة نفسية حادة بسبـــب شكــــل أنــــفــه، ولهـــــذا خــــــضع لعملية تجميل لتعديل الزاوية العمودية في ذلك الأنف الأفقي، داخل أحد «الكراجات» في منطقة «القصيص»! .. ويعد فايز السعيد، بخشمه الجديد، سفير «الخسافة» الغنائية، ولا أقول السخافة الموسيقية، وهو معروف في الوسط الفني بأنه لا يملك في رصيده سوى لحن واحد، يكرره في معظم الأغاني، التي يقوم بتركيب ألحانها، بعيداً عن الإبداع الموسيقي، ولهذا أستطيع القول ــ بثقة ــ إنه بألحانه المركبة، وأعمــــاله المــــكررة وليـــست المبتكرة يمثل النسخة الإماراتية من «شعبولا»! .. والمؤسف أن ينتشر «الأسلوب الشعبولي»، ولا أقول الشعبوي في أوساط رموز الغناء الإماراتي، فنجد كبارهم، بدءاً من «ميحد حـــمد» مـــروراً بفــــنانهم «حسين الجـــسمي» وصولاً إلى «عيضة المنهالي» وغيرهم يجسدون «الحالة الشعبولية» في أغنيتهم الأخيرة عن قطر. .. وإذا كان أًصحاب أغنـية، «قولوا لقطر» على مستوى أقوالــهم، ويملكون ذرة واحدة من الرجـــولة، ولا أقول البــطولة في أفــعالهم، فليتجهوا نحو جزرهم المحتلة طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ويحرروها. .. ووفقاً لحالتهم الوطنية المتصاعدة، التي ظهرت في أغنيتهم ضد قطر، ينبغي عليـــهم تشــكيل فرقــــة «كومــــاندوز»، يقــــودها مناضلهـــم «خالد حرية»، لتحرير الجزر الثلاث، وإعادتها إلى فضاء الحرية، على إيقاعات «العيالة» ولا أقول «المعلاية»! أما «علي الخوار» كاتب أغنية «قولوا لقطر»، فيكفي أنه يطلق خواراً في كلماته، والخوار في اللغة هو «صوت الثور»، ولا أريد القول، إن كاتب الأغنية المسيئة للشعب القطري بأسره، أراد أن يصبح «ثائراً» ضد قطر، لكنه أصبح ثوراً. .. وما دام صاحب الخوار الخائر، أصبح منظراً سياسياً، «يخور» في السياسة، فليته يفسر لنا الصفة السياسية أو القانونية أو القومية أو حتى العاطفية أو الرومانسية، التي جعلت أبوظبي تحتضن المفسد محمد دحلان، المطرود من حركة «فتح»، بسبب تورطه في قضايا فساد. لقد وجه كاتب الأغنية انتقاداً شديد اللهجة إلى المفكر عزمي بشارة، الذي تستضيفه قطر، عزيزاً مكرماً، مثل ســــائر المقيمــــين فيها، بصفته صاحب تفكير وليس تكفـــــير، لكنـــــنا نتمنى من صاحب «الخــوار» أن يوضح لنا في سياق نفس الإطـــار، على أي أســــاس تستـــضيف عاصــمتــه رمز الفساد الفلسطيني دحلان؟ هل بصفته مناضلاً فلسطينياً؟ أم قاتلاً مأجوراً، حسب الطلب؟ أم مستشاراً أمنياً لإدارة الملفات القذرة؟ أم فاسداً من المفسدين في الأرض، وخصوصاً في «المخيمات»، التي يقود داخلها استقطاباً، بل صراعاً ضد «السلطة الوطنية»، حيث تقوم زوجته «الجليلــــة» بشــــــــراء الـــولاءات، في أوســاط الشـــــباب العـــاطـــل، للسيطرة على الساحة الفلسطينية، بالأموال الإماراتية! لقد أساء كاتب الأغنية في أغنيته المسيئة إلى فضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي، ويكفي تذكير صاحب «الخوار الثوري» المشتق من حركة الثور، وليس حراك الثوار، أن الإمارات هي التي منحت ــ قبل غيرها ــ فضيلة رئيـــس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين جائزة شخصية العام الإسلامية، في دورتها الرابعة عام ٢٠٠٠، وهو لم يحصل على هذه الجائزة المرموقةمن قطر أو إيران أو تركيا، ويومها حظي الفائز بسيل من قبلات الإجلال والاحترام على رأسه من كبار رجالات دولته الاتحادية. لقدــ خاطب سمــــو الشـــيــــــخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ القرضاوي يومها، خلال حفل تكريمه، الذي أقيم في قاعة مركز دبي التجاري العالمي، أمام أكثر من ثلاثة آلاف من الحضور غصت بهم القاعة قائلا «إن السياسي قد يخطئ في عمله ومهامه، وعلى علماء الدين أن ينبهونا للأخطاء، وأن يصححوها إن وجدت، دون خوف أو وجل، لأننا وإياهم مسؤولون أمام الله عز وجل عن تصويب الخطأ». وأضاف سموه موجهاً حديثه للقرضاوي «إن اللجنة التحكيمية عندما أخبرتني أنك فزت بالجائزة فرحت جداً، لأن الخبر كما توقعت، رغم أنني لا أتدخل في أعمال لجان التحكيم، لا من بعيد ولا من قريب»، مضيفاً «عندما أرادت اللجنة أن تعرفني عليك، قلت لهم إنني أعرفه جيداً، فهو شخصية إسلامية عالمية معروفة، وليس بحاجة إلى تعريف، لأن أعماله وخدماته للإسلام والقرآن تُعرف عليه». .. وبعيداً عن ذلك التكريم الذي حظي به الشيخ يوسف القرضاوي في الإمارات نفسها، فمن المؤسف أن يتدنى مستوى أغنية «قولوا لقطر» إلى حضيض الحضيض، ولا يقتصر حضيضها على كلماتها الهابطة، التي صاغها علي الخوار، أو ألحانها الساقطة «الخربوطية» المركبة، التي قام بتـــــركيبــــها فايـــز الســـعيد، صــــاحب «الخــــشم» الجـــديـــد، بــــل يتعـــدى خرابها جميع مكوناتها، وعلى رأسها المطربون الذين قاموا بأدائها، حيث تشكل أغنيتهم وصمة عار، وليست مجرد عوار في تاريخ أصحابها. .. وأقل ما يقال عن هذه الأغنية أنها فاسدة في محتواها، وضالة في فحواها، وأداء الذين مارسوا «فحيح الثعابين» فيها! .. وبصراحة، لم نتخيل يوماً في منطقة الخليج، التي تتسم بأخلاقياتها المتوارثة، وعلاقاتها الأخوية العائلية، أن يتطاول مطرب مأجور، مهما بلغت قيمته في بورصة الأجور، على رموز لهم مكانتهم السياسية والوطنية في ضمير ووجدان الشعب القطري، وسائر شعوب المنطقة، ولم نتصور أن يتجرأ أي فنان على الإساءة إلى بناة الأوطان. .. وعندما أقول ذلك، نفهم أن بيننا حالياً وبين أبوظبي خلافاً سياسياً عميقاً، حول العديد من ملفات وقضايا المنطقة. .. ونعلـــم أن الإمــــــارات، بعاصــمتهـــــا الاتـــحـــاديــــة، تقـــــود حصاراً جائراً ظالماً ضارياً ضد قطر، على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعائلية، لم تشهد له المنطقة مثيلاً. .. ونعرف أن هذا الحصار الجائر لم تجرؤ أبوظبي على تطبيقه ضد إيران، التي تحتل جزر الإمارات الثلاث! لكن لم نتخيل يوماً أن تصل الاختلافات بيننا وبين أهلنا في الإمارات، على المستوى الرسمي وليس الشعبي، إلى درجة إطلاق أغنية هابطة عبر «قناة أبوظبي» تسيء إلى رموزنـــا، تـــصل فـــــيهــــا لغة الغناء إلى هذا المستوى الهابط من الغثاء! .. ولعل من سخـــريات الـــــقدر، أن يكون اســـم أغنيتــــهم الهابــطة «قولوا لقطر»، علمــــاً أن الســــخريــــة الأكــــبر تكمن وتتجلى في أصــحابها الكـــــبار، الذيــن أداروا ظهورهم لتاريخهم الغنائي، وصدموا جمهورهم العربي بإسفافهم بل سفاهاتهم وسفالتهم. .. وما من شك في أن الأغنية المذكـــورة تعكــــس سقوطاً موجعاً لقيم الفن الأصيل، وانحداراً ســـافراً لأخــــلاقـــــيات الإبداع الغنائي الجميل، يقود أصحابها نحو دهاليز القاع. لقد انحرفت عربة الغناء الإماراتي من خلال أغنية «قولوا لقطر» انحرافات عميقة، وانحدرت برموزها إلى هاوية سحيقة. .. ومن المؤكد أن فناناً مثل «ميحد حمد» سيظل يشعر بالخجل من نفسه طيلة حياته، بسبب مشاركته في الأغنية المسيئة المسماة «قولوا لقطر»، خاصة أنه صاحب رائعة «خمس الحواس»، التي صاغها الشاعر المبدع سعيد بن حمد بن مصلح