أحمد زياد محبك

أحمد زياد محبك

لها أن تأكل تفاحها كما تشاء، ولي أن آكلها أنا كما أشتهي. بلطف أمسك بها من غمازتيها، بالإبهام والسبابة، أرفعها إلى أعلى بهدوء، مثل أيقونة مقدسة، أتأمل تألقها مثل الشمس، مثل حقل حنطة، مثل ذهب مشع، مثل شعر أشقر منسدل على نهد، أدنيها من فمي، وأنا أشم شذاها الناعش، ألثمها، وأنا أحار كيف أقضمها؟ شفاهي تتلمس تألقها الزاهي، تزقزق قشرتها تحت أسناني، تنحل عصارتها في لساني، كالرضاب، تنسل من زاوية فمي، وهي تذوب، كقطرة ندى، أمضغ طراوتها، كأنها عهد الشباب، موسيقا وألحان تذوب، عزف كمان، فضاءات وأبهاء قصور، حقول خيول تسبح في الشمس والخضرة، جموح لايحد، والشفاه تنطبق على الشهد كي لا يذوب، من أين أتى هذا العبق؟ أي سحاب سقاه؟ أي جذر مدّ فيه هذا النغم؟ العالم كله في هذه الاستدارة الناعمة، هي صغيرة تحملها اليد، تحتويها الأصابع، تلفُّها من كل الجهات، تنعم بملمسها الرطب، هي أكبر من الأهرام، أعظم من الهيملايا، كأنها نهد تنام ويدك عليه، تحس أنك تملك العالم كله، مثل طفل، هنا الغذاء والدفء والحنان والنبض، وتقضمها، تمنحك ذاتها طرية، بحنان، حتى في قشرها الود، كل الود، وفي السويداء حبات البقاء، بها تتحدى الفناء،لايمكن أن تتخلى عنها، فلتكن كلها في الأعماق، لعلها تمد هناك الجذور، تثمر عمراً أخضر، وتبقى البقية في اليد، تحملها بلطف، كيف تتخلى عنها؟ وعلى الأنامل نداها والشذى، والنسغ يجري في القلب؟ وأنت أمامي، تغرسين الشوكة، يسيل الشهد، وبالسكين، تشطرين القلب.لك أن تتناولي تفاحك كما تشائين. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بأحمد زياد محبك؟
أعلى المصادر التى تكتب عن أحمد زياد محبك
قارن أحمد زياد محبك مع:
ما هي الدول التي تتحدث صحافتها عن أحمد زياد محبك؟
شارك صفحة أحمد زياد محبك على