حوار حمدى الكنيسي أى إعلامي سيخطئ سنضعه «تحت المقصلة»

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

**رفضت عرض أحد رجال الأعمال لدعم النقابة.. ولا علاقة لـ"صناعة الإعلام" بمحاسبة مقدمي البرامج

** لا نية لخصخصة "ماسبيرو".. وترشحت لمنصب وزير الإعلام 3 مرات

قال الإذاعي الكبير حمدى الكنيسي، نقيب الإعلاميين، وعضو الهيئة الوطنية للإعلام، إن النقابة لن تتهاون فى اتخاذ أية إجراءات عقابية ضد أي إعلامي مخطئ ولا يلتزم بالمعايير المهنية والأخلاقية، موضحا أنه لا يوجد أي إعلامي خارج سيطرة النقابة مهما كانت قوة نفوذه وعلاقاته.
وأضاف الكنيسي فى حوار لـ"التحرير" أنه رفض عرضا مُقدما إليه من أحد رجال الأعمال ومالك إحدى الفضائيات لتقديم الدعم للنقابة، مشيرا إلى أن نقابة الإعلاميين المنوط بها فقط محاسبة الإعلاميين ومقدمي البرامج بينما يختص المجلس الأعلى بتنظيم الإعلام بالتعامل مع المؤسسات.
وأكد أنه لا اتجاه لخصخصة ماسبيرو وأن هناك حلولا للاستفادة من الإمكانيات الهائلة التى يمتكلها اتحاد الإذاعة والتليفزيون.. وإلى نص الحوار.

** البعض يرى أن النقابة بدأت تُكشر عن أنيابها بعد اتخاذها قرارات بإيقاف عدد من الإعلاميين كإجراء عقابي، آخرهم "ريهام سعيد"، فما تعقيبك؟
للأسف، هناك بعض التجاوزات التى حدثت على شاشات الفضائيات من قبل بعض مقدمي البرامج خلال الفترة الماضية، والتى كانت تستدعي التدخل على الفور لمواجهة تلك السقطات واتخاذ إجراءات رادعة معهم لمنع تكرارها ولإنهاء الفوضى، وأقولها صراحة "نقابة الإعلاميين ستكون سوطا على كل من يخطئ"، وأى شخص لن يلتزم بالمعايير المهنية والأخلاقية أثناء إطلالته على الشاشة أمام الجمهور سيعرض نفسه للعقاب ويتحمل مسئولية ما اقترفه.

** هل تعرضت لأية ضغوط  من ملاك الفضائيات للتراجع عن قرارات معاقبة الإعلاميين؟ 
على الإطلاق، لم أتعرض لأية ضغوط ولكن تلقيت العديد من الاتصالات من ملاك الفضائيات التى تطالبنى بالتراجع عن القرار، وأؤكد أنني لن أتراجع عن قرار اتخذته النقابة أيا كانت الأسباب، وأقولها صراحة "اللي عايز يتظلم يتظلم فى النقابة خلال أسبوعين، ولدينا جهة قانونية بها مستشارون قانونيون أكفاء، هؤلاء سينظرون فى الالتماس المقدم وسنقوم بفحصه، وحينها سنقرر، هل يمكن تخفيف العقوبة أو التغاضي عنها نهائيا أو مضاعفتها إذا لم تقتنع اللجنة"، وأقولها صراحة: "نجاح النقابة مرتبط بالحسم والشفافية ولا يوجد أية مجال للمجاملة لأي إعلامي نهائيا.

** هل تقدم أى إعلامي ممن تم إيقافه بالتماس للنقابة من أجل التظلم ضد القرار؟ 
لم يتقدم أي مذيع أو مذيعة من الموقوفين حاليا بالتماس إلى النقابة، باستثناء قناة "ltc" التى تقدمت بالتماس بعد وقف المذيعة شيماء جمال مقدمة برنامج "المشاغبة"، ولكن المذيعة يجب أن تتقدم بالالتماس بنفسها شخصيا حتى تنظره اللجنة القانونية المُشكلة لتبحث أمره.
** ما تعليقك على ما يقوله البعض بأن هناك إعلاميين خارج سيطرة النقابة ولا يمكن المساس بهم لنفوذهم وقوة علاقاتهم بصناع القرار، ما تعقيبك؟
هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، مافيش إعلامي خارج سيطرة النقابة، ولن نتردد فى اتخاذ إجراءات عقابية ضد أي إعلامي مخطئ أو انحرف عن المعايير والقواعد الأخلاقية والمهنية أيا كانت قوته، والنقابة تتعامل مع جميع الإعلاميين ومقدمي البرامج دون أية تفرقة، وأريد أن أقول هنا إننا حريصون على أن تخرج النقابة بالصورة التى تليق بها طالما تعمل بكل شفافية مطلقة، والمبدأ فى تكويني هو عدم التراجع نهائيا عن أي قرار أقوم باتخاذه حتى لو كان سيضرني أنا شخصيا، وأؤكد أن النقابة ستتصدى بكل قوة لمثل هذه التجاوزات لمنعها، حتى يمكن ضبط المشهد الإعلامى الذي ينزلق إلى تجاوزات يدفع المجتمع المصرى ثمنها غاليا.
** هل رصدت النقابة أية تجاوزات أو أخطاء أخرى على مقدمي برامج حاليا؟
هناك رصد ومتابعة مستمرة لكل ما يُذاع على الفضائيات، وأؤكد "أي إعلامي بيضع نفسه تحت المقصلة هو اللي بيكون عاوز كده وبيعاقب نفسه بنفسه".

