أحمد موسى

أحمد موسى

احمد موسى ، إعلامي مصري، عرص يقدم عدة برامج على قناة صدى البلد المصرية. تعرض لإنتقادات كبيرة لمواقفه المثيرة للجدل أهمها مهاجمته غزة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)؛ بأخبار ملفقة مكذوبة.يقدم برامج : ستوديو البلد ، و على مسئوليتى ، كلام : على مسئوليتى .في ٢٠١٥م قال بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي التي قتلت عز الدين القسام، واتهم النائب في التشريعي مشير المصري بذلك .مع العلم أن حركة حماس تأسست في ١٩٨٧م، والقسام قُتِلَ في ١٩٣٥م على يد الانجليز أي قبل ولادة مشير المصري المتهم بالموضوع.أدّ اتهام أحمد موسى لحماس ولمشير المصري بشئ حدث قبل ولادة مشير المصري بردود أفعال كبيرة في الشارع الفلسطيني والعربي، وانتشرت المقاطع الساخرة من نزاهة الاعلام المصري على وسائل التواصل الاجتماعي. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بأحمد موسى؟
أعلى المصادر التى تكتب عن أحمد موسى
أحمد علي يكتب في كلمة صدق قراءة في الرسائل الواردة في حوار الأمير ............................................... سيادتنا الوطنية خط أحمر .. ولن نغلق الجزيرة ..................................................... عاشت قطر فجر اليوم، بمواطنيها ومقيميها، وساكينها المسكونين بحبها، المصطفّــين خلـــف قائدها ورمزها الوطني «تميم المجد» حدثاً إعلامياً مهماً، من خلال متابعة مختلف أوساطها ووسائطها، الحوار التليفزيوني الذي أجراه المذيع الأميركي صاحب الشهرة العالمية «تشارلي روز»، الإعلامي المخضرم في شبكة (C.B.S) الأميركية، مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. لقد جـــــاء الحـــوار صـــريحــاً في أسئلته من جـــانب المحاور، صادقاً في أجوبته من طرف أميرنا القطري التميمي العربي، الذي عرفنا الصدق في كل أقواله، ولمسناه في أفعاله, وعشناه وعايشناه في جميع مواقفه. .. ولكل هذا لم يكن الحوار المتلفز حواراً عادياً عابراً، وإنما كان حافلاً بالكثير من الرسائل القطرية الموجهة إلى الخارج والداخل، خاصة أنه جاء في ظروف استثنائية تعيشها البلاد، في ظل الحصار الجائر المفروض عليها من دول «التآمر الرباعي». .. ولعل ما زاد من أهمية الحوار، دخول الأزمة الخليجية المفتعلة منعطفاً جديداً، بعـــــد إعـــلان أمير دولة الكويـــت الشــقيـــقة ســـمو الشــــــيخ صبـاح الأحمد الجابر الصباح ــ صــاحــب الوساطة الكويتية ــ في خطابه أمام «مجلس الأمة»، أن الأزمة تحمل في طياتها احتمــــالات التـــطور، محـــــذراً من أن تصعــــيدها ســــتكون له نتائــــج بالغـــة الضـــرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها. .. وفي إطار هذا التطور، من الواضح أن الأزمة لا تتجه إلى تسوية قريباً، حـــيث لا يبــدو ما يشــــير ــ حــــتى الآن ــ إلى ظــهور بوادر لانفراجها، مما يؤشر إلى أن الجميع خاسرون فيها، وفي مقدمتهم الذين افتعلوها وأشعلوها، وهو الأمر الذي يخدم في نهاية الأمر، مصالح غيرهم في المنطقة. لقد اعتقدت دول «التحالف الرباعي» المتآمر على قطر، أن بإمكانها تحقيق مكاسب فورية على حساب الدوحة، من خـــــلال تبــني مواقـــــفـــها العدائيــة المبــــالغ فيــها ضــــدها، وبـعـــد فشـــــل الاستــــــراتيجيـــة الـــــتي اعتمــدتها فــــي مؤامـــرتها لإخضاع الـــــقـــرار القــطري المستقـــل، سعت الدول المأزومة إلى تأزيم الأزمة المتأزمة، اعتقاداً منها أن قطر ستضعف معنوياً وسياسياً واقتصادياً، وأنها ستستسلم لمطالبهم مع مرور الوقت! .. وعلى هذا الأساس، ليس مفاجئاً لي ولغيري من الإعلاميين المتابعين لتطورات الأزمة الخليجية، أن تختلف قراءاتهم لإجابات «صاحب السمو» على أسئلة المحاور الأميركي البارع، غيــــــر أن الذيــــن تابعــــوها بدقة يدركــــون جيـــداً أن ســـــموه ــ حفظه الله ــ أجــــاب عـــن الأســـئلة المطــــروحـــــة بــروح المسؤولية الوطنية، التي تدرك خطورة تحديات الحاضر، وتستشرف، من رحمها، طموحات المستقبل. .. وكان مهماً لنا ونحن موطن الحدث، ومصدر الحديث المتلفز، ودولتنا المستقلة مستهدفة من أطراف «التحالف الرباعي» أن نعيد قراءة ما جاء في حوار الأمير، الذي خاطب مُحاوره بلسان المواطن القطري الواعي، وإرادة الوطن القوي، الذي كان وسيبقى حراً مستقراً مستقلا. .. ويمكن للمتابع أن يلحظ أن «صاحب السمو» أجاب عن الأسئلة بصراحة فائقة، ولهذا تميز الحوار بنسيج شامل متكامل من الصراحة والوضوح والشفافية. لقد وضع سموه النقاط على حروف الأزمة الخليجية المفتعلة منذ الخامـــــس مـــن يونــيو الماضي، مجـــدداً التأكيــــد على ثوابت الموقف القطري الثابت، وتضمنت إجاباته الصريحة، توصيفاً دقيقاً للأزمة الراهنة، بكل مسبباتها الواهنة، كاشفاً ملابساتها، وموضحاً تحدياتها، ومبيناً تداعياتها الضاغطة على شعوب المنطقة في جميع شؤونهم الحياتية. .. ومـــــا مــن شــك في أن ما ورد في إجابات الأمير ينبغي تأمله بشكل عميق، حيث توحي القراءة المتأنية المتعمقة للأجوبة بالعديد من المواقف القطرية الثابتة، والكثير من الرسائل المباشرة الموجهة إلى الداخل والخارج القطري. .. ومن خلال قراءتي العميقة لما ورد في الحوار، وجدت الكثير من النقاط التي ينبغي الوقوف عندها، وإعادة قراءتها، لأنها جاءت عميقة في مبانيها، غنية في معانيها، واضحة في مراميها. .. وعندما أعدت قراءة ما ورد في أجوبة «صاحب السمو»، لأكثر من مرة، استرعى انتباهي (٣) رسائل مهمة، يمكنني التركيز عليها، والارتكاز فوقها، وبناء محاور مقالي على أساساتها أولها إن سيادتنا الوطنية خط أحمر، لا نقبل من أي جهة التدخل في سياستنا المستقلة، أو توجيه شؤوننا الداخلية. .. ويمثل مبدأ السيادة الوطنية ركناً أساسياً في منظومة العلاقات الدولية، وينص على حق الدولة المستقلة في مباشرة الأمور الداخلة في صلاحياتها، لتحقيق مصالحها، وليس لأي جهة أخرى الحق في التدخل في شؤون غيرها، عبر فرض الإملاءات الفوقية، لتغيير سياساتها. .. ووفقاً للطرح الكلاسيكي لمبدأ السيادة ومقتضياتها، يكون مرجع الدولة المستقلة في مخلتف شؤونها إرادتها وحدها، بحيث تكون إدارتها لها دون غيرها، ويعني ذلك، أن سلطتها على شؤونها في الداخل والخارج لا تعلوها أي سلطة خارجية متسلطة عليها، فلا يقيدها في الميدان الدولي إلا العهود والاتفاقيات الدولية التي عقدتها هي نفسها، ووقعت عليها، معبرة في ذلك عن سيادتها واستقلالية قرارها الوطني. .. واستناداً لكل ما سبق لا نقبل استباحة سيادتنا الوطنية، عبر محاولات توجيهنا لإغلاق قناة «الجزيرة»، أو قطع علاقاتنا مع إيران أو غيرها، أو محاولة انتزاع قرارنا الوطني المستقل، أو انتهاكه، أو الانقضاض عليه أو الانتقاص منه، وهو ما تسعى إليه حالياً دول «التآمر الرباعي» عبر محاولاتها المستميتة فرض إملاءاتها وشروطها وطلباتها غير المنطقية علينا. .. وما من شك في أن سلطة دولتنا المستقلة على أرضنا لا تتجزأ، ولا تقبل التصرف من غيرها، وغير خاضعة لإملاءات الغير، حيث تعد السيادة الوطنية أساساً جوهرياً في العلاقات الدولية، ويعد احترامها من الركائز الأساسية، التي أسس عليها صرح وبنيان القانون الدولي المعاصر. هـــــذه هــي تفاصــيل «الرســـالة الأولى» الواضــــحـــة، الــــــتي جــــــاءت في معـــرض إجــــابــــة «صـاحب الســــمو» عما إذا كانت قطر سوف تستجيب لمطالب الدول الأربع. .. وفــــــــي