أنور أحمد

أنور أحمد

أنور أحمد (١٠ أكتوبر ١٩٥٩ -)، ممثل بحريني.متزوج وله أربع أبناء.معد ومقدم برنامج محليات لمدة ٨ سنوات مقدم لبرامج متنوعة مثل: ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بأنور أحمد؟
أعلى المصادر التى تكتب عن أنور أحمد
لقراءة التقرير أو تنزيله بصيغة بي دي اف انقر هنا التقرير الأسبوعي الرقم ١٣ مقدمة شباب موزعون على الأرصفة، ومناطق التسلية، والأنادي الاجتماعية، عاطلون عن العمل، لا عمل لهم يسد رمقهم، ويلبي حاجاتهم، يعتمدون للحصول على أبسط الخدمات على غيرهم. لذلك أصبح همهم الأول والأخير التقاط الصور وعرضها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والإدمان على المحادثات، والمناقشات في غرف وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تراهم في جميع المواسم والمواقع منكبّون عليها، آناء الليل، و أطراف النهار، لا يرفعون عنها رأسا، ولا يحرّكون سواها ساكنا، مشغولون حتى أذنيهم في القيل والقال، وكثرة الكلام، الشهرة مرماهم، والتعجب مقصدهم. وهناك آخرون يستخدمون مواقع التواصل لأغراض أخرى، يجندّون أنفسهم في الاستغلال عنها، وتحقيق أهدافهم فيها، ينتهزون الفرص، ويصنعونها، ويديرونها لصالحهم. البعض منهم يروج أفكارا، ويبحث لها عن أرضية صالحة لزرعها؛ لذلك لا يملّ ولا يفتر، يخطط وينفذ كما خطط، ولا يكون جزءا في تخطيط الآخرين. الناس في مواقع التواصل الإجتماعي ليس نوعا واحدا، بل أنواع وأصناف، وفيهم الفائزون في المعركة وخاسرون، ويتناول التقرير مواقع التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمع الصومالي سلبا وإيجابا. اشهر مواقع التواصل الاجتماعي نحن في عالم تقاربت أطرافه وأصبح كقرية صغيرة بفضل التكنولوجيا بأنواعها ولكن مع وصول الإنترنت إلى الساحة أضاف إلى الحياة البشرية الكثير من المظاهر، وغيّر نمط الحياة كليّا، مما أوجد الكثير من الإيجابيات التي يجب الاحتفاظ بها، والسلبيات التي ينبغي التخلص منها، ومن المظاهر ما يعرف بالمواقع الالكترونية متعددة الاغراض، والتي ساهمت وبصورة لا مثيل لها في ايصال المعلومات بأسرع ما تكون من أقصى الأرض إلى أدناها بغمضة العين وانتباهها، وعلى رأس تلك المواقع مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وصلت اليوم إلى حد لا يوصف، حيث سدّت مسدّ الجميع، فهي اليوم قناة فضائية، وإذاعة مسموعة، وصحيفة مقروءة، لم تترك مجالا لمتعقب، ومن أشهر تلك المواقع المواقع الآتية ولكل ميزته ومساويه. ١ فيس بوك. ٢ تويتر. ٣ انستاغرام. لقد ساهمت هذه المواقع وغيرها في فتح قنوات الاتصال، والتواصل بين مختلف الجنسيات والأعراق والأعمار بشكل كبير حتى صار العالم قرية صغيرة. الفيس بوك تحتل الصدارة بسبب تكوّنه، وسهولة استخدامه، يتمتع موقع فيس بوك شهرة واسعة لدى سكان الأرض، باختلاف أجزائها، حيث يضم أكثر من مليار مستخدم، وجاء في مقال كتبه الكاتب والاعلامي المصري عماد عنان، "بحسب آخر إحصائيات رواد هذه المواقع في العالم العربي، هناك ٩٠ مليون مستخدم لموقع "فيسبوك" في ٢٢ دولة عربية، بنسبة قدرها ٢٣% من إجمالي عدد السكان، وجاء موقع "تويتر" في المركز الثاني بإجمالي عدد مستخدمين يقدر بـ ٥٠ مليون. أما من حيث نوع وأعمار رواد شبكات التواصل، فإن عدد الذكور المستخدمين لهذه المواقع بلغ ٦٥%، مقابل ٣٥% من الإناث، كما تصدرت فئة الشباب التي تتراوح أعمارهم بين ١٥ و٣٥ عامًا قائمة المستخدمين لتصل إلى ٧٠% من إجمالي عدد رواد هذه المواقع في العالم العربي". وفي مقاله هذا ذكر الكاتب "أن الإحصائيات أشارت