أبو بكر البغدادي

أبو بكر البغدادي

إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي وشهرته أبو بكر البغدادي قائد تنظيم القاعدة في العراق والمُلقب بأمير دولة العراق الإسلامية، قام بإعلان الوحدة بين دولة العراق الإسلامية وجبهة نصرة أهل الشام في سوريا تحت مُسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وبعد ذلك صدر التسجيل للرد على هذا الإعلان من خلال أمير جبهة النصرة (أبو محمد الجولاني) وقد جاء بعدم تأييد هذا الإعلان. بعد سلسلة من العمليات أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في ٤ أكتوبر ٢٠١١ أن أبا بكر البغدادي يعتبر إرهابيًا عالميًا. وأعلنت عن مكافأة قدرها ١٠ ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه أو قتله، وفي ١٦ ديسمبر ٢٠١٦، زادت الولايات المتحدة المكافأة إلى ٢٥ مليون دولار. في ٢٩ يونيو ٢٠١٤، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قيام "الدولة الإسلامية"، ونُصب أبو بكر البغدادي خليفة لها. وذكر تقرير صادر يوم الجمعة ١ مايو من صحيفة الغارديان البريطانية بأن البغدادي تمت إصابته في العمود الفقري إثر غارة أمريكية مما أدى إلى شلله . وقد ورد اسمه في قائمة العشرة من أخطر القادة في الجماعات الارهابية. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بأبو بكر البغدادي؟
أعلى المصادر التى تكتب عن أبو بكر البغدادي
«الداخلية» تعلن مقتل ١٣ مسلحًا باشتباكات في طريق أسيوط الخارجة مدى مصر ٢٧ اكتوبر ٢٠١٧ أعلنت وزارة الداخلية مقتل ١٣ مسلحًا إثر مداهمة قامت بها قوات اﻷمن لأحد مقراتهم بأحد المزارع على طريق أسيوط الخارجة، بحسب بيان نشرته الوزارة قبل قليل. المداهمة جاءت بعد أسبوع من سقوط ١٦ قتيلًا في صفوف الشرطة إثر هجوم نفذه مسلحون على قوات الشرطة أثناء عملية مداهمة لهم في منطقة صحراوية قرب طريق الواحات البحرية، وهو موقع مختلف عن عملية اليوم، ويقع في الشمال منه في الصحراء الغربية. وذكر بيان «الداخلية» أنها نشطت المصادر المتعاونة معها ودفعتهم لـ«رصد أية معلومات حول أماكن تردد وتمركز العناصر المشتبه فيها، خاصةً الواقعة بمزارع الاستصلاح الكائنة بالمناطق النائية بمحافظات الجيزة والوجه القبلي باعتبارها ملاذ آمن لهؤلاء العناصر للاختفاء والتدريب والانطلاق لتنفيذ مخططاتهم العدائية». وأفاد البيان أن معلومات قطاع اﻷمن الوطني كشفت عن موقع المجموعة المستهدفة، وجرت مداهمة المزرعة عقب الحصول على إذن من نيابة أمن الدولة. لكن أفراد المجموعة أطلقوا النيران على قوات الشرطة، ما دعا الشرطة إلى الاشتباك، الذي أسفر عن مقتل المسلحين، ولم