ســــياق هــــذه الرســــالة، أكـــد ســـــموه أن قـطـــر لم ولن تغلق قناة «الجزيرة»، واضعاً نقطة آخر السطر، على ثوابت موقف قطر، ويمكنني القول إن من لا تعـــجبه بـــــرامج هــــــــذه القـــناة القطرية أو تغطياتــها الإخبــــارية، يمكــــنــــه إدارة مؤشر التليفزيون على قناة «سكاي نيوز» أو «العربية»، أو القنوات المتخـــصصة في برامج الترفيه والموسيقى, و«الهشك بشك»! أما الرسالة الثانية التي يمكن الاستدلال عليها من خلال الحوار، فهي أن «الدوحة لا تدعم الإرهاب»، حيث شدد سموه على ذلك قائلاً «عندما يتحدثون عن الإرهاب فنحن لا ندعمه على الإطلاق»، مشيراً سموه إلى أن «السبب الحقيقي لحصارهم هو أنهم لا يريدون استقلالنا، حيــــث تـدعو قطــــر إلى حــــرية التعبـــــير، وهو مـــــا ترى فـــيه دول الحصار تهديداً لها»! .. وفي سياق ذلك الجواب الأميري المعبر، وجه «صاحب السمو» رســــــالتـه الثالثـــة التـــي يمكــنــــني وصـــفها بــــأنــــهـــــا رسالة قطرية حضارية حوارية موجهة إلى دول «التحالف الرباعي»، حيث أعلن سموه على شاشة شبكة (C.B.S) الأميركية قائلاً «أدعو للحوار منذ وقت طويل، وإذا ساروا متراً واحداً باتجاهي، فأنا على استعداد للمشي لمسافة (١٠) آلاف ميل نحوهم». .. وتعكس تلك الرسائل الثلاث الواردة في الحوار وغيرها، قدرة «صاحب السمو» على تشخيص الداء، ووصف الدواء، لمعالجة حالة العداء المنتشرة في الأوساط الخليجية، على وقع الأزمة، مثل انتشار وباء «الكوليرا» في اليمن! .. ولعل ما يحسب لسمو الأمير ــ حفظه الله ــ أنه اتسم في إجاباته بالقراءة الهادئة لمجريات الأزمة وتطوراتها، فلم يكن انفعالياً في ردوده، بل كان في قمة الهدوء، وهو يتناول القضية برؤية عقلانية. .. وفي إطار طرحه العقلاني، كشف سموه، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترح عقد قمة في «كامب ديفيد» بين أطراف الأزمة، وأن قـطر رحبــت بالمشــاركة فيــها، بهدف وضع حل لها. .. وعن تفاصيل لقائه مع رئيس الولايات المتحدة، قال سموه إنه أبلغه بأنه لن يقبل باستمرار الحصار، ولن يســــمح بانجــــرار الأزمة نحو الاقــتتـــال، مشـــيراً إلى أنــــنا نتوقع تدخلاً عسكرياً ضد قطر قد يؤدي إلى الفوضى، ولهذا استقدمنا قوات من تركيا لحماية دولتنا المستهدفة. .. وبخصوص علاقة قطر مع الجمــــهورية الإيــــرانــــية قـــال «صاحب السمو» إن إيـــــران جارتــنا رغــــــم وجود الكثير من الاختلافات السياسية معها أكثر منهم، مضيفاً سموه «دعوني أقول أمراً واحداً عندما تقوم هذه الدول التي تعتبر إخوتنا بحظر كل شيء مثل الدواء والغذاء عنا، فالأمر الوحيد المتاح لنا توفير ذلك عبر إيران». .. وهكذا فقد تناول المحاور خلال حواره مع «صاحب السمو» الكثير من الأحداث التي تمر بها المنطقة، المرتبطة بتطورات ومستجدات الأزمة الخليجية. .. ولعل الأمر الذي ميّز الحوار، أن المحاور المخضرم على دراية كاملة بشؤون المنطقة وشجونها، وهو مطلع على ملفاتها المهمة، ومتابع لقضاياها الساخنة، بحكم حواراته العديدة التي أجراها مع قادة وزعماء الشرق الأوسط، منذ أكثر من عقدين من الزمن. .. ويعد المذيع اللامع البارع «تشارلي روز» المولود في الخامس من يناير عام ١٩٤٢، واحداً من أشهر المحاورين الإعلاميين في وسائل الإعلام الأميركية، حيث استضاف في برنامجه الشهير (٦٠ دقيقة) الذي يقدمه على شبكة (سي.بي.اس) العديد من الرؤساء والزعماء وقادة العالم. .. ولا أنسى أنه سبق له محاورة صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ــ حفظه الله ــ كما أجرى أكثر من حوار مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء السابق، وزير الخارجية الأسبق. .. ويملك المحاور الشهير الحاصل عام ٢٠١٣ على جائزة «بيبودي» المرموقة، التي تمنح للأعمال التليفزيونية المميزة، سجلاً حافلاً بالحوارات الناجحة، أذكر منها على سبيل المثال، حواراته مع الرئيس الأميركي الـسابق باراك أوباما، والرئيس الروســـي فلاديميــــر بوتيـــن، والرئيـس التـــركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الإيراني الأسبـــــق أحمــــدي نجــاد، فضلاً عن الزعيم الإفريقي الراحـــل نيلســون مانـــديـــلا، وهيلاري كلينــــتون، ومحمد جواد ظريف، وغيرهم من مشاهير وصناع القرار في العالم. .. واللافت أنه خلال تواجد الإعلامي «تشارلي روز» في الدوحة لإجراء حواره مع «صاحب السمو» قام المحاور بجولة في عدد من المواقع القطرية، لمس خلالها إصرار القطريين على كسر الحصار الجائر المفروض عليهم، وزار العديد من معالم العاصمة، من بينها «سوق واقف»، وتجول في «كتــــارا» حيـــث ســجل انطباعات إيجابية عن قطر ومواطنيها ومقيميها. .. وليت المذيع المصري المضطرب نفـــسياً، المتأزم عـــصبياً، أحمد موسى يتعلم أصول فن الحوار من الإعلامي الأميركي «تشارلي روز»، ليعرف أن التقديم التليفزيوني ليس زعيقاً ولا «نهيقاً»، ولكنه حوار حضاري ينبــــغي أن يتـــسم صاحبه بالأداء الراقي، وليس الخطاب العدائي، أو السلوك «البلطجي»! .. وليته يعلم أنه لا ينبغي على «المزيع»، عفواً، أقصد المذيع, استغلال منصات التليفزيون، و«استهبال» المشاهدين، لإثارة الضوضاء والبغضاء، وبث مشاعر العداء بين الأشقاء والأصدقاء على السواء! حتى لا يضطر المشاهد يوماً لاستخدام «عصا موسى» لتكسير شاشة التلفاز على رأس «مزيع» مريع فظيع اسـمه أحمد موسى!. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
سيادتنا الوطنية خط أحمر .. ولن نغلق « الجزيرة» .......................................................... قراءة في الرسائل الواردة في حوار الأمير ................................................................... «صاحب السمو» وجه عبر شبكة (C.B.S) حزمة من الرسائل حول مختلف المسائل .................................................................................................... عاشت قطر فجر اليوم، بمواطنيها ومقيميها، وساكينها المسكونين بحبها، المصطفّــين خلـــف قائدها ورمزها الوطني «تميم المجد» حدثاً إعلامياً مهماً، من خلال متابعة مختلف أوساطها ووسائطها، الحوار التليفزيوني الذي أجراه المذيع الأميركي صاحب الشهرة العالمية «تشارلي روز»، الإعلامي المخضرم في شبكة (C.B.S) الأميركية، مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. لقد جـــــاء الحـــوار صـــريحــاً في أسئلته من جـــانب المحاور، صادقاً في أجوبته من طرف أميرنا القطري التميمي العربي، الذي عرفنا الصدق في كل أقواله، ولمسناه في أفعاله, وعشناه وعايشناه في جميع مواقفه. .. ولكل هذا لم يكن الحوار المتلفز حواراً عادياً عابراً، وإنما كان حافلاً بالكثير من الرسائل القطرية الموجهة إلى الخارج والداخل، خاصة أنه جاء في ظروف استثنائية تعيشها البلاد، في ظل الحصار الجائر المفروض عليها من دول «التآمر الرباعي». .. ولعل ما زاد من أهمية الحوار، دخول الأزمة الخليجية المفتعلة منعطفاً جديداً، بعـــــد إعـــلان أمير دولة الكويـــت الشــقيـــقة ســـمو الشــــــيخ صبـاح الأحمد الجابر الصباح ــ صــاحــب الوساطة الكويتية ــ في خطابه أمام «مجلس الأمة»، أن الأزمة تحمل في طياتها احتمــــالات التـــطور، محـــــذراً من أن تصعــــيدها ســــتكون له نتائــــج بالغـــة الضـــرر والدمار على أمن دول الخليج وشعوبها. .. وفي إطار هذا التطور، من الواضح أن الأزمة لا