إلى تصدر الصومال وجيبوتي وجزر القمر، قائمة الدول الأقل استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث بلغ العدد في الصومال ٣١٠ ألف مستخدم، وفي جيبوتي حوالي ٨٨ ألفًا، وفي جزر القمر حوالي ٤١ ألفًا" . لهذا يكون موقع فيس بوك على الصدارة، ويتقدم على غيره من المواقع المستخدمة للتواصل الاجتماعي في العالم العربي، بما فيه الصومال. الهواتف الذكية تساهم في انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مما ساهم في انتشار استخدام تلك المواقع، تطبيقاتها التي تتوفر في الشبكة العنكبوتية، وسهولة استخدامها في الهواتف الذكية، والتي تشتغل ببرنامج أندرود، بالإضافة إلى سهولة حصول تلك الهواتف بأسعار منخفضة في كثير من الأحيان، وخفة وزنها، بحيث يستطيع مستخدمو تلك المواقع بواسطة الهواتف التنقل بكل البساطة معها، بالإضافة إلى وجود كاميرات عالية الجودة في بعضها، مما يسمح لهواة الصور التقاط صور متباينة في الدقة، وعرضها في المواقع، للحصول على أكبر كمية إعجاب عليها من المشاركين فيها، الأمر الذي يهواه الكثير. تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الحياة العامة لكل مسمى من اسمه نصيب هكذا قال من قال، فتلك المواقع غايتها العظمى التواصل، وأن تؤدي عملها كهمزة وصل بين الناس، ولكن لا تقتصر على هذا العمل فقط، فلكل مستخدم غرضه الخاص، ويسعى البعض إلى التأثير على الآخرين من خلال التغريدات عبر حسابه الخاص، يفكر فيه نهارا ويحلم به ليلا، وتلك الجهود لاتذهب سدى بل تؤتي ثمارها أحيانا، سياسيَّةً كانت تلك التاثيرات أو أمنيةً أو إجتماعيةً أو فكريةً أوغيرها. وفي مقال كتبه الكاتب الصومالي أنور أحمد ميو قال "يمكن القول بأن تأثير مواقع التواصل الاجتماعي – ومن أهمّها فيسوك، وتويتر – ليس محصورا على الجانب الاجتماعي والاقتصادي فقط، غير أن تلك المواقع في بعض الأحيان تلعب دورا أساسيا في التأثير على المجال السياسي وتعبئة الجماهير، وتخلق مناخا سياسيا ضاغطا، وثورات عارمة، كما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا قبل سنوات في أيام ثورات الربيع العربي التي أسقطت حكاما شموليين كانوا في سدة الحكم لمدة ثلاثين عاما وفي بعض الأحيان أربعين عاما، وساهمت تلك المواقع الاجتماعي في تحشيد المتظاهرين وتعبئتهم" . • التأثير السياسي فالسياسة ليست بعيدة عن زوابع تلك المواقع، بل وُجِدَت في مهب رياحها، ومن أراد تأثير جمهور أو طائفة معينة، ، أونشر أفكار سياسية يروج لها، أو تنديد سياسات أخرى، وَجَدَ أن مواقع التواصل أنسب أرضية لضالته، وعلى أية حال فإن للمواقع المذكورة ثأثيرات سياسية لكنها نسبية في سلبياتها وإيجابياتها، وهي أشبه ما تكون فرصة بالنسبة إلى الجميع، يستغل منها من فطن إليها، وأحسن استخدامها، فالأحزاب السياسية مثلا استطاعت تنظيم صفوفها وإيصال رسائلها إلى مؤيديها بواسطتها، وحشدهم لمناهضة قضايا، وتأييد أخرى لمصلحة ما، ومعلوم أن مواقع التواصل لعبت دورا بارزا في تحشيد الشباب في ساحات الحراك الشعبي إبان ما يسمى بالربيع العربي أو سميه خريفا إن شئت، ومن نافلة القول أن هذه المواقع بمثابة صواريخ عابرة للقارات، بل أكثر سرعة، وابلغ ثأثيرا، سلاح على يد الجميع. وأشارت تقارير إلى إعلاق شركة تويتر حسابا روسيا تم إنشاؤه للتأثير على السياسة الأمريكية، وبحسب التقارير كان الحساب الذي يحمل اسم " جينا أبرامز" تابعا لوكالة أبحاث الإنترنت المرتبطة بالكرملين، واعتبر ذلك الحساب بأنه الأقوى، وأشد تأثيرا من بين جميع الحسابات التابعة لتلك الوكالة؛ لأنه حصد في