** هل القرارات التى تتخذها النقابة تتم بالتنسيق مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام؟
المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يُدرك جيدا أن النقابة وحدها المنوط بها متابعة ومراجعة ومحاسبة الإعلاميين ممن يخرجون عن السياق المهني والأخلاقي، وهناك حوار مباشر طوال الوقت بيني وبين مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وعبد الفتاح الجبالي وكيل أول المجلس حول ذلك الأمر، ونقوم بالتنسيق حينما يتم اتخاذ إجراء ضد مذيع أو مذيعة ما والقناة لم تستجب إلينا، وبالاتصال والتنسيق مع المجلس نقوم باتخاذ القرار.
** هل هناك توزيع للأدوار بينكم وبين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى تلك المسألة؟
بالتأكيد، فالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الذى يرأسه الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد يختص بالمؤسسات سواء إصدار ترخيص للقناة أو توقيع عقوبات عليها قد تشمل إنذارا بالفصل أو الشطب، ونحن كنقابة دورنا يختص بالإعلاميين ومقدمي البرامج، وللأسف البعض يُردد أقاويل مغلوطة بأن مهام نقابة الإعلاميين لا تتعدى كونها نقابة تأسيسية ولا يوجد لها مقر، رغم أن قانون تشكيل اللجنة التأسيسية يقول إن مهمام النقابة كاملة وفقا لنصوص القانون وغيره من القوانين، ومسئوليتنا هى الرقابة لإنهاء الفوضى، لأن أوضاع الإعلام لم تكن تحتمل أن تنتظر.
** البعض يرى أن هناك تعارضا فى الاختصاصات بين دور النقابة وغرفة صناعة الإعلام، فما تعليقك؟
هذا الأمر غير صحيح، لأن غرفة صناعة الإعلام هى عبارة عن مجموعة من أصحاب الفضائيات ورجال الأعمال ممن يتبادلون الرؤية والمواقف المشتركة مع بعضهم البعض، ولا دخل لهم على الإطلاق بمحاسبة أي إعلامي أو إصدار قرار حاليا بشأن برنامجه لأنها مسئولية النقابة فقط، وأريد هنا أن أستشهد بما قاله محمد الأمين وأكثر من عضو من غرفة صناعة الإعلام حاليا وممن كانوا أعضاء بلجنة الخمسين أثناء مشاركتهم فى الصياغات التشريعية المُنبثق عنها اللجان الفرعية، بأن دور غرفة صناعة الإعلام مؤقت حتى خروج نقابة الإعلاميين للنور لتتولى معالجة كل المسائل الإعلامية الخاطئة، وهو ما تم بظهور نقابة الإعلاميين بالفعل، وبالتالي لا تعارض بين دور نقابة الإعلاميين وغرفة صناعة الإعلام ولا يوجد أوجه تشابه بيننا.
** ما حقيقة رفض النقابة الحصول على دعم من أحد رجال الأعمال ومالك إحدى الفضائيات؟
بالفعل، عرض أحد رجال الأعمال تقديم دعم للنقابة، ولكننى رفضت الأمر فى تلك المرحلة وقلت له قد يكون هذا الأمر مستقبلاً ولكن الموافقة عليه حاليا قد تثير نوعا من الحساسية، وأقولها صراحة "حتى إذا حصلت النقابة على دعم من أحد رجال الأعمال ومالك لإحدى الفضائيات لتدعيم النقابة فى يوماً ما لن يحول هذا الأمر دون محاسبته إذا أخطأ"، وشخصيا أتعامل طوال الوقت بمبدأ الحسم والشفافية وقراراتي مُجردة من أية ضغوط أو هوى، والحقيقة أن هناك رجال أعمال محترمين قد توافق النقابة على تلقى دعم منهم فى المستقبل ولكن يصعب الإقدام على تلك الخطوة فى الوقت الحالي.
** ماذا عن ميثاق الشرف الإعلامي الذى أعدته النقابة؟
أتوقع أن ينال ميثاق الشرف الإعلامي الذى تم إعداده رضا واستحسان الجميع، وأعتقد أنه سيكون هناك توافق عليها، لأن هناك جهدا مبذولا فى تلك الوثيقة، وما أود الإشارة إليه أن مشروع الميثاق يُجسد المعايير المهنية ويوضح حقوق وواجبات الإعلاميين، وسنقوم بطرح الميثاق فى جلسة حوار مجتمعي موسع السبت المقبل، بحضور عدد من الإعلاميين ورؤساء القنوات ووسائل الإعلام العامة والخاصة، وأريد هنا أن أشير إلى أن اللجنة التى تم تشكيلها والتى تضم أبرز أساتذة الإعلام وعددا من الخبراء، قُدمت لهم 6 نماذج من مواثيق الشرف من دول عربية وأجنبية مختلفة لاختيار الأفضل من بين تلك المواثيق، وأريد هنا أن أشكر نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة لترحيبه باستضافة جلسة الحوار بمقر نقابة الصحفيين، وأؤكد أننا أنجزنا خلال الأشهر الماضية عدة أمور أبرزها الانتهاء من ميثاق الشرف الإعلامى ووضع الضوابط الخاصة بالعضوية واستمرار تلقى طلبات العضوية.
** البعض يرى أن شاشات الفضائيات أصبحت "سداح مداح" وأصبح هناك الكثير من الدخلاء على المهنة، هل تتفق مع هذا القول؟
 أؤكد أنه لن يُسمح لأحد بممارسة العمل الإعلامي دون تصريح رسمي من النقابة، فالإعلامي تنطبق فقط علي كل من يمارس النشاط الإعلامي سواء بالإذاعة أو التليفزيون، ومن حقه الالتحاق بنقابة الإعلاميين، طالما يمارس العمل، ولكن إذا لم يمارس العمل فسيتم إجراء اختبار له للتأكد من قدرته على الظهور على الشاشة، ومن سيمارس النشاط الإعلامى دون أن يكون له تصريح بمزاولة المهنة سيتعرض لعقوبات بحكم القانون.
** ماذا عن الشق المتعلق بالدراما؟
لدينا الكثير من الملاحظات على بعض الأعمال الدرامية،ونتمنى أن ندخل عليها تعديلات فى مجلس النواب بحيث تكون خاضعة إلينا بشكل مباشر.
** هل هناك تعاون بينكم وبين لجنة الإعلام بالبرلمان؟
سيكون هناك تنسيق كبير بيننا وبين لجنة الإعلام فى البرلمان، وسنسعى لتعديل ما بين 5 أو 6 مواد بقانون نقابة الإعلاميين، وسنتعاون مع أسامة هيكل رئيس اللجنة وأعضائها فى تحقيق ذلك الأمر.