تتجه إلى تسوية قريباً، حـــيث لا يبــدو ما يشــــير ــ حــــتى الآن ــ إلى ظــهور بوادر لانفراجها، مما يؤشر إلى أن الجميع خاسرون فيها، وفي مقدمتهم الذين افتعلوها وأشعلوها، وهو الأمر الذي يخدم في نهاية الأمر، مصالح غيرهم في المنطقة. لقد اعتقدت دول «التحالف الرباعي» المتآمر على قطر، أن بإمكانها تحقيق مكاسب فورية على حساب الدوحة، من خـــــلال تبــني مواقـــــفـــها العدائيــة المبــــالغ فيــها ضــــدها، وبـعـــد فشـــــل الاستــــــراتيجيـــة الـــــتي اعتمــدتها فــــي مؤامـــرتها لإخضاع الـــــقـــرار القــطري المستقـــل، سعت الدول المأزومة إلى تأزيم الأزمة المتأزمة، اعتقاداً منها أن قطر ستضعف معنوياً وسياسياً واقتصادياً، وأنها ستستسلم لمطالبهم مع مرور الوقت! .. وعلى هذا الأساس، ليس مفاجئاً لي ولغيري من الإعلاميين المتابعين لتطورات الأزمة الخليجية، أن تختلف قراءاتهم لإجابات «صاحب السمو» على أسئلة المحاور الأميركي البارع، غيــــــر أن الذيــــن تابعــــوها بدقة يدركــــون جيـــداً أن ســـــموه ــ حفظه الله ــ أجــــاب عـــن الأســـئلة المطــــروحـــــة بــروح المسؤولية الوطنية، التي تدرك خطورة تحديات الحاضر، وتستشرف، من رحمها، طموحات المستقبل. .. وكان مهماً لنا ونحن موطن الحدث، ومصدر الحديث المتلفز، ودولتنا المستقلة مستهدفة من أطراف «التحالف الرباعي» أن نعيد قراءة ما جاء في حوار الأمير، الذي خاطب مُحاوره بلسان المواطن القطري الواعي، وإرادة الوطن القوي، الذي كان وسيبقى حراً مستقراً مستقلا. .. ويمكن للمتابع أن يلحظ أن «صاحب السمو» أجاب عن الأسئلة بصراحة فائقة، ولهذا تميز الحوار بنسيج شامل متكامل من الصراحة والوضوح والشفافية. لقد وضع سموه النقاط على حروف الأزمة الخليجية المفتعلة منذ الخامـــــس مـــن يونــيو الماضي، مجـــدداً التأكيــــد على ثوابت الموقف القطري الثابت، وتضمنت إجاباته الصريحة، توصيفاً دقيقاً للأزمة الراهنة، بكل مسبباتها الواهنة، كاشفاً ملابساتها، وموضحاً تحدياتها، ومبيناً تداعياتها الضاغطة على شعوب المنطقة في جميع شؤونهم الحياتية. .. ومـــــا مــن شــك في أن ما ورد في إجابات الأمير ينبغي تأمله بشكل عميق، حيث توحي القراءة المتأنية المتعمقة للأجوبة بالعديد من المواقف القطرية الثابتة، والكثير من الرسائل المباشرة الموجهة إلى الداخل والخارج القطري. .. ومن خلال قراءتي العميقة لما ورد في الحوار، وجدت الكثير من النقاط التي ينبغي الوقوف عندها، وإعادة قراءتها، لأنها جاءت عميقة في مبانيها، غنية في معانيها، واضحة في مراميها. .. وعندما أعدت قراءة ما ورد في أجوبة «صاحب السمو»، لأكثر من مرة، استرعى انتباهي (٣) رسائل مهمة، يمكنني التركيز عليها، والارتكاز فوقها، وبناء محاور مقالي على أساساتها أولها إن سيادتنا الوطنية خط أحمر، لا نقبل من أي جهة التدخل في سياستنا المستقلة، أو توجيه شؤوننا الداخلية. .. ويمثل مبدأ السيادة الوطنية ركناً أساسياً في منظومة العلاقات الدولية، وينص على حق الدولة المستقلة في مباشرة الأمور الداخلة في صلاحياتها، لتحقيق مصالحها، وليس لأي جهة أخرى الحق في التدخل في شؤون غيرها، عبر فرض الإملاءات الفوقية، لتغيير سياساتها. .. ووفقاً للطرح الكلاسيكي لمبدأ السيادة ومقتضياتها، يكون مرجع الدولة المستقلة في مخلتف شؤونها إرادتها وحدها، بحيث تكون إدارتها لها دون غيرها، ويعني ذلك، أن سلطتها على شؤونها في الداخل والخارج لا تعلوها أي سلطة خارجية متسلطة عليها، فلا يقيدها في الميدان الدولي إلا العهود والاتفاقيات الدولية التي عقدتها هي نفسها، ووقعت عليها، معبرة في ذلك عن سيادتها واستقلالية قرارها الوطني. .. واستناداً لكل ما سبق لا نقبل استباحة سيادتنا الوطنية، عبر محاولات توجيهنا لإغلاق قناة «الجزيرة»، أو قطع علاقاتنا مع إيران أو غيرها، أو محاولة انتزاع قرارنا الوطني المستقل، أو انتهاكه، أو الانقضاض عليه أو الانتقاص منه، وهو ما تسعى إليه حالياً دول «التآمر الرباعي» عبر محاولاتها المستميتة فرض إملاءاتها وشروطها وطلباتها غير المنطقية علينا. .. وما من شك في أن سلطة دولتنا المستقلة على أرضنا لا تتجزأ، ولا تقبل التصرف من غيرها، وغير خاضعة لإملاءات الغير، حيث تعد السيادة الوطنية أساساً جوهرياً في العلاقات الدولية، ويعد احترامها من الركائز الأساسية، التي أسس عليها صرح وبنيان القانون الدولي المعاصر. هـــــذه هــي تفاصــيل «الرســـالة الأولى» الواضــــحـــة، الــــــتي جــــــاءت في معـــرض إجــــابــــة «صـاحب الســــمو» عما إذا كانت قطر سوف تستجيب لمطالب الدول الأربع. .. وفــــــــي ســــياق هــــذه الرســــالة، أكـــد ســـــموه أن قـطـــر لم ولن تغلق قناة «الجزيرة»، واضعاً نقطة آخر السطر، على ثوابت موقف قطر، ويمكنني القول إن من لا تعـــجبه بـــــرامج هــــــــذه القـــناة القطرية أو تغطياتــها الإخبــــارية، يمكــــنــــه إدارة مؤشر التليفزيون على قناة «سكاي نيوز» أو «العربية»، أو القنوات المتخـــصصة في برامج الترفيه والموسيقى, و«الهشك بشك»! أما الرسالة الثانية التي يمكن الاستدلال عليها من خلال الحوار، فهي أن «الدوحة لا تدعم الإرهاب»، حيث شدد سموه على ذلك قائلاً «عندما يتحدثون عن الإرهاب فنحن لا ندعمه على الإطلاق»، مشيراً سموه إلى أن «السبب الحقيقي لحصارهم هو أنهم لا يريدون استقلالنا، حيــــث تـدعو قطــــر إلى حــــرية التعبـــــير، وهو مـــــا ترى فـــيه دول الحصار تهديداً لها»! .. وفي سياق ذلك الجواب الأميري المعبر، وجه «صاحب السمو» رســــــالتـه الثالثـــة التـــي يمكــنــــني وصـــفها بــــأنــــهـــــا رسالة قطرية حضارية حوارية موجهة إلى دول «التحالف الرباعي»، حيث أعلن سموه على شاشة شبكة (C.B.S) الأميركية قائلاً «أدعو للحوار منذ وقت طويل، وإذا ساروا متراً واحداً باتجاهي، فأنا على استعداد للمشي لمسافة (١٠) آلاف ميل نحوهم». .. وتعكس تلك الرسائل الثلاث الواردة في الحوار وغيرها، قدرة «صاحب السمو» على تشخيص الداء، ووصف الدواء، لمعالجة حالة العداء المنتشرة في الأوساط الخليجية، على وقع الأزمة، مثل انتشار وباء «الكوليرا» في اليمن! .. ولعل ما يحسب لسمو الأمير ــ حفظه الله ــ أنه اتسم في إجاباته بالقراءة الهادئة لمجريات الأزمة وتطوراتها، فلم يكن انفعالياً في ردوده، بل كان في قمة الهدوء، وهو يتناول القضية برؤية عقلانية. .. وفي إطار طرحه العقلاني، كشف سموه، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترح عقد قمة في «كامب ديفيد» بين أطراف الأزمة، وأن قـطر رحبــت بالمشــاركة فيــها، بهدف وضع حل لها. .. وعن تفاصيل لقائه مع رئيس الولايات المتحدة، قال سموه إنه أبلغه بأنه لن يقبل باستمرار الحصار، ولن يســــمح بانجــــرار الأزمة نحو الاقــتتـــال، مشـــيراً إلى أنــــنا نتوقع تدخلاً عسكرياً ضد قطر قد يؤدي إلى الفوضى، ولهذا استقدمنا قوات من تركيا لحماية دولتنا المستهدفة. .. وبخصوص علاقة قطر مع الجمــــهورية الإيــــرانــــية قـــال «صاحب السمو» إن إيـــــران جارتــنا رغــــــم وجود الكثير من الاختلافات السياسية معها أكثر منهم، مضيفاً سموه «دعوني أقول أمراً واحداً عندما تقوم هذه الدول التي تعتبر إخوتنا بحظر كل شيء مثل الدواء والغذاء عنا، فالأمر الوحيد المتاح لنا توفير ذلك عبر إيران». .. وهكذا فقد تناول المحاور خلال حواره مع «صاحب السمو» الكثير من الأحداث التي تمر بها المنطقة، المرتبطة بتطورات ومستجدات الأزمة الخليجية. .. ولعل الأمر الذي ميّز الحوار، أن المحاور المخضرم على دراية كاملة بشؤون المنطقة وشجونها، وهو مطلع على ملفاتها المهمة، ومتابع لقضاياها الساخنة، بحكم حواراته العديدة التي أجراها مع قادة وزعماء الشرق الأوسط، منذ أكثر من عقدين من الزمن. .. ويعد المذيع اللامع البارع «تشارلي روز» المولود في الخامس من يناير عام ١٩٤٢، واحداً من أشهر المحاورين الإعلاميين في وسائل الإعلام الأميركية، حيث استضاف في برنامجه الشهير (٦٠ دقيقة) الذي يقدمه على شبكة (سي.