تحدد هوياتهم بعد. ولم يوضح بيان الداخلية التنظيم الذي تنتمي إليه المجموعة التي تم استهدافها اليوم، وما إذا كانت هذه المجموعة على علاقة بهجوم اﻷسبوع الماضي. وأضاف البيان أن قوات المداهمة عثرت على أسلحة وأحزمة الناسفة وبعض اﻷوراق التنظيمية في الموقع. من ناحية أخرى، نشرت مجلة النبأ التابعة لتنظيم الدولة اﻹسلامية خبرًا مقتضبًا عن هجوم اﻷسبوع الماضي في عددها الصادر أمس، ولم تعلن تبني التنظيم للعملية. لكن أحمد كامل البحيري، الباحث في الجماعات المسلحة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يعتبر أن اﻹشارة إلى الهجوم في مجلة الدولة اﻹسلامية ولو حتى بشكل مقتضب يشير إلى أن الهجوم يقع ضمن اختصاصه. وأوضح «البحيري» لـ «مدى مصر» أنه بمتابعة اﻷعداد السابقة للمجلة يتضح أنها لا تنشر أي أخبار عن أي عمليات نفذتها مجموعات من خارج تنظيم الدولة أيًا كانت. وأضاف «البحيري» أنه يتوقع ألا تعلن أي جهة مسؤوليتها ﻷن الهجوم كان عملية رد فعل تصدى فيها المسلحون لمداهمة شرطية، وليس عملية خططوا لها ونفذوها. «التبني يكون في الفعل وليس رد الفعل»، يقول «البحيري». وتنوعت اﻵراء حول الجهة التي يحتمل وقوفها وراء الهجوم، وتنحصر في أحد جهات ثلاث، هي تنظيم «المرابطون» التابع للقاعدة، والذي يتزعمه ضابط الصاعقة السابق هشام عشماوي، أو تنظيم الدولة اﻹسلامية، أو حركة حسم. وشهدت منطقة الصحراء الغربية تواجدًا وعمليات سابقة لتنظيمي «جنود الخلافة» الموالي لداعش، و«المرابطون» الموالي للقاعدة. وجاء في تحقيقات نيابة أمن الدولة بقضية الهجوم على «أتوبيس أقباط المنيا» في مايو الماضي، أن تنظيم «جنود الخلافة» تحت قيادة عمرو سعد هو المسؤول عن الهجوم الذي أدى إلى مقتل ٢٤ قبطيًا وإصابة ١٦ آخرين، بالإضافة إلى مسؤولية التنظيم عن تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة بديسمبر ٢٠١٦، وكنيستي المنيا والإسكندرية في أبريل ٢٠١٧. وأن عناصر التنظيم تلقت تدريباتها على عملية «أتوبيس أقباط المنيا» في منطقة قريبة من موقع العملية بالصحراء الغربية. كما قام تنظيم «المرابطون» بعملية استهدفت تمركز للقوات المسلحة بواحة الفرافرة في يوليو ٢٠١٤، ما أسفر عن مقتل ٢٨ ضابطًا ومُجندًا. ويقود التنظيم ضابط الصاعقة المفصول من الخدمة في ٢٠١١ هشام عشماوي، الذي انضم إلى تنظيم «بيت المقدس» في سيناء قبل إعلان التنظيم البيعة لأبو بكر البغدادي. وانشق عشماوي عن «بيت المقدس» بعد انتقاله إلى ليبيا وأسس تنظيمًا جديدًا مواليًا للقاعدة باسم «المرابطون». وتلقى أفراد التنظيم تدريبهم على عملية الفرافرة في الصحراء الغربية أيضًا.