ذروة نشاطه أكثر من ٧٠ ألف متابع من بينهم أشخاص على صلة بإدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب. • التأثير الأمني تشكل مواقع التواصل الاجتماعي تهديدا على الأمن العالمي، بحيث إن الجماعات الإجرامية تبث أفكارها المسمومة، وتصطاد ضعفاء العقول من خلالها، تجند لمصالحها من وراء حدودها، وتخطط لتنفيذ عمليات في أماكن لا تواجد لها فيها، وهذا ما لا تستطيع الشرطة التفطن له، بل جديد كليا في قاموس مباحثها، وملاحقاتها. تكتيكات مرنة تتبعها الفرق الاجرامية بكل أطيافها، وأنواعها لادخال عملياتها في حيز التنفيذ، طرح الدكتور محمد مراد في دراسة أعدها بعنوان " شبكات التواصل الإجتماعي أخطر التحديات الأمنية المعاصرة "أن الحلول الأمنية بمفردها لا تحقق الأهداف المأمول تحقيقها في مثل هذه المجالات، وأن الاقناع الفكري، والتنفيد العقلي يكون الأعمق تأثيرا، والأنجح علاجا" . وتقوم بعض الدول بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب أمنية، رغم الانتقادات التي توجه لها من قبل منظمات حقوق الإنسان، وعلى سبيل المثال حجبت إثيوبيا بعض وسائل التواصل الاجتماعي في شهر ديسمبر الجاري لأسباب أمنية، وذلك بعد اشتداد الاشتباكات بين الجماعات العرقية في مختلف أنحاء البلاد. وأفادت التقارير أن السلطات الإثيوبية حجبت موقعي فيسبوك وتويتر، بعدما ظهرت تقارير عن عمليات قتل بأيدي قوات الأمن في منطقة أوروميا. . • التأثير الاجتماعي كما مر بنا آنفا فإن تأثيرات تلك المواقع لا تنحصر على الايجابيات فقط أوالسلبيات فحسب، بل صارت بالنسبة إلى شرائح كبيرة من المجتمع بمثابة وحدة التحكم عن بعد، وعلى أي غرض تنفذ لا تأبى، نبيلا كان ذاك الغرض أو خسيسا، ما يعود على المجتمع بالنفع، مثل تحسين الوعي، واستغلال عنصر الانسان على أكمل الوجوه، مع وجود هذه المواقع لم تعد ثمة عوائق، وعقبات لتوعية المواطنين، فكل ما على المعنيين بالأمر، أو المهتمين به أن يحسنون الاستغلال، ويتفرصوا الفرص؛ للحيلولة دون ذهاب تلك الجهود سدى. ويمكن للجميع تقديم توجيهات، ودورات، وتحذيرات لأكبر عدد ممكن، وفي أقصر وقت، دون اللجوء إلى استنزاف كل الموارد والقوى بل بنقرة واحدة. وفوق هذا كله فهي صالحة لاستخدامها كوسيلة للدعايات الهادفة، وهذا ما يحدث في غالب الأوقات. أفكار تروج، وبضائع تباع وتشترى، بمناقصات أو مزايدات، وفيها الرابح والخاسر، بقدر ما تعتبر مجالا لخلق فرص لنشر الحقائق، والتدرب عليها دون أيما إقدام واحجام، الكل فيها أتراب وأنداد، وميدان لتغيير القناعات، والتاثير على الآخرين.  المخاطرالاجتماعية مما سبق يتضح أنه وبالرغم مما تمثله هذه الشبكات من متنفس حقيقي للمواطن للتعبير عن أرائه ومعتقداته وفكره بحرية تامة، فضلاً عن كونها مساحة جيدة لتوسيع دائرة العلاقات والمعارف، إضافة إلى إثرائها لمنظومة الفرد الثقافية والتوعوية، إلا أنه وفي نفس الوقت تشكل خطرًا وتهديدًا مباشرًا على المجتمع، إذ إن المواقع عبارة عن سلاح ذي حدين، فيها النفع وفيها الضر، ومن مساوي مواقع التواصل الاجتماعي مايلي قتل الوقت يضيع بعض المستخدمين الكثير من الوقت الذي هو رأس مال عمر الإنسان في الجلوس أمام هذه المواقع، مما يؤثر على علاقته مع أهله وأصدقائه داخل محيط الأسرة. انعدام الخصوصية حيث تصبح ملفات المشاركين الشخصية عرضة للجميع، بما فيها من بياناتهم وصورهم الخاصة، وهذا قد يمهد الطريق إلى التجسس والمراقبة لكل تحركات وأقوال وأفعال المستخدمين، وهو ما ينعكس سلبًا على حياته العامة. نشر الإشاعات والأخبار المغلوطة مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت واقعا لا يمكن التجاهل عنه، ناب عن كثير من وسائل الإعلام المرئية، والمسموعة، وكذا المقروءة، تعرض فيها الاخبار المرئية، قبل أن تصل إلى القنوات الفضائية وبعدها، وتنشر فيها المقالات، والتقارير، قبل أن تسطر في الصحف، وتذاع فيها الأنباء قبل الإذاعات، وهذا كله بدون مراقبة تَحُدُّ، أو خوفٍ من محاكمةٍ، مما أدى إلى كثرة تناقل الشائعات والأخبار المغلوطة، ومن جراء تلك الأمواج المتلاظمة الهائجة، تأثر الكثير من رواد الموقع سلبا أو إيجابا، ومن التأثيرات الإيجابية ما نراه من بعض أفراد المجتمع، حيث كانوا يشددون في مواقع وقضايا لا ينبغي التشدد فيها، وبعد نقاشات دارت بينه وبين آخرين بدأ يهدأ، ويتنازل عن بعض ما كان يؤمن بقدسيتها خطئا، والعكس صحيح أيضا، إذ أن البعض وبعد الانضمام إلى هذا العالم الافتراضي جلبتهم بعض ما ينشر في بعض الصفحات، وذهبت به إلى ما لا يحمد عقباه بسب لقمة عيش، أو كبوة عقل ساه. وعلى العموم فالعالم الافتراضي سيف ذو حدين، له مآخذه ومناقبه، وآثاره الإيجابية والسلبية، ينفع ويضر وضره أكبر من نفعه. يتداول الناشطون أحيانا أخبارا غير صحيحة وكاذبة، وفي ظل تراجع مستوى الوعي الكافي تصبح هذه الأخبار محل ثقة لكثير. تكريس القبلية من سلبيات مواقع التواصل في بلادنا تكريس القبلية وخاصة في ظل ما يسمونه الفيدرالية المشؤومة، التي تضع حدودا وهمية مصطنعة بين الشعب الواحد، على أسس قبلية لا يستفاد منها سوى الويلات. هناك صفحات في مواقع التواصل الإجتماعي تحمل اسم القبائل بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، وقد تحمل أحيانا أسماء ولايات، وتنشر في تلك الصحفات مايؤدي إلى تفرقة الشعب وتجزئته إلى فئات متناحرة. تؤجج العداوة بينها، وتمثل أبواقا للحرب، يبث من ورائها سماسرة الحرب والكراهية سمومهم، منشورات تلك الصحفات لا تتعدى كونها تخدم لمصلحة قبيلة على حساب القومية، وبهذا يكون كمن يهدم مصرا ليبنى قصرا. ترويج الافكار الدخيلة طالما أن مواقع التواصل الاجتماعي مفتوحة الأبواب، لا يحدها حد، والناشرون فيها يتمتعون بكامل الحرية، ولهذا فمن خلال هذه الحرية ينشر البعض افكارا دخيلة تصادم تماما ماعليه المجتمع الصومالي المحافظ بطبعه، أفكار يروجها من يروجها لسبب من الاسباب، إما لأنه اقتنع بها، أو تم استئجاره وتجنيده للقضية، تحت تحفيزات مادية. ومن تلك الأفكار مايسمى بعلمنة المجتمع باسم التنوير، والتحرير، حيث تجري في مواقع التواصل مناقشات تثار فيها الشبهات منقولة من كتب المستشرقين بواسطة النسخ واللصق، في حين لا يعارضها من هو أهل لردها، وتزييف حججها الواهية؛ التي هي أضعف من بيت العنكبوت، ومن نور الحباحب. • الخاتمة وفي النهاية تجدر التوصية بضرورة الإنتباه لما يبث في مواقع التواصل الإجتماعي، من أفكار هدَّامة، ومقارعتها بأخرى بنَّاءه، كما يجب على الجهات المختصة إطلاق حملات توعوية تهدف للحفاظ على الثقافة الصومالية التي تتعرض لتهديدات بسبب الأفكار الدخلية والهدامة التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر، ويتأثر بها المواطنون، وخاصة المراهقون والشباب؛ الذين كما تشير إليه الإحصائيات يعتبرون أكثر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
