أحمد علي

أحمد علي

هذا الإسم ينتمى لأكثر من شخص طبقأ لويكيبيديا، يرجى الأخذ فى الإعتبار ان جميع البيانات المعروضة فى تلك الصفحة قد تنتمى لأى منهم.

أحمد عوض علي سياسي مصري. أحمد علي (كاتب) أحمد علي - لاعب كرة قدم مصري لعب للأهلي المصري أحمد علي كامل - لاعب كرة قدم مصري لعب للإسماعيلي المصري والهلال السعودي أحمد علي عطية الله - كاتب مصري أحمد علي عبد الله صالح - ابن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أحمد علي لاعب كرة قدم إماراتي. ويكيبيديا

أحمد علي وهو لاعب كرة قدم مصري يلعب لنادي المقاولون العرب. <br />في ٣٠ مايو ٢٠١٨ انتقل لنادي الجونة لمدة ثلاث مواسم. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بأحمد علي؟
أعلى المصادر التى تكتب عن أحمد علي
أحمد علي يكتب في كلمة صدق عندما يصبح «بلوتو» رئيساً لهيئة رياضية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مشكلة «تركي آل الشيخ» معاناته من «جنون العظمة» رغم أنه ليس عظيماً بل عديماً من الأخلاق السعودية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ «أبو جهل» كان من سادة «قريش» .. لكن مصيره مزبلة التاريخ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا أدري لماذا عندما يتكلم تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة في المملكة العربية السعودية أشعر أنني أتابع مسلسل الرسوم المتحركة الشهير «باباي»! .. وطبعاً لا أقصد بطل المسلسل، ذلك البحار الذي يخوض الكثير من المغامرات، دفاعاً عن صديقته «زيتونة»، وإنما أعني «بلوتو»، تلك الشخصية الكرتونية المعروفة أيضاً باسم «بروتوس»، التي صممها الرسام الأميركي «إلزي كريسلر سيغلر» وظهرت لأول مرة عام ١٩٢٩. .. والمؤسف أن هذه الشخصية المشاغبة، أصبحت دائمةالظهور حالياً في المنطقة، على أرض الواقع السياسي الذي نعيشه، مع صعود شخصية تركي آل الشيخ على سطح الأحداث، بتصريحاته المتصفة بالخلل، والمثيرة للجدل، والمليئة بالعلل! .. ولا يحتاج الأمر لمواجهة ذلك «المتروك»، والتغلب عليه إلى تناول حزمة من السبانخ، كما يفعل البحار «باباي»، إذ يكفي أن نأكل «عجوة المدينة» التي تعتبر من أغلى تمور السعودية! .. ويمكن الاستعاضة عنها في حال عدم الحصول عليها، بتناول «تمرة» واحدة من تمور القصيم من نوع «خلاص» أو «برحي» أو حتى «صقعي»، حتى نصقع ذلك المدعــو تركــــي، ليــفوق مـــن حــــالـــــة انفصام الشخصية، التي تظهر كثيراً في تصريحاته، وتسبب له اضطراباً نفسياً مؤثراً على ســــلوكه وخـــــللاً عقليــاً مســـيطراً على طريقة تفكيره، ونوعـــــية تصريحــــاته الخــــارجة عــــن حــــدود الأخلاق الرياضية. .. ومشكلة تركي آل الشيخ أنه حديث العهد بالرياضة، ولم يمارس في حياته سوى رياضة الخشيشة» مع أقرانه «البزران» أو «الورعان» في «الفريج»، وعدا ذلك ليس له أي علاقة بالحركة الرياضية، سوى تحريك «غترته» أو »شماغه»، ورفع سرواله إلى الأعلى! .. وقبل أن أخوض نزالاً رياضياً مع ذلك الشخص غير الرياضي، الذي لا يملك أي صفة من صفات الرياضيين، وفي مقدمتها الأخلاق، أود تأكيد احترامي لكل أعضاء الأسرة الرياضية السعودية، ولكل أفراد الشعب السعودي الشقيق، فرداً فرداً، باستثناء ذلك «المتروك» لتوجيه الإساءات إلى علاقات الأخوة بين الشعبين الشقيقين في قطر والسعودية. .. ولا أعتقد أن أي مواطن سعودي، سواء كان رياضياً أو غير ذلك، يقبل بالإساءات التي يوجهها تركي آل الشيخ إلى قطر والقطريين، التي تعكس انحدار أخلاقه، وقلة أدبه. .. وعندما يسخر رئيس هيئة الرياضة في السعودية من قطر، بطريقة خارجة عن أخلاقيات السعوديين، فإنما بذلك يسيء إلى «هل قطر» جميعاً، بمختلف مكوناتهم، وكافة أصولهم، وكل فروعهم ولهذا أقول له بملء صوتي «لن نسمح لك، ولن نسكت عنك». فلا تكن غراً في تصرفاتك، متغولاً في تصريحاتك، مغروراً في مواقفك، مغالياً في تعاملك. .. ولا تتصرف تصرفات الشخصية الكرتونية المسماة «بلوتو»، بطريقته الهوجاء، وشخصيته الرعناء، وتتعامل مع الآخرين بكل غرور واستعلاء. .. ومـــــــن الضـــــــــــروري أن تـــحتــــــرم نفـــسك حــــــتـــى نحـــتــــرمــــــك، ولا تسئ لغيرك حتى لا نسيء إليك. .. وتذكر أن لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن أهنته هانك، وأنت أهنت الرياضة السعودية التي تتولى رئاسة هيئتها العامة، بتصريحاتك وتصرفاتك. .. وأدعوك أن لا يقودك جهلك إلى التصرف بطريقة الجهال، الذين نسميهم في قطر «اليهال» أي الأطفال طااااااااال عمرك! .. ومن المعيب حقاً أن ينحدر خطاب رئيس هيئة الرياضة في السعودية إلى هذه الدرجة من الانحطاط الأخلاقي، عندما يتحدث عن قطر بطريقة استعلائية، وبنظرة استعراضية، ويسخر منها ويصفها بأنها «دويلة»، رغم أنها تأسست تاريخياً قبل تأسيس «المملكة» في شكلها الحالي المترامي الأطراف. .. ويكفي أن يعـــــلم هــــو وغيـــره، أننا في قــطــر نحتــفل بــذكرى يومنا الوطني في الثامن عشر من ديـــسمبر من كــــل عام، وهي المناسبــــــة التاريخيــة التي تـــــصادف تـــــولي مؤسس دولتـــــنا الـــــشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في البلاد عام ١٨٧٨، منطلقاً بهذه الدولة الفتية، إلى رحاب الاستقلالية، بعيداً عن الانقياد والتبعية. .. وعندما أقول ذلك وأكتبه، أدعو أي باحث أن يتوقف عند التاريخ الذي تحتفل به المملكة العربية السعودية بيــــومها الوطــــني في الثالث والعشرين من سبتــــمبر، إحياء لذكــــرى توحيـــــدها بشكلها الحالي عام ١٩٣٤. .. وبعيــــداً عـــن عقـــــد المقــــارنــــــات، فإن القـــــطريين جمــــيعــــاً ينظرون نظرة إجلال واحترام وتقدير إلى الملك الموحد الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية الشقيقة، باعتباره واحداً من عظماء صناع التاريخ في المنطقة. لقـــــد فــــــتـــح تركـي آل الشـــيخ فــــــي تصـــريحــــاتـــه الأخـــيــــرة ملف الرياضيين المجنسين في قطر، وإذا كان مهتماً بمتابعة هذا الملف، فليبدأ ببلاده التي تتشكل تركيبتها السكانية من خليط من الأعراق، يشبهون في تنوعهم وألوانهم خيوط «السدو»، باعتبار أن جذورهم ليست كلها متجذرة في تربة شبه الجزيرة، أو نابعة منها، حيث يوجد كثيرون منهم قدموا من شرق آسيا، وغـــيرهم جــــاءوا من الشرق الإفريقي، وقدموا للمملكة إخلاصهم، وخلاصة تجاربهم في الحياة، فأخلصوا لها، وأعطوها من خبراتهم، وانــــدمــــجوا فـــــيها، وصاروا جزءا لا يتجزأ من نسيجها الوطني. .. ولا يحتاج الأمر إلى تذكير رئيس هيئة الرياضة في السعودية بعطاءات واحد من هؤلاء وهو «أمين دابو» القادم من السنغال، أو غيره، من الذين مثلوا منتخبات المملكة بعدما تم تجنيسهم. لقد لعب «دابو» المولود من أم مصرية وأب سنغالي في الاسماعيلي المصري، في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، وحقق شهرة واسعة في الملاعب المصرية، ليرحل بعدها إلى السعودية، ويلعب في النادي الأهلي، عام ١٩٧٦، وتم بعدها تجنيسه، ليشارك مع المنتخب السعودي. .. وإذا كان تركي آل الشيخ مغرماً بفتح ملف التجنيس الرياضي، لماذا لا يلتفت إلى حليفته البحرين، صاحبة التجربة الكبرى، ولا أقول الكبيرة فحسب، في هذا المجال. .. ولا أعتقد أنه لم يسمع باللاعبة البحرينية «كيمي اديكوبا» ذات الأصول النيجيرية، باعتبارها الأبرز في ملف الرياضيات المجنسات في «مملكة البحرين»، لأنها تحمل ذهبية بطولة العالم داخل الصالات في سباق ٤٠٠ متر عدو. بالإضافة إلى اللاعبة «راث جيبيث» الكينية الأصل، كما يوجد في الكتيــــــبة الرياضــية البحـــرينية المجنـــــسة، لاعب روسي اســــمه «آدم بانيروف»، يـــصارع الآخـــــرين، تحـــت الراية البـــحرينيــــة، وهـــو لا يعرف اسم عاصمتها! .. وكل هؤلاء وغيرهم من الرياضيين البحرينيين المجنسين يلعبون باسم البحرين، ولا يعرفون الفارق بين الحلوى و«المتاي»! .. ولو توقفنا عند الإمارات الحليــــفة الأخـــرى للــــسعودية في حصارها الجائر على قطر سنجد أن تجربة التجنيس الرياضي استهوتها كثيراً، وفي إطارها تم تجنيس «توما سيرجيو» الفــــائز بالميــــداليــــــة البرونزية في الجودو، في وزن تحت ٨٠كغم في أولمبياد ريو دي جانيرو، بالإضافة إلى «ايفان ريمارينكو» وهما من «مولــــدوفيـــا»، ولاعــــب ثـــــالث آخـــــر غيـــــرهما، بالإضــــافة إلى عداءة الماراثون الإثيوبية الأصل «بيتليم ديسالين»! .. ولا يحتاج الأمر أيضاً إلى فتح ملف التجنيس، على المستوى الرياضـــــــــي، أو غيــــره من المســــتويات، ســـــــــواء الاجــــتماعية أو الاقتصاديـــة، حـــــيــــث تمـــــــثل المملكـــــــة العربيــــة الســـعوديــــة نموذجاً لا مثيل له في استقطاب الآسيويين والأفارقة، الذين هاجروا إليها واستقروا فيها على امتداد العقود والعهود الماضية، وقادوا حركتها الرياضية وحراكها المالي والاقتصادي، والاجتـــــماعي، وأصبـــــحوا رواداً في قطاعاتها وأعمالها وفعالياتها المختلفة. .. ويكفي تذكير تركي آل الشيخ أن أكبر مجتمع في المنطقة قائم على تلاقي الثقافات والحضارات في مكان واحد، بلا تمييز عرقي، هو المجتمع الحجازي. .. وكلـــــــــنا نعــــلم أن أبـــناء ذلك المجتـــــمع الفسيـــفسائي خــــدموا مكة والمدينة المنورة، أكثر من غيرهم، وهم الذين جعلوا «المملكة» تنفتح على الثقافات الأخرى، وهم الذين أثروا في مسيرتها، وهم الذين أثروا فيها، وهم الذين قادوا قطاعاتها الاقتصادية، وحركاتها العمرانية، وتجاربها العلمية إلى آفاق النجاح. .. ولا داعي لاستعراض أسماء الكثيرين منــــهم الـــــذين قـــــدموا خدمات جليلة إلى المملكة العربية السعودية، في شتى مرافقها، وكافة قطاعاتها المختلفة، بل أصبحوا وزراء في حكوماتها المتعاقبة! .. ولا ننسى أيضاً أن المجتمع السعودي بامتداداته الشرقية وطوائفه الغربية مكون، ولا أقول مقسم، بمــــن يســـــمونهم في الممـــــلكة «طــــــــــرش البحـــر» أو «بقـايا الحــــــجاج» وغــــــيرهم، وتـــــــم إنصــــهارهم جــــميعاً تحــــــت «راية التـــوحيــــد»، التي تــــضم العــــديد من الأعراق والأجناس والأصول والجذور غير النابعة من شبه الجزيرة العربية. .. ولــــــكل ذلك العطاء السخي، الذي قدمه ويقــــــدمه