حوار سيد رجب مفيش حاجة اسمها أحسن ممثل.. والإيرادات مالهاش قيمة فنية

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

«غرابيب سود» يقاوم الإرهاب ولا يشوّه الإسلام.. والمسلسل ضم مشاهد قاسية علينا كممثلين

انخفاض إيرادات «جواب اعتقال» أمر طبيعى.. علاقتى بسامح عبد العزيز يتمناها أى ممثل مع المخرج

فوجئت بتصدر اسمى تتر «واحة الغروب».. ولا أعلم حقيقة خلاف خالد النبوى ومنة شلبى 

براعة الفنان سيد رجب فى تقديم مختلف الأدوار كانت سببًا فى كثرة الحديث عن نجوميته المتأخرة، لكنه لم يعد مهتمًا بفكرة توقيت ارتباط الجمهور به مقارنة باهتمامه بلعب شخصيات متنوعة تسهم فى إظهار جوانب تمثيلية قوية لديه، ومنها شكّل جمهورًا يتابعه بتركيز شديد، بعدما بات لديه ثقة أنه لا يُقدم إلا تلك الأدوار المميزة، والمحركة للأحداث، حتى إذا جاء ذلك عبر دور ذى مساحة صغيرة. 
سيد أوضح فى حواره مع «التحرير» أنه يعتز بالألقاب الذى أطلقها عليه جمهوره منها «مورجان فريمان العرب».. حول مشاركته فى فيلم «جواب اعتقال» المطروح راهنًا بدور العرض، وكذلك أدوار فى المسلسلات الرمضانية «واحة الغروب»، «رمضان كريم»، و«غرابيب سود» كان لنا معه هذا اللقاء: 

* خالف فيلم «جواب اعتقال» التوقعات المرتبطة ببطله النجم محمد رمضان بأنه سيتصدر إيرادات شباك التذاكر، وحظى بذلك فيلم «هروب اضطرارى» للنجم أحمد السقا.. كيف رأيت هذا الأمر؟ 
- هو أمر طبيعى ووارد جدًا حدوثه، لأن العملية ليست متعلقة فقط بالبطل، «و مفيش حاجة اسمها أحسن ممثل»، إنما قد يتم وضع الممثل الجيد مع مخرج أكثر مهارة وسيناريو أفضل بدرجات ومدير تصوير متميز بشكل أكبر، وهنا يأخذ الممثل جائزة الأفضل، لكن لا يمكننا التسليم بأن نجم ما حقق أعلى إيرادات السنة الماضية، ونسأل لماذا لم يحققها هذا العام، ربما لأن المنظومة الكاملة التى تخص العمل الجديد مختلفة، الأكثر من ذلك أننا نحكم العملية بالإيرادات رغم أنها «مالهاش أى قيمة فنية»، وفيما يتعلق بالمنافسة بين النجمين أحمد السقا ومحمد رمضان فالأول ممثل عظيم ومعروف وله تاريخه، والثانى كذلك وله أعمال كثيرة جيدة. 
* وهل يمكننا تفسير انخفاض إيرادات «جواب اعتقال» إلى نفور الجمهور من متابعة عمل عن الإرهاب؟ 
- يمكننا إرجاعه لأسباب عديدة، منها رفض الجمهور مشاهدة موضوع الإرهاب فى الفترة الحالية، أو الرغبة فى مشاهدة فيلم آخر لنجم غير مشارك بمسلسلات رمضان، أو مشاهدة نوعية أخرى من الأفلام، وأسباب أخرى كثيرة. 
* فى فيلم «جواب اعتقال» زرعت التطرف فى البطل خلال طفولته، وفى «غرابيب سود» جسدت شخصية مفتى داعش، وبمسلسل «عد تنازلى» قدمت دور شيخ إرهابى.. هل هذا يشير إلى اهتمامك بقضية الإرهاب؟ 
- لا إطلاقا، مثلا لا يعنى تجسيدى لشخصية «قوّاد» فى مسلسل «موجة حارة» أننى مهتم بهذه الحكاية، وتقديمى لأكثر من شخصية مرتبطة بقضية الإرهاب لا يعنى تركيزى فيها، إنما جاء صدفة تمامًا لم أسعَ إليها. 