بي.اس) العديد من الرؤساء والزعماء وقادة العالم. .. ولا أنسى أنه سبق له محاورة صاحب السمو «الأمير الوالد» الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ــ حفظه الله ــ كما أجرى أكثر من حوار مع معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء السابق، وزير الخارجية الأسبق. .. ويملك المحاور الشهير الحاصل عام ٢٠١٣ على جائزة «بيبودي» المرموقة، التي تمنح للأعمال التليفزيونية المميزة، سجلاً حافلاً بالحوارات الناجحة، أذكر منها على سبيل المثال، حواراته مع الرئيس الأميركي الـسابق باراك أوباما، والرئيس الروســـي فلاديميــــر بوتيـــن، والرئيـس التـــركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس الإيراني الأسبـــــق أحمــــدي نجــاد، فضلاً عن الزعيم الإفريقي الراحـــل نيلســون مانـــديـــلا، وهيلاري كلينــــتون، ومحمد جواد ظريف، وغيرهم من مشاهير وصناع القرار في العالم. .. واللافت أنه خلال تواجد الإعلامي «تشارلي روز» في الدوحة لإجراء حواره مع «صاحب السمو» قام المحاور بجولة في عدد من المواقع القطرية، لمس خلالها إصرار القطريين على كسر الحصار الجائر المفروض عليهم، وزار العديد من معالم العاصمة، من بينها «سوق واقف»، وتجول في «كتــــارا» حيـــث ســجل انطباعات إيجابية عن قطر ومواطنيها ومقيميها. .. وليت المذيع المصري المضطرب نفـــسياً، المتأزم عـــصبياً، أحمد موسى يتعلم أصول فن الحوار من الإعلامي الأميركي «تشارلي روز»، ليعرف أن التقديم التليفزيوني ليس زعيقاً ولا «نهيقاً»، ولكنه حوار حضاري ينبــــغي أن يتـــسم صاحبه بالأداء الراقي، وليس الخطاب العدائي، أو السلوك «البلطجي»! .. وليته يعلم أنه لا ينبغي على «المزيع»، عفواً، أقصد المذيع, استغلال منصات التليفزيون، و«استهبال» المشاهدين، لإثارة الضوضاء والبغضاء، وبث مشاعر العداء بين الأشقاء والأصدقاء على السواء! حتى لا يضطر المشاهد يوماً لاستخدام «عصا موسى» لتكسير شاشة التلفاز على رأس «مزيع» مريع فظيع اسـمه أحمد موسى!. احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أسباب غياب "الأمين العام " عن الظهور لتوضيح موقفه من أخطر أزمات " التعاون" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أحمد علي يكتب في كلمة صدق اليوم مطالب السعودية و«توابعها» لرفع الحصار عن قطر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الجيل الحالي يهدم ركائز «الجيل الباني» لمنظومة «البنيان الخليجي» لم أجد تفسيراً واحداً حتى الآن لتبرير أو تمرير الموقف السلبي الصادم، ولا أقول الصامت، الذي اتخذه معالي عبداللطيف الزيانــي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تجاه أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر، سوى أنه ربما يشكو ـ لا سمح الله ـ من أعراض «العنقز» أو «العنكز»! .. والمعروف أن هذه الحالة تصيب الصغار والكبـــار مرة واحــــدة غالباً في حياتهم، وتكون أكثر قوة إذا أصابت كبيراً، حيث تسبب للمصاب حكة جلدية، مصحوبة بطفح مؤلم، يعقبها ظهور فقاعات صغيرة، ترتكز على قواعد حمراء، مليئة بسائل يصب كالدمع! .. وبعيداً عن دموع الأمهات المحاصرات في قطر، اللواتي انتهكــــت حقوقهن الإنسانية، نتيجة الحصار الجائر، المفروض عليهن من دول «التحالف الثلاثي» وتابعهم «نظام السيــسي»، أود التوضــــــيح ـ رغم أنـــني لست طبيباً ـ أن «العنقـــــــوز» ينتــــشر بســــــرعة عن طريق التلامس أو التنفس أو العطس، ولم أكن أعلم أن عدم الادلاء بالتصريحات الصحفية من أعراض ذلك المرض، ولهذا يبدو ـ والله أعلم ـ أن «الأمين العام لمجلس التعاون» آثر الاعتكاف في مكتبه في الرياض، مفضلاً عدم الظهور أمام الرأي العام، للادلاء بدلوه في ذلك الأمر الهام. .. وتقديراً لهذه الحالة المَرَضية ـ ولا أقول المُرضية ـ فإننا ندعو له ـ ولا ندعو عليه ـ بالشفاء العاجل، ليستأنف نشاطه الحافل، الذي عودنا عليه، حيث برع معاليه في إصـــدار الكــــثير من بيانات الشجب والاستنكار، حول العديد من القضايا الإقليمية، سواء الأزمة اليمنية أو غيرها من الأزمات. .. ولأن علاج «العنقز» يتطلب الراحة التامة للمريض خلال فترة العلاج، فإننا نتفهم أسباب غياب «الأمين العام» عن الظهور العلني، لتوضيح موقفه تجاه أخطر أزمة تواجه «مجلس التعاون» الذي يتولى «أمانته»، وربما يعاني من حالة نادرة من حالات «الخاز باز» التي تمنعه من الكلام! .. وحتى تتضح تفاصيل الصورة حول أسباب الصمت المطبق الذي أصابه ليس أمامنا سوى الاعتقاد أن الأمور التبست على معالي «الأمين العام» وجعلته يعتقد أن قطر هي التي تحاصر السعودية والإمارات والبحرين، ولهذا آثر التروي، بانتظار أن يستأذن الرياض وأبوظبي والمنامة لتحديد موقفه من الأزمة! .. والمؤسف أن معالي السيد «عبداللطيف الزياني» لم يكلف نفسه حتى بزيارة الدوحة، للتعبير عن موقفه، سواء كان سلبياً أو إيجابياً. .. وكــــــنا ومازلنـــا على استــــعداد لإرســــال تذكرة ســــفر صادرة باســــمه ذهاباً وإيــــابـــــاً (الرياض ـ الدوحة ـ الرياض) بالدرجة الأولى على الخطوط الجــوية القطــرية، ليعود بعدهــا عزيزاً معززاً إلى مقره في «الأمانة العامة» الموجود في العاصمة السعودية. .. ويمكن لنا أيضاً إرسال طائرة خاصة له، لضمان عودته بسرعة، لمباشرة عمله، وإن تعذر ذلك كما هو متوقع بسبب إغلاق الأجواء السعودية في وجه الطائرات القطرية، يمكننا إرسال «سنبوك» أو «جالبوت» ينقله من المنـــامة عبر مياه الخليـــــج، وسيجدنا بانتــــظاره فـــــي «ميناء الدوحة» ونحن نغني له أغنية الفنان البحريني الكبير إبراهيم حبيب «دار الهوى دار.. متى نشوفك يا حلو نفرش لك الدار» .. وبعيداً عن الغناء، نتوقف عند البلاء الذي أصاب «مجلس التعاون»، وأثبت أن «أمينه العام» فشل فشلاً ذريعاً في التعامل مع أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر من شقيقاتها الثلاث أعضاء المجلس! .. وهذا الفشل الذريع لا يقل عن إخفاق نظيره «الأمين العام» الآخر المريع، وأقصد «أحمد أبوالغيط» الذي مازال جالساً بجلابيته في «الغيط»، يتابع تداعيات قيام البرلمان المصري بتمرير اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، الذي بمقتضاه ستنتقل السيادة المصرية على جزيرتي «تيران وصنافير» الاستراتيجيتين، الواقعتين بمدخل البحر الأحمر، من القاهرة إلى الرياض. .. ويبدو أن «أبوالغيط» لا يعلم أن قطر دولة عربية، تتعرض لحصار جائر من دول تدعي العروبـــــة، لكنــــها تفــــرض حصــــــاراً ظالماً لا مثيل له على دولة شـــقيقة لها، تشترك معها في اللغة والتاريخ والمصير الواحد، وفي التأثر عند سماع أنشودة «أمجاد يا عرب أمجاد»! .. وما من شك في أن «الأمانة القومية» تقتضي من «الأمين العام للجامعة العربية» أن يتحرك لمعالجة الأزمة، خصوصاً