المجنسون في المجتمع الســـــعــــودي، بمختــــــلف شرائحــــــهم، لا داعـــي لتـــــلــــك النــظــرة العنـــــــــصرية المتخــــلفــــــة، الـــــتي أصبــــحت جــــزءا مــــــن رؤية تركي آل الشيخ للآخرين، حيث صار يتصرف وكأنه واحد من أفراد «شعب الله المختار»، ويرى نفسه أعلى شأنا، وأرفع مكاناً من غيره، من خلال استنساخ عصري لشخصية «أبو جهل»، وإحياء مؤسف لصفات «الجاهلية» وأطباعها وأطماعها. إن مشكلة تركي آل الشيخ تكمن في حالة «جنون العظمة» التي تنتابه، بين حين وآخر، رغم أنه ليـــــس عظيماً، بل لا يعدو أن يكون عديماً من الأخلاق، ومنعدماً من القيم النبيلة، والصفات الجميلة، التي يتصف بها أشقاؤنا السعوديون. .. كما أن مشكلة رئيس هيئة الرياضة السعودية أيـــضاً، شـــــعوره بعقدة النقص، عندما ينظر إلى قطر وإنجازاتها الرياضية، ولهذا يريد الانتقاص من شأنها، بعدما نجحت في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه العديد من دول المنطقة. .. والأمثلة كثيرة في هذا المجال، لكنني على أي حال سأوجزها في هذا المقال في الإطار الرياضي فقط. .. ويكفي أن نذكره أن بطل العالم في الوثب العالي هـــو القـــــطري معتز برشم، الفائز بجائزة أفضل رياضي في العالم للعام الحالي، خلال احتفالية الاتحاد الدولي لألعاب القوى، التي أقامها الشهر الماضي في إمارة موناكو، وهو صناعة قطرية مائة في المائة، ولم يتم استيراده من حفر الباطن، أو استيلاده من عرعر! .. وهو يحمل أيضاً جائزة أفضل رياضي في القارة الآسيوية لهذا العام، الممنوحة من اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية «أنوك»، خلال احتفاليــــته التي أقيمـــــت في شـــــهر نوفمــــبر الماضـــــي في العاصمة التشيكية براغ. .. ولو عدنا إلى البطولات العالمية الناجحة التي استضافتها قطر على مدى العشـــــــرين عـــاماً الماضيــــة، سنـــــتوقف عـــــند أبرزها، بـــــل أكبرها وأضخمها، وهي دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة، التي نظمتها الدوحة عام ٢٠٠٦، وتمت خلال فعالياتها المنافسة على ٤٦ لعـــــبة ونــــــشاطــــا رياضيا، مما يشكل رقماً قياسيا غير مسبــــوق، علمــــــاً أن قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي نالت شرف تنظيم هذه الدورة القارية على مستوى القارة الآسيوية, وكان من بين حاضريها وقتها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. عدا نجاح الرياضة القطرية في استضافة بطولة العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد عام ٢٠١٥، والنجاح القطـــري في الــــفوز باستـــــضافة بطولة العالم لألعاب القوى عام ٢٠١٩، في نسختها السابعة عشرة، بعدما تم اختيار الدوحة من بين ٣ مدن تقدمت بطلبات الاستضافة، وهي «برشلونة» الإسبانية، و«يوجين» الواقعة في ولاية «اوريغون» الأميركية. كل هذه الإنجازات الرياضية نضعها في كفة، ونأتي إلى الكفة الأخرى، لنضع الملف القطري الناجح الرائع المكتمل، الذي منح قطر شرف استضافة مونديال ٢٠٢٢ لكرة القدم. .. ورغم مواقف تركي آل الشـــــيخ المســيئة إلى قطـــــر، فإننـــــي في إطار كرم الضيافة، التي تعتبر من ركائز الشخصية القطرية، أدعوه من الآن، عبر سطور هذا المقال، لحضور مباريات «المونديال القطري» على حسابي الشخصي، متحملاً جميع تكاليف سفره إلى الدوحة بالدرجة الأولى، على متن الخطوط القطـــــرية، والإقامة في أحد الفنادق الفخمة، التي تنتـــــشر في دولتنا، مع ضمان ترتيب زيارة خاصة له إلى سوق واقف، وأيضاً إلى «حديقة الحيوان»! .. أما بخصوص بطولة العالم للشطرنج، التي تستضيفها الرياض حالــــــياً، أود التــــــوقـــــــف عنــــــد فتــــوى ســـــماحة الشـــــيخ عبــــــدالعزيـــز بن عبـــــدالله آل الشــــيـــخ, مفـــــتـــــي عـــــــام المملكـــة ورئيس هيئة كبار العلماء, التي أعلنها في برنامج «كشف المستور» في قناة «المجد» عندما تم سؤاله عن تلك اللعبة فأفتى قائلاً «لعبة الشطرنج محرمة، وهي داخلة في الميسر، في عموم قوله «إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون». مضيفاً أنها «مشغلة للوقت, ومنفقة للمال، وسبب للعداوة والبغضاء ، يدخلها الغني ويخرج فقيراً، ويدخل الفقير فيصبح غنياً، وهي سبب العداوة والتـــناحر، فهي بلاء وقضاء وقت في غير محله». ولا أدري ما هو رأي رئيس هيئة الرياضة في السعودية تركي آل الشيخ, بشأن هذه الفتوى الصادرة عن فضيلة الشيخ «آل الشيخ»؟! وحتى يوضح لنا رأيه في هذه المسألة، أتمنى أن لا ينسى تركي آل الشيخ، أنه يتولى رئاسة هيئــــة رسمـــية تمـــثل «المملـكة» الشقـــيقة، التي نحبها ونحترم شعبها، رغم الخلاف السياسي مع نظامها، وهو مسؤول عن كافة رياضييها ولاعبيها ومنسوبيها، وينبغي عليه أن يعلم جيداً أن زمن الجـــهل والجاهلية ولّى إلى غيــــــر رجــــــعة، في شـــــبه الجزيرة العربية. .. ولا بد من تذكيره دائماً أن «أبو جهل» كان عربياً قرشياً، حيث كان عمرو بن هــــشام بن المغــــيرة المخـــــزومي القرشي (٥٧٢ ــ ٦٢٤م) سيداً من سادات قريش. .. وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل «التميمية»، ورغم كل ذلك الحسب والنسب, والأصـــــل والفصل, الضــــارب في الجذور العربيــــــة، فإن مصير «أبــــو جــهــل» هــــو مزبلة التاريخ! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق رباعية قطرية على إيقاع «الدان الحضرمي» ......................................................... في خضم الحصار .. «قلبي من الفرقة كما الريشة» .. هكذا تكلم المحضار ......................................................... الفوز على اليمن ليس مقياساً .. والاختبار الحقيقي يبدأ اليوم مع العراق ........................................................ لم تكن مباراة منتخبنا «الأدعم» مع نظيره اليمني الشقيق في بطولة «خليجي ٢٣»، المقامة حالياً في دولة الكويت الشقيقة مجرد مواجهة كروية عابرة، بل كانت واجهة رياضية عامرة بكل شيء، بدءا من أهدافها الأربعة التي شهدتها، مروراً بأبعادها الأخوية، وصولاً إلى معانيها الحضارية والحوارية والثقافية والسياسية والإنسانية والتراثية وغيرها! .. ولعل ما يزيد من قيمتها أنها تمت في زمن الحصار المفروض على اليمنيين وأشقائهم القطريين، ودارت أحداثها في ذلك المضمار، على أنغام المزمار، عبر إحياء تراث وميراث شاعر اليمن الراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار! لقد نظم منتخبنا خلال مباراته مع اليمن جلسة من جلسات الحوار الكروي لا تنسى، على إيــــقاع «الـــدان الحــــضرمي» فــــي «المقيل اليمني»، التي يشتهر بها «شاعر الشحر». .. ومثلما تضم تلك الجلسات رباعية الشعر والموسيقى والغناء والرقص، فقد حرص منتخبنا على تسجيل رباعية الإبداع والامتاع والاشباع والإقناع، التي ظهرت ملامحها عبر الإسراع في تسجيل الهدف الأسرع في البطولة! .. ورغم فوزنا بالرباعية الكرويـــة، ينبغي عدم الإفراط في الثقة، وعدم المبالغة في ذلك الفوز، لأن المشوار للمحافظة على لقبنا الخليجي ما زال صعباً، وينبغي أن يكون منتخبنا صلباً في مباراته اليوم أمام نظيره العراقي الشقيق، لأنها تمثل الاختبار الحقيقي لفريقنا «الأدعم»، الطامح للاحتفاظ بلقبه المستحق، الذي كان به هو البطل الأحق. أقول هذا لعدة أسباب، أبرزها أن فــــوزنا الســـهل على المنتخب اليمني الشقيق ليس مقياساً على مستوى منتخبنا، حيث لا يوجد في اليمن أكاديمية للتفوق الرياضي اسمها «اسباير»، وليــــس عــــندهـــــم ملعب فخم مكيــــــف على مدار شـــهور الســـــنة مـــثل اســـتاد جاسم بن حمد في نادي السد، ولا يوجـــــد في منتخبهم لاعب محترف واحد يتقـــاضى أجـــــوراً عالـــية، لكــــن في بلادهم طفلة تم اختطاف طفـــولتها اسمها «بثينة الريمي» نـــالــــت شهرة عالمية واسعة، ربما أشهر من بلقيس ملكة سبأ! .. والسبب أن هذه الطفلة البائسة أصبحت يتيمة الأبوين، وعمرها لا يتجاوز الخمسة أعوام، حيث فقدت والديها، جراء غارة طائشة من غارات «التحالف العربي»، استــــهدفت مجمعا سكنيا في منطقة عطان بالعاصمة اليمنية صنعاء! لقد اشتهرت هذه اليتيمة اليمنية بحركة يدها، وهي تحاول أن تفتح إحدى عينيها المتورمتين، وما زالت تــــــلك الطفــــلة تغـــني بكل بـــراءة «بابا وماما نور عيوني» رغم مأساتها، التي تعكس مأساة بلادها. .. ولأنــــــــه يكــــاد لا يخلـــــو منتـــــخــــــب اليمـــن مــن وجــــــود لاعب له صلة قرابة مع أحد ضحايا الحرب العبثية المفروضة على بلادهم، منذ أكثر من ٣ سنوات، أستطيع القول إن المأساة اليمنية كانت حاضرة في مباراة منتخبنا ونظيره اليمني في بطولة «خليجي ٢٣». .. وكيف لا تحضر تلك المأساة؟ .. وكيف لا تظهر وتطل برأسها في أوساط «دورة الخليج»، بعدما تحول اليمن أرضاً وسماء، وإنسانا وحيواناً، ونباتا وجماداً، إلى ساحة وغى، وأضحى مساحة للفوضى يسيطر عليها الغوغاء، حيث الغاية تبرر الوسيلة، على وقع الحرب العبثية التي تقودها «دول التحالف»! .. وفي خضم عدم تحقيق أهداف الحـــــرب، وهي ما يسمونها «استعادة الشرعيـــــة» أصبـــــحت الحرب المفروضــــة على اليمن غير شرعية، بل غير مشروعة، بعدما توسعت رقعتها، وزادت مساحتها، واشتعلت نيرانها في مختلف أنحاء البلاد، وتم في إطارها ارتكاب انتهاكــــات مروعة لحــــقوق الإنســــان، مما تسبـــب فــــي مأساة إنسانية لا حدود لها. .. ومنذ أكثر من ١٠٠٠ يوم، يجد اليمنيون أنفسهم في أتون حرب مستعرة دائرة في بلادهم، مدمرة لهم، يتصاعد فيها منسوب العنف الدموي، حيث يتواصل القتل، وتتسع دائرة نزيف الدم، ويزداد الدمار، وتنتشر الأمراض. .. وبعيداً عن مشاركة اللاعبين اليمنيــــين في مـــباريــــات «خليجي ٢٣»، فقد تحول اليمن إلى ملعب للصراع الإقليمي بين لاعبين محليين ودوليين يمثلون كل الجهات, وينوبون عن كل الاتجاهات، ويعبرون عن كافــــة التوجهــــات السياسيــة، في ذلك البلد العربي المدمر، الذي يعاني شعبه من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحرم أكثر مـــن ١٤ مليــــون شـــــخص مـــــن الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، وخدمات الصرف الصحي! .. وحيث القصف الجوي الذي تشنه «قوات التحالف» بلا هوادة، وحيث غارات الطائرات الحربية، وإطلاق الصواريخ الباليستية تثير الكثير من الانتقادات لخرقها قواعد الحرب. .. وحيث وصل عدد المصابين بوباء «الكـــوليرا» إلـــى أكـــــثر من مليون مصاب، وفقاً لتقارير اللجان المختصة، عدا وجود الملايين الذين يعانون من آثار الحرب المدمرة. .. ولكــــل هذه الظــــروف المأســــاويـــــة، يكفــــي منتـخــــب اليــــمن حضــوره إلى الكويت، للمشاركة في «خليجي ٢٣». .. ويكفيه مشاركته في مباريات «دورة الخليج». .. ويكفيه حرصه على إنجاح البطولة، رغم ظروفه المأساوية. .. وما من شك في أن انتصار المنتخب اليمني الشقيق على كل هذه الظروف الصعبة، يعد بطولة في حد ذاتها. .. ولهــــــــذا يمــــكن القـــــــــول إن منتـــخـــــب اليــــمــــن هـــــــو الفـــائـــز الحقيقي بالبطولة. .. وقد يكون من الإنصاف أيضاً، الاعتراف بأن منتخب اليمن، رغم هزيمته بأربعة أهداف أمام منتخبنا الوطني، كان فريقاً «مقاوماً» حتى الرمق الأخير من المباراة غير المتكافئة. .. ووسط ذلك اللقاء غير المتكافئ، كان منتخبنا خلال النصف الأول من مباراته مع اليمن يطير في سماء المنتخب اليمني، ويحلق في فضاء اللقاء «كما الريشة»، دون حــــضور الراحل الكبير أبو بكر سالم! لقد نجح منتخبنا في اختراق دفاعــــات نظيره اليمــني، مثـــل موجات متلاحقة السيول الجارفة، التي جرفت «سد مأرب» ذلك الصرح التاريخي، الذي يعتبر واحداً من أهم السدود اليمنية، ويعود تاريخ بنائه الأول إلى بدايات الألفية الأولى قبل الميلاد. .. كان الولوج إلى مرمى المنتخب اليــمني يشـــبه الدخول إلى كتاب تاريخ مفتوح على مصراعيه، ولهذا جاء الهدف الأول لمنتخبنا مثل حراك زائــــر قطــري لأحد الأحـــياء العتيقــــة فــــي صنــــعــــــاء القديمـــة، حيــــــث الأبواب والــــنوافذ والشـــــرفـــــات المطلة على التاريخ! .. ولم يكن منتخبنا في حاجة إلى استخدام «الجنبية اليمنية»، وهي إحدى أنواع الخناجر العربـــية، التي تـــربط بحـــزام، لفك عقدة الدفاع اليمني، الذي كان مفككا بلا تعقيد في بــــدايات المـــــباراة، عنــــــدما انطـــلق إسماعيل محــــمد من الجهة اليمنى، «على ضو ذا الكوكب الساري» ولا أحد في المنتخب اليمني بمقصده داري، غير الذي يعلم الأسرار، ورفع الكـــرة عرضــــية متقــــنة في عمق المرمــى، لتجـــد أكــــرم عفــــيف يستـــقبلها بــــرأسه، ويزفها إلى الشباك وكأنها عروس, على إيقاع «الدان الحضرمي» محرزاً الهدف الأول والأسرع في البطولة. .. وجاء الهدف الثاني سريعاً بعده، وبالتحديد في الدقيقة الخامسة، عندما أرســـــل أكرم عفيف كـــــرة طائـــــرة وهو يــــغني «يا طائرة طيري على بندر عدن», قابلها المهدي علي برأسه وحولها في الشباك! .. وفي الدقيقة الثامنة عشرة بدأ حسن الهيدوس هجمة قطرية منظمة، ومرر الكرة إلى «اسماعيل محمد»، الذي لعبها بدوره عرضية على إيقاع العود الصنعاني رباعي الأوتار، سددها «المعز علي» قوية في المرمى اليمني. .. وعبر هجماتـــــه المتلاحقـــة، خلال الشــــوط الأول تمـــكن منتــــخــــبنا من اجتياز «باب اليمن»، متجهاً إلى أكثــــر مــــــن ألـــف عام من الحــــضارة اليمنـــية، مطلاً من خلال ذلك البــــــاب العتيـــق على جملة من الأحـــــداث التــــاريخـــــية، محققا أهدافه الكروية. لقد دلف منتخبنا عبـــر ذلـــك الباب التاريـــــخي إلى داخــل صنعاء القديمة، حيث توجد حاراتها، وتنتشر أزقتها، وتفوح أجــــواؤهـــا التي تفوق في تفــــاصيلها كل الحكايات المكدسة في ذاكرة التاريخ! .. ومع اقتـــــراب المبــــراة من نهايتهـــــا، أضـــــاف «بيدرو ميجيل» الهدف الرابع لمنتخبنا «الأدعم» في الدقيقة الخامسة والثمانـــين، عـــــندما حـــــول كرة رأسية نحو المرمى، بدأت من ركلة ركنية. هكذا تم إحراز الرباعية القطــــــرية فـــي مـــرمى منتخب اليمن الذي لم يعد سعيداً كما كان يشتهر من قبل، وسط خصومات الــــحرب وضغائنها وجروحها وأوجاعها وجياعها! .. ولأن في اليمــــن حرباً ونــزيــف دماء ودماراً، ولأنـــنا في قطر نعـــــانــــي مــــــن حــــصــار جــــائـــــر، وفجـــور فــــي الخـــصومة من دول الجوار، سنبقى نردد مع أشقائنا اليمنيين كلمات شاعــــرهم الــــراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار «القلب على الأوطان يتحرق» «والعين من جور الجفا تبكي» «والراس عادة فيه تنغيشة» «قلبي من الفرقة كما الريشة»! أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب رباعية قطرية على إيقاع «الدان الحضرمي» في خضم الحصار .. «قلبي من الفرقة كما الريشة» .. هكذا تكلم المحضار الفوز على اليمن ليس مقياساً .. والاختبار الحقيقي يبدأ اليوم مع العراق لم تكن مباراة منتخبنا «الأدعم» مع نظيره اليمني الشقيق في بطولة «خليجي ٢٣»، المقامة حالياً في دولة الكويت الشقيقة مجرد مواجهة كروية عابرة، بل كانت واجهة رياضية عامرة بكل شيء، بدءا من أهدافها الأربعة التي شهدتها، مروراً بأبعادها الأخوية، وصولاً إلى معانيها الحضارية والحوارية والثقافية والسياسية والإنسانية والتراثية وغيرها! .. ولعل ما يزيد من قيمتها أنها تمت في زمن الحصار المفروض على اليمنيين وأشقائهم القطريين، ودارت أحداثها في ذلك المضمار، على أنغام المزمار، عبر إحياء تراث وميراث شاعر اليمن الراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار! لقد نظم منتخبنا خلال مباراته مع اليمن جلسة من جلسات الحوار الكروي لا تنسى، على إيــــقاع «الـــدان الحــــضرمي» فــــي «المقيل اليمني»، التي يشتهر بها «شاعر الشحر». .. ومثلما تضم تلك الجلسات رباعية الشعر والموسيقى والغناء والرقص، فقد حرص منتخبنا على تسجيل رباعية الإبداع والامتاع والاشباع والإقناع، التي ظهرت ملامحها عبر الإسراع في تسجيل الهدف الأسرع في البطولة! .. ورغم فوزنا بالرباعية الكرويـــة، ينبغي عدم الإفراط في الثقة، وعدم المبالغة في ذلك الفوز، لأن المشوار للمحافظة على لقبنا الخليجي ما زال صعباً، وينبغي أن يكون منتخبنا صلباً في مباراته اليوم أمام نظيره العراقي الشقيق، لأنها تمثل الاختبار الحقيقي لفريقنا «الأدعم»، الطامح للاحتفاظ بلقبه المستحق، الذي كان به هو البطل الأحق. أقول هذا لعدة أسباب، أبرزها أن فــــوزنا الســـهل على المنتخب اليمني الشقيق ليس مقياساً على مستوى منتخبنا، حيث لا يوجد في اليمن أكاديمية للتفوق الرياضي اسمها «اسباير»، وليــــس عــــندهـــــم ملعب فخم مكيــــــف على مدار شـــهور الســـــنة مـــثل اســـتاد جاسم بن حمد في نادي السد، ولا يوجـــــد في منتخبهم لاعب محترف واحد يتقـــاضى أجـــــوراً عالـــية، لكــــن في بلادهم طفلة تم اختطاف طفـــولتها اسمها «بثينة الريمي» نـــالــــت شهرة عالمية واسعة، ربما أشهر من بلقيس ملكة سبأ! .. والسبب أن هذه الطفلة البائسة أصبحت يتيمة الأبوين، وعمرها لا يتجاوز الخمسة أعوام، حيث فقدت والديها، جراء غارة طائشة من غارات «التحالف العربي»، استــــهدفت مجمعا سكنيا في منطقة عطان بالعاصمة اليمنية صنعاء! لقد اشتهرت هذه اليتيمة اليمنية بحركة يدها، وهي تحاول أن تفتح إحدى عينيها المتورمتين، وما زالت تــــــلك الطفــــلة تغـــني بكل بـــراءة «بابا وماما نور عيوني» رغم مأساتها، التي تعكس مأساة بلادها. .. ولأنــــــــه يكــــاد لا يخلـــــو منتـــــخــــــب اليمـــن مــن وجــــــود لاعب له صلة قرابة مع أحد ضحايا الحرب العبثية المفروضة على بلادهم، منذ أكثر من ٣ سنوات، أستطيع القول إن المأساة اليمنية كانت حاضرة في مباراة منتخبنا ونظيره اليمني في بطولة «خليجي ٢٣». .. وكيف لا تحضر تلك المأساة؟ .. وكيف لا تظهر وتطل برأسها في أوساط «دورة الخليج»، بعدما تحول اليمن أرضاً وسماء، وإنسانا وحيواناً، ونباتا وجماداً، إلى ساحة وغى، وأضحى مساحة للفوضى يسيطر عليها الغوغاء، حيث الغاية تبرر الوسيلة، على وقع الحرب العبثية التي تقودها «دول التحالف»! .. وفي خضم عدم تحقيق أهداف الحـــــرب، وهي ما يسمونها «استعادة الشرعيـــــة» أصبـــــحت الحرب المفروضــــة على اليمن غير شرعية، بل غير مشروعة، بعدما توسعت رقعتها، وزادت مساحتها، واشتعلت نيرانها في مختلف أنحاء البلاد، وتم في إطارها ارتكاب انتهاكــــات مروعة لحــــقوق الإنســــان، مما تسبـــب فــــي مأساة إنسانية لا حدود لها. .. ومنذ أكثر من ١٠٠٠ يوم، يجد اليمنيون أنفسهم في أتون حرب مستعرة دائرة في بلادهم، مدمرة لهم، يتصاعد فيها منسوب العنف الدموي، حيث يتواصل القتل، وتتسع دائرة نزيف الدم، ويزداد الدمار، وتنتشر الأمراض. .. وبعيداً عن مشاركة اللاعبين اليمنيــــين في مـــباريــــات «خليجي ٢٣»، فقد تحول اليمن إلى ملعب للصراع الإقليمي بين لاعبين محليين ودوليين يمثلون كل الجهات, وينوبون عن كل الاتجاهات، ويعبرون عن كافــــة التوجهــــات السياسيــة، في ذلك البلد العربي المدمر، الذي يعاني شعبه من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحرم أكثر مـــن ١٤ مليــــون شـــــخص مـــــن الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، وخدمات الصرف الصحي! .. وحيث القصف الجوي الذي تشنه «قوات التحالف» بلا هوادة، وحيث غارات الطائرات الحربية، وإطلاق الصواريخ الباليستية تثير الكثير من الانتقادات لخرقها قواعد الحرب. .. وحيث وصل عدد المصابين بوباء «الكـــوليرا» إلـــى أكـــــثر من مليون مصاب، وفقاً لتقارير اللجان المختصة، عدا وجود الملايين الذين يعانون من آثار الحرب المدمرة. .. ولكــــل هذه الظــــروف المأســــاويـــــة، يكفــــي منتـخــــب اليــــمن حضــوره إلى الكويت، للمشاركة في «خليجي ٢٣». .. ويكفيه مشاركته في مباريات «دورة الخليج». .. ويكفيه حرصه على إنجاح البطولة، رغم ظروفه المأساوية. .. وما من شك في أن انتصار المنتخب اليمني الشقيق على كل هذه الظروف الصعبة، يعد بطولة في حد ذاتها. .. ولهــــــــذا يمــــكن القـــــــــول إن منتـــخـــــب اليــــمــــن هـــــــو الفـــائـــز الحقيقي بالبطولة. .. وقد يكون من الإنصاف أيضاً، الاعتراف بأن منتخب اليمن، رغم هزيمته بأربعة أهداف أمام منتخبنا الوطني، كان فريقاً «مقاوماً» حتى الرمق الأخير من المباراة غير