** ماذا عن مشكلة مقر النقابة؟
رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل اتخذ قرارا مؤخرا بتخصيص مقر للنقابة، ولكننا بحاجة إلى دعم من قبل الدولة وفقا للقانون لتجهيز المقر، بحيث يؤهلنا على العمل بشكل أفضل، لأن النقابة كبيرة وعملها ليس أمرا يسيرا، وننتظر أمورا إيجابية خلال أسبوعين فى هذا الأمر، وأؤكد أن اللجنة لن تستطيع القيام بمهامها إلا بعد توافر الدعم المالى والإدارى لها بحكم القانون.
** تردد اسمك كثيرا بين المرشحين على منصب وزير الإعلام خلال عدة حكومات متعاقبة، فهل عرض عليك أية مناصب رسمية؟
بالفعل، طرح اسمي لتقلد منصب وزير الإعلام 3 مرات، وبعض وسائل الإعلام كانت تكتب طوال الوقت أننى ضمن المرشحين على المنصب فى حكومات مختلفة، وكلها كانت فى إطار الترشيحات وليست عروضا رسمية، وأتذكر أننى تلقيت اتصالاً من لواء أثناء فترة حكم المجلس العسكري قال لي: "علاقتك جيدة للغاية بالمشير طنطاوي ويحبك وتعتبر من أقرب الناس إليه، وكنت مراسلاً حربيا، لماذا لاتفاتحه فى تولي المنصب؟"، فرفضت وقلت له: «أنا لا أعرض نفسي لتولي أي منصب، كما أننى لدى تحفظات على الحكومة الحالية"، وأيضا عرض علي المنصب بشكل شبه رسمي فى فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، ولكنني رفضت قبول المنصب فى عهد الإخوان.
**بصفتك عضوا بالمجلس الأعلى للإعلام، كيف تنظر إلى الدعوات التى تخرج بين الحين والآخر بشأن خصخصة "ماسبيرو"؟
لا يوجد اتجاه حاليا لخصخصة ماسبيرو، ونحن لدينا فى الهيئة الوطنية للإعلام صورة دقيقة عن أوضاع ماسبيرو ومواقع الخطأ وكيفية الحل، وأعتقد أننا قادرون بإمكانيات محددة أن يستعيد القطاع دوره ليس فقط على الساحة المصرية ولكن على الساحة العربية والإقليمية أيضا، وأريد أن أؤكد أن إعادة هيكلة ماسبيرو أصبحت «ضرورة ملحة» دون الاستغناء عن العاملين لأنه لا يتم توظيفهم بشكل مناسب، و«ماسبيرو» لديه تراث ضخم نستطيع تحقيق مكاسب هائلة من خلاله إذا استغلت بالطريقة الصحيحة.

شارك الخبر على