ما الجهات المتورطة في هجوم الواحات؟ عمر سعيد ٢١ أكتوبر ٢٠١٧ بعد دقائق من الإعلان عن العملية الإرهابية التي وقعت في منطقة الواحات أمس، الجمعة، والتي راح ضحيتها بحسب آخر تقدير أكثر من ٥٠ من ضباط وجنود قطاع الأمن الوطني والقوات الخاصة بالداخلية، حتى بدأت التحليلات والتوقعات حول الجهة المسؤولة عن الحادث. ذهب البعض إلى أنها عودة لعمليات القيادي الجهادي والضابط السابق في الجيش هشام عشماوي، خاصة مع تشابه طبيعة العملية وموقعها مع عمليات سابقة له، فيما رأى البعض الآخر أن العملية تحمل علامات تنظيم «جنود الخلافة»، المسمى كذلك بـ «مجموعة عمرو سعد»، أو «داعش مصر»، خاصة مع المقارنة بآخر العمليات المنسوبة للتتظيم. ولم يستبعد عدد آخر تورّط تنظيم «حسم» في العملية، رغم اختلافها تمامًا عن طبيعة عملياته ونطاقها الجغرافي. ومع عدم إعلان أي جهة عن مسؤوليتها حتى اللحظة، وغياب المعلومات الرسمية بشكل كبير، تظل الاحتمالات جميعًا مطروحة. مَن هو عشماوي؟ عمل هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم كضابط في سلاح المشاة، ثم الصاعقة في القوات المسلحة. قبل أن يُحال، بناء على تحريات المخابرات الحربية، إلى الأعمال اﻹدارية في الجيش على خلفية مشادة بينه وبين خطيب مسجد في معسكره التدريبي لأن الأخير أخطأ في ترتيل القرآن. غير أن عشماوي واصل نزعته المتشددة، وكان يوزع كتب شيوخ السلفية على زملائه في الخدمة، مما أدى إلى فصله عقب محاكمته عسكريًا في العام ٢٠١٢. في بدايات ٢٠١٣ رصدت الأجهزة الأمنية سفر عشماوي ومشاركته في الصراع السوري إلى جوار «جبهة النصرة»، التي كانت وقتها ذراع تنظيم القاعدة في سوريا قبل أن تعلن فك الارتباط مع التنظيم. بعدها بعدة أشهر، ظهر عشماوي في خضم الهجمات الإرهابية التي كانت آخذة في الصعود بشكل أساسي في شمال سيناء وبعض محافظات الدلتا، خاصةً القاهرة والدقهلية. كما ظهر دوره جليًا في عمليات تنظيم «أنصار بيت المقدس» قبل أن يبايع تنظيم «داعش». أما الإشارة الأكثر وضوحًا لأهمية دور عشماوي في العمليات المتصاعدة في الساحة المصرية، فصدرت من الأجهزة الأمنية عقب يوم واحد من محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم قرب منزله في مدينة نصر. إذ أكدت الأجهزة أنها اقتحمت منزل عشماوي في منطقة زهراء مدينة نصر، حيث كان لأسرته مسجدًا يستغله في نشر أفكاره، وأنها حصلت على الكثير من الذخائر والوثائق التي أكدت مشاركته في التخطيط لمحاولة الاغتيال. عند هذه النقطة، بدأ الحديث عن تولي عشماوي مسؤولية أنشطة التنظيم في الوادي والدلتا، المناطق التي شهدت تصاعد العمليات المستهدفة لضباط الشرطة ومديريات الأمن وبعض المقار العسكرية. في تلك الفترة تمّ استهداف مديرية أمن الدقهلية مرتين، في يوليو وديسمبر ٢٠١٣، ومبنى المخابرات الحربية في الاسماعيلية في أكتوبر ٢٠١٣، ومعسكر قوات الأمن المركزي في ديسمبر ٢٠١٣، ومديرية أمن القاهرة في يناير ٢٠١٤، وكذلك تم اغتيال مدير المكتب الفني لوزير الداخلية اللواء محمد السعيد في