المتكافئة. .. ووسط ذلك اللقاء غير المتكافئ، كان منتخبنا خلال النصف الأول من مباراته مع اليمن يطير في سماء المنتخب اليمني، ويحلق في فضاء اللقاء «كما الريشة»، دون حــــضور الراحل الكبير أبو بكر سالم! لقد نجح منتخبنا في اختراق دفاعــــات نظيره اليمــني، مثـــل موجات متلاحقة السيول الجارفة، التي جرفت «سد مأرب» ذلك الصرح التاريخي، الذي يعتبر واحداً من أهم السدود اليمنية، ويعود تاريخ بنائه الأول إلى بدايات الألفية الأولى قبل الميلاد. .. كان الولوج إلى مرمى المنتخب اليــمني يشـــبه الدخول إلى كتاب تاريخ مفتوح على مصراعيه، ولهذا جاء الهدف الأول لمنتخبنا مثل حراك زائــــر قطــري لأحد الأحـــياء العتيقــــة فــــي صنــــعــــــاء القديمـــة، حيــــــث الأبواب والــــنوافذ والشـــــرفـــــات المطلة على التاريخ! .. ولم يكن منتخبنا في حاجة إلى استخدام «الجنبية اليمنية»، وهي إحدى أنواع الخناجر العربـــية، التي تـــربط بحـــزام، لفك عقدة الدفاع اليمني، الذي كان مفككا بلا تعقيد في بــــدايات المـــــباراة، عنــــــدما انطـــلق إسماعيل محــــمد من الجهة اليمنى، «على ضو ذا الكوكب الساري» ولا أحد في المنتخب اليمني بمقصده داري، غير الذي يعلم الأسرار، ورفع الكـــرة عرضــــية متقــــنة في عمق المرمــى، لتجـــد أكــــرم عفــــيف يستـــقبلها بــــرأسه، ويزفها إلى الشباك وكأنها عروس, على إيقاع «الدان الحضرمي» محرزاً الهدف الأول والأسرع في البطولة. .. وجاء الهدف الثاني سريعاً بعده، وبالتحديد في الدقيقة الخامسة، عندما أرســـــل أكرم عفيف كـــــرة طائـــــرة وهو يــــغني «يا طائرة طيري على بندر عدن», قابلها المهدي علي برأسه وحولها في الشباك! .. وفي الدقيقة الثامنة عشرة بدأ حسن الهيدوس هجمة قطرية منظمة، ومرر الكرة إلى «اسماعيل محمد»، الذي لعبها بدوره عرضية على إيقاع العود الصنعاني رباعي الأوتار، سددها «المعز علي» قوية في المرمى اليمني. .. وعبر هجماتـــــه المتلاحقـــة، خلال الشــــوط الأول تمـــكن منتــــخــــبنا من اجتياز «باب اليمن»، متجهاً إلى أكثــــر مــــــن ألـــف عام من الحــــضارة اليمنـــية، مطلاً من خلال ذلك البــــــاب العتيـــق على جملة من الأحـــــداث التــــاريخـــــية، محققا أهدافه الكروية. لقد دلف منتخبنا عبـــر ذلـــك الباب التاريـــــخي إلى داخــل صنعاء القديمة، حيث توجد حاراتها، وتنتشر أزقتها، وتفوح أجــــواؤهـــا التي تفوق في تفــــاصيلها كل الحكايات المكدسة في ذاكرة التاريخ! .. ومع اقتـــــراب المبــــراة من نهايتهـــــا، أضـــــاف «بيدرو ميجيل» الهدف الرابع لمنتخبنا «الأدعم» في الدقيقة الخامسة والثمانـــين، عـــــندما حـــــول كرة رأسية نحو المرمى، بدأت من ركلة ركنية. هكذا تم إحراز الرباعية القطــــــرية فـــي مـــرمى منتخب اليمن الذي لم يعد سعيداً كما كان يشتهر من قبل، وسط خصومات الــــحرب وضغائنها وجروحها وأوجاعها وجياعها! .. ولأن في اليمــــن حرباً ونــزيــف دماء ودماراً، ولأنـــنا في قطر نعـــــانــــي مــــــن حــــصــار جــــائـــــر، وفجـــور فــــي الخـــصومة من دول الجوار، سنبقى نردد مع أشقائنا اليمنيين كلمات شاعــــرهم الــــراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار «القلب على الأوطان يتحرق» «والعين من جور الجفا تبكي» «والراس عادة فيه تنغيشة» «قلبي من الفرقة كما الريشة»! احمد علي
أحمد علي يكتب في كلمة صدق رباعية قطرية على إيقاع «الدان الحضرمي» ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في خضم الحصار .. «قلبي من الفرقة كما الريشة» .. هكذا تكلم المحضار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الفوز على اليمن ليس مقياساً .. والاختبار الحقيقي يبدأ اليوم مع العراق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لم تكن مباراة منتخبنا «الأدعم» مع نظيره اليمني الشقيق في بطولة «خليجي ٢٣»، المقامة حالياً في دولة الكويت الشقيقة مجرد مواجهة كروية عابرة، بل كانت واجهة رياضية عامرة بكل شيء، بدءا من أهدافها الأربعة التي شهدتها، مروراً بأبعادها الأخوية، وصولاً إلى معانيها الحضارية والحوارية والثقافية والسياسية والإنسانية والتراثية وغيرها! .. ولعل ما يزيد من قيمتها أنها تمت في زمن الحصار المفروض على اليمنيين وأشقائهم القطريين، ودارت أحداثها في ذلك المضمار، على أنغام المزمار، عبر إحياء تراث وميراث شاعر اليمن الراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار! لقد نظم منتخبنا خلال مباراته مع اليمن جلسة من جلسات الحوار الكروي لا تنسى، على إيــــقاع «الـــدان الحــــضرمي» فــــي «المقيل اليمني»، التي يشتهر بها «شاعر الشحر». .. ومثلما تضم تلك الجلسات رباعية الشعر والموسيقى والغناء والرقص، فقد حرص منتخبنا على تسجيل رباعية الإبداع والامتاع والاشباع والإقناع، التي ظهرت ملامحها عبر الإسراع في تسجيل الهدف الأسرع في البطولة! .. ورغم فوزنا بالرباعية الكرويـــة، ينبغي عدم الإفراط في الثقة، وعدم المبالغة في ذلك الفوز، لأن المشوار للمحافظة على لقبنا الخليجي ما زال صعباً، وينبغي أن يكون منتخبنا صلباً في مباراته اليوم أمام نظيره العراقي الشقيق، لأنها تمثل الاختبار الحقيقي لفريقنا «الأدعم»، الطامح للاحتفاظ بلقبه المستحق، الذي كان به هو البطل الأحق. أقول هذا لعدة أسباب، أبرزها أن فــــوزنا الســـهل على المنتخب اليمني الشقيق ليس مقياساً على مستوى منتخبنا، حيث لا يوجد في اليمن أكاديمية للتفوق الرياضي اسمها «اسباير»، وليــــس عــــندهـــــم ملعب فخم مكيــــــف على مدار شـــهور الســـــنة مـــثل اســـتاد جاسم بن حمد في نادي السد، ولا يوجـــــد في منتخبهم لاعب محترف واحد يتقـــاضى أجـــــوراً عالـــية، لكــــن في بلادهم طفلة تم اختطاف طفـــولتها اسمها «بثينة الريمي» نـــالــــت شهرة عالمية واسعة، ربما أشهر من بلقيس ملكة سبأ! .. والسبب أن هذه الطفلة البائسة أصبحت يتيمة الأبوين، وعمرها لا يتجاوز الخمسة أعوام، حيث فقدت والديها، جراء غارة طائشة من غارات «التحالف العربي»، استــــهدفت مجمعا سكنيا في منطقة عطان بالعاصمة اليمنية صنعاء! لقد اشتهرت هذه اليتيمة اليمنية بحركة يدها، وهي تحاول أن تفتح إحدى عينيها المتورمتين، وما زالت تــــــلك الطفــــلة تغـــني بكل بـــراءة «بابا وماما نور عيوني» رغم مأساتها، التي تعكس مأساة بلادها. .. ولأنــــــــه يكــــاد لا يخلـــــو منتـــــخــــــب اليمـــن مــن وجــــــود لاعب له صلة قرابة مع أحد ضحايا الحرب العبثية المفروضة على بلادهم، منذ أكثر من ٣ سنوات، أستطيع القول إن المأساة اليمنية كانت حاضرة في مباراة منتخبنا ونظيره اليمني في بطولة «خليجي ٢٣». .. وكيف لا تحضر تلك المأساة؟ .. وكيف لا تظهر وتطل برأسها في أوساط «دورة الخليج»، بعدما تحول اليمن أرضاً وسماء، وإنسانا وحيواناً، ونباتا وجماداً، إلى ساحة وغى، وأضحى مساحة للفوضى يسيطر عليها الغوغاء، حيث الغاية تبرر الوسيلة، على وقع الحرب العبثية التي تقودها «دول التحالف»! .. وفي خضم عدم تحقيق أهداف الحـــــرب، وهي ما يسمونها «استعادة الشرعيـــــة» أصبـــــحت الحرب المفروضــــة على اليمن غير شرعية، بل غير مشروعة، بعدما توسعت رقعتها، وزادت مساحتها، واشتعلت نيرانها في مختلف أنحاء البلاد، وتم في إطارها ارتكاب انتهاكــــات مروعة لحــــقوق الإنســــان، مما تسبـــب فــــي مأساة إنسانية لا حدود لها. .. ومنذ أكثر من ١٠٠٠ يوم، يجد اليمنيون أنفسهم في أتون حرب مستعرة دائرة في بلادهم، مدمرة لهم، يتصاعد فيها منسوب العنف الدموي، حيث يتواصل القتل، وتتسع دائرة نزيف الدم، ويزداد الدمار، وتنتشر الأمراض. .. وبعيداً عن مشاركة اللاعبين اليمنيــــين في مـــباريــــات «خليجي ٢٣»، فقد تحول اليمن إلى ملعب للصراع الإقليمي بين لاعبين محليين ودوليين يمثلون كل الجهات, وينوبون عن كل الاتجاهات، ويعبرون عن كافــــة التوجهــــات السياسيــة، في ذلك البلد العربي المدمر، الذي يعاني شعبه من أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحرم أكثر مـــن ١٤ مليــــون شـــــخص مـــــن الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، وخدمات الصرف الصحي! .. وحيث القصف الجوي الذي تشنه «قوات التحالف» بلا هوادة، وحيث غارات الطائرات الحربية، وإطلاق الصواريخ الباليستية تثير الكثير من الانتقادات لخرقها قواعد الحرب. .. وحيث وصل عدد المصابين بوباء «الكـــوليرا» إلـــى أكـــــثر من مليون مصاب، وفقاً لتقارير اللجان المختصة، عدا وجود الملايين الذين يعانون من آثار الحرب المدمرة. .. ولكــــل هذه الظــــروف المأســــاويـــــة، يكفــــي منتـخــــب اليــــمن حضــوره إلى الكويت، للمشاركة في «خليجي ٢٣». .. ويكفيه مشاركته في مباريات «دورة الخليج». .. ويكفيه حرصه على إنجاح البطولة، رغم ظروفه المأساوية. .. وما من شك في أن انتصار المنتخب اليمني الشقيق على كل هذه الظروف الصعبة، يعد بطولة في حد ذاتها. .. ولهــــــــذا يمــــكن القـــــــــول إن منتـــخـــــب اليــــمــــن هـــــــو الفـــائـــز الحقيقي بالبطولة. .. وقد يكون من الإنصاف أيضاً، الاعتراف بأن منتخب اليمن، رغم هزيمته بأربعة أهداف أمام منتخبنا الوطني، كان فريقاً «مقاوماً» حتى الرمق الأخير من المباراة غير المتكافئة. .. ووسط ذلك اللقاء غير المتكافئ، كان منتخبنا خلال النصف الأول من مباراته مع اليمن يطير في سماء المنتخب اليمني، ويحلق في فضاء اللقاء «كما الريشة»، دون حــــضور الراحل الكبير أبو بكر سالم! لقد نجح منتخبنا في اختراق دفاعــــات نظيره اليمــني، مثـــل موجات متلاحقة السيول الجارفة، التي جرفت «سد مأرب» ذلك الصرح التاريخي، الذي يعتبر واحداً من أهم السدود اليمنية، ويعود تاريخ بنائه الأول إلى بدايات الألفية الأولى قبل الميلاد. .. كان الولوج إلى مرمى المنتخب اليــمني يشـــبه الدخول إلى كتاب تاريخ مفتوح على مصراعيه، ولهذا جاء الهدف الأول لمنتخبنا مثل حراك زائــــر قطــري لأحد الأحـــياء العتيقــــة فــــي صنــــعــــــاء القديمـــة، حيــــــث الأبواب والــــنوافذ والشـــــرفـــــات المطلة على التاريخ! .. ولم يكن منتخبنا في حاجة إلى استخدام «الجنبية