الأحبابي ويقول فيها «خمس الحواس يسألني» «عنك وقلبي فيه جرحين» «جرح التجافي والتجني» «وجرح سكن في قلبي سنين» «كل ما نسيت يذكرني» «الشم والتفكير والعين» «إحساس قلبي ليك عني» «ويحير دمي في الشرايين» «ترى حياتي بين قوسين» «صنت الليالي واعذرني» «والحين وين أنته وأنا وين». .. وأجــــد نفـسي مضـــــطراً إلى الـــــقـــــول، إن صــــاحبــــة أغــــنيــــة «حد مثلي بات مشجن» التي غناها «ميحد حمد»، وهي الشاعرة الإماراتية الراحـــلة عـــــوشـــــة بنــــت خلـــيفـــة السويـــدي ــ رحمــــها الله ــ التـــــي عاشت سنين من حياتها في قطر، لو ردت إليــــها روحـــها لاستــــنكــــرت حالة الإسفاف التي وصل إليها مطرب أغنيتها الشهيرة، بعد مشاركته في أغنية «قولوا لقطر»! .. وما من شك في أننا وسط الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، في خضـــــــم الأزمـــة الخليجــــية، في أمــــس الحاجـــة إلى فـــنانيـــــن يرتقون بمستوى الفن، ويؤمنون بالدور الحضــــاري للموسيـقى، في تحقيق التقارب بين الشعوب، ويساهمون في رفع مستوى الأغنية، وليس المساهمة في هبوطها، لدرجة أن أغنياتهم الهابطة صارت ضرباً من الهذيان، بدلاً من أن تحرك المشاعر والوجدان! .. ووسط ذلك الغثيان، بانتظار أن تصدر المنامة أغنيتها المرتقبة ضد الدوحة، ومن المتوقع أن تحمل اسم «خبروا قطر»، يشارك فيها نخبة من الفنانين البحرينيين، وحبذا لو يكون لحنها على إيقاعات «المراويس» التي تميز فن «الصوت» على طريقة محمد فارس أو محمد زويد! عدا ترقبنا صدور أغنية أخرى ضدنا من القاهرة، تحمل اسم «عاوزين شوال رز من أطر .. علشان نسلك المسائل في مصر»! لكننا رغم كل ذلك الهجوم المنظم، والدور المبرمج، والفن المؤدلج المؤدي إلى الغثيان، الذي تقوده أبوظبي سياسياً وغنــائياً ضــدنا، بمشاركة عواصم التآمر المتحالفة ضد الدوحة، ستبقى الإمارات غالية على قلوبنا، وسيبقى شعبها أخوة أعزاء لنا. .. وتأكيداً على ذلك، ليس عندي ما أختم به مقالي أفضل من ترديد الأغنية الرائعة، التي تعكس محبتنا لأهلنا الكرام الأعزاء في الإمارات، التي نظم كلماتها الزعيم الراحل الكبير، مؤسس دولتهم الاتحادية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ــ رحمه الله ــ ويقول فيها «إن هويتونا هويناكم .. وبنتصبر لي جفيتونا» رحم الله «حكيم الإمارات»، وأسكنه فسيح جناته، وألهم «أهل شرق» الحكمة في مواقفهم غير الحكيمة تجاه قطر. .. وقولوا للإمارات إننا لن نتنازل عن سيادتنا الوطنية. .. وقولوا لهم في أبوظبي, إن دولتــــنا المحـــاصـــــرة مصطـــــفة بكل مكونـــــاتها خــــلـــف قائـــدنا وأميـــرنا ورمــــزنا، حـــضرة صـــــــاحـــب الســمو الشـــيــــــخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. .. وقولوا لهم ولغيرهم «كلنا قطر .. كلنا تميم المجد».
أحمد علي يكتب في كلمة صدق اليوم محاولة لتوضيح «المشهد المبتور» في قرار «المقاطعة« ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لسنا «فقاقة عيارة» تطير في السرب..