يناير ٢٠١٤، واغتيال المقدم في جهاز الأمن الوطني محمد مبروك في نوفمبر ٢٠١٣، بالإضافة لاستهداف عدد كبير من الكمائن والمرتكزات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية. بخلاف ذلك، يواجه عشماوي اتهامات رسمية بقيادة عملية مذبحة كمين الفرافرة في يوليو ٢٠١٤ والتي قُتل فيها ٢٨ مجندًا في القوات المسلحة، وكذلك عملية استهداف مقر الكتيبة ١٠١ في العريش والتي قُتل فيها ٢٩ من ضباط وجنود القوات المسلحة. في ذلك الوقت، بدأت ملامح الخلافات بين العشماوي و«أنصار بيت المقدس» في الظهور على السطح. إذ أعلن التنظيم مسؤوليته عن عملية الفرافرة، في شريط دعائي له بعنوان «صولة الأنصار»، ووعد بأن يصدر الشريط الدعائي القادم متضمنًا لقطات من العملية. وبعد أسابيع، صدر الشريط الجديد متضمنًا للعديد من العمليات، إلا عملية الفرافرة تحديدًَا. وبين الشريط الأول والثاني، بايع التنظيم «داعش» وواليه أبو بكر البغدادي، وقَبِل الأخير البيعة، وأمرهم بإلغاء الاسم القديم، والتحول إلى اسم «ولاية سيناء». وهنا افترق عشماوي عن جماعة داعش الجدد. بعدها ظهر هشام عشماوي في مقطع مصور وكنى نفسه بـ «أبو عمر المهاجر»، وأعلن مسؤوليته عن «عملية الفرافرة»، والتي جرت في يوليو ٢٠١٤، مؤكدًا على موقعه التنظيمي الجديد كأمير لجماعة جديدة حملت اسم «المرابطون». بعد هذه العمليات كشفت مؤشرات كثيرة عن إصابة العشماوي كان قد أصيب في «عملية الفرافرة»، وأنه عقب الانشقاق عن تنظيمه القديم انتقل إلى ليبيا، حيث سيتلقى العلاج ويشارك في العمليات هناك ويشرف على بعض المعسكرات التدريبية. واختفت منذ ذلك الوقت أخباره حتى عاد اسمه ليتردد عقب حادث الأمس، بعدما كانت اﻷخبار الواردة مؤخرًا عن عمليات مشابهة تعلن عن مجموعة جديدة، هي «جنود الخلافة». ماذا عن «جنود الخلافة»؟ في مايو الماضي، نشرت مجلة «النبأ» الصادرة عن الجهاز الإعلامي المركزي لتنظيم «داعش» حوارًا مع من وصفته بأنه «أمير تنظيم جنود الخلافة في مصر». وكان للحوار دلالة كبيرة، هي أن التنظيم بات له فرعًا مستقلًا يعمل في مصر خارج شبه جزيرة سيناء. لا يخضع لأوامر «والي سيناء»، ولا ينسق مع «الولاية» كذلك. وبالتزامن مع ظهور الحوار كان اسم عمرو سعد يتردد بصورة دفعت كثيرين للربط بينهما، باعتبار عمرو هو نفسه اﻷمير الجديد. في الحوار قال الأمير المجهل «تربطنا بإخواننا جنود الخلافة بولاية سيناء علاقة الأخوة والمحبة والولاء (..) ونحن جميعًا جنود الدولة الإسلامية على أرض سيناء ومصر (..) استهداف الكنائس هو من ضمن قتالنا وحربنا على الكفر وأهله (..) نقول [للمسيحيين] إن سنة الله عليكم جارية، وحكم الله ورسوله واقع عليكم، وإنكم مخيرون بين إحدى الثلاث الإسلام أو الجزية أو القتال». كانت الشهور السابقة للحوار قد شهدت صعودًا دراميًا في العمليات الإرهابية التي استهدفت المسيحيين في مصر، سواء تفجير الكنائس في العباسية وطنطا والاسكندرية أو خطف وقتل المدنيين المسيحيين في العريش، مما أدى إلى موجة نزوح واسعة للسكان المسيحيين من شمال سيناء في اتجاه مدن القناة. في حين حسم الحوار جدلًا بدأ، منذ العام الماضي، مع العملية التي استهدفت الكنيسة البطرسية بالعباسية، في ديسبمر من العام الماضي، وأعلن داعش مسؤوليته عنها. ودارت الأسئلة في حينها، هل ولاية سيناء مَن فعلها؟ أم أنهم تمددوا وبات لهم خلايا منفردة في الدلتا؟ أم أن لداعش نفسها تنظيمًا جديدًا خارج سيناء؟ عقب تفجير «البطرسية» والكشف عن هوية الانتحاري، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على العديد من الأشخاص، أحدهم يدعى عمر سعد وأودعته سجن العقرب. وبناءً على اعترافات المتهمين ظهر أن شقيق عمر سعد، ويدعى عمرو، وهو المسؤول عن عمل هذه الخلايا في وادي ودلتا النيل، وهو العقل المدبر لعملية تفجير «البطرسية». بعد العملية بشهور، فجر انتحاريان نفسيهما في الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، وفي كنيسة مارمرقس في طنطا. وأعلنت الداخلية بعدها أن واحد من المنفذين كان على اتصال بأحد المتهمين الهاربين في تفجير كنيسة العباسية، وهو عمرو سعد. فيما قالت معلومات وزارة الداخلية إن البؤر الإرهابية المسؤولة عن تفجير الكنائس واستهداف أوتوبيس المنيا، يتولى مسؤوليتها عمرو سعد عباس إبراهيم، وهو زوج شقيقة الانتحاري محمود حسن مبارك، منفذ عملية كنيسة الإسكندرية. خلال الشهور الماضية نفذت وزارة الداخلية العديد من المداهمات في مناطق صحراوية في صعيد مصر في سياق استهداف المجموعة، التي باتت تُعرف بـ «مجموعة عمرو سعد»، وسقط عدد كبير من القتلى خلال هذه المداهمات. بدأت قصة المداهمات بالقبض على أحد أعضاء المجموعة، عيد حسين عيد، يوم ٣ أغسطس الماضي، وهو من شمال سيناء لكنه يعيش في محافظة البحيرة. وخلال التحقيقات قدم عيد الكثير من المعلومات عن المجموعة وتسليحها وأماكن تدريبهم، مؤكدًا على مسؤولية عمرو سعد عنها. وبعد أسبوع واحد على اعتقاله، توجهت قوة من الشرطة لأحد أماكن تدريب المجموعة، مصطحبة لعيد معها. وفي منطقة أبو تشت في صحراء قنا، دارت أولى المواجهات، واستطاعت العناصر الموجودة فور رؤيتها للمعتقل مصدر المعلومات قتله وقتل الضابط المكلف بحراسته. وانتهت المداهمة بمقتل مسلحين. وفي يوم ٢٠ أغسطس، أثناء جولة أخرى من ملاحقة مجموعة سعد، في منطقة الواحات البحرية، هي المنطقة ذاتها التي شهدت أحداث الأمس، اعترض مسلحون تابعون للمجموعة مسار قوة أمنية، وقتلوا ١٤ شرطيًا من بينهم ٥ ضباط، وذلك تحديدًا بعد ورود معلومات للداخلية تفيد بوجود عناصر للمجموعة في هذه المنطقة. وهو نفس الدافع الذي قالت وزارة الداخلية أنه دفع بالقوة الأمنية أمس إلى التحرك إلى هذه المنطقة. ومنذ هذه اللحظة اختفت أخبار عمرو سعد، حتى عادت للتداول أمس. «حسم».. احتمال قائم عملية اﻷمس حدثت في الواحات البحرية، والتي تبعد ما يزيد عن ١٠٠ كيلومتر عن محافظتي الجيزة والفيوم، وهي مسارح عمليات معتادة لتنظيم «حركة سواعد مصر..