اليمنية»، وهي إحدى أنواع الخناجر العربـــية، التي تـــربط بحـــزام، لفك عقدة الدفاع اليمني، الذي كان مفككا بلا تعقيد في بــــدايات المـــــباراة، عنــــــدما انطـــلق إسماعيل محــــمد من الجهة اليمنى، «على ضو ذا الكوكب الساري» ولا أحد في المنتخب اليمني بمقصده داري، غير الذي يعلم الأسرار، ورفع الكـــرة عرضــــية متقــــنة في عمق المرمــى، لتجـــد أكــــرم عفــــيف يستـــقبلها بــــرأسه، ويزفها إلى الشباك وكأنها عروس, على إيقاع «الدان الحضرمي» محرزاً الهدف الأول والأسرع في البطولة. .. وجاء الهدف الثاني سريعاً بعده، وبالتحديد في الدقيقة الخامسة، عندما أرســـــل أكرم عفيف كـــــرة طائـــــرة وهو يــــغني «يا طائرة طيري على بندر عدن», قابلها المهدي علي برأسه وحولها في الشباك! .. وفي الدقيقة الثامنة عشرة بدأ حسن الهيدوس هجمة قطرية منظمة، ومرر الكرة إلى «اسماعيل محمد»، الذي لعبها بدوره عرضية على إيقاع العود الصنعاني رباعي الأوتار، سددها «المعز علي» قوية في المرمى اليمني. .. وعبر هجماتـــــه المتلاحقـــة، خلال الشــــوط الأول تمـــكن منتــــخــــبنا من اجتياز «باب اليمن»، متجهاً إلى أكثــــر مــــــن ألـــف عام من الحــــضارة اليمنـــية، مطلاً من خلال ذلك البــــــاب العتيـــق على جملة من الأحـــــداث التــــاريخـــــية، محققا أهدافه الكروية. لقد دلف منتخبنا عبـــر ذلـــك الباب التاريـــــخي إلى داخــل صنعاء القديمة، حيث توجد حاراتها، وتنتشر أزقتها، وتفوح أجــــواؤهـــا التي تفوق في تفــــاصيلها كل الحكايات المكدسة في ذاكرة التاريخ! .. ومع اقتـــــراب المبــــراة من نهايتهـــــا، أضـــــاف «بيدرو ميجيل» الهدف الرابع لمنتخبنا «الأدعم» في الدقيقة الخامسة والثمانـــين، عـــــندما حـــــول كرة رأسية نحو المرمى، بدأت من ركلة ركنية. هكذا تم إحراز الرباعية القطــــــرية فـــي مـــرمى منتخب اليمن الذي لم يعد سعيداً كما كان يشتهر من قبل، وسط خصومات الــــحرب وضغائنها وجروحها وأوجاعها وجياعها! .. ولأن في اليمــــن حرباً ونــزيــف دماء ودماراً، ولأنـــنا في قطر نعـــــانــــي مــــــن حــــصــار جــــائـــــر، وفجـــور فــــي الخـــصومة من دول الجوار، سنبقى نردد مع أشقائنا اليمنيين كلمات شاعــــرهم الــــراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار «القلب على الأوطان يتحرق» «والعين من جور الجفا تبكي» «والراس عادة فيه تنغيشة» «قلبي من الفرقة كما الريشة»! احمد علي مديرعام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب في كلمة صدق "صباح" يحلق في القمة .. قبل وبعد انعقاد "القمة" ........................................................ "قمة التعاون" .. غاب كبارهم وحضر كبيرنا "تميم المجد" ......................................................... الكويتيون يرحبون بضيوفهم القطريين ولسان حالهم يقول "حي الله هل قطر" ........................................................ «الأمين العام» يتابع حصار قطر بانبهار .. وكأنـه يشـاهد لـوحـة «مخـلص العــالم» ....................................................... على مدى ٥ أيام كنت في الكويت، حاضراً بين أبراجها الثلاثة، التي تعكس شموخها، وثباتها على موقفها، وعلو مكانها وكــــيانها وبنــيانها، شاهداً على نجاحها، في تجاوز أزمتيــــن فــــي غاية التعـــقيد والحــــساســـية، أولاهما استضافة الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية كاملة النصاب، بكل ما رافقها من تعقيدات المشهد الخليجي المعقد، على وقع عقدة الحصار الجائر المفروض على قطر، حيث تعصف الخلافات الحادة بين أعـــــضاء «مجـــلس التــــعاون»، بشـــأن كيفية التـــــعاطي مع هذه الأزمة المفتعلة، التي تم افتعالها ضد الدوحة منذ شهر مايو الماضي. أما الأزمة الأخرى التي نجحت الكويت في تجاوزها ،فهي رفع الإيقاف الدولي عن حركتها الرياضية، بما يسمح لانطلاق شبابها ورياضييها للمشاركة في ساحات البطولات وكافة المنافسات الدولية، بعــــد رفع الحــظر الدولي المـــــفروض على النـــــشاط الريــــاضي الكويتــــي خارجـــياً، مما يــــعد انتصاراً لقيادتها الرشيدة، التي ساهمت في إقرار القوانين ذات الصلة بهذه القضية، بفضل التوجيهات الأبوية لسمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة، انطلاقاً من حرصه على إعلاء مكانة بلاده. إضافة إلى التعاون البنّاء بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، مما أسهم في استئناف النشاط الرياضي الكويتي، الذي سيتوج باستضافة بطولة «خليجي ٢٣»، بعد موافقة قطر على نقلها إلى الكويت، صاحبة الحق الشرعي في استضافتها. .. وما من شك في أن هذا الإنجاز الريـــــاضي لا يــقل في قيمته بل قوته عن المنجز السياسي الذي حققتـــــه الكويـــــت، عبــــر نجاحــــها في اســــتضافة القمة الخليجية، رغم الصعوبات التي واجهتها، والعقبات التي رافقتها، والعراقيل التي وضعت لإفشالها! .. وقبل أن أخوض في قمة مجلس التعاون الثامنة والثلاثين، وأكشف بقلمي عن ما دار في كواليسها، أتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى الكويت، أميراً وحكومة وشعباً، على استضافتهم الكريمة للحدث الخليجي، وجهودهم الحثيثة لإنقاذ القمة، ومساعيهم الصادقة لانعقادها في موعدها، مكتملة النصاب، في إطار الحرص الكويتي المعهود على وحدة الصف الخليجي. .. والشكر موصول إلى سعادة الشيخ محمد العبدالله الصباح وزير الدولة لــــــشؤون مجلـس الوزراء وزيــــر الإعــــلام بالوكالة، وإلى الأخ الصديــــق طارق المزرم وكيل وزارة الإعلام الكويتية. .. وشكري متواصل ومتصل إلى كوادر الوزارة، وفي مقدمتهم الأخ والصديق محمد البداح مدير المركز الإعلامي للقمة، الذي قدم كافة التسهيلات للوفود المدعوة، وكان حريصاً على توفيــــر كل ما يساهم في أداء دورهم، وإنجاح مهمتهم. .. ووسط كل تلك الجهود المقدرة، والترتيب المتميز، والتنظيم عالي المستوى للاستضافة الكويتية، التي أظهرت الوجه الحضاري للشعب الكويتي الشقيق، كانت دول الحصار تقود، على الطرف الآخر، حملة شرسة، هدفها التشويش على «قمة الكويت» لمنع انعقادها بمشاركة قطر! لكن دولة الكويت الشقيقة صمدت في وجه تلك الحملة الضارية، وواجهتها بحكمتها المعهودة، وتوجت مســاعيـــها الحكيمة بعقد القمة في موعدها كاملة النصاب، دون استثناء أي دولة عن حضورها. .. وانطلاقاً من ذلك الحرص الكويتي، سادت الأوساط الكويتية حالة من التفاؤل عشية انعقاد القمة الخليجية، بعد شيوع خبر أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز سيرأس وفد بلاده، لكن فرحة الكويتيين سرعان ما انقلبت إلى حالة من الإحباط والاستياء الشديدين، اللذين سريا في مختلف الأوســـــاط الشــعبـــية، بعد قيـــام السعــــودية والإمــــارات والبحرين بتخفيض مستوى تمثيلها إلى المستويات الأدنى! لقد حاولت دول الحصار إفراغ القمة الخليجية من فحواها والتقليل من قيمتها ومحتواها، عبر تخفيض مستوى تمثيلها، إلى أدنى مسـتويات التمثيل، وهذا لا يشـــكل رســــالة سياسية سلبية موجهة إلى قطــــر، بقــــدر ما يعكــــس عدم تقدير الجهود الحثيثة التي بذلتها الدولة المضيفة لعقد القمة في موعدها كاملة النصاب. .. والمؤسف أن رئيسة الدورة السابقة لمجلس التعاون، وهي مملكة البحرين، لم تحترم القواعد البروتوكوليـــة ، حــــيث كــــان من الواجــــب حـــــضور العـــــاهـــل البحرينـــي بصـــفته رئيــــساً للــــــدورة الســــابعــــة والثــــلاثيـــــن، وتسليم الأمانة إلى رئيسها الجديد سمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة. .. ورغم كل المحاولات التي بذلتها دول الحصار لإفشال القمة الخليجية، جـــاءت المشاركة القطرية في قمة الكــــويت، برئاسة حـــــضرة صاحب الســــمو الشــــيخ تميــم بن حمد آل ثاني أميــــر البــــلاد المفـــدى، لتشـــكل انتصاراً سياسياً للدولة المضيــــــفة وقيادتـــها وشعبها، كما شكـــل حــــضور «تميم المجد» فــي القـــمة نصراً دبلوماسيا لدولتنا المحاصرة قطر، ودحضاً للمزاعـــم والادعــــاءات التي روجتـــها دول الحـــــصار، حـــــول ما يســـــــمى «الدعــــــم القطـــري للإرهــاب»، خــــاصــــــة بــعــــد جلـــــوس ممــــثـــلي السعودية والإمارات والبحرين جـــــــنباً إلى جــــنب مـــع صاحــب الســـــمو صانع القرار القطري، والتقاط الصور التذكارية مع سموه. .. ورغــــم أن الأمــــور ســــارت في قــــمة الكــــويـــــت بعــــيداً عــــــن أجـــواء الحل النهائي للأزمة الخليجية، إلا أنه يكـــفي أن أصحـــاب الادعـــــاء الذين يتهمون قطر بدعم «الإرهاب» جلسوا مع وفدنا الرسمي على طاولة واحدة. .. ولكل هذا، فإن مجرد انعــــقاد قمة مجلس التعاون في موعدها ومكانها كاملة النـــصاب، بعدمـــــا كانــــت حتى الأمـــــس القريــــب مهــددة بالإلغاء، أو مرشحة للتأجيل، يعد مكسباً للدبــلوماســـية الكويتـــــية، التي تبــــذل جهوداً خارقة لتسوية الأزمة الخليجية. .. ويكفي أن نعلم أن قمــة الكويـــت كانت حتى أواخــــر الشهر الماضي بحكم الملغاة، بسبب إصرار دول الحصار على عدم المشاركة في قمة تحضرها قطر، ولهذا سعت تلك الدول المتآمرة على الدوحة لنقل القمة إلى عاصمة خليجية أخرى، وهذا ما رفضتـــه الكويــــت، التي أصــــــرت على عقــــد قـــــمتــــها مكتملة النصاب، بحضور قطري رفيع المستوى، رافضة استبعاد أي من الــدول الـــــست عن القمة الخليجية التي تستضيفها. لقد حرصت دولتنا على المشاركة في قمة الكويت بوفد عالي المستوى، برئاسة قائد الوطن، ولم تكن تلك المشاركة القطرية السامية نابعة من ظرف سياسي طارئ، وإنما جاءت لتــؤكــــد إيمان قطــــــر، قـــيادة وشعــباً، بـــضــــرورة دعم العمل الخليجي المشترك، والإيمان القطري بأهمية استمرار مسيرة مجلس التعاون، والحرص القطري على إنجاح قـــمة الكــــويت، تقديرا لجهود حكيم الخليج الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله. .. وما من شك في أن مشاركة قطر في القمة الخليجية، ممثــــلة بأميرنا «تميم المجـــد»، جــــاءت ترسيـــخاً للمبـــــادئ القطريـــة الثابتة بضـــــرورة وحدة الصف