بعد قيام جزر المالديــــف والنيجر بقطع علاقاتهما الدبلوماسية مع دولة عربية اسمها قطر. .. ومـــــن المعيــب أن يكـــــون موقــــــف دول «الاتحــــــاد الأوروبــــي»، وفــــــي مقدمتها ألمانيا، أشرف من مواقف «الأمين العام» الخليجي ونظيره العربي، إلا إذا كان الأخير يعتقد أن قطر، لكونها دولة آسيوية، فهو غير مسؤول عن الدفاع عن حقوقها، لأنه «إفريقي» ولا أقول «فرعوني»! .. ولهذا ينبغي عليها أن تلجأ إلى «الآسيان»، وهو تحالف آسيوي نشأ عام ١٩٦٧، كنوع من الحلف السياسي، لمواجهة انتشار الشيوعية بين دول جنوب شرق آسيا، لكنه سرعان ما اتجه لتحقيق التكامل الاقتصادي بين أعضائه. .. وما من شك في أن هذا التكتل يحترم «الخصوصية السياسية» لكل دولة من دوله الأعضاء العشرة، دون تدخل إحداها لفرض موقفها على الأخرى، حيث يحترم كل عضو من أعضاء «الآسيان» الحقوق السيادية لكل أعضائه، وهذا ما دفعهم لوضع الآليات الكفيلة بتجنيب دول الرابطة أي صراعــــات أو نزاعـــــات، لضـــمان الاستـــقرار الســـياسي بينهم، حتى يتم التركيز على تسريع النمو الاقتصادي، وتحقيق التقدم الاجتماعي، من خلال عملهم المشترك، الذي يقوم على روح التعاون الحقيقي، وليس «التعاون الشكلي» الموجود في «مجلس التعاون الخليجي». .. ولطــــــالـما نظرنــــا إلـــى هــــذا «الميلـــــس» عـــــلى أنـــه الضـــــامن الأول لأمـــــننــــا، وجـــــاءت أزمة حصار دولتــــنا قطر لتصدمنـــــا، بعدما أزاحـــــت الــــستار عن حقيقتـــــــه، حيث كــــشفت الأزمــــــة الحاليـــــــة أن التهديــــدات لأمـــــن دول «مجــلـــــس التعاون» تصـــــــــدر مـــــــن داخـــــله، والمخــــاطـــر الأمنية تتصدر من بعضنا ضد بعضنا الآخر، ولا وجود لأي تهديد خارجي حقيقي، إلا ذلــك الأمن الداخلي المهدد من الداخل الخليجي! .. ولا جــــــــدال فـــي أن الجــــيل المؤسس لمجلس التـــــعاون، وهـــم المغفـــــور لهم بــــــإذن الله الـــشيخ خليفة بن حمد آل ثـاني، وزايد بن ســـلطان آل نهيـــان، وجــــابر الأحـــمد الجابر الصباح، وعيسى بن سلمان آل خليفة، والملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود ـ رحمهم الله جميعاً ـ سيشعرون بالصدمة لو كانوا أحياء، لما يفعله «جيل الأبناء» بشقيقتهم قطر، لأنهم يجدون أن ما بنوه بإصرارهم وعزيمتهم وتلاحمهم ينهار أمامــــهم، بعدما ســـــاهموا في ترســــيخ دعائم «البنيان الخليجي» في الخامس والعشرين من مايو عام ١٩٨١. .. وها هو «الأمين العام لمجلس التعاون» يفشل في ارتداء القناع الذي ارتداه كثيراً، ويخفق حتى في الظهور العلني، ولا أقول الإعلامي، لتوزيع ابتساماته الصفراء، وإطلاق تصريحاته الجوفاء، التي تحمل في مضمونها الكثير من الهراء. .. وأذكر فيما أذكر أن «معالي الزياني» سُئل ذات مرة في حوار نشرته عام ٢٠١٢ صحيفة «الشرخ الأوسع» عفواً أقصد «الشرق الأوسط» السعودية عن التباين في مواقف دول مجلس التعاون، فيما يتفق بالقضايا الإقليمية والدولية، ومدى اعتقاده أن ذلك يعد مؤشراً إيجابياً أم سلبياً.. وهل هناك آلية لتحديد المواقف.. فأجاب قائلاً بالحرف الواحد «التقييم بهذه الطريقة غير عادل، فنحن ككتلة واحدة نحرص على التنسيق المشترك في المواقف المهمة، والظهور بمواقف موحدة، ولا أذكر أن هناك قضية محورية تهم دول المجلس إلا إذا كان هناك اتفاق حولها». .. ومادام «مجلس التعاون» يسير على التوافق الذي يقوده الى الاتفاق وليس الانفلاق أو الانشقاق، لماذا تتطرف «دولة الأمانة العامة» وتريد قيادة المجلس، وفقاً لمزاجها السياسي، لدرجة منع «الأمين العام» من الادلاء بتصريح يحدد موقفه من أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر؟. .. ورغـــــــــم مــــرور أكـــــثر من أســــــبوعين على الأزمة المفتعلــة ضـــد الدوحـــة، التي تقصف بأركـــــــــــان «المجلس غيـــــر المتعــاون» لـــــم يظـــهــــــر أميـــــنه العام، ولم يبـــــادر حتى بتنفــــيذ ما جـــاء في الآيــــــة العـــــاشرة من ســـــورة «الحجـــــرات» التي يـــقــــول فيها تعالى «إنما المؤمنون أخوة، فأصلحوا بين أخويكم». .. وما من شك في أن هذه الآية الكريمة قلـــيل من لا يحفظـــها من المسلمين، لأنها تــــشير إلى قاعدة عظيمة، وتقرر أصلاً من ثوابت أصول الإسلام، وتؤكد أمراً على جهة التأكيد والإلزام، وهو أن الأخوة تمثل دعامة من دعائم الدين. .. وإذا كان النسب الذي يجمع دول «مجلس التعاون» وشعوبها يمثل اشتراكاً في الدم واللحم، فما بالك بذلك الارتباط الديني، الذي ينبثق من روابط الدين الحق؟ .. ولهذا لا ينبغي على الأخوة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن يتنازلوا ــ ولا أقول يتنازعوا ــ عن أخوة المكان، ولا شراكة الإيقان، والكيان الخليجي الواحــــد، إلى فرقة الهجـــــران، واتبــــــاع الشيطان والبحث عن الصولجان! .. ومن المعروف أن الإسلام يجمع ولا يفرق، يقرب ولا يبعد، يوحد ولا يعدد، لذلك نستغرب جميعاً، ونتساءل كيف تقوم «دولة الإسلام» ومهبط الرسالة السماوية بمقاطعة شقيقتها قطر، وتفرض حصاراً جائراً عليها في شهر رمضان، وتقوم بإغلاق المنافذ الجوية والبرية في وجه شعبها، وكل هذا الجور والبهتان يحدث في شهر القرآن؟ .. وإذا كان رب العالمين، الرحمن الرحــيم، مالك يــوم الدين يقول في كتابه الكريم (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ).. فكيف تتبنى «دولة القرآن» موقفاً متطرفاً، لا يعكس «الوسطية» في التعامل مع الأشقاء في شهر نزول القرآن، رغم أن «المصحف الكريم» هو كتاب السماء، وأحكامه أقوى من قوى البشر، وأعظم من كل تحالفات دول الشر؟ .. وكيف تقوم السعودية بقطع روابط الأخوة التي يحث عليها «الخطاب القرآني»، من خلال حصارها الجائر مع توابعها ضد أبناء قطر، الذين تجمعها بهم روابط الرحم الواحد، والدين الواحد، والرسول الواحد، والإقليم الواحد، والمجلس الواحد، والشعب الواحد، والمصير الواحد، و«البشت» الواحد؟ .. وكيف تقوم بارسال وزير خارجيتها غرباً، وتوجهه بعيداً، بدلاً من إرساله إلى شقيقتها قطر، التي لا تبعد عنها سوى مسافة كيلومترات معـــــدودة لبحث الســــبل الكفــــيلة بإنهـــــاء الخلاف المفتعل؟ .. ولماذا لم ترسل «جبيرها» إلى الكويت، بدلاً من واشنطن، حيث يوجـــد «أمير الإنسانية» الشيخ صباح، الصبوح بوجهه، صاحب المبادرات الصبوحة، الذي بادر بالوساطة لحل الأزمة، عــــــلى أســــــــاس لا غالـــب ولا مغلـــوب، وتمنحه شــــــرف إنــــــهاء أزمـــــة الحـــصار، تقـــــديـــــراً لمبادرته وإنسانيته وشيخوخته، وهو «شيخ الشيوخ» في المنطقة؟ .. ولماذا يقوم «الوزير الجبير»، ولا أقول الأجير، بتغيير استراتيجيات إدارة الأزمة المفتعلة ضد قطر، حيث تحولت «الشروط» إلى «مطالب»، لتتغير بعدها وتصبح «شكاوى» ومن يدري ربما تصبح قريبا مجرد «ملاحظات»! .. ورغم كل هذه المتغيرات في المسميات، أستطيع التأكيد أن «شكاواهم» أو شروطهم لن تخرج في نهاية الأمر عن النقاط التالية، التي تتضمن سقفاً عالياً من الاشتراطات الفوقية، أكثر من علو «برج خليفة» في الإمارات، أوردها فيما يلي ١) إلزام كل قطري باحضار شهادة موقعة من «ضاحي خلفان» تثبت أنه ليس «إرهابيا»! ٢) تغيير اسم «سوق واقف» إلى «سوق جالس»، مع ضرورة أن يكون جالساً على كرسي متحرك، بدلاً من وقوفه شامخاً! ٣) نقل «دورة الخليج» المقبلة من الدوحة إلى القاهرة، لتشجيع السياحة في مصر! ٤) منع القطريين من ارتداء «الغترة» على طريقة «الكوبرا»، لأنها تشجع على «الإرهاب»! ٥) تغيير اسم قنــــاة «الجزيـــــرة» لأنها تســــبب إحــــراجاً لأهلنـــــا في الإمـــارات، وتـــذكـــــرهم بـ «الجزر المحتلة» التي عجزوا عن تحريرها! ٦) إغلاق كل مطعم إيراني في قطر يبيع «جلو كباب»، كمؤشر لقطع العلاقات مع إيران، وبادرة على حسن النية تجاه «دول الحصار». ٧) منع إذاعة أغنية «الله يا عمري قطر» باعتبارها تحرض على «الإرهاب»، مع إجبار المستمعين القطريين على سماع أغاني «عتاب»! ٨) تسهيل بيع «الحلوى والمتاي» في المراكز التجارية القطرية، لدعم الاقتصاد البحريني! ٩) تأييد «حفتر» في ليبيا، لتغيير الانطباع السائد في أوساط القطريين أنه «جنرال حتر»! ١٠) تغيير اسم «فريجنا العتيق» المسمى «أم غويلينة»، وتحويله إلى اســــم ذكــــوري ليصبح «أبو غويلينة»، حتى يشارك بفاعلية في «مكافحة الإرهاب»! ١١) إغلاق الخطوط «القطرية»، وإجبار القطريين على السفر بالدرجة السياحية فقط على الخطوط «السعودية»، وفي حالة زيادة وزن الراكب شخصيا عن ٨٠ كيلو يتم تحويله على رحلات الشحن! ١٢) تعيين «مرتضى منصور» رئيساً للنادي «العربي»، لضمان هبوطه الموسم المقبل إلى دوري الدرجة الثانية! ١٣) منع القطريين من شراء «الخبز» من أي «خــــباز إيرانـــي» في الدوحة، والاكتفاء بشراء البضائع الإيرانية من الإمارات التي تغرق الأسواق الإماراتية! ١٤) مبـــــــادرة قطــــــر لترشيـــح «السيسي» لجـــائزة «نوبل» للسلام، وإغراق ــ ولا أقول إغراء ــ جيبوتي وجزر القمر بالمال السياسي لدعم هذا الترشيح! ١٥) فتح «منافذ آمنة» في شارع «٢٢ فبراير» لتسهيل حركة المرور في ساعات الذروة، مع إعطاء الأولوية للسيارات التي تحمل لوحات سعودية وإماراتية وبحرينية! ١٦) تسليم «بودرياه» زعيم «الإرهابيين» في الخليج، المختبئ حاليا في الذاكرة الشعبية، وتغيير التراث الشعبي القطري باعتباره يتضمن شخصيات «ارهابية». ١٨) إغلاق جميع مصانع «البطاطيل» في قطر، ومنع «العيايز القطريات» من ارتداء «البطولة»، وهي البرقع الذي يغطي الوجه، لأنه مظهــــــر من مظاهر «الإرهاب»، وعــــدم السمــــــاح لكل «عجوز قطرية» للتسوق أو «الشوبنغ» في «شبر بوش» في العاصمة البريطانية! ١٩) تخفيض سعر الريال القطري، وربطه بـ «الجنيه المصري»، بدلا من الدولار الأميركي! ٢٠) عدم التدخل في شؤون «مشيرب»، سواء بهدف تطوير المنطقة أو تعميرها، والإبقاء على النسيج الآسيوي الكثيف المتواجد فيها! ٢١) إجبار المشجعين القطريين على تشجيع الهلال السعودي والعين الإماراتي والمحرق البحريني، بدلاً من أندية السد والريان والعربي. ٢٢) إلزام المشاهدين القطريين بمشاهدة نشرة الأخبار في التليفزيون السعودي فقط، مع ضرورة الانصات إلى الموسيقى التصويرية المملة المرافقة لكل خبر حتى نهاية النشرة! ٢٣) تعييــــــن «أحمد الجارالله» رئيـــسا لتحـــــرير صحيفة «العــــربي الجـــديد»، رغـــم أنه ما يعرف يكتب اسمه! ٢٤) دعوة «نجيب ساويرس» للاستثمار في قطر، ودراسة امكانية افتتاح محل لبيع «البصارة» في «كتارا»! ٢٥) تعيين «عمرو أديب» رئيساً لتليفزيون قطر، باعتباره من رموز المصداقية الإعلامية! ٢٦) تكليف «الهيئة القومية لسكك حديد مصر» بإدارة مشروع «الريل» في قطر، للاستفادة من خبراتها الطويلة في وقوع حوادث تصادم القطارات الأليمة! ٢٧) تعليق صــــورة المنافــــق «مصطفـــــى بكري» في كل مجلـــــس قطري، حتى يقوم الزوار بالبصق على صورته عند دخولهم وخروجهم من المجلس. ٢٨) تعيين «أحمد موسى» رئيسا لقناة «الجزيرة للأطفال»، لقدرته الفائقة على «تخريعهم» .. أقصد تثقيفهم! ٢٩) الالتزام بشراء جميع الكميات المصدرة من «البخور الإماراتي»، تشجيعا للتجارة البينية بين الإمارات وقطر. ٣٠) منع القطريين من «الكشخة» المعروفة عنهم، وحظر قيامهم بشرب شاي «الكرك» في محلات «هارودز» في لندن. ٣١) تعيين «لميس الحديدي» مديرة لفريق «الجمباز» في نادي «باريس سان جيرمان» المملوك لدولة قطر، باعتبارها «جمبازية» من الطراز الأول في الشرق الأوسط! ٣٢) في حال عدم الالتزام بتنفــــــيذ هـــذه المطالب أو الشروط أو «الشـــــكاوى» ستـــقوم دول «التحالف الثلاثي» بتصعيد حصارها الجائر على قطر إلى المستوى الأعلى، مما يعني إجبار كل مواطن قطري على ارتداء «كندورة» لونها «كركمي»، في عيد الفطر المبارك، وكل «حصار» وأنتم بخير! احمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد على يكتب في كلمة صدق اليوم الكذب عندما يكون «بياناً إرهابياً» ضد قطر ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كيف ظهرت روح «غوبلز» الشريرة في بيان «الدول الأربع«؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتهمون قطر بالاستقواء بالخارج.. ويتجاهلون «القاعدة الفرنسية» التي تحميهم! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عندما قرأت بيان «الدول الأربع» حول «قائمة الإرهاب» المزعومة، التي يزعمون أنها مدعومة من قطر، لم يراودني أدنى شك أن روح «باول يوزيف غوبلز» الشريرة، وزير دعاية «الفوهرر»، وتعني بالألمانية، القائد هتلر، إبان الحقبة النازية، تقمصت شخصية كاتب البيان، لدرجة أنه لم يعد ينفع معه معالجته عن طريق «الرقية الشرعية»، لتجاوز حالته المرضية، من أجل عودته إلى حالته الطبيعية، والشفاء من أمراضه النفسية، الناجمة عن «تلبسه» أرواحاً شيطانية! .. ورغــــــم انتحار وزير الدعاية النازية، مؤسس نظرية «كيف تخدع الجماهير، وتروج لدعايتك الجماهيرية بلا ضمير»، صاحب مقولة «اكذب حتى يصدقك الناس» التي تعتمد على ترويج الكذب لتوجيه الرأي العام، نحو موقف كاذب، ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً، بل من الضروري أن يكون قائماً على الأكاذيب. .. أقول رغم انتحار ذلك «الوزير الكاذب»، قبل أكثر من ٧٠ عاماً، وبالتحديد في الأول من مايو عام ١٩٤٥، فقد كانت روحه حاضرة في ذلك «البيان النازي»، الذي تنز منه الأكاذيب نزاً! بل أستطيع القول بعد قراءة بيان «الدول الأربع»، أنه ينبغي علينا شطب «غوبلز» من قائمة أساتذة الدعاية السياسية، بلونها الرمادي الأحادي، وتسجيل اسم كاذب أو كاتب البيان، لتفوقه في هذا الميدان على الوزير الألماني، بعد ترويجه ما يسمى «قائمة الإرهاب»، التي تدعي شيئاً كاذباً، لا علاقة له بالواقع الحقيقي! .. ولا يحتاج الأمر إلى قـــرون استـــشعار، ليشـــعر قارئ «البيــــــان» أن القائـــــمة المزعومة عبارة عن «طبخة مجبوس» فاسدة، تم طبخها على عَجَل في «مطبخ إماراتي»، باستخدام «فرن سعودي»، وخليط من «البزار البحريني»، وقام بإعداد الطبخة «شيف سيساوي» يرتدي «برنيطة الطباخين»، المتدلية على رأسه، كما شاهدنا في فيلم «طباخ الرئيس»، ويقوم بتجهيز طبخته على أنغام «تسلم الأيادي»! .. والمؤسف أن «الدول الأربع» التي طبخت ذلك البيان، لم تجد أفضل من ليلة «الكرنكعوه»، التي نحتفل بها جميعاً عند انتصاف شهر رمضان، لإعلان بيانها الرنان، زاعمة من خلاله أنها تسعى لمكافحة التطرف، دون الالتفات إلى أنها انزلقت في تطرفها ضد قطر إلى أقصى مستويات التطرف، الذي قادها إلى سوء التصرف، وجعلها تتخذ أكبر موقف متطرف تشهده منطقتنا الواقعة على هذا الطرف المضطرب من أطراف الخليج! .. ولأن التطرف هو انحراف ظاهر عن معيار العقلانية، بعيداً عن الموضوعية، يشكل في جوهره ومظهره وظهوره حركة تعاكس اتجاه القيــــم الأخــلاقية، والقواعد