بدر الدين الزركشي

بدر الدين الزركشي

أبو عبد الله، بدر الدين، محمد بن بن بهادر بن عبد الله الزركشي المصري فقيه و محدث، له مشاركة في علوم كثيرة. وُلد في القاهرة سنة ٧٤٥ هـ، وتُوفي سنة ٧٩٤هـ، رحل إلى حلب وأخذ عن الشيخ شهاب الدين الاذرعي وأخذ عن علماء حلب وسافر إلى دمشق وسمع الحديث من شيوخها.من أبرز شيوخه سراج الدين البلقيني وجمال الدين الإسنوي وابن قدامة المقدسي وأبو الفداء ابن كثير وشهاب الدين الأذرعي.تتلمذ عليه الكثير، وعلى رأسهم: شمس الدين البرمادي المتوفى سنة ٨٣٠هـ، ونجم الدين بن حجي الدمشقي المتوفى سنة ٨٣١هـ.ترك الإمام الزركشي تراثاً علمياً رائعاً ومن مؤلفاته : ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين ببدر الدين الزركشي؟
أعلى المصادر التى تكتب عن بدر الدين الزركشي
مقدمة تعد ظاهرة نقد الصحابية الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها للأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر المسائل أهمية في الفكر الإسلامي، حيث ساد في عصر تابعي التابعين وما بعده رواية الحديث والنظر إلى الأسانيد ونقد الحديث به وهو المعروف بـ"النقد الخارجي"، لكن هناك من السلف من اهتم بنقد المتن الذي هو "النقد الداخلي" وهو النظر إلى معنى الحديث ومعقوليته أو صحته من حيث المتن. إلا أنه أصبح من اللافت للنظر أن تكون عائشة هي من اشتهر بنقد الأحاديث المروية في عصرها تصويبا واستدراكا وردًا، وهي الفريدة والمتميزة بذلك، كونها هي أحفظ النساء اللاتي روين عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأفقههن على الإطلاق، وأكثرهن علما وفصاحة، وروت أكثر من ألف حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي مكن السيدة عائشة من ذلك عدة أمور ١.تمتعها بالذكاء المفرط وقوة حفظها وذاكرتها بالدقة المطلوبة. ٢.شدة قربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يحبها ويوليها الاهتمام الشديد لها. ٣. وقوفها على المسائل التي تتعلق بالعلاقة الزوجية والأفعال النبوية العملية في الحياة العامة. ٤. اشتهارها باستفسار النبي صلى الله عليه وسلم ومناقشتها معه في العديد من النصوص القرآنية والحديثية، وأمثلة ذلك مذكور في محله. ولا غرو أن كبار الصحابة كانوا يلجأون إليها ويسألون عنها ما استشكل عليهم، بل كان الصحابة يأتون إليها للتأكد من الأحاديث المروية، حتى كان أبوهريرة – وهو من أحفظ الصحابة وأكثرهم رواية يأتي إلى مكان قريب من حجرها ليُسمعها بعض الأحاديث، وتنتقد أحاديثه بكثرة، وهو لا يعترض عليها. ولذا قال أبو موسى الأشعري ما أشكل علينا معشر أصحاب رسول الله حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها علما.(١) تقول جيهان رفعت فوزي " أصبحت عائشة المرجع الشرعي لخلفاء الرسول، فقد قال محمد ابن أبي بكر "كانت عائشة قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وهلم جرا إلى أن ماتت"، ولم تكتف عائشة بمجرد الإجابة على تساؤلات الصحابة واستفساراتهم بل إنها استدركت على عدد كبير منهم ما قد توهموا أو أخذوه على غير وجهه من مسائل الدين، فتردهم إلى الصواب كما تراه، ونجد في كل ما استدركت صحة النظر، وصواب النقد، وحضور الحفظ، وجودة النقاش"(٢) وتقول الباحثة آمال قرداش بنت الحسين في كتابها (دور المرأة في خدمة الحديث في القرون الثلاثة الأولى) "إن قائمة الذين عُرفوا بنقد الراويات محدودة، سجلت أسماء لامعة أنعم الله عليهم بالخصائص التي تؤهلهم لأن يمعنوا النظر في النصوص، ويقلبوها على عدة وجوه، ويتفحصوا الظاهر والباطن ليميزوا الخبيث من الطيب، وشاء الله تعالى أن يخلد اسم عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه الأسماء". ولا شك أن هذه الظاهرة تستحق الدراسة والتأصيل والشرح لتكون مفتاحا للباحثين، وهناك العديد من المؤلفات القديمة والحديثة ألفت حول هذا الموضوع، وأقدم من ألف في ذلك الإمام الزركشي في كتابه (الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة)، واختصره السيوطي في كتاب سماه (عين الإصابة فيما استدركته عائشة على الصحابة)، وكتبت الباحثة جيهان رأفت فوزي بحثا في غاية الأهمية في هذا الموضوع بعنوان (السيدة عائشة وتوثيقها للسنة) وهو من أهم ما ألف في هذا الموضوع. وعلى الرغم من أن السيدة عائشة رضي الله عنها تمتعت بقوة الحجة ومتانة النقد إلا أن جميع نقدها لم يكن على صواب خاصة في نقدها لقراءات متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى الطبري في تفسيره عن عروة أنه سأل عائشة عن قوله تعالى {والمقيمين الصلاة}، وعن قوله {إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون} وعن قوله {إن هذان لساحران} فقالت يا ابن أختي ، هذا عمل الكاتب ، أخطئوا في الكتاب. وهذا من أخطاء السيدة عائشة لأن قوله تعالى {والمقيمين الصلاة} كذا جاء في جميع مصاحف الأئمة إلا مصحف ابن مسعود، وهي قراءة متواترة ، وكذا هو في مصحف الصحابي أبي بن كعب، ولذا قال الزمخشري "لا نلتفت إلى ما زعموا من وقوعه لحنًا في خط المصحف، وربما التفت إليه من ينظر في الكتاب ولم يعرف مذاهب العرب وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتتان". وكذلك إنكارها على ابن عباس في قراءة {حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} بالتخفيف، فقالت معاذ الله، بل قل {كذّبوا} بالتشديد، والتخفيف قراءة متواترة صحيحة. وعندما اطلعتُ على مسائل عديدة ووقفتُ على نقد عائشة على كثير من الصحابة في رواياتهم عزمتُ على أن أركز على المنهجية التي اتبعتها عائشة رضي الله عنها في نقدها، وذلك على شكل مقالات قصيرة ومسلسلة. الهوامش (١) أخرجه الترمذي، وانظر " الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة" لبدر الدين الزركشي ص ٣٦. (٢) "السيدة عائشة وتوثيقها للسنة"، تأليف جيهان رفعت فوزي، ص ٤٣
قارن بدر الدين الزركشي مع:
شارك صفحة بدر الدين الزركشي على