* لكن المؤلف وحيد حامد مثلا يبرز من خلال كتاباته اهتمامه بمحاربة الإرهاب سواء كان فكريا أو تطرفا دينيا؟ 
لأنه صاحب المشروع الذى يقدمه، وتبنى فكرته من البداية، إنما أنا ممثل فقط، على سبيل المثال كان قد تم ترشيحى للمشاركة فى مسلسل «الجماعة 2»، واعتذرت لانشغالى بأعمال أخرى، وليس لاختلاف المشروع مع وجهة نظرى أو القضايا التى أهتم بها فى مجالى. 
* لم يكن رمضان الماضى هو الموسم الأول الذى تُقدم فيه عدة أعمال درامية.. ألا تخشى أن تطالك السخرية مثل الفنان بيومى فؤاد لظهوره المتكرر؟ 
- المرة السابقة التى قدمت فيها 4 مسلسلات فى السنة كانت تلك التى شاركت فيها بمسلسلات «موجة حارة»، و«تحت الأرض»، و«آسيا»، و«فرعون»، والأخير كان ظهورى فى 5 حلقات منه، واعتبرته ضيف شرف، ليصبح عدد مشاركاتى ثلاثة، بالإضافة إلى أن دورى فى «تحت الأرض» كان صغيرا، ومشاهده مقسمة على مدار الحلقات، وبعد هذا العام قدمت نحو عملين فى الموسم الواحد، ورمضان الماضى، كنت خططت لتقديم مسلسلى «واحة الغروب»، و«رمضان كريم»، أما «غرابيب سود» فكنت قد أنتهيت من تصويره فى شهر ديسمبر الماضى، ولم أكن أعلم أنه سيتم عرضه فى نفس الموسم. 
* وهل قد تشارك فى عمل واحد خلال موسم رمضان؟ 
- أتمنى ذلك، وأن أتفرغ له حتى أمنحه التركيز، وكى يحدث ذلك يتوجب أن يكون العمل ذا موصفات معينة، منها أن يكون دورى فيه صعبا، ولو كنت أعرف إن تنفيذ «واحة الغروب» بهذا المجهود الضخم، لم أكن لأشارك فى عمل بجانبه، لكن حدث أننى وقعت على تقديم دور رئيسى فى مسلسل «رمضان كريم»، وهو ما جعل هذا العام صعبا فى التصوير. 

* كنت بطلا للمسلسلات الثلاثة التى قدمتها فى سباق رمضان.. لماذا لم يتصدر أسمك تترات بعضها؟ 
- أنا غير مهتم بهذه النقطة، وكل ما يعنينى أن الجمهور يتحدث عن تقديمى أعمالا جيدة وأننى أتقنت تجسيد فى هذه الشخصية أو تلك، لكن «عُمر ما حد قالى يااااه إنت مش مكتوب فى الأول تبقى ممثل وحش»، والجمهور يعلم تفكيرى واختياراتى وما أطمح إليه. 
* رغم أنك لم تكن البطل الأول لمسلسل «واحة الغروب»، لكن اسمك تصدر التتر الخاص به.. كيف استقبلت هذا الأمر؟ 
- صحيح، كان المفترض أن تتم كتابة اسمى رقم ثلاثة على التتر، لكن فوجئت بتصدر اسمى التتر، إذ لم يكتب اسم بطلى العمل خالد النبوى، ومنة شلبى، ولم أفهم الظروف السابقة لتلك الواقعة. 
* هل حدث ذلك لخلافات بين نجمى العمل؟ 
- الحقيقة أننى لا أعلم شيئًا عن كواليس ما حدث، ويُسأل كل منهما فى ذلك، إلى جانب جمال العدل منتج العمل، فالموضوع لا يثيرنى وغير مهتم به، مقابل اهتمامى بعملى ونتيجة تقديمه، وأعتقد أن الجمهور لا ينشغل بموقع الاسم على التتر قدر اهتمامه بمدى إجادة الفنان دوره. 