حسم»، أحد التنظيمات المسلحة التي خرجت من عباءة جماعة «اﻹخوان المسلمين». تأسس تنظيم «حسم» في شهر يوليو ٢٠١٦، وتبنى تنفيذ عدد من العمليات أبرزها قتل ٦ من أفراد الشرطة في كمين بشارع الهرم في محافظة الجيزة، في ديسمبر من العام الماضي، واغتيال ضابط بجهاز اﻷمن الوطني في يوليو الماضي. وعلى الرغم من قرب موقع عملية أمس من النطاق الجغرافي لتنظيم «حسم»، إلا أن طبيعة الاشتباكات، بحسب المعلومات القليلة المتوفرة، والعدد الكبير من القتلى والجرحى، قد يستبعد التنيظم من قائمة الجهات المشتبه بها. ولم يسبق أن نفذ التنظيم أي هجوم مماثل في الحجم والقوة على قوات اﻷمن. كما أدت الضربات اﻷمنية المتلاحقة التي تعرض لها التنظيم، في الشهور الماضية، إلى سقوط عدد كبير من كوادره، وانخفاض وتيرة عملياته إلى حد كبير. في جميع الأحوال، سواء كانت عملية الأمس إعلان العودة لهشام عشماوي أو تبيّن مسؤولية «مجموعة عمرو سعد» عنها، أو أعلن تنظيم «حسم» عن قيامه بها تمثل «عملية الواحات» مفاجأة. ففي حالة تبيّنت صحة الفرضية الأولى يكون العشماوي عاد عقب شهور طويلة من انقطاع أخباره، وعدم دقة التصور بأن الصراع الليبي ابتلعه تمامًا. أما إذا أعلنت «المجموعة» المسؤولية سيمثل ذلك إحياء لها بعدما ساد اعتقاد بأنها المداهمات الأمنية قد أدت إلى انهيارها، وإذا صحت الفرضية الأخيرة سيكون ذلك إعلانًا عن تعافي المجموعة النوعية الخارجة عن عباءة «الإخوان المسلمين» من آثار ضربات الداخلية.
«أطفال في محاضن الجهاد» عندما تتحدث «داعش» عن تربية الأطفال عمر سعيد ٢٠ أكتوبر ٢٠١٧ على الرغم من أن نشأة تنظيم الدولة الإسلامية، كانت على إثر خلاف فكري عميق بين قطبي الجهادية العالمية أيمن الظواهري وأبو بكر البغدادي، حول المُفاضلة بين تأسيس دولة للإمارة وتعيين حدودها وبين التخفي داخل حدود أعداء الأمة. إلا أن التنظيم الناشئ غاب عنه الإنتاج الفكري والنظري، فاعتمد على الأدبيات نفسها التي يعتمد عليها «القاعدة»، وعَجّل بالممارسة العملية لدور "الدولة" بداية من تنظيم المرور في الشوارع، وحتى عمليات تصدير النفط وبيعه في السوق الموازية. لكن مع سيطرته على مدينة الرقة السورية، وبداية تشكّل مظاهره المدينية، التي عكست فكره المتشدد من تنفيذ أحكام قطع الأيدي والرجم والجلد، أخذ التنظيم في الاهتمام بالبعد الاجتماعي، وما يتطلّبه من تنظير فكري. بالطبع كانت الأولوية لموضوع تربية الأطفال بهدف تخريج جيل جديد من المجاهدين. قراءة لكتاب «أطفال في محاضن الجهاد» لأم عمارة المهاجرة، يمكن أن تعطي فكرة جيدة عن وجهة نظر «المجاهدين» في تربية أطفال الدولة الإسلامية. تبدأ أم عمارة كتابها بالإشارة لأهمية الموضوع «إن حياة الهجرة والجهاد تعني أن الأطفال سيشاهدون الطائرات المتربصة ويعرفون معنى المطاردة والخطر منذ سن مبكرة وقد يعيشون القصف حيًا.. ألعابهم حربية، وأحلامهم حربية ونقاشاتهم حربية بل حتى نكتهم وطرائفهم حربية.. يتعلم الأطفال معنى الشهادة والجنة والموت، يعرفون معنى اليتم وافتقاد الأب». وقبل أن تدخل أم عمارة في إرشاداتها لتربية الأطفال، تصف سريعًا ملامح دور الوالدين في التنظيم. الأم هي «بهجة