قراءة وإعداد أنور أحمد ميو يتميز الكتاب الذي ألفه الأستاذ سيّد علي شيخ حسين معلم شريف في ٢٠٠٨م بأنه من أهم الكتب التي تناولت مدارس تحفيظ القرآن الكريم أو الكتاتيب الخلاوي القرآنية أو "الدكسي" كما هو المعروف، والكتاب يقع في نحو مائة صفحة من القطع الوسط، من غير ذكر مكان وتاريخ الإصدار. يرسم الكتاب بعض معالم الرحلة الطويلة لأهل الصومال مع دكسي القرآن الكريم والدور الذي قام به في نشر القرآن والدعوة الإسلامية في أوساط المجتمع الصومالي. يذكر المؤلف أن الدكسي في المدن شهد تطورا ملاحظا من حيث المواد الدراسية والدعم المالي والمؤهلات العلمية ومن حيث شكل بنائه، وكل ذلك بعد أن وفدت إلى البلاد أفواج من المنظمات والهيئات الإسلامية العالمية وعودة خريجي بعض الجامعات، بخلاف الدكسي في البادية الذي أصابه ضعف شديد من كل الجوانب، ومع ذلك هناك تحديات وسلبيات صاحبت تلك التطورات من أهمها عدم إجادة الكتابة بشكل جيد، وكثرة غياب المعلمين وترك المسؤليات للمساعد (الكبير)، وكثرة المواد الإسلامية التي أدخلت في الدكسي وتأثيرها على حفظ القرآن. يتكون الكتاب من سبع فصول وخاتمة وملحقات. ففي الفصل الأول يتعرض المؤلف للتعريف بالصومال وموقعه الجغرافي وانتشار الإسلام فيه وتاريخ دخوله إلى تلك المناطق، وجهود علماء الصومال في نشر الإسلام والفقه الشافعي واللغة العربية ومقاومة التنصير والغزوات، ومنزلة القرآن عند الصوماليين، والمناطق المشهورة بحفظ القرآن في الصومال. وفي الفصل الثاني يتحدث المؤلف عن تعريف "الدكسي" لغة واصطلاحا، والمراحل التاريخية لتلك الخلاوي القرآنية، وأنه أساس التعليم النظامي في الصومال، وكيفية تأسيس الدكسي، والعرف الصومالي للواجبات تجاهه، والتطورات التي حدثت بتحفيظ القرآن، وأهداف الدكسي، وسنّ تسليم الطفل إلى المعلم، وشروط الدكسي، وغيرها. وفي الفصل الثالث فترات دراسة القرآن في الدكسي، وطريقة تدريس القرآن، والأبجدية القرآنية وصوملتها، وعملية تصحيح الألواح وغسلها، والوسائل التعليمية في الدكسي. وفي الفصل الرابع النظام الإداري في دكسي القرآن الكريم، من مساعد المعلم (الكبير) والإجازات والعطلات، والمكافآت والعقوبات، وأنواعهما، والضرب، وضرب "الشمس وضحاها"، ومشكلات الإدارة فيها فيما يتعلق بالمعلمين والطلاب، وحلول مشكلات دكسي القرآن الكريم، وتشمل حلول بعض مشكلات المعلمين والطلاب، وبيئة المدرسة، وهجر القرآن، وغيرها. وفي الفصل الخامس مراجعة القرآن الكريم وأهميتها، وأقسامها المراجعة التركيزية (fardambe)، والمراجعة الفردية، والمراجعة الترجيعية (dareeris)، والمراجعة العودة (naqtiin)، والأمور التي تشجع على المراجعة، والقراءة الجماعية للقرآن (سبع) أهدافها أوقاتها فوائدها. وفي الفصل السادس الأنشطة المتعلقة بالدكسي، مثل المسابقات القرآنية في الداخل والخارج، طلب دعاء المطر، دعاء كسوف القمر والشمس، تعليم الصلاة، قراءة السبع والشافي، مسابقات في علوم أخرى، اجتماعات مع هيئة التدريس، ومع أولياء الأمور، محاضرات دورية، الحفلات والمناسبات. وفي الفصل السابع مستقبل دكسي القرآن الكريم في الصومال، وتوصيات المؤلف لتطوير الخلاوي القرآنية وهي ١٣ توصية من أهمها تأهيل المعلمين، وإعداد كورسات دورات تعليم علوم القرآن والقراءات، والسعي إلى إيجاد مشاريع بناء دكسيات للبنين والبنات بأرض مخططة وليست عشوائية، وإيجاد منهج يشمل تحفيظ القرآن ودراسة العلوم الشرعية. أما اقتراحات المؤلف فهي ١٠ مقترح، من أهمها دعم التجار بالدكسي، وطباعة مقرراته، وتحديد رسومات الدكسي، وتنشيط دور الفتيات في التحفيظ، وتعيين إدارة عامة للإشراف والرقابة على الدكسي، وعمل حدود وضوابط للعقوبات البدنية في الدكسي، وتغيير شكل ومظاهر الحالية للدكسي، وبناؤه بالمواد الثابتة كالحجر والطوب والأسمنت بدلا عن العود والأخشاب. وبعدها الخاتمة، وقائمة المصادر والمراجع.