ولكننا دولة لها سياستها وسيادتها وسادتها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من يقرأ التعليقات الضالة، ويستمع إلى الأحاديث المضللة، في الكثير من وسائل الإعلام العربية، ويتابع الافتراءات الظالمة في العديد من الفضائيات «العربية»، حول ملابسات قرار «المقاطعة» الثلاثي الذي اتخذته البحرين والسعودية والإمارات ضد شقيقتهم قطر، يصاب بالغثيان، ونحن صائمون في شهر رمضان. .. ولعل من أبرز المغالطات التي يستند إليها المنظرون ـ وما أكثرهم ـ أن «قطر تغرد خارج السرب»، لدرجة أن هذه الإشاعة أصبحت أكثر شيوعاً بينهم، بعدما شاعت في أوساطهم، وعاشت، بل عشعشت في أذهانهم! .. وبعيدا عن «التسرب» المزعوم، ما داموا يعيشون في ذلك «السراب» الذي جعلهم يكررون حديثهم عن «السرب»، أقول لهم بوضوح العبارة، إننا لسنا طائراً مــــــغرداً أو «فقاقة عــــيارة»، ولكــننا دولة لها سيادتها وسادتها وسياسـاتها وقرارهـــا المســـتقل، وينبغي احــــترام مواقفـــنا داخل إطار «بيتنا الخليجي»، دون محاولة فرض الوصاية علينا، فنحن لسنا «إمارة» تابعة تنتظر الإشارة من هذا، أو «محافظة» متحفظة في خطواتها تتبع هذاك. .. ومع يقيني التام على الدوام بأن قادة مجلس التعاون الكرام لهم مكانتهم في قلوب القطريين جميعاً، لكن قطر أكبر من كل مقام، ومناقشة المؤامرة التي حيكت ضدها في الظلام، ضرورة وطنية لا يمكن تأجيلها، أو السكوت عنها، أو الصمت عليها، وبالتالي تستدعي الكلام. .. والمحزن في قرار «المقاطعة» أنه كشف لنا حقيقة صادمة، وهي أن علاقات دول مجلس التعاون وبعضها البعض أكثر نفوراً وفتوراً وجوراً، ولا أقول فجورا، من علاقاتها المتوترة مع إيران! .. ولو تم تطبيق الإجراءات الجائرة التي اتخذوها في الليل الدامس، أو الظلام «الخرمس» ضد شقيقتهم قطر على من يسمونهم «أعداء الأمة» لاستعادت أمتنا أمجادها الغابرة، حيث لم نشهد في العلاقات الدولية، اتخاذ مثل هذه القرارات غير المسبوقة ضد أي دولة أخرى في الإقليم الخليجي، وفي مقدمتها إيران، التي تحتل جزر الإمارات أو غيرها! .. ولو كان «الأشقاء» يديرون أزماتهم مع غيرهم بهذه الطريقة «العنترية» لانتصروا على أعدائهم، ولما تجرأ «الحوثيون»، ودبروا انقلابهم على الشرعية في اليمن، ولما انقلبت موازين القوى في لبنان، ولما وصل النفوذ الإيراني إلى حدود موريتانيا! .. وما من شك في أن قرار المقاطعة الذي تم بالتنسيق مع «نظام السيسي» وكيل منتجات «الرز» في الشرق الأوسط بكل أنواعه، سواء من النوع المصري «المتين» أو «البســــمتي» طويل الحبة، يعطي دلالة واضحة، ولا أقول فاضحة، على أن الصورة الحقيقية للعلاقات الخليجية التي توصف بأنها أخوية بين دول «مجلس التعاون»، هي في حقيقتها بعكس التي رسمناها في أذهاننا, وهي في واقعها ليست كتلك التي عرفناها طيلة العهود والعقود الماضية. .. ولا جدال في أن «المقاطعة» بحد ذاتها تشير إلى خلل، وإلى وقوع حدث جلل، وتشيع الكثير من الجدل، لكن ما يثير الوجل، انكسار ذلك البرواز اللامع، وانهيار ذلك الإطار الذهبي الساطع، الذي كان يحيط بالصورة البراقة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تجسد في تفاصيلها مبادئ الأخوة الخليجية، وتختزل في إطارها أسس النخوة العربية، وكنا نعلقها في مجالسنا، وتُظهر قادة المجلس في لقطة جماعية جامعة. .. والمؤسف أنه صار من العبث اليوم الادعاء بأن «مصيرنا واحد.. وشعبنا واحد» حيث لم تعد هذه الاسطوانة صالحة، ولا مقنعة لهذا الجيل القطري، الذي أفاق ليلة العاشر من رمضان، وهي الذكرى المتزامنة مع الخامس من يونيو، على صدمة قرار «المقاطعة الثلاثية»! .. ولعــــــل الأكثـــر إيــــــلاماً أن «مجـــلس التعاون» بعـــــد مضي أكثر من ٣٥ عاماً على إنشائه، فشل بجدارة في التعامل مع هذه الأزمة، مضحياً بانجازات الجيل المؤسس من قادته، في حين ظل «أمينه العام» صامتاً، دون أن ينطق بكلمة واحدة! .. ودون أن يبادر بـــــأي جهد أو مســــــــعى، أو تحـــرك