الخليجــــــي، وتــــرك الخلافات المفتــــعلة جانــــباً، خاصــــــة أن تحديات المرحلة تتــطلب المزيــــد من التكاتــــف الأخــــــوى، إدراكـــــاً من قيــــادتنـــا الرشيــدة أن «مجلس التعاون» بعد مرور ٣٧ عاماً على تأسيسه، بات، بدوله كلها، يواجه واقعاً خطيراً، في ظل التحديات والتهديدات التي تستهدف دول المنطقة، مما يستدعي ضرورة اللحمة الخليجية.. .. وليس سراً أن قمة الكويت انعقدت في ظل ظروف إقليمية معقدة، وتقلبات عربية بالغة التعقيد، أبرزها التطورات الحادة، والمستجدات الجادة على الساحة الفلسطينية، على وقع تسريبات إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وهو القرار الذي تم إعلانه بالفعل في اليوم التالي للقمــــة، في إطــــار اعتــــرافــــه، غــــير القانوني وغير الشرعي وغير المشروع، بأنها «عاصمة إسرائيل». .. وما من شك في أن هذا «القرار الترامبي» الأحادي الجانب يخالف قرارات الشرعية الدولية، بشأن الوضع السياسي والقانوني والتاريخي والإنساني للمدينة المقدسة، وينتهك قــــرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، كما يشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين، وإخلالاً بركائز عملية السلام في الشرق الأوسط، وخرقاً من الرئيس الأخرق، ولا أقول الخارق لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة. عدا تقلبات الأزمة اليمنية المتقلبة، التي لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها في أي اجتماع خليجي، خاصة بعد مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح على يد ميليشيات الحوثي. .. ووسط كل تلك التحديات الخطيرة كان عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية يحلق وحيداً في عالم الخيال، متناسياً أن هناك شرخاً كبيرا أحدثته أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر، على جميع المستويات السياسية والشعبية والاقتصادية والاجتماعية. .. لقد نسي «الأمين العام» في خطابه أمام قمة الكويت أن المرحلة الواهنة بإشــــــكالــياتها الراهنــــة ينبـــغي أن تـــدفـــع الجمــــيع إلى ضــــرورة تسوية الأزمة الخليجية، بشكل جذري، بعيداً عن محركات التأزيم. .. ولا أبالغ عندما أقول إن خطاب عبداللطيف الزياني الذي أطــــلقه فـــي الجلسة الافتتاحية لقمة الكويت، ينتمي إلى الخيال العلمي، حيث امتطى «الأمين العام» مركبة خيالية سارت به عبر «نفق الزمان» ليصل إلى عام ١٩٨١، وبالتحديد إلى يوم الخامس والعشرين من مايو، الذي شهد تأسيس مجلس التعاون. لقد تحدث الزياني عن ضرورة تعزيز التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء، معبراً عن تطلعاته إلى الغد المشرق، ويبدو أنه كان مستعجلاً لإنهاء القمة الخليجية بسرعة خيالية، لضــــمان العودة الســـريعة إلى مكتــــبه في الريــــاض، ولــــهذا اضــــطر ــ اضــــطراراً ــ للاســــتعانــــــة بأرشيف خطابات عبدالله يعقوب بشارة الأمين العام الأول لمجلس التعاون، خلال الفترة من مايو ١٩٨١ حتى أبريل ١٩٩٣. كــــان خطـــاب عـــــبداللطــــيف الـــزياني فـــي قـــمــة الـــــكويــــت خـــيالـــياً، وخالياً من أي إشارة إلى أزمة حصار قطر، التي يعاني منها شعبنا القطري منذ شهر مايو الماضي! .. ولا أدري كيف يمكن أن يتحقق التعاون والتكامل والترابط الذي تحدث عنهم الزياني، بينما مملكة البحرين، تفرض تأشيرة دخول على القطريين، رغم أنها كانت تتولى رئاسة الدورة السابقة لمجلس التعاون، ويفترض أن تكون أكثر الدول حرصاً على مصالح المواطن الخليجي! .. ولا أدري أيضاً كيف يمكن أن يترسخ ما ورد في خطاب الزياني، الذي ألقاه في قمة الكويت، بينما القطري لا يستطيــع أن يزور جدته فــــي البــــحــرين، أو خالته في الإمارات، أو يتواصل مع أبناء عمومته في السعودية! .. وكيف يمكن أن تتحقق الأفكار الخيالية التي طرحها عبداللطيف الزياني، في خطابه، أمام القمة الخليجية، بينما الإمارات تعاقب مواطنيها لمجرد قيام أحدهم برد السلام على مواطن قطري، في حال الالتقاء معه بالصدفة في أحد المحافل الدولية الخارجية، كما حدث مع يوسف السركال رئيس هيئة الرياضة العامة في الامارات، الذي واجه «إرهاباً الكترونياً» لمجرد أنه صافح سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، عنـــدما التــــــقـــاه في بــــــانـكــــوك، لـــدرجــــــة أن «مــــــزروعـــــي أبـــوظــــبي» زارع الفتنة في الأوساط الخليجية، وصف «السركال» بأنه «نعال» أعزكم الله!. لقد تحدث الزياني خلال القمة الخليجية بأسلوب فولكلوري، ولن أقول فكاهي، عن التعاون الخليجي، رغم أنه يعلم جيداً أن دول الجوار تفرض حصاراً جائراً على المواطن القطري، لا يستطـــيع من خـــلاله حتى متابعة أعماله التجارية، واستثماراته المحتجزة في الإمارات! .. وكنا نتوقع أن يكون خطاب الأمين العام لمجلس التعاون في قمة الكويــــت، خطـــاباً واقــــعــــياً، ولـــيس إنـــشائيـــــاً، يطـــــرح مــــن خـــــلاله حلولاً جذرية للأزمة الخليجية، تتناسب مع حدتها، وتتوافق مع عمقها، ويتعــــاطى معــــها برؤيــــة استراتيجية، ويـــــقــــدم من خــــلال خطــــابه مخارج واقعية قابلة للتنفيذ، تتضـــمن الحلول المناسبـــة التي تــــساهــــم في حل عقدتها. لكننا فوجئنا أن الزياني يتحدث بلغة لا تنتمي إلى واقعنا المؤلم، ولا تنسجم مع وضعـــــنا الخليـجي المتأزم، ناســــياً أو متـــناسياً أن في عهده اندلعت شرارة الأزمة الخليجية، التي ظل يتفرج عليها بانبهار، ولا أقول انهيار، وكأنه يشاهد لوحة «مُخَلِّص العالم»، المعروفة باسم «سالفاتو موندي»، التي رسمها الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي عام ١٥٠٥، وقام أحد أمراء السعودية بشرائها بمبلغ نصف مليار دولار تقريباً، في زمن «مكافحة الفساد» والمفسدين، في حين أن راتب الخريج السعودي المتخرج من أعرق الجامعات العالمية لا يكفي لتغطية أبسط احتياجاته اليومية، ولا يغطي التزاماته الشهرية! .. ورغم علمي وعلم جميع الخليجيين، أن الأمين العام لمجلس التعاون مجرد موظف تنـفيذي، لا يستطــــيع سوى تنفـــــيذ مـــا يــــؤمر بــه، لكنـــنا أردناه أن يحترم عقولنا، ولا يطرح في قمة الكويت خطاباً خيالياً، عقيماً في أسلوبه، سقيماً في معانيه، لا ينتمي إلى العصر الذي نعيشه، ولا ينسجم مع مخاطر الأزمة الخليجية التي تحاصرنا. .. والمؤسف أن خطاب الزياني أمام القمة الخليجية غلبت عليه اللغة الإنشائية الخيالية الفضفاضة البعيدة عن الواقع الذي نعيشه في قطر، رغم أن لنا في «مجلس التعاون» نصيباً متساوياً، مثلنا مثله، ولهذا نريده أن لا ينسى أننا شركاء في تأسيس ذلك المجلس، مثل أشقائنا البحرينيين والسعوديين والإماراتيين وغيرهم، ولنا حقوق كمواطنين قطريين ينبغي عليه بصفته «الأمين العام» أن يكون أميناً عليها، ويسعى للدفاع عن مصالحنا، نيابة عنا.. .. وليعذرني الأميــــن العـــام لمجــلس التـــعاون عـلى صراحتي معه، لأن «إعلان الكويت» المنبثق عن القمة الخليجية دعا الكتّاب والمفكرين ووسائل الإعلام في دول المجلس إلى تحمل مسؤولياتهم أمام المواطن الخليجي، والقيام بدور بناء وفـاعل لـــدعـــم وتعـــــزيــز مــــسيرة مجلـــــس التـــعاون، بمــــا يحـــقق المصالح المشتركة لدوله وشعوبه. .. وانطلاقاً من تلك الدعوة، فإنني أوجه خطابي بكل وضوح وصراحة وشفافية، إلى معالي «الأمين العام» عبر تسجــيل ملاحظـــاتي على خطابه الخيالي في القمة الخليجية، الخالي من أي إشارة إلى الأزمة التي تحيط بنا، وتحاصرنا حتى في لقمة عيشنا، وتسبب الكثير من العذابات والمعاناة لنا، في ظل استمرارها بلا حل. لقـــــــد تحـــدث الزيــاني عن «التـــعاون الخليــــجي» ناســـياً أو متـــناســياً ضياع سنة دراسية كاملة على العديد من الطلبة القطريين، الذين يتلقون تعليمهم في جامعات الإمارات، بعدما تم «طردهم» منها، دون مراعاة أبسط حقوقهم الدراسية. تحدث الزياني عن «التكامل الخليجي» بشكل جعلني أشعر، من خلال خطابه، أنه يعيش في غيبـــوبة، ولـــن أقول أنه غائب أو مغيب، حيث تحشد الرياض بالقرب من مكتبه في مقر «الأمانة العامة» لمجلس التعاون قبائلها ضد قطر، وتحرضهم على الانقلاب على الدوحة، وتقوم بتشجيع وإحياء النزعة القبلية على حساب المواطنة الخليجية، ولم نسمع للزياني صوتاً يدين هذه الأعمال التحريضية، أو يشجب تلك الأفعـــال التــخريبــــية، أو يستنكر تلك المواقف التآمرية! أخيراً إذا كان هناك من زاوية لا بد من التركيز عليها في القمة الخليجية، فهي توجيه الشكر مجدداً إلى أهلنا الكرام الأعزاء في الكويت، على كرم الضيافة، وحسن الاستقبال، حيث كان الكويتيون يستقبلوننا في كل موقع نزوره، ولسان حالهم يقول «حيّ الله هل قطر». كنت في الكويت شاهداً، وليس مشاهداً، على نجــــاحـــها في استضافة القمة الخليجية، تلبية لدعوة كريمة تلقيتها من وزارة الإعلام الكويتية، برفقة عدد من الأكاديميـــين والإعلاميــين القطـرييـــن، من بيـــنهم الدكــتور ماجد الأنصاري، والدكتــــور نايــف بـــن نهار الشـــمري، والــــزمـــيل جابر الحرمي، والإعلامي عبدالعزيز آل اسحق، ومشعــــل الهاجري، وعبـــدالله العمادي، وعــــمـــر الجمــــيلي مــــــن تليــــفــــزيــــون قــــطر، وريم يوسف الحرمي من المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية. كنت هـــناك على مــــدى ٥ أيــــام، مقــــيماً عـــلى شاطئ المســـيلة، حيث الموجة الخليجية تسابق أختها، لتتهادى أمواج الخليج على الساحل الكويتي، وحيث البحر يروي قصة الشراكة الأخوية التاريخية الجغرافية العائلية بين الكويت وقطر. كنت في الكويت، بلد الوساطة الحكيمة، التي لم يدخر أميرها صباح الأحمد جهداً إلا بذله، ولا باباً إلا طرقه، ولا سبيلاً إلا سعى إليه، ولا منفذاً إلا حرص على النفاذ منه، لحل الأزمة الخليجية. .. ولكل هذا يستحق سموه أن يكون مرشحاً دائماً لنيل «جائزة نوبل» للسلام، تقديرا لما يبذله من جهود خيّرة لتقريب وجهات النظر المتباعدة بين الفرقاء الخليجيين، وصولاً إلى تسوية أزمتهم المفتعلة، بما يساهم في تعزيز الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة. لقـــد أثبـــت صبـــــاح الأحمـــد بإرادته التي لا تليــن، وعزيمـته التي لا تستـــكين، وحرصه المشهود، وإخلاصه المعهود، تمسكه بوحدة الصف الخليجي، مؤكداً من خلال دبلوماسيته الحكيمة، أهمية أن يبقى «مجلس التعاون» بمنأى عن الخلافات، مهما كانت ضراوتها، بحيث لا تتعطل آليات انعقاده. .. ولعل مبادرته المتمثــــلة في الدعــــوة لتشكـيل لجــــنة تعـــمل على تعديل النظام الأساسي لمجلس التعاون، تعكس هذه الحقيقة، حيث يحرص سموه على إقرار آلية واضحة ومحددة لفض النزاعات، في إطار احترام سيادة الدول الأعضاء في المجلس. هكذا بـــدأت وانتـــهت القمـــة الخليجــية الثامـنة والثلاثون، التي استضافتها دولة الكويت الشقيقة، وشهدت أرقاماً غير مسبوقة من ناحية مستوى تمثيلها، ومدة انعقادها، ومستويات تعقيدها، والظروف المسبببة لعقدتها. .. ورغم كل هذه العقدة الخليجية المتورمة, لا يعيب قمة الكويت أنها كانت الأدنى تمثيلاً, والأسرع زمناً، والأقل عدداً, في المتحدثين خلال جلساتها، والأقصر زمناً، حيث استمرت جلستها الافتتاحية نحو ربع ساعة، فيما استغرقت جلستها الختامية ٧ دقائق! .. ويكفي الكويت فـــخراً أن أميـــــرها صبــاح الأحــــمد يحلـق عالياً في القمة، قبل وبعــد انعقاد «القمة»، عـــالي الهـــمة، ســــاعياً بحكــــمــته لتـــوحيد الأمة، وإزالة مسببات الغمة، وتسوية الأزمة. أحمد علي مدير عام صحيفة الوطن القطرية