* وكيف بدأت حكايتك مع «واحة الغروب»؟ 
- الخطوة الأولى كانت من المخرجة كاملة أبو ذكرى التى رشحتنى لدورين فى المسلسل، وطلبت منى قراءته، والاختيار فيما بينهما، واخترت «الشاويش إبراهيم» لابتعاده عن الأدوار التى قدمتها، وأحببته لأنه ذكّرنى بالشعب المصري، كما أنه يحمل مشاعر بسيطة، وأعتقد أنه كان فيه تحدٍّ، فهو خالٍ من الدراما، ويقدم نموذجا مميزا لرجل مات أولاده، ويقوم بتربية أحفاده، بالإضافة إلى كونه بمثابة المرشد للضابط، الذى يخبره بالتفاصيل دائمًا، أما الدور الثانى فشعرت بأنه لا يحمل أى جديد، وأنا أسعى إلى عدم تكرار نفسى فنيًا. 
* شهد مسلسل «رمضان كريم» التعاون السادس لك مع المخرج سامح عبد العزيز.. ما الذى يميزه ويدفعك لاستمرار العمل معه؟ 
سامح «مخرج شاطر جدا»، وتكنيكى بدرجة عالية، ويفهم جيدًا ما يفعله، ويرغب فى نقله من الشارع المصرى، وأشعر معه أننا فى حالة تماهى للحارة المصرية والواقع المصرى البسيط، وعلاقتى به على المستوى الإنسانى جيد جدًا، ونعرف كيفية التعامل مع بعض وما سنضيف أو نقوم بتعديله فى المشاهد، وهذه العلاقة يتمنى أى ممثل أن تكون موجودة بينه وبين المخرج لأنها تؤثر فى العمل جدًا. 

* قدمت ثنائيا مع الفنان محمود الجندى فى المسلسل، والذى أعلن اعتزاله مؤخرًا بسبب دعاية العمل.. ما تعليقك؟ 
- فوجئت بالخبر عند تداول أصدقائى له على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، ولم أفهم ما حدث، ولا أملك تفاصيل عنه، كل معلوماتى أن محمود الجندى هو أستاذ فى التمثيل، ولديه خبرة كبيرة يفترض أن ينقلها للناس، وخسرنا قيمة تمثيلية كبيرة باعتزاله، وكنت قد التقيت به فنيًا فى مشهد واحد بفيلم «الليلة الكبيرة»، إلى أن التقينا بشكل كبير فى مسلسل «رمضان كريم»، وأحببته جدًا لأنه على المستوى الإنسانى شخص راقى فى تعامله. 
* وهل يُغضبك عدم وجودك بالشكل الكافى فى إعلانات الشوارع للأعمال الفنية؟ 
- أحيانًا أمشى فى الشارع وألقى نظرى على هذه الملصقات وبطبيعة الحال فإن نفسيتى تضيق لأننا بشر، ومع ذلك أردد فى نفسى «معلش الفيصل هو الشغل»، وفى نفس الوقت لا أتحدث عن مثل هذه الأمور فى العقد، بدليل أنه عندما تحدث إلىّ صنّاع «رمضان كريم» عن المشاركة فى المسلسل لتقديم دور البطولة وهو ما جاء فى الحلقات، لم أهتم بما حدث بعد ذلك ومن سبق اسمه اسمى على التترات ومن تم وضعه فى الصدارة، واعتبرت أنه ربما يرجع ذلك لاسم الشخص الذى يتم بيع العمل به، وهى أمور إنتاجية لا علاقة لى بها كممثل. 