لفـــظي أو كـــــلامي أو لســـــاني، لإطفاء الحريق المشتعل في «بشته»، حيث ظل متفرجاً على المشـــــــكلة منذ بدايتها، وكـــأنه يتابع بانهيار، ولا أقول انبهار، مباراة ريال مدريد ويوفنتوس في نهائي أبطال أوروبا! .. لقد كشفت الأزمة بجلاء، مأزق «الأمين العام» وضعف قدرته على الفعل، أو حتى التفاعل الإيــجابي، حيــــــــث لم يبــــادر بردم الهــــوة، ولا بجسر الفجوة، المتزايدة الاتســـــاع بين قطـــــر وشقـــيقاتها الثـــــلاث، أو تقريب وجهات النظر المتباعدة، مما يشير إلى أن منصبه لا يعدو أن يكون شرفياً، أو «ديكورياً»، لتمرير البيانات الموجهة، دون أن يملك القدرة على توجيه «خرطوم الماء» لإطفاء الحريق المشتعل داخل «الميلس»! .. والمذهل أن «منظمة التعـــــاون الإســــــلامي» التي يفـــترض أن تسعى للصلح، وتقدم نموذجاً على التسامح، انزلقت للخوض في هذه القضية، عبر إصدارها بياناً يؤيد قرار «المقاطــــعة»، بشـــكل يتـــقاطــــع مع أبسط حقوق المواطن المسلم! .. وبدلاً من إصدار ذلك البيان الصادم في شهر رمضان المعظم، كـــــــــان الأجــدر بتـــلك «المنظــــــمة» أن تسعى لتحسين الصورة النمطيــــــــة المشــــــوهة المكونــــة في الغــــرب عـــــن الإسلام والمسلمين، المشوشة في أذهان الكثيرين. أما ما يتعلق بموقـف القطريين من قرار «المقاطعة» التي فرضت علينا، فنحن لسنا أحسن حظاً من أشقائنا الفلسطينيين، المحاصرين في أرضهم منذ عشرات السنين، ومثلما صبر أولئك «المرابطون» سنصبر ولن ننكسر، ولن نخضع ولن نركـــع إلا لرب العالمين، وسنظل متمسكين بثوابتنا الوطنــــية، ومتحـدين حول قيادتــــنا القطـــــرية، ونـحـن نـردد عـــلى ألسـنتنا «كـلنـــا قـــطــــر.. كـــلنـــا تــمـيـــم». .. وها هو الشعب الفلسطيني الصابر، يقدم نموذجاً حياً على كيفية مقاومة الحصار الجائر، ولم يستسلم للتعليمات العلوية، ولا للسياسات الفوقية التي أرادت فرض إرادتها عليه. أما ما يتعلق بما يروجونه عن اختفاء السلع الغذائية من الأسواق القطرية، بسبب قيام المواطنين والمقيمين بتخزيــــــنها، تحســــباً لما هو أســــوأ، فإننــي أدعو أي مراقب منصف، لزيارة الدوحة على نفقتي الخاصة، التزاما بكرم الضيافة القطرية، وسأخصص له سيارة وسائقا، ليتجول في المراكز التجارية، وسيجد أن المواد الغذائية متوافرة في جميع الجمعيات، وخصوصا السلع التركية، التي تم توفيرها خلال ساعات، لتكفي احتياجات الجميع، ويمكننا إعادة تصدير الفائض منها إلى الدول التي أصدرت قرار «المقاطعة»! .. وأستطيع القول إن ثمة عنصرا تحريضيا حاضرا في مسألة قطع العلاقات مع قطر، وهذا يفسر قيام جمهورية «المالديف»، التي ليس لها علاقة بالشأن الخليــــجي، وليــــست من دول الجوار الجغرافي، بقطع علاقاتها! .. ولو ســـــألت أي مــــواطن «مالــــديفي» عــــن مقر «مجلـــــس التعـــــاون» أو اســـم «أميــــنه العام»، أو عدد دول المجلس، فإنه حتما سيهز رأسه يميناً ويساراً، وشمالاً وجنوباً، في إشارة إلى أنه لا يعرف. .. وعندما نعرف أن رئيـــــس «المالديف» يطـــــرق عـــــــلى الـــــــدوام أبـــــواب الــــدول المانحـــــة، سنـــعرف أسباب قرار المقاطعة الذي اتخذته حكومته ضد قطر. .. واستدراكا لهذه النقطة، ولمزيد من تفسيرها، أود التوضيح بأن الفساد مستشرٍ فــــــــي «الحكومـــة المالديفــــية»، ويكـــــــاد يغــــــرق جمــهوريتــهم، بعيداً عن مخاطر ظاهرة «الاحتباس الحراري» التي تواجهها جزرهم المرجانية. .. وتعد الجمهورية، بكــــل جزرها، مركزاً لغسيل الأموال، حيث توفر «المالديف» غطاء رسمياً لهذه الأعمال، من خـــــلال بعــــض أعضاء الحكومة الذين يديـــــرون تـــــــلك العمليـــات عـــــبـــر «البنك المركزي»، وتشير التقارير إلى إدخال ما يقارب ١.