أحمد علي يكتب «صباح» يحلق في القمة .. قبل وبعد انعقاد «القمة» «قمة التعاون» .. غاب كبارهم وحضر كبيرنا «تميم المجد» الكويتيون يرحبون بضيوفهم القطريين ولسان حالهم يقول «حيّ الله هل قطر» «الزياني» يستعين بخطابات «بشارة» في مرحلة تأسيس «مجلس التعاون» دون الإشارة إلى الأزمة الخليجية «الأمين العام» يتابع حصار قطر بانبهار .. وكأنـه يشـاهد لـوحـة «مخـلص العــالم» على مدى ٥ أيام كنت في الكويت، حاضراً بين أبراجها الثلاثة، التي تعكس شموخها، وثباتها على موقفها، وعلو مكانها وكــــيانها وبنــيانها، شاهداً على نجاحها، في تجاوز أزمتيــــن فــــي غاية التعـــقيد والحــــساســـية، أولاهما استضافة الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية كاملة النصاب، بكل ما رافقها من تعقيدات المشهد الخليجي المعقد، على وقع عقدة الحصار الجائر المفروض على قطر، حيث تعصف الخلافات الحادة بين أعـــــضاء «مجـــلس التــــعاون»، بشـــأن كيفية التـــــعاطي مع هذه الأزمة المفتعلة، التي تم افتعالها ضد الدوحة منذ شهر مايو الماضي. أما الأزمة الأخرى التي نجحت الكويت في تجاوزها ،فهي رفع الإيقاف الدولي عن حركتها الرياضية، بما يسمح لانطلاق شبابها ورياضييها للمشاركة في ساحات البطولات وكافة المنافسات الدولية، بعــــد رفع الحــظر الدولي المـــــفروض على النـــــشاط الريــــاضي الكويتــــي خارجـــياً، مما يــــعد انتصاراً لقيادتها الرشيدة، التي ساهمت في إقرار القوانين ذات الصلة بهذه القضية، بفضل التوجيهات الأبوية لسمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة، انطلاقاً من حرصه على إعلاء مكانة بلاده. إضافة إلى التعاون البنّاء بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، مما أسهم في استئناف النشاط الرياضي الكويتي، الذي سيتوج باستضافة بطولة «خليجي ٢٣»، بعد موافقة قطر على نقلها إلى الكويت، صاحبة الحق الشرعي في استضافتها. .. وما من شك في أن هذا الإنجاز الريـــــاضي لا يــقل في قيمته بل قوته عن المنجز السياسي الذي حققتـــــه الكويـــــت، عبــــر نجاحــــها في اســــتضافة القمة الخليجية، رغم الصعوبات التي واجهتها، والعقبات التي رافقتها، والعراقيل التي وضعت لإفشالها! .. وقبل أن أخوض في قمة مجلس التعاون الثامنة والثلاثين، وأكشف بقلمي عن ما دار في كواليسها، أتوجه بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى الكويت، أميراً وحكومة وشعباً، على استضافتهم الكريمة للحدث الخليجي، وجهودهم الحثيثة لإنقاذ القمة، ومساعيهم الصادقة لانعقادها في موعدها، مكتملة النصاب، في إطار الحرص الكويتي المعهود على وحدة الصف الخليجي. .. والشكر موصول إلى سعادة الشيخ محمد العبدالله الصباح وزير الدولة لــــــشؤون مجلـس الوزراء وزيــــر الإعــــلام بالوكالة، وإلى الأخ الصديــــق طارق المزرم وكيل وزارة الإعلام الكويتية. .. وشكري متواصل ومتصل إلى كوادر الوزارة، وفي مقدمتهم الأخ والصديق محمد البداح مدير المركز الإعلامي للقمة، الذي قدم كافة التسهيلات للوفود المدعوة، وكان حريصاً على توفيــــر كل ما يساهم في أداء دورهم، وإنجاح مهمتهم. .. ووسط كل تلك الجهود المقدرة، والترتيب المتميز، والتنظيم عالي المستوى للاستضافة الكويتية، التي أظهرت الوجه الحضاري للشعب الكويتي الشقيق، كانت دول الحصار تقود، على الطرف الآخر، حملة شرسة، هدفها التشويش على «قمة الكويت» لمنع انعقادها بمشاركة قطر! لكن دولة الكويت الشقيقة صمدت في وجه تلك الحملة الضارية، وواجهتها بحكمتها المعهودة، وتوجت مســاعيـــها الحكيمة بعقد القمة في موعدها كاملة النصاب، دون استثناء أي دولة عن حضورها. .. وانطلاقاً من ذلك الحرص الكويتي، سادت الأوساط الكويتية حالة من التفاؤل عشية انعقاد القمة الخليجية، بعد شيوع خبر أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز سيرأس وفد بلاده، لكن فرحة الكويتيين سرعان ما انقلبت إلى حالة من الإحباط والاستياء الشديدين، اللذين سريا في مختلف الأوســـــاط الشــعبـــية، بعد قيـــام السعــــودية والإمــــارات والبحرين بتخفيض مستوى تمثيلها إلى المستويات الأدنى! لقد حاولت دول الحصار إفراغ القمة الخليجية من فحواها والتقليل من قيمتها ومحتواها، عبر تخفيض مستوى تمثيلها، إلى أدنى مسـتويات التمثيل، وهذا لا يشـــكل رســــالة سياسية سلبية موجهة إلى قطــــر، بقــــدر ما يعكــــس عدم تقدير الجهود الحثيثة التي بذلتها الدولة المضيفة لعقد القمة في موعدها كاملة النصاب. .. والمؤسف أن رئيسة الدورة السابقة لمجلس التعاون، وهي مملكة البحرين، لم تحترم القواعد البروتوكوليـــة ، حــــيث كــــان من الواجــــب حـــــضور العـــــاهـــل البحرينـــي بصـــفته رئيــــساً للــــــدورة الســــابعــــة والثــــلاثيـــــن، وتسليم الأمانة إلى رئيسها الجديد سمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت الشقيقة. .. ورغم كل المحاولات التي بذلتها دول الحصار لإفشال القمة الخليجية، جـــاءت المشاركة القطرية في قمة الكــــويت، برئاسة حـــــضرة صاحب الســــمو الشــــيخ تميــم بن حمد آل ثاني أميــــر البــــلاد المفـــدى، لتشـــكل انتصاراً سياسياً للدولة المضيــــــفة وقيادتـــها وشعبها، كما شكـــل حــــضور «تميم المجد» فــي القـــمة نصراً دبلوماسيا لدولتنا المحاصرة قطر، ودحضاً للمزاعـــم والادعــــاءات التي روجتـــها دول الحـــــصار، حـــــول ما يســـــــمى «الدعــــــم القطـــري للإرهــاب»، خــــاصــــــة بــعــــد جلـــــوس ممــــثـــلي السعودية والإمارات والبحرين جـــــــنباً إلى جــــنب مـــع صاحــب الســـــمو صانع القرار القطري، والتقاط الصور التذكارية مع سموه. .. ورغــــم أن الأمــــور ســــارت في قــــمة الكــــويـــــت بعــــيداً عــــــن أجـــواء الحل النهائي للأزمة الخليجية، إلا أنه يكـــفي أن أصحـــاب الادعـــــاء الذين يتهمون قطر بدعم «الإرهاب» جلسوا مع وفدنا الرسمي على طاولة واحدة. .. ولكل هذا، فإن مجرد انعــــقاد قمة مجلس التعاون في موعدها ومكانها كاملة النـــصاب، بعدمـــــا كانــــت حتى الأمـــــس القريــــب مهــددة بالإلغاء، أو مرشحة للتأجيل، يعد مكسباً للدبــلوماســـية الكويتـــــية، التي تبــــذل جهوداً خارقة لتسوية الأزمة الخليجية. .. ويكفي أن نعلم أن قمــة الكويـــت كانت حتى أواخــــر الشهر الماضي بحكم الملغاة، بسبب إصرار دول الحصار على عدم المشاركة في قمة تحضرها قطر، ولهذا سعت تلك الدول المتآمرة على الدوحة لنقل القمة إلى عاصمة خليجية أخرى، وهذا ما رفضتـــه الكويــــت، التي أصــــــرت على عقــــد قـــــمتــــها مكتملة النصاب، بحضور قطري رفيع المستوى، رافضة استبعاد أي من الــدول الـــــست عن القمة الخليجية التي تستضيفها. لقد حرصت دولتنا على المشاركة في قمة الكويت بوفد عالي المستوى، برئاسة قائد الوطن، ولم تكن تلك المشاركة القطرية السامية نابعة من ظرف سياسي طارئ، وإنما جاءت لتــؤكــــد إيمان قطــــــر، قـــيادة وشعــباً، بـــضــــرورة دعم العمل الخليجي المشترك، والإيمان القطري بأهمية استمرار مسيرة مجلس التعاون، والحرص القطري على إنجاح قـــمة الكــــويت، تقديرا لجهود حكيم الخليج الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله. .. وما من شك في أن مشاركة قطر في القمة الخليجية، ممثــــلة بأميرنا «تميم المجـــد»، جــــاءت ترسيـــخاً للمبـــــادئ القطريـــة الثابتة بضـــــرورة وحدة الصف الخليجــــــي، وتــــرك الخلافات المفتــــعلة جانــــباً، خاصــــــة أن تحديات المرحلة تتــطلب المزيــــد من التكاتــــف الأخــــــوى، إدراكـــــاً من قيــــادتنـــا الرشيــدة أن «مجلس التعاون» بعد مرور ٣٧ عاماً على تأسيسه، بات، بدوله كلها، يواجه واقعاً خطيراً، في ظل التحديات والتهديدات التي تستهدف دول المنطقة، مما يستدعي ضرورة اللحمة الخليجية.. .. وليس سراً أن قمة الكويت انعقدت في ظل ظروف إقليمية معقدة، وتقلبات عربية بالغة التعقيد، أبرزها التطورات الحادة، والمستجدات الجادة على الساحة الفلسطينية، على وقع تسريبات إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وهو القرار الذي تم إعلانه بالفعل في اليوم التالي للقمــــة، في إطــــار اعتــــرافــــه، غــــير القانوني وغير الشرعي وغير المشروع، بأنها «عاصمة إسرائيل». .. وما من شك في أن هذا «القرار الترامبي» الأحادي الجانب يخالف قرارات الشرعية الدولية، بشأن الوضع السياسي والقانوني والتاريخي والإنساني للمدينة المقدسة، وينتهك قــــرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، كما يشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين، وإخلالاً بركائز عملية السلام في الشرق الأوسط، وخرقاً من الرئيس الأخرق، ولا أقول الخارق لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة. عدا