البيت، تقلبه سعادة بأبسط الموجود وتظهر أروع عطاءاتها في الأعياد وشعائر الإسلام، ذلك أنها تقود جبهة جهادية لوحدها، هدفها، تربية طفل مسلم مجاهد معتز بدينه وبأمته». أما الأب «متواجد وغير متواجد، بل إن أغلب الأسر في الجهاد يحرمون من تواجد الآباء، وإن وجد فهو في شغل منشغل.. قد يخفى عليه الكثير من أحوال أبنائه وقد يتفاجأ بهم وقد كبروا وفقهوا». وبعد حديث طويل عن حصرية حمل الأم لمسؤولية تربية الطفل، تبدأ الكاتبة رحلتها، بالأزمات التي تواجهها المربية مع رضيعها، بسبب الأوضاع الصعبة لحياة الجهاد من اختفاء التطعيمات واللقاحات مثلًا. تصف المأساة بقولها «أتحدث عن أمراض لا يفكر فيها أهل المدن ومرتادي المستشفيات التي توفر التطعيم في كل حين لأطفالهم، إنما أتحدث عن حياة أولئك الرحالة الذين لا يمكنهم توفير هذا النوع من التحصين لفلذات أكبادهم». بعد أن تحيل أم عمارة هذه الأزمات إلى «رحمة الله» وحدها، تنتقل في نفس الفقرة للحديث عن إجراءات الوقاية البدائية. فتشير إلى أهمية استخدام العسل والحبة السوداء وزيت الزيتون، واستعمال الناموسيات عند النوم. هذا بالإضافة إلى التوعية من ميل الطفل الطبيعي للاكتشاف. تقول أم عمارة «من أصعب فترات تربية الطفل هي فترة السنتين والثلاث سنوات.. غالبا ما تكون مرحلة استكشاف يريد من خلالها الطفل معرفة الكثير عما يدور حوله. وأخطر ما على الأم التنبه له هو الأسلحة والمسدسات وخاصة القنابل اليدوية أو السوائل الحارقة». بعد هذه المرحلة، ينتقل الكتاب للمرحلة الابتدائية، من سن ٤ إلى ٩ سنوات، وما تتضمنه من مهمة أساسية وهي التعليم. ولأن المدارس تتوقف عن العمل في بلاد الجهاد، أو حتى لأن المجاهدين قبل هجرتهم للدولة الإسلامية يفضلون عدم الزج بأطفالهم في المدارس التقليدية، تضع الكاتبة أمام الأمهات حلَّين إما المدارس الجماعية في المنازل أو التعليم الفردي في المنزل أيضًا. وهنا تطرح الكثير من الأفكار. ضرورة البدء بتحفيظ القرآن، تعليم الكتابة والقراءة والمفاهيم البسيطة للعقيدة، إدخال الفقه والسيرة النبوية في المناهج بحسب درجة استيعاب الطفل. ذلك مع ما يمكن إضافته من مناهج تعليمية يضعها الجهاديون بأنفسهم. كما تعرّضت لإمكانية استخدام بعض المناهج المقدَّمة في المدارس النظامية «بشرط أن تتم مراجعة المواد واستبدال العبارات التي تهدم لا تبني». وقدمت مثالًا لعملية المراجعة «تصفحت كتابًا لتعليم اللغة العربية في منهاج السعودية، كان مدرجًا كسؤال للطلبة، ماذا يمكننا أن نقدم لأهلنا في فلسطين؟ فكان الجواب المقتصد نقدم لهم الدعاء.. في مثل هذه الحالة نقوم بتصحيح الجواب ونجعله نقدم لهم الإعداد والجهاد والإنفاق وفي أضعف الإيمان الدعاء». في القسم الخاص بالمرحلة الإعدادية، الممتدة من سن العاشرة إلى سن البلوغ، أسدت الكاتبة بعض النصائح التعليمية والسلوكية. تبدأ من إدخال «لغة العدو الانجليزية» في المناهج التعليمية. وضرورة الحديث عن اغتصاب اليهود لفلسطين وعدوان الأمريكان على المسلمين. كما تتطرق لأهمية تكليف الطفل