٥ مليار دولار وإخراجــــها مرة أخرى كمبالغ نظيفة! هذا عدا تورط رئيسهم في أكبر فضيحة فساد في البلاد، تم خـــــلالها اختلاس أكثر من ١٥٥ مليون دولار مـــــن عائدات الســـياحة، وتسليــــمها إلى رئيس الجمهورية! بالإضافة إلى سعي الرئيس لتأجير إحدى جــزر «المالديف»، لإحـــــدى الدول الخليجية المــــانــــحــــــة، وهـــي بالتحــــديـــــد المملكة العربية السعودية، مما سبب قلــــقاً في «نيودلـــهي» من تـــــنامي النفوذ الخليــجي فـــــي تلــــك البلاد، بشــــكل يهدد أمنها القومي، بحسب تقارير نشرتها صحيفة (Time of India). .. ولعل ما يدعو للضحك ـ ولا أقول الأسف ـ في مسألة قطع العلاقات مع قطـــر، هو قيام حكومة الرئيس اليمني المغلوب على أمره، المنزوعة شرعيته، بإصدار هذا الإجراء غير الشرعي! .. والمخجل أن الرئيس عبدربه منصور هادي ـ هداه الله ـ اكتشف متأخراً أن الدوحة تدعم «الحوثيين»، بعد سنوات كان يتردد فيها على بلادنا، وفي كل زيارة من زياراته، وكان آخرها في شهر يناير الماضي، يؤكد اعتزازه بمواقفها الداعمة لشرعيته، المشكوك فيها! .. ولو استعرضنا تصريحات المسؤولين اليمنيين قبل «نكسة الخامس من يونيو» نجد أنها تؤكد على دور قطر المحوري في حل الأزمة اليمنية، وجهودها الحثيثة لدعم وحدة اليمن، من خلال دعمها الأخوي السخي لوحدة التراب اليمني، ومساهماتها التي شملت جميع المجالات، سواء الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية أو غيرها. .. ويكفي القول إن الجالية اليمنـــــية، التي تقارب ٣٠ ألفاً، تحـــظى باحترام كبير في بلادنا، واليمنيون في قطر يشعرون بأنهم جزء من نسيجنا الاجتماعي، وهناك روابط اجتماعية وتاريخية بين شعبي البلدين الشقيقين. .. وما من شك في أن مواقف قطر الداعمة للشرعية في اليمن تعكس انحيازها لإرادة اليمنيين، وتحقيق رغبتهم في الأمن والاســـــتقرار والسلام، والدفـــــاع عن عروبتـــــهم والمحافــــظة على سيادتهم الوطنية. .. وهذا الموقف الثابت تدعمه وتحصنه تصريحـــــات المسؤولين اليمنيــــين أنفسهم، ومن بيــــنهم الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، الذي أكد في أكثر من مناسبة أن مواقف قطر تجاه اليمن ظلت على الدوام محل إجلال وتقدير من الشعب اليمني الشقيق، وأن التاريخ سجلها في صفحاته المشرقة، باعتبارها في مقدمة الدول التي دافعت عن وحدة اليمن. .. ومنذ الساعات الأولى لعملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت في السادس والعشرين من شهر مارس ٢٠١٥ أرسلت قطر قرابة ١٠٠٠ جنــــــدي من قواتــــنا الباســـلة، دفاعاً عن عروبـــة واستقلالية ووحدة اليمن، ودعماً لحكومته الشرعية. .. ولا يمكن لقرار «المقاطعة» غير الشرعي، وغير المشروع، أن يمحي المواقف المناصرة، والسياسات المؤازرة التي تتبناها قطر، ولا أقول أبدتها، دعماً للوحدة اليمنية، واستجابة لنداء «هادي» هداه الله، وأصلح أحواله المعتلة، وأوضاعه المختلة! .. وفي خضم المشهد التصعيدي الملتهب داخل «مجلس التعاون»، مثل كرة متدحرجة من لهب، الذي قررت فيه سلطات ميناء «الفجيرة» منع رسو أي سفينة تحمل علم قطر، لم نسمع يوماً أن سلطات ذلك «البنــــــــدر» أصــــــــدرت قــــرارا يمـــنع مـــــرور