توفي ليلة الجمعة الماضية العالم الرباني والداعية الصومالي الشهير في القرن الإفريقي الشيخ عبدالله عمر نور الملقب بـ(بارك الله)، صاحب كتاب "مسيرة الاسلام في الصومال الكبير". ويعدّ الفقيد من العلماء الأجـلاء البارزين والمعروفين في القرن الإفريقي والعالم الإسلامي، وله إسهامات كبيرة في المجال الدعوي في القرن الإفريقي. ولد الشيخ عبدالله عمر في مدينة قلافي بالصومال الغربي، وبدأ الشيخ تعلّم القرآن الكريم والحلقات العلمية لدى الطريقة المشهورة بالبارجونية، ودرس على يد الشيخ محمد الشبلي (والد الشيخ محمود محمد الشبلي المعروف لدى الصوماليين والقاطن في مدينة نيروبي). وخلال الخمسينات من القرن الماضي سافر الشيخ عبدالله عمر نور إلى أرض الحجاز خاصة المدينة المنورة ، حيث انضم الى الحلقات الدينية في المدينة، وتتلمذ على يد الشيخ محمد الصومالي ، واستفاد الشيخ عبدالله من هذه الحلقات حيث تخصص كثيرا في مجال العلوم الشرعية وخاصة علوم الحديث وأتقنها بصورة بارعة. ثم انتقل الشيخ إلى مدينة الرياض حيث التحق بالمعهد العلمي بمدينة الرياض والتقى بالشيخ ابن باز رحمه الله تعالى. وخلال تواجده في مدينة الرياض تم افتتاح الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وأصبح الشيخ عبدالله عمر نور أول طالب تم تسجيله بالجامعة، ليكون بذلك أول شخص يلتحق بهذه الجامعة. وبعد الانتهاء من تعليمه بالمدينة المنورة رجع الشيخ الى الصومال ، وبدأ بتدريس العلم الشرعي للطلبة الصوماليين، وتتلمذ على يد الشيخ علماء أجلاء في الوقت الحالي منهم الشيخ محمد عمر نور درر المفسر الشهير المقيم في مدينة هرجيسا شمال الصومال، وأيضا الشيخ نور بارود غرحن العالم والمفسر والمتحدث باسم هيئة علماء الصومال، والشيخ الراحل عبدالقادر نور فارح جعمي ، والشيخ علي جوهر شيخ مدينة بورما ، والشيخ علي ورسمة حسن المقيم في مدينة برعو، والكثير من العلماء الربانيين المشهورين في القرن الإفريقي والعالم الاسلامي. وللشيخ عبدالله باع طويل في مجال الكتابة والتأليف، وأصبح كتابه (مسيرة الإسلام في الصومال الكبير) أحد أهم المراجع التي تتناولت الشأن الصومالي والقرن الإفريقي، وتحتفظ معظم المكتبات الصومالية والعربية والاسلامية بهذا الكتاب. والكتاب يحاول تتبع مسيرة الإسلام بدون التركيز على جوانب بعينها بل يشمل التاريخ القديم والحديث ويشمل اليقظة الحديثة والصحوة الإسلامية، كما يتناول مراكز العلم في أنحاء الصومال الكبير، وقد أنفق فيه جهدا كبيرا. ويقول تلاميذه وأصدقائه إن الشيخ عبدالله كان طيبا وذاكرا لله في معظم أوقاته، وكان حسن الخلق والتواضع معلما ربانيا ومحبا لإيصال الخير للجميع. يقول الأستاذ أنور احمد ميو في تغريدة له البارحة "رحم الله الشيخ عبد الله عمر نور الداعية الصومالي المخضرم..صاحب كتاب (مسيرة الإسلام في الصومال الكبير)، لم ألتق به، إلا أنني عند إعدادي الماجستير في (تأثير الأزمة السياسية على التيار الإسلامي في الصومال)، النصف الأول من عام ٢٠٠٩م اتصلت بكاتبٍ نسيتُ اسمه في شبكة الصومال اليوم، الذي أعدّ أهم المراجع الموجودة عنده.