* هل من الممكن أن يصل بك الحال أن تقرر الانسحاب بسبب عدم الاهتمام بك فى الدعاية؟ 
- لا لأننى أحب التمثيل وأرغب أن أستمر فيه طوال عمرى، عمومًا كل شخص وله قراراته التى يتخذها وفقًا لطريقة تفكيره، وأنا أقدر وجهة نظر محمود الجندى جدًا. 
* وماذا عن كواليس المشهد الذى استنكرت فيه حال المصريين خلال شهر رمضان الكريم فى الحارة؟ 
- كان مشهدًا بسيطًا جدًا، وكالعادة المفترض أن أقوم بالتجول فى الحارة، وأردد كلمات فى عقل الباطن، تُحدث تأثيرا مختلفا على الشخصية، وأتساءل فيها عن العاشقين لشهر رمضان، وأحاسيسنا فيه، وحجم التغيير بها، وأعتبره من أكثر المشاهد صدقًا وشاعرية، إذ يتضمن مشاعر حقيقية تجاه التغيير الذى طرأ على الواقع المصرى، ولم يحتَج لتجهيزات واستعدات، إنما تطلب إثارة أحاسيس حول هذا التحول مع ذكريات زمان ومقارنتها بالوضع الحالى. 
* وهل تابعت المشاهد التى تم حذفها من العملين اللذين تم عرضهما حصريًا على شبكة dmc؟ 
- لا إنما شاهدتهما كما تابعهما الجمهور، أما بالنسبة للحذف فهو موضوع فكرى، وتهتم به الرقابة، لا القنوات، وعندما أعلم بحذف جملة ما أو مشهد ما أجد نفسى تلقائيًا أردد «ياخسارة كان مشهد كويس ومشاعر لطيفة»، كما أنها مشاهد تدفع الجمهور ليشعر كما لو كان داخل الموضوع جدا، لكنه عمومًا لن يؤثر على قيمة المسلسلات. 
* جدل كبير أثير حول مسلسل «غرابيب سود» واعتبره البعض ينتقص من الإسلام ويشوهه.. كيف وجدت هذه الآراء؟ 
كثيرون وجهوا لى هذا السؤال، لكننى هذه المرة سأجيب بشكل نهائى «إن كان داعش يمثل الإسلام فأنا أرغب فى تشويهه، وإذا كان الإسلام إرهابا فأنا ضده أيضًا»، العمل تحدث عن الفكر التكفيرى والإرهابى والسلوك الذى يقوم به أفراد هذه الجماعة من خلال معلوماتنا، وأنا أقاوم هذه الجماعة من خلال دور قدمته كممثل. 
* وما الذى جذبك فى قصة هذا المسلسل؟ 
- عندما قرأت القصة اندهشت لأنها قائمة على اللغة العربية الفصحى، وتساءلت كيف سأتمكن من إلقاء الحوار، وكان هذا من العناصر التى حمّستنى لقبوله، إلى جانب وجود ممثلين من كل العالم العربى يشاركون فى البطولة، وبالطبع سأتعلم منهم وأتعرف عليهم، بالإضافة إلى أننا نقدم قضية نقاوم بها الإرهاب، وأتمنى أن يحدث ذلك ليس بالطريقة الحربية، لكن الفكرية والتعليمية والثقافية، وكل إمكانياتنا. 

 

* وما رأيك فى من اعتبروا المسلسل يضخم من داعش؟ 
- ربما، «إحنا بنشتغل وكله على الله»، إذا كان تعليم الأزهر يدافع عن الإرهاب وينميه فإنه الأجدر بالتواصل معه، وليس نحن كممثلين، ويجب تغيير مناهج التعليم وشكل الثقافة والوعى حتى نقاوم الإرهاب، لكن أن نقدم مسلسلا نقاوم به الإرهاب ويُقال إننا ضد الإسلام فهذا أمر غريب. 
* وما رأيك فى التصنيف العمرى للمسلسلات؟ 
- هو تطبيق منطقى، مثلا عندما يتم تقديم مسلسل رعب، أو عمل يضم مشاهد صعبة مثل تصرفات داعش بـ«غرابيب سود»، والتى كانت مشاهد قاسية جدا حتى علينا كممثلين، بالتالى لم يكن من الطبيعى أن يتابعها الأطفال، لذا يجب تحديد السن المناسب لكل عمل تليفزيونى، إذا كنّا فى واقع حُر علينا التعامل بوعى زائد. 
* وكيف وجدت الألقاب التى منحها لك جمهورك منها «مورجان فريمان»؟ 
- شىء يشرفنى ويمنحنى السعادة البالغة، لكن فى النهاية كل ممثل له سمعته وأداؤه وطبيعته الخاصة، ولا يوجد مورجان آخر، ولن تحدث موهبة محمود المليجى، ولا حتى سيد رجب لأن كل واحد منّا يختلف عن الآخر. 

شارك الخبر على