أو عبور أي باخـــــرة تحمل عــــلـــم «الــدولة المحتلة» لجزر الإمارات الثلاث، رغم أن تلك الجزر العربية، التي انتهكت سيادتها، لا تبعد كثيراً عن ذلك الميناء! .. وفي محـــــــاولة لتفكـــيك ألغاز ذلك المشهد المتناقض، ولا أقـــــــول الغامــــض، لم نــسمع أن دولــة الإمارات العربية المتحدة، منعت مواطنيها من السفر إلى إيران، ولم تطالبهم بمغادرتها، أو عدم المرور من منافذها، مما يعني أن التعامل الإمــــــاراتي مع هذه الـــدولة يتـــــسم بحالة نادرة من حــــالات «انفصام الشخصية»، حيث تبدو الإمارات «صقراً» مع غيرها، و«حمامة قلابية» مع إيران! .. والأدهى من ذلك بل والأمرّ، أنه عـــلى خلـــــفية الاعتــــــداءات الغوغائية التي تعرضت لها سفارة وقنصلية السعودية في إيران، لم تقطع الإمارات علاقاتها مع «الدولة المعتدية»، رغم قيام دول المنطقة بقطع علاقاتها الدبلوماسية، حيث اكتفت بتخفيض مستوى تمثيلها الدبلوماسي إلى مستوى قائم بالأعمال! .. وبعد توقيع الغرب «الاتفاق النووي» مع إيران، أصبحت الإمارات متنفساً اقتصاديا لها في الخليج، وصارت الرحلات الجوية محجوزة بالكامل للمسافرين على مختلف الدرجات، حيث يسافر رجال أعمال إيرانيون لتسيير مشاريعهم التجارية هناك، لدرجة أن الدولة التي تشكو على منابر المحافل الدولية من احتلال جزرها الثلاث، أصبحت جسراً للإيرانيين الباحثين عن فرص تجارية على الساحل العربي! .. ولم نسمع أن «الإمارات تغرد خارج السرب»، سواء من خلال غناء حســــين الجسمي، أو أداء ميحد حمد، أو عيضة المنهالي، أو بصوت «فنان العرب» محمد عبده، أو «اخطبوط العود» عبادي الجوهر، أو صاحب «الحنجرة اللولبية» عفواً أقصد الذهبية رابح صقر! .. وعلى الرغم من احتلال إيران للجزر العربية الثلاث، وتمسكها بالسيادة عليها، إلا أن الإمارات تحاول أن تكون «براغماتية» قدر الإمكان فــــي مواقفــــها مع «الدولة المحتــــلة»، لدرجة أنها تحاول عدم الإضرار بعلاقاتها الاقتصادية المميزة معها! .. ووفقاً لبيانات «مجلس الأعمال الإيراني»، هناك، توجد أكثر من ٨ آلاف شركة إيرانية تعمل في الإمارات في مختلف المجالات، وتمثل الاستثمارات الإيرانية في «الدولة الاتحادية» المرتبة الثانية بعد الأميركية، وتتراوح ما بين ٢٠٠ إلى ٣٠٠ مليار، وتمثل ثروة «الخودموني» المتواجدة هناك حوالي ٣٠ % من حجم الأصول المادية هناك. .. ولا تخفي إيران التعبير عن سعادتها على أنغام رقصة «الدسمال بازي» لوجــــود ما يقــــارب نصف مليون من مواطنيها في الإمارات، بحسب ما يؤكده سفيرها المعتمد هناك، ولا جدال في أن هذا العدد الكبير للإيرانيين في الدولة الخليجية الشقيقة، يعمل على تغيير هوية مجتمعها العربي، ويساهم في ربطه بالثقافة الإيرانية المستورة! .. ووفقا لتصريحات وزير الاقتصاد الإماراتي فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين بلاده وإيران ١٦ مليار دولار، مؤكداً أن الجمهورية الإيرانية تأتي في المرتبة الرابعة بالنسبة للأهمية النسبية لحجم التجارة الخارجية للإمارات مع بقية دول العالم. .. وعلى خلفية الاحصاءات الرسمية الصادرة في الإمارات، فإن حجم التبادل التجاري بين الإمارات وإيران بلغ (١٥.٧) مليار دولار عام ٢٠١٣، فيما كان (١٧.