و طلبت منه نسخة من هذا الكتاب، فأعطاني رقم هاتف الشيخ، وكان الشيخ متواجدا في العاصمة الصومالية مقديشو رغم ظروف الحرب والصراع المرير آنذاك،فقال الشيخ إن جميع نسخ الكتاب نفدت، ويرجو طباعته من جديد، ثم أهدى إليّ نسخة تجريبية خاصة مصححة بالقلم الأحمر، كي أستفيد منه، وكان فيه فصل جديد حول المحاكم الإسلامية، وهذا دليل على حرص الشيخ في إفادة الطلبة، وتواضعه..رحمه الله.." وتوفي الشيخ ليلة الجمعة الماضية ١٤ ٩ ٢٠١٧م الموافق ٢٢ ذي الحجة ١٤٣٨ هـ في مستشفى بمدينة أديس أبابا بعد صراع مع المرض، لزم من أجله الفراش لعدة شهور، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. * ملاحظة خلال كتابتي لترجمة حياة الشيخ استعنت بالصحفي الصومالي الشهير عبدالرزاق حاج عتوش ، والذي بدوره بحث عن سيرة الشيخ.
كتاب (الحركات الإسلامية الصومالية مراحل النشأة والتطور) كتاب معاصر صدر حديثا لمؤلفه الكاتب المؤرخ أنور أحمد ميو من مقديشو، يتناول تاريخ الحركات الإسلامية في الصومال بشكل مختصر، ويحلل المواقف والشخصيات المرتبطة بتلك الحركات ومساهمتها في صناعة الأحداث الراهنة في البلاد بتجرد عن العواطف والانحياز. يتحدّث المؤلف عن مراحل نشأة وتطوّر التيارات الإسلامية في الصومالمرتّبا إياها إلى ثلاثة أجيال ما قبل الاستقلال تعتبر المعاهد الأزهرية والسعودية صاحبة السهم الأكبر في زرع الثقافة الإسلامية في الصومال من جديد بعد تهميشها ومحاربتهامن قبل الاستعمار الأوربي، وقد أخرجت تلك المعاهد اللبنة الأولى من كوادر التنظيمات الإسلامية التي ظهرت في السبعينيات. فترة السبعينيات حتى بداية التسعينيات وقد أخذت تلك الفترة الطابع التنظيمي حيث ظهرت في تلك الفترة معظم التنظيمات الإسلامية الموجودة في الساحة، كما ظهر معظم الكوادر الإسلامية المعروفة. فترة التسعينيات حتى بداية الألفية الثالثة وهذه الفترة شكّلت ظهور التيار الجهادي وهيمنته على ساحة الحركات الإسلامية، وحدوث تصدعات في صفوف بعض التنظيمات، وقد شهدت تلك الفترة أوسع انتشار للحركات الإسلامية في البلاد خصوصا في وسط وجنوب الصومال. نشأة الحركات الإسلامية بدأت رياح الثقافة الإسلامية المعاصرة تهبّ نحو الصومال في وقت مبكر نسبيا خلال حقبة الاستعمار حسب ما ورد في الكتاب ، خصوصا في فترة الوصاية الإيطالية، عندما أنشئت "الرابطة الإسلامية في الصومال" كأول منظمة إسلامية فاعلة وهادفة، سعت لمحاربة الأنشطة التنصيرية ومحاولات التغريب وتغيير الهوية، كما قامت بحملات دعم وتقوية اللغة العربية في مواجهة اللغات الأجنبية الأخرى. وتوالت بعد ذلك التنظيمات الإسلامية التي ساهمت في نجاح الصحوة الإسلامية في البلاد، ورغم أن البيئة لم تكن مناسبة طول الوقت لاحتضان المشروع الإسلامي غير أنه نجح في تكوين قواعده ومراكزه، ولقي القبول لدى شريحة واسعة