الذكر ببعض المهام، كإصلاح الأدوات أو ائتمانه على سر أو تحميله مسؤولية تُشعره بأهميته. كما تفرِد أم عمارة مساحة للإشارة لنوعية الهدايا المناسبة لمتطلبات العمر، مثل الكتب التي تحكي عن بطولات المسلمين، أو الإصدارات الجهادية والوثائقيات العلمية وحتى العسكرية. ولتعليمه الإدارة المالية، توصِي بمنحه مصروف صغير مع مراقبة سلوكه المالي. وأخيرًا تنادي بتعويد الذكور على حضور معسكرات التدريب المصغَّرة، لتلقي تدريبات رياضية وبدنية. يزداد الفضول عن الأفكار الواردة في الكتاب عندما تعرض الكاتبة تحذيراتها للأبوين بخصوص التربية، لاسيما إذا اضطرا لإنزال العقاب بالطفل، فتنبه لضرورة اللجوء للحوار قبل العقاب، لأن كثيرًا ما يعاقب الطفل بدون أن يعرف سبب عقابه. كما تضع ضوابط للعقاب، فلا يكون لسوء فهم أو بلادة أو قلة استيعاب إنما يكون لقلة أدب أو لسلوك وجب تقويمه. كما تحفز الأبوين لإتباع الوسائل الترغيبية والتشجيعية لكسب اهتمام الطفل ورفع همّته. نلاحظ من قراءة بعض إرشادات أم عمارة في هذا القسم؛ عدم اختلافها الشديد مع اتجاهات المدارس الحديثة في التربية، فتحذٍر الآباء مثلًا من الإهانة المستمرة والتحقير المتزايد للطفل لأن ذلك يفقده الثقة في نفسه ويولد الكره لأهله. كما تؤكد على مراعاة الحالة النفسية والمرضية للطفل وبحث أسباب التراجع الدراسي أو التغير في السلوك أو العنف، وتدعو لاعتماد اللعب والترفيه والعمل الجماعي كأساليب مهمة للتعليم. وعند اتخاذ الأبوين قرار العقاب، تنصح أم عمارة بأن يكون الضرب آخر الوسائل الترهيبية لا أولها، فتقترح أن يبدأ تقويم السلوك بالموعظة والإفهام، ثم بالتهديد والجدية في التأنيب، ثم إن تعدى فالحبس في غرفة لبضع دقائق بحسب حجم الخطأ وأيضًا بحسب سرعة توبته واعترافه بالخطأ. كما تشدد على أن يكون الضرب معقول في إيلامه، بحيث لا يسبب أذية واضحة أو مرض. وعلى الرغم من اهتمام أم عمارة بضرورة تنشئة الأطفال كمجاهدين، إلا أنها أفردت مساحة معتبرة للتحذير من مشاهدة الأطفال للإصدارات الجهادية التي تحتوي على مشاهد قاسية، وأكدت على ضرورة خضوع ذلك لإشراف الأم، ضاربة المثل بطفل شوهد يحاول ذبح شقيقه الأصغر وهو يردد «مرتد.. مرتد»، مقلِّدًا لمشهد رآه في إصدار جهادي. «الحفاظ على المتفجرات بعيدًا عن متناول الأطفال»، و«مراقبة مشاهد الذبح في الإصدارات الجهادية»، نصائح تتطرق إليها أم عمارة المهاجرة باعتياد شديد يتماشى مع الصورة النمطية لمقاتلي التنظيم ومواطني الدولة المزعومة. إلا أن الكثير من الأمور المدينية التي طرحتها في كتابها عن العقاب والثواب، وعن معالجة الآثار النفسية للأطفال والمراهقين، تُعيد فرضية بديهية إلى الأذهان، ربما حاول الكثيرون الهرب منها، وهي أن هؤلاء ليسوا ظواهر بشرية مفاجئة غريبة بالكلية عن المجتمع، يريدون إقناع أنفسهم بأنهم لم ينسلخوا تمامًا عن قيمه المرتبطة بالحياة، مهتمون بتصدير تلك الصورة «الإنسانية» عن أنفسهم إلى أتباعهم على الأقل.
قارن أبو بكر البغدادي مع:
شارك صفحة أبو بكر البغدادي على