تقلبات الأزمة اليمنية المتقلبة، التي لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها في أي اجتماع خليجي، خاصة بعد مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح على يد ميليشيات الحوثي. .. ووسط كل تلك التحديات الخطيرة كان عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية يحلق وحيداً في عالم الخيال، متناسياً أن هناك شرخاً كبيرا أحدثته أزمة الحصار الجائر المفروض على قطر، على جميع المستويات السياسية والشعبية والاقتصادية والاجتماعية. .. لقد نسي «الأمين العام» في خطابه أمام قمة الكويت أن المرحلة الواهنة بإشــــــكالــياتها الراهنــــة ينبـــغي أن تـــدفـــع الجمــــيع إلى ضــــرورة تسوية الأزمة الخليجية، بشكل جذري، بعيداً عن محركات التأزيم. .. ولا أبالغ عندما أقول إن خطاب عبداللطيف الزياني الذي أطــــلقه فـــي الجلسة الافتتاحية لقمة الكويت، ينتمي إلى الخيال العلمي، حيث امتطى «الأمين العام» مركبة خيالية سارت به عبر «نفق الزمان» ليصل إلى عام ١٩٨١، وبالتحديد إلى يوم الخامس والعشرين من مايو، الذي شهد تأسيس مجلس التعاون. لقد تحدث الزياني عن ضرورة تعزيز التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء، معبراً عن تطلعاته إلى الغد المشرق، ويبدو أنه كان مستعجلاً لإنهاء القمة الخليجية بسرعة خيالية، لضــــمان العودة الســـريعة إلى مكتــــبه في الريــــاض، ولــــهذا اضــــطر ــ اضــــطراراً ــ للاســــتعانــــــة بأرشيف خطابات عبدالله يعقوب بشارة الأمين العام الأول لمجلس التعاون، خلال الفترة من مايو ١٩٨١ حتى أبريل ١٩٩٣. كــــان خطـــاب عـــــبداللطــــيف الـــزياني فـــي قـــمــة الـــــكويــــت خـــيالـــياً، وخالياً من أي إشارة إلى أزمة حصار قطر، التي يعاني منها شعبنا القطري منذ شهر مايو الماضي! .. ولا أدري كيف يمكن أن يتحقق التعاون والتكامل والترابط الذي تحدث عنهم الزياني، بينما مملكة البحرين، تفرض تأشيرة دخول على القطريين، رغم أنها كانت تتولى رئاسة الدورة السابقة لمجلس التعاون، ويفترض أن تكون أكثر الدول حرصاً على مصالح المواطن الخليجي! .. ولا أدري أيضاً كيف يمكن أن يترسخ ما ورد في خطاب الزياني، الذي ألقاه في قمة الكويت، بينما القطري لا يستطيــع أن يزور جدته فــــي البــــحــرين، أو خالته في الإمارات، أو يتواصل مع أبناء عمومته في السعودية! .. وكيف يمكن أن تتحقق الأفكار الخيالية التي طرحها عبداللطيف الزياني، في خطابه، أمام القمة الخليجية، بينما الإمارات تعاقب مواطنيها لمجرد قيام أحدهم برد السلام على مواطن قطري، في حال الالتقاء معه بالصدفة في أحد المحافل الدولية الخارجية، كما حدث مع يوسف السركال رئيس هيئة الرياضة العامة في الامارات، الذي واجه «إرهاباً الكترونياً» لمجرد أنه صافح سعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني، رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، عنـــدما التــــــقـــاه في بــــــانـكــــوك، لـــدرجــــــة أن «مــــــزروعـــــي أبـــوظــــبي» زارع الفتنة في الأوساط الخليجية، وصف «السركال» بأنه «نعال» أعزكم الله!. لقد تحدث الزياني خلال القمة الخليجية بأسلوب فولكلوري، ولن أقول فكاهي، عن التعاون الخليجي، رغم أنه يعلم جيداً أن دول الجوار تفرض حصاراً جائراً على المواطن القطري، لا يستطـــيع من خـــلاله حتى متابعة أعماله التجارية، واستثماراته المحتجزة في الإمارات! .. وكنا نتوقع أن يكون خطاب الأمين العام لمجلس التعاون في قمة الكويــــت، خطـــاباً واقــــعــــياً، ولـــيس إنـــشائيـــــاً، يطـــــرح مــــن خـــــلاله حلولاً جذرية للأزمة الخليجية، تتناسب مع حدتها، وتتوافق مع عمقها، ويتعــــاطى معــــها برؤيــــة استراتيجية، ويـــــقــــدم من خــــلال خطــــابه مخارج واقعية قابلة للتنفيذ، تتضـــمن الحلول المناسبـــة التي تــــساهــــم في حل عقدتها. لكننا فوجئنا أن الزياني يتحدث بلغة لا تنتمي إلى واقعنا المؤلم، ولا تنسجم مع وضعـــــنا الخليـجي المتأزم، ناســــياً أو متـــناسياً أن في عهده اندلعت شرارة الأزمة الخليجية، التي ظل يتفرج عليها بانبهار، ولا أقول انهيار، وكأنه يشاهد لوحة «مُخَلِّص العالم»، المعروفة باسم «سالفاتو موندي»، التي رسمها الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي عام ١٥٠٥، وقام أحد أمراء السعودية بشرائها بمبلغ نصف مليار دولار تقريباً، في زمن «مكافحة الفساد» والمفسدين، في حين أن راتب الخريج السعودي المتخرج من أعرق الجامعات العالمية لا يكفي لتغطية أبسط احتياجاته اليومية، ولا يغطي التزاماته الشهرية! .. ورغم علمي وعلم جميع الخليجيين، أن الأمين العام لمجلس التعاون مجرد موظف تنـفيذي، لا يستطــــيع سوى تنفـــــيذ مـــا يــــؤمر بــه، لكنـــنا أردناه أن يحترم عقولنا، ولا يطرح في قمة الكويت خطاباً خيالياً، عقيماً في أسلوبه، سقيماً في معانيه، لا ينتمي إلى العصر الذي نعيشه، ولا ينسجم مع مخاطر الأزمة الخليجية التي تحاصرنا. .. والمؤسف أن خطاب الزياني أمام القمة الخليجية غلبت عليه اللغة الإنشائية الخيالية الفضفاضة البعيدة عن الواقع الذي نعيشه في قطر، رغم أن لنا في «مجلس التعاون» نصيباً متساوياً، مثلنا مثله، ولهذا نريده أن لا ينسى أننا شركاء في تأسيس ذلك المجلس، مثل أشقائنا البحرينيين والسعوديين والإماراتيين وغيرهم، ولنا حقوق كمواطنين قطريين ينبغي عليه بصفته «الأمين العام» أن يكون أميناً عليها، ويسعى للدفاع عن مصالحنا، نيابة عنا.. .. وليعذرني الأميــــن العـــام لمجــلس التـــعاون عـلى صراحتي معه، لأن «إعلان الكويت» المنبثق عن القمة الخليجية دعا الكتّاب والمفكرين ووسائل الإعلام في دول المجلس إلى تحمل مسؤولياتهم أمام المواطن الخليجي، والقيام بدور بناء وفـاعل لـــدعـــم وتعـــــزيــز مــــسيرة مجلـــــس التـــعاون، بمــــا يحـــقق المصالح المشتركة لدوله وشعوبه. .. وانطلاقاً من تلك الدعوة، فإنني أوجه خطابي بكل وضوح وصراحة وشفافية، إلى معالي «الأمين العام» عبر تسجــيل ملاحظـــاتي على خطابه الخيالي في القمة الخليجية، الخالي من أي إشارة إلى الأزمة التي تحيط بنا، وتحاصرنا حتى في لقمة عيشنا، وتسبب الكثير من العذابات والمعاناة لنا، في ظل استمرارها بلا حل. لقـــــــد تحـــدث الزيــاني عن «التـــعاون الخليــــجي» ناســـياً أو متـــناســياً ضياع سنة دراسية كاملة على العديد من الطلبة القطريين، الذين يتلقون تعليمهم في جامعات الإمارات، بعدما تم «طردهم» منها، دون مراعاة أبسط حقوقهم الدراسية. تحدث الزياني عن «التكامل الخليجي» بشكل جعلني أشعر، من خلال خطابه، أنه يعيش في غيبـــوبة، ولـــن أقول أنه غائب أو مغيب، حيث تحشد الرياض بالقرب من مكتبه في مقر «الأمانة العامة» لمجلس التعاون قبائلها ضد قطر، وتحرضهم على الانقلاب على الدوحة، وتقوم بتشجيع وإحياء النزعة القبلية على حساب المواطنة الخليجية، ولم نسمع للزياني صوتاً يدين هذه الأعمال التحريضية، أو يشجب تلك الأفعـــال التــخريبــــية، أو يستنكر تلك المواقف التآمرية! أخيراً إذا كان هناك من زاوية لا بد من التركيز عليها في القمة الخليجية، فهي توجيه الشكر مجدداً إلى أهلنا الكرام الأعزاء في الكويت، على كرم الضيافة، وحسن الاستقبال، حيث كان الكويتيون يستقبلوننا في كل موقع نزوره، ولسان حالهم يقول «حيّ الله هل قطر». كنت في الكويت شاهداً، وليس مشاهداً، على نجــــاحـــها في استضافة القمة الخليجية، تلبية لدعوة كريمة تلقيتها من وزارة الإعلام الكويتية، برفقة عدد من الأكاديميـــين والإعلاميــين القطـرييـــن، من بيـــنهم الدكــتور ماجد الأنصاري، والدكتــــور نايــف بـــن نهار الشـــمري، والــــزمـــيل جابر الحرمي، والإعلامي عبدالعزيز آل اسحق، ومشعــــل الهاجري، وعبـــدالله العمادي، وعــــمـــر الجمــــيلي مــــــن تليــــفــــزيــــون قــــطر، وريم يوسف الحرمي من المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية. كنت هـــناك على مــــدى ٥ أيــــام، مقــــيماً عـــلى شاطئ المســـيلة، حيث الموجة الخليجية تسابق أختها، لتتهادى أمواج الخليج على الساحل الكويتي، وحيث البحر يروي قصة الشراكة الأخوية التاريخية الجغرافية العائلية بين الكويت وقطر. كنت في الكويت، بلد الوساطة الحكيمة، التي لم يدخر أميرها صباح الأحمد جهداً إلا بذله، ولا باباً إلا طرقه، ولا سبيلاً إلا سعى إليه، ولا منفذاً إلا حرص على النفاذ منه، لحل الأزمة الخليجية. .. ولكل هذا يستحق سموه أن يكون مرشحاً دائماً لنيل «جائزة نوبل» للسلام، تقديرا لما يبذله من جهود خيّرة لتقريب وجهات النظر المتباعدة بين الفرقاء الخليجيين، وصولاً إلى تسوية أزمتهم المفتعلة، بما يساهم في تعزيز الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة. لقـــد أثبـــت صبـــــاح الأحمـــد بإرادته التي لا تليــن، وعزيمـته التي لا تستـــكين، وحرصه المشهود، وإخلاصه المعهود، تمسكه بوحدة الصف الخليجي، مؤكداً من خلال دبلوماسيته الحكيمة، أهمية أن يبقى «مجلس التعاون» بمنأى عن الخلافات، مهما كانت ضراوتها، بحيث لا تتعطل آليات انعقاده. .. ولعل مبادرته المتمثــــلة في الدعــــوة لتشكـيل لجــــنة تعـــمل على تعديل النظام الأساسي لمجلس التعاون، تعكس هذه الحقيقة، حيث يحرص سموه على إقرار آلية واضحة ومحددة لفض النزاعات، في إطار احترام سيادة الدول الأعضاء في المجلس. هكذا بـــدأت وانتـــهت القمـــة الخليجــية الثامـنة والثلاثون، التي استضافتها دولة الكويت الشقيقة، وشهدت أرقاماً غير مسبوقة من ناحية مستوى تمثيلها، ومدة انعقادها، ومستويات تعقيدها، والظروف المسبببة لعقدتها. .. ورغم كل هذه العقدة الخليجية المتورمة, لا يعيب قمة الكويت أنها كانت الأدنى تمثيلاً, والأسرع زمناً، والأقل عدداً, في المتحدثين خلال جلساتها، والأقصر زمناً، حيث استمرت جلستها الافتتاحية نحو ربع ساعة، فيما استغرقت جلستها الختامية ٧ دقائق! .. ويكفي الكويت فـــخراً أن أميـــــرها صبــاح الأحــــمد يحلـق عالياً في القمة، قبل وبعــد انعقاد «القمة»، عـــالي الهـــمة، ســــاعياً بحكــــمــته لتـــوحيد الأمة، وإزالة مسببات الغمة، وتسوية الأزمة.
قارن أحمد علي مع:
شارك صفحة أحمد علي على