من المجتمع، مما ساهم بشكل مباشر في نجاح المشروع وصموده في وجه المحاولات الرسمية لإيقاف مدّه. الأهداف والرؤى حملت معظم التنظيمات الإسلامية نفس الأهداف والرؤى متمثلة بتطبيق الشريعة الإسلامية وأسلمة المجتمع ثقافة وفكرا، وتصحيح العقيدة والسلوك، وهذا رغم تباين الخلفيات التنظيمية والفكرية لديها، ما جعل مسار تلك الحركات يختلف عن بعضها، حيث سلكت بعض التنظيمات مسلك الشدّة في تحقيق أهدافها، وبالغت في استخدام القوة حتى حققت سيطرتها على كبريات المدن في الجنوب وطبّقت فيها الشريعة، بينما سلك آخرون مسلكا ودّيا يتّسم بالهدوء. ولاحقا قامت بعض تلك الحركات بمراجعات ذاتية لمناهجها وأسلوبها، مع الاحتفاظ بنفس الأهداف، وذلك لفشل الأساليب العنيفة وعدم جدواها، ونجحت الاستراتيجية الجديدة في تغيير القناعات السلبية لدى بعض فئات المجتمع من الحركات الإسلامية. دور الحركات الإسلامية في تصحيح الفكر الديني لعل أبرز وأنجح دور للحركات الإسلامية في الصومال هو النشاط الدعوي القوي الذي قامت به بين المجتمع، ونشر العقيدة الصحيحة، ومحاربة الجهل، وهذا هو الدور الرئيسي للحركات الإسلامية بمختلف فئاتها. ويَعتبرُ الكِتابُ الشيخ محمد معلم رائدا وقدوة في هذا المجال، حيث شكّلت حلقته في مسجد عبدالقادر حجر الأساس لحركات الصحوة الإسلامية، وتخرّج منها جيل من الدعاة هم أساس الصحوة وعمودها، وسعى هؤلاء لنشر الدعوة في العاصمة حيث كانت مراكز الحركات الدعوية. ولا تزال الساحة الدعوية في الصومال حتى الآن نشطة وفعّالة، دور الحركات الإسلامية في السياسة يذكر المؤلف أنه بعد انهيار الحكم المركزي في الصومال وجدت بعض التيارات الإسلامية فرصة في ذلك للقيام بتأسيس دولة إسلامية في البلاد، فأخذوا الأسلحة وأقاموا المعسكرات وخاضوا الحروب حتى تمكنوا من تأسيس عدة إمارات في الشرق وفي الجنوباستمرت لسنوات عديدة قبل أن يقرر البعض إلقاء السلاح والعودة إلى الدعوة السلمية، بينما قرّر آخرون الاستمرار في النهج والطريق. وشارك الإسلاميون لاحقا في مؤتمر عرتة لانتخاب الرئيس عبدالقاسم صلاد حسن، ولم تصمد حكومة الرئيس طويلا في الساحة، حتى قامت ثورة المحاكم الإسلامية في جنوب الصومال ووصل الإسلاميون إلى ذروة الحكم في البلاد، كما وصل رئيس المحاكم إلى القصر الرئاسي بعد ذلك بفترة. ويعتبر البعضُ–كما ذكر المؤلف الرئيس حسن شيخ محمود ومجموعته من الإسلاميين (الدم الجديد)، رغم نفي الحركة، إلا أن نفوذها كان واضحا في مفاصل الدولة وأركانها. ويعتقد الكثيرون أن الإسلاميين نجحوا بشكل نسبي في تحقيق الأمن والاستقرار في المناطق التي حكموا فيها لولا الانشقاقات الداخلية والتأثير الخارجي. وأخيرا يمثل الكتاب مرجعا هامّا للحركات الإسلامية ومراحلها المختلفة في الصومال، يتيح للباحث تفاصيل المراحل والأسماء والظروف والدوافع التي صاغت القرارات النهائية، وبالتالي ساهمت في تشكيل الخريطة السياسية للصومال.
قارن أنور أحمد مع:
شارك صفحة أنور أحمد على