الأخوية المتعارف عليها في تعاملاتنا الخليجية، فقد قادهم تطرفهم ضد قطر إلى أقصى حدود الاعتلال بعيداً عن ضوابط الاعتدال، الذي دفعهــــــم إلى حـــافة الاخــــتلال في علاقتهم معنا من خلال إصدار بيانهم المتطرف، واتخاذ موقفهم المتعجرف. .. ولعل الأغرب في بيانهم الفائض بالتطرف ضد شقيقتهم قطر، أن مكوناته جمعت خليطاً من الأسماء والمؤسسات القطرية المشهود لها بأعمال الخير، في محاولة إلى خلط الحابل بالنابل، وإلباس الحق ثوب الباطل! .. وبعيداً عن أسماء الشخصيات الواردة في القائمة المزعومة، والتي أعرف شخصياً بعضها، وتربطني بأحدهم علاقة أخوة، بل هو أخي الذي لم تلده أمي، حيث تربيت معه وكبرت معه، وأعرف أنه تربى على السلوك القويم، والمسار السليم، والصراط المستقيم، ولهذا أستنكر قيام أي جهة كانت، باتهامه بتهمة «الإرهاب»، لأن أخلاقه الرفيعة تطاول السحاب. أما ما يتعلق بالمؤسسات التي ورد ذكرها في قائمتهم المشبوهة، فهي منظمات أهلية يرتكز نشاطها على الأعمال الخيرية، وتقديم المساعدات العينية للأسر المحتاجة، ودعم الأسر المتعففة، وكفالة الأيتام، والأشخاص ذوي الإعاقة، وتحسين ظروفهم المعيشية والصحية والتربوية. .. وإذا كان عمل الخير صار تهمة في نظر الغير، فهذا يعني ضرورة وضع جميع المؤسسات الخيرية العاملة في الإمارات والبحرين والسعودية على «قوائم الإرهاب»، وإغلاقها دون مناقشة الأسباب! .. ويكفي مؤسساتنا الخيرية أن تأتيهم الشهادة الدولية، والإشادة الأممية، بكل شفافية، على لسان «ستيفان دوجاريك» المتحدث الرسمي باسم «الأمم المتحدة»، الذي أشاد بمؤسسة «قطر الخيرية» وبمشاريعها الإنسانية، مشيراً إلى قيامها بمشاريع مشتركة مدرجة في خطط وبرامج المنظمة الدولية، لتخفيف المعاناة في اليمن وسوريا والعراق وغيرها. موضحاً، بل مؤكداً أن «الأمم المتحدة» لا تلتزم إلا بقائمة العقوبات التي تضعها أجهزتها، وفي مقدمتها «مجلس الأمن»، وهي غير ملزمة بأي «قوائم أخرى»، يتم طبخها دون أن تستند إلى قوائم منطقية، أو قيم قانونية. .. ومن الواضح أن الادعاء بمحاربة «الإرهاب» صار تجارة رائجة لها زبائنها في سوق «النفاق السياسي» الرائج في المنطقة هذه الأيام، في خضم خليجها الهائج وبحرها المائج! بل صارت مكافحة الظاهرة الإرهابية بضاعة تباع وتشترى، ولها أسهمها في «بورصة» الأنظمة السياسية، ولهذا أضحى «الإرهاب» صفة لصيقة بكل حدث أو حادث يحدث في منطقتنا، سواء كان جنائياً أو إجرامياً أو حتى حقوقياً أو غير ذلك! .. وقبل توجيه الاتهامات جزافاً على الآخرين، ينبغي على الخيرين إيجاد تعريف دولي واضح وثابت ومتفق عليه دولياً يحدد مفهوم «الإرهاب»، ويوضح إطاره العام، قبل توجيه أصابع الاتهام على الآخرين. .. ولأن «الإرهاب» يشمل كل أعمال التهديد، أياً كــــــانت بواعثـــــــه وأغراضــــه وأهدافه وأسبابه، فإنني أرى أن مجـــــرد قيام «الدول الأربع» بإصدار «قائمـــــة الإرهاب» المزعومة، يعد عملاً إرهابياً منظماً ومبرمجاً ضد قطر، لإرهابها للانصياع إلى سياساتهم المرفوضة، وإرهاب شعبها ومواطنيها ـ وأنا أحدهم ـ وترويعهم، وتشويه سمعتهم، وتهديد أمنهم، والإضرار بمصالحهم، وإلحاق الضرر بالبيئة القطرية الحاضنة لهم، من خلال القذف والتشهير بشخوصها ومؤسساتها. .. وإذا كانوا يريدون أن نفتح معهم ملف «الإرهاب»، فإن العالم يعرف من الذي ارتكب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ويعلم الأميركيون جنسيات الذين قاموا بتفجير برجي التجارة العالمية في «منهاتن» بنيويورك، ومن أين جاءوا ليهدموا معالم الحضارة الأميركية. .. ويعلم رئيسهم «ترامب»، المتقلب في تصريحاته، أن (١٧) خليجياً اشتركوا في هذه الأعمال الإرهابية، ليس معهم قطري واحد، في حين يوجد بينهم (١٥) «إرهابياً» من إحدى الدول الموقعة على البيان المتطرف ضد قطر، و«اثنان» غيرهم من دولة أخرى تقود حركة «التآمر الإرهابي» ضد دولتنا الصامدة الصابرة. .. ولا أريد التوقف عند ما جاء في «التقرير الحكومي الأميركي» حول الأحداث الإرهابية التي ضربت عمق الولايات المتحدة عام «٢٠٠١»، ونشر يوم الجمعة الخامس عشر من يوليو الماضي، وكشفت (٢٨) صفحة من صفحاته السرية، أن عدداً من المسؤولين الخليجيين المعروفين لدى السلطات الأميركية، تورطوا في التخطيط والتمويل لهذه الهجمات، وهم ينتمون إلى دولة يُفترض أن تقوم بإطفاء الحريق المشتعل في المنطقة، بدلاً من إشعاله، بحكم مكانتها القيادية! .. والمؤسف أن «الدول الأربع» المتآمرة على قطر استخدمت مصطلح «الإرهاب» وقامت بتوظيفه سياسياً، في منحى بعيد كل البُعد عن الصواب، ويبدو واضحاً من خلال قائمتهم المشبوهة عدم وجود معيار منطقي يمكن الرجوع إليه، يحدد لنا مفهومهم لمعنى «الإرهاب»، الذي يستندون إليه، لتوجيه اتهاماتهم الباطلة ضد قطر، بعيداً عن الحيثيات الدالة عليه. .. وعلى هذا الأساس، أستطيع القول، إن الخطاب التحريضي الذي يمارسه المضطرب نفسياً «أحمد موسى» من خلال الزعيق والنعيق،والشتم واللطم و«مد البرطم» هو عمل من أعمال «الإرهاب الإعلامي»! .. وهنــــــاك نوع آخر من أنــــواع «الإرهـــــــاب» يمكنني تســـميته «الإرهاب السياسي»، ويتمثل في إرهاب المواطنين، من خلال تهديدهم وتكميم أفواههم ومصادرة حرياتهم، وإلغاء عقولهم، والتعامل معهم كأنهم «قطيع من الماشية» ينبغي عليهم تنفيذ الأوامر الفوقية! .. وهـــــــــذا النـــوع من «الإرهــــاب الرسمي» الموجه نجــــده ماثـــــلاً في قـــــرارات الدول الشقيقة منع مواطنيهم من زيارة قطر! .. ولا يمكن لأحد أن يصدق، أو يتخيل، أو يتصور أن يأتي يوم على دول «مجلس التعاون» تتسبب فيه خلافاتهم السياسية مع شقيقتهم قطر إلى درجة التوجيه الفوقي، والإيعاز الرسمي بقطع «صلة الأرحام» بين العائلات الخليجية، بشكل يجعل ابن العم الإمــــاراتي خصـــــماً لأبناء عمومته فــي قطر، ويجــعل ابــــــن الخـــال الســـعودي مناهـــضاً لخاله وخــالاتـــــه فــــي الــــدوحـــة، بل وصـــل الأمر أن قامت السلطات السعودية بمنع أربعة أشقاء من تسلم جثة والدهم «المرحوم جابر بن سالم النفاح المري»، وقد تطوع عدد من أهل قطر الطيبين، بتشييع جثمان «المرحوم» بدافع الواجب الإنساني، والسلوك الأخلاقي. وهنا يجدر ذكر أنه تم رصد أكثر من ٥٠٠ شكوى موثقة في «اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان» تَقَدم بها إماراتيون وسعوديون وبحرينيون وقطريون، بسبب تعرضهم لانتهاكـــات خطــــــيرة لحقــــوقهم، جراء القرار الجائر الذي تفرضه الإمارات والسعودية والبحرين على سفرهم إلى الدوحة. .. وتعكس شراسة الإجراءات المتخذة ضد قطر تطرفاً ما بعده تطرف في الموقف، حيث تم إجبار قطريين على ترك وظائفهم ومغادرة الدول الثلاث خلال ٢٤ ساعة، خلافاً للتصريحات الرسمية التي أمهلتهم ١٤ يوماً! عدا حرمان أمهات من أطفالهن، وفصل آباء عن أبنائهم، مما تسبب في التشتيت الإجباري غير الإنساني لعائلات كثيرة، وكأنهم بذلك يعيدون إحياء القصص المأساوية التي يعاني منها سكان شبه الجزيرة الكورية، بعد انشطارها إلى شطرين أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب! .. ومــــــع ذلك الانشـــــــطار الذي تــــم في منتـــــصف الخمــــسينــــــيات مــــن القـــــرن المـــــاضــــــي انشطرت ملايين العائلات الكورية إلى شــــظايا متناثرة، وأجـــــــزاء مبعثرة، واتصــــالات متعثرة، حيـــث لم يسمح لها أن تتواصل مع بعضها البعض! .. وهـــــــذا الواقــــع المأســــاوي يريدون أن يفــــرضــــــوه عليــــنا الآن في المنطقة، من خلال اتخاذ موقفهم غير الإنساني ضد قطر، والذي لا يمكن أن نسمح به، ولا نتسامح معه،ولن نسامحهم عليه ولن نقبل بمنع القطري من السفر إلى الإمارات، لتهنئة أبناء عمومته بعيد الفطر المبارك، أو زيارة أبناء خالته في السعودية، أو التواصل مع «أمة العودة» في البحرين. .. والمؤسف بل المحزن بل المخجل أنهم يتحدثون عن «حقوق الإنسان» في خطاباتهم أمـــــام الأمم المتحــــــدة، ويؤكـــــــدون التـــزامهم بصــــيانتــــــها في المحــــافــــل الدولية، ثم نجــــدهـــــــم ينتهكون حقوق مواطنيهم، ويهددون كل من يعبر عن تعاطفه مع قطر بالسجن لمدد تصل إلى ١٥ عاماً! .. ولا أدري عن أي «حقوق» يتحدثون؟ .. فيما يهددون رعاياهم بأن مجرد قيامهم بإبداء التعاطف أو الميل أو المحاباة تجاه قطر، أو الاعتراض على موقفهم المتطرف ضدها، سواء عبر وسائل التواصل بالتغريدات أو المشاركات أو بأي وسيلة أخرى، قولاً أو كتابة، يعد «جريمة يعاقب عليها القانون»! .. واستغرب من ذلك «القانون» الذي يستندون إليه، والذي لا يمكن وصفه سوى أنه يمثل قمة التطرف غير القانوني، ولم يبق سوى أن يمنعوا مواطنيهم من استنشاق «الأوكسجين»، ويقوموا بمصادرته عنهم حتى لا «يتنهد» أحدهم في اطار معادلة الشهيق والزفير استنكاراً لما يجري ضد قطر! .. وما من شك في أنهم من خلال الإجراءات غير الإنسانية التي اتخذوها، صنعوا جداراً وهمياً لفصل مواطنيهم عن أشقائهم في قطر، لا يقل في قسوته عن «جدار برلين» الذي كان طويلاً يفصل الشطرين، وظل قائماً على امتداد سنين، ليؤشر في دلالاته إلى تقسيم شعب واحد إلى شعبين. .. ولعل ما يثير الدهشة خلط الرياضة بالسياسة، لتبدو الأمور «معفوسة»، عبر تصعيد الأزمة بشكل لا مبرر له، من خلال قيام النادي «الأهلي السعودي» بفسخ عقد الرعاية مع الخطوط الجوية القطرية، رغم أنه المستفيد الأكبر من هذا العقد، حيث وفرت له «ناقلتنا الوطنية» فرصة تاريخية لا يحلم بها، عندما نظمت له مباراة كبرى في الدوحة مع فريق «برشلونة»، لقيت حينها أصداء عالمية واسعة. .. ولم تختر «القطرية» فريقاً قطرياً، أو عربياً آخر، بل آثرت اختيار فريق سعودي دون غيره، لتعكس نكران الذات عند القطريين، وتقديرهم للشباب السعودي الشقيق. .. ولعل من أبرز نماذج تطرفهم ضد قطر، وسوء تصرفهم معها، قيامهم باتهام الدوحة بتهمة «الاستقواء بالخارج» لمجرد شيوع خبر نشر قوات تركية على الأرض القطرية، رغم أن ذلك الانتشار يأتي استناداً إلى معاهدة الدفاع المشترك الموقعة بين البلدين. .. وهذه الخطوة القطرية باتجاه تركيا ترفع من قيمة «أنقرة» المرتفعة أصلاً، بل المرفوعة عالياً على أكتاف القطريين، وتقدمها كدولة محورية، تشارك في تحمل جانب من أعباء المسؤولية المشتركة، لترسيخ قواعد الأمن في المنطقة، عبر قاعدتها العسكرية في قطر، التي تعكس علاقاتها الأخوية مع الدوحة. .. وما من شك في أن هذه المشاركة الأخوية التركية لها دلالاتها الاستراتيجية، حتى لو كانت رمزية، حيث يعتبر الجيش التركي واحداً من أكبر الجيوش الموجودة في المنطقة، بل وأقواها، ويحتل المرتبة العاشرة عالميا بين جيوش العالم، بحسب موقع «غلوبــــال فايــــر بــــــاور» المتخصص بتقــــييم القوة العسكرية للدول، حيث يتجاوز تعداده ٨٧٥ ألف جندي. .. ويمثل الجيش التركي، بعد انضمام تركيا عام ١٩٥٢ إلى «حلف الناتو»، الجناح الجنوبي الطائر لتنفيذ استراتيجيات «منظمـــــة حلف شــــمال الأطلـــسي»، وهو تحــــــالف دولي يضـــــم ٢٨ دولة، وتنص «المادة الخامسة» في معاهدة إنشاء الحلف على أنه في حالة وقوع هجوم مسلح ضد واحدة من الدول الأعضاء، ينبغي أن يشارك الجميع في حمايتها، وينـــــــبغي أن تــــساعد الدول الأعضــــاء عــــسكريـــا العضو المعتدى عليه إن لزم الأمر. .. وعلى هذا الأساس، فقد أثار خبر نشر قوات تركية في قطر حفيظتهم، وقلب حساباتهم، وجعلهم يتحــــــــدثــــون عـــما يـــسمونـــه «الاستـــقواء بالخارج» دون الالتفـــــات حـــــولهــــــم، والنظر إلى القواعـــــد العســــــــكرية الأجنبـــــية التي تحيط بهم، وتنتـــــشر على أراضـــــيهم، ومن بيـــــنهــــــا القاعدة العسكرية الفرنسية الرابضة في الإمارات بجنودها وعتادها! .. ولا أعتقد أن تلك القاعـــــدة الحربــــــية التي يديرها أحفاد «نابليــــون» يمكن تـــــصنيفها بأنها «منشأة سياحية»، أو معلم من معالم أبوظبي الثقافية، التي يمكن للسائح أن يقوم بزياتها والتقاط الصور التذكارية في رحابها. .. وما من شك في أن تلك القاعدة العسكرية الفرنسية تقدم دليلاً واضحاً، ولا أقول فاضحا، على كيفية استقوائهم بالخارج. .. وتوفر هذه القاعـــــــدة التي دشنهــــــا الرئيــــس الفرنــــسي الاسبق «نيكــــــولا ساركوزي» عام ٢٠٠٩، حـــضورا عسكرياً دائماً للفرنســــيين في هذه المنطقة الحساسة، وهدفها الأساسي توفير إجراءات الحماية عندما تواجه سيادة الإمارات واستقلالها واستقرارها تهديداً خطيراً، يستهدف ترابها الوطني. .. ومن المؤكد أن جنودها ليسوا من «البؤساء»، الذين كتب عنهم «فيكتور هوجو» في روايته الشهيرة، ولا «يرمسون» اللهجة الإماراتية، ولم يغادروا جمهوريتهم للمشاركة في منافسات «اليولة» أو رقصات «العيالة»، ولكنهم جاءوا خصيصاً من بلادهم لتوفير الحماية الخاصة الخالصة إلى أصحاب القاعدة، في إطار شراكة مع الداخل، تدحض نظرية الاستقواء بالخارج! .. وبطبيعة الحال، فإن الجنود الفرنسيين المكلفين بحماية الإماراتيين لا يتفاعلون عندما تصدح في مسامعهم كلمات «سيدي يا سيد ساداتي» ولا تطربهم سوى أغاني مطربهم «شارل أزنافور» ومطربتهم «ميراي ماتيو». .. ومشكلة أهلنا في «شرق»، أنهم يعيشون حالة مفرطة من حالات النرجسية الحالمة، تحت مظلة الحماية الأجنبية، فتجدهم يتحدثون عما يسمونه «استقواء قطر بالخارج»، وينسون أنهم أدخلوا أنفسهم طواعية في «قرقور» الحماية الأجنبية، عن طريق «القاعدة الفرنسية»، التي طلبوا من «باريس» إقامتها على أرضهم، لتكون منشآتها أطول من «برج إيفل»! .. وتظهر فصول تطرفهم ضد قطر على شكل «كاريكاتوري»، ولا أقول ديكوري، أو ديكتاتوري، حيث نجدهم يريدون إجبارنا على ارتداء ثيابنا على طريقتهم! .. ورغم أن الثوب هو الزي الوطني لكل شعوب مجلس التعاون الخليجي، لكن ثوبنا القطري يختلف عن نظيره الإماراتي، ونفس الشيء ينطبق على السعودي والبحريني، وليس بالضرورة أن نرتدي «الكندورة» حتى لا نتهم بأننا نخالف موقفهم. .. وليس لأحد منهم الحق في تغيير سياستنا لتصبح نموذجا مستنسخاً من سياساتهم، وليس من حقنا أن «نقرقش» أو نفتش أو ننبش في شؤونهم الداخلية، مثلما ليس من صلاحياتهم أن يفرضوا علينا توجهاتهم، ليكون موقفنا الســـــــــياسي نسخــــة طبـــق الأصل من موقفــــهم، وينبغي عليهم عــــدم تجاهل حقيقة أننا دولة ذات سيادة وليست وسادة ينامون عليها! .. ويبقى أخيرا على كل من ينتقد تواجد قوات تركية في قطر، أو يتحفظ على وجود قاعدة «العديد»، أن يرتدي نظارته الطبية، وينظر حوله ليرى أن القواعد العسكرية المستوردة، والقوات الأجنبية المستقدمة تقوم بحمايته، وهو يستمتع بمشاهدة «شومبيه» بطل «شعبية الكرتون»، ويتناول في منزله وجبتي الفطور والسحور، متلذذاً بمذاق «الثريد» و«العصيد» و«الجشيد» على مائدته الرمضانية! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
قارن أحمد موسى مع:
شارك صفحة أحمد موسى على