٨) مليار عام ٢٠١٢، و(٢٣) مليار عام ٢٠١١، و(٢٠) مليار دولار عام ٢٠١٠. .. ورغم اتهام إيران بالتدخل في شؤون المنطقة، والتخريب في الساحل العربي، ورغم الفتور السياسي في العلاقات معها، تسعى الإمارات لتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات الاستثمارية مع إيران، والعمل على الاستفادة من الفرص المتاحة في البلدين لتشجيع المشاريع المشتركة. .. ويشكل قطاع الطيران مجالاً فسيحا، وفضاء رحباً، للتعاون بين البلدين، حيــــث تـــقوم «فلاي دبي» وغيرها بتسيير ٢٠٠ رحلة جوية منتظمة أسبوعيا بين البلدين، ولم نسمع أنها خفضت، أو أوقفت، احتجاجاً على استمرار احتلال «جزرهم»، مثلما فعلوا عندما أوقفوا رحلات الطيران من وإلى الدوحة، لمجرد الاختلاف في الموقف السياسي، وهي خطوة لن تسبب سوى الإضرار بمصالح الشعبين الشقيقين، لأن الآخرين لديهم طائراتهم الخاصة! .. وهكذا نجد من خلال «المشهد المبتور» في قرار «المقاطعة»، الذي تم اتخاذه ضد شقيقتهم قطر، أن المحدد الرئيسي في علاقاتهم لا يرتبط بمدى الاقتراب أو الابتعاد عن إيران، بقدر ما يريدون فرض الوصاية على القرار القطري المستقل، الذي لم ولن يتغيّر، مهما زادت حدة الضغوطات. .. وبما أنهم في الإمارات لديهم شغف جارف بأطول برج، وأعرض شارع، وأكبر عمارة، وأضخم «مدواخ»، وأوسع «داعوس»، وأحلى «كندورة» فقد قرروا دخول الموسوعة الدولية للارقام القياسية باتخاذ «أغرب قرار»، وهو الإيعاز لمواطنيهم بعدم السفر إلى الدوحة، وعدم المرور أو العبور من منافذها، وهي قرارات تتعارض مع أبسط «حقوق الإنسان» لدرجة أنه حتى دونالد ترامب «يستحي» أن يصدرها، بل يخجل أي زعيم في داخله ذرة من الإنسانية أن يتخـــــذها، مما يعــــني دعوتهم لقطع «صلات أرحامهم»، حيث لا تخلو أســـرة إماراتية من قريب قــــطري، ولا تخـــلو عائلــــة قطرية مـــــن «خال إماراتي»، وكأننا دولة مصابة بفـــــيروس «الكوليــــرا»، لكننا نريد أن نطــــمئنهم بأن الفيروس الوحيد المضاد للمؤامرات الذي ينتشر في داخلنا، هو قرارنا المستقل. .. ورغم قرارهم الجائر، سيظل ما يربطنا مع أشقائنا في دول «مجلس التعاون» أكبر من «المقاطعة» وسيظل ما يجمع القطريين وإخوانهم الإماراتيين والسعوديين والبحرينيين أعظم من مؤامرات المتآمرين. ولو توقفنا عند الموقف السعودي نجد أن المملكة يفترض أن تمارس دورها بصفتها «الشقيقة الكبرى» التي تبادر لتسوية الخلافات بين الأشقاء وليس «تصفية الحسابات» ويبنغي أن تسعى لرأب الصدع في الصف الخليجي ولا تكون طرفاً من أطراف التصدع! أما «البحرين نور العين أم الزين» فليس عليها حرج في كل هذا الهرج والمرج، لأن قرارها ليس بيدها ولكن عند غيرها، ويريدوننا أن نكون مثلها! ونأتي إلى الأردن التي انضمت إلى دول «المقاطعة» وهذا الأمر كان متوقعاً ولم يكن مستبعداً أو مستغرباً بحكم «الروابط» التي تربط الجانبين! .. عموماً لا ريب في أن قادة الخليج جميعهم لديهم قدر عالٍ من الإجلال والتبجيل والاحترام في نفوس جميع القطريين، وهذه الصورة البراقة لهم، والمكانة الرفيعة لشخوصهم، وضعناها داخل قلوبنا في «إطار أسطوري» لا يمكن لأحد خدشه، ولن نسمح لأحد بالتعرض له، أو النيل منه، أو الإضرار به. .. ويكفي أن شعوب المنطقة يعلمون جيداً أن الخطر الذي يهدد وحدتهم، لا يمكن أن يأتيهم من قطر، ولكن الضرر الذي يستهدف مجلسهم الخليجي يأتي من غيرها! .. أخيراً أقول بوضوح، وبوعي مفتوح، وقلب أكثر انفتاحاً على الآخر، وصدر يتسع لكل المواقف المتباينة بين الأشقاء، إننا بالحوار العاقل، البنّاء، الذي يحترم الرأي الآخر، والموقف الآخر، والقرار الآخر، يمكننا أن نتجاوز أزمة «المقاطعة»ونحافظ على وحدة «مجلسنا الخليجي». أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن حسين الجسمي مع:
شارك صفحة حسين الجسمي على