صلاح سرحان.. «الشقيق الأقل حظًّا» الذى أصاب «فتى الشاشة» بالاكتئاب

ما يقرب من ٧ سنوات فى التحرير

هو الأستاذ المُلهم لتلميذ صار واحدًا من أشهر نجوم السينما في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، أورثه حب الفن، ولم تتح له فرصة النجومية، فظل حبيس الأدوار الثانوية، وتميز في لون الشر إلى حد مبهر بالنسبة للنقاد، لكن الحياة لم تمهله أكثر من 41 عامًا، حتى صعدت روحه إلى بارئها، تاركًا على وجه شقيقه الأصغر ملامح الصدمة التي لم تزل عنه سريعًا.

إنه الفنان الراحل صلاح سرحان، المولود في 2 نوفمبر 1923، والشقيق الأكبر للنجم الراحل شكري سرحان، وكذلك للفنان محسن سرحان، والذي كان امتهانه للفن بمثابة تشجيع لدخول "شكري" إلى عالم السينما، فصعد بسرعة الصاروخ، بينما ظل "صلاح" يحتل الأدوار الثانوية، رغم موهبته العالية، لذا يصفونه النقاد بـ"الشقيق الأقل حظًا".

التحق "صلاح" بالدفعة الأولى لمعهد التمثيل، مع فريد شوقي،‏ ونبيل الألفي‏، وكمال حسين‏، وحمدي غيث‏،‏ وعمر الحريري، وتخرج فيه عام 1947، وكان الأول على دفعته، ثم اتجه للمسرح، الذي قدم على خشبته العديد من المسرحيات الكلاسيكية، خلال فترة الأربعينات والخمسينات، من أشهرها: "مصرع كليوباترا"، مع كمال يس وعمر الحريري، و"عنترة" مع سميحة أيوب وحمدي غيث.

الظهور السينمائي الأول له جاء متأخرًا عن شقيقه الأصغر "شكري" بأربع سنوات، حيث كان في عام 1953 من خلال فيلم "بين قلبين"، بدور صغير مع كمال الشناوي وشادية، وأتبعه بأدوار ثانوية في أفلام لم تتجاوز الخمسة عشر فيلمًا، أبرزها: "شيطان الصحراء، وعلشان عيونك، وأماني العمر، والعروسة الصغيرة"، حتى حصل على دور بمساحة أكبر مع سعد عبدالوهاب وماجدة في "أماني العمر" عام 1955.

 انقطع لسنوات عن التمثيل، ثم عاد عام 1960 بدور ثانوي يكاد يصل إلى مشهدين في "خلخال حبيبي" مع رشدي أباظة ونعيمة عاكف، إلى أن قدم آخر أدواره وأشهرها على الإطلاق في فيلم "الشموع السوداء" عام 1962 مع صالح سليم ونجاة الصغيرة، حيث جسد شخصية  الأخ الشرير الذي يحقد على أخيه الضرير ويحاول إبعاده عن طريق الممرضة الحسناء التي يسعى إلى التقرب إليها بكل الطرق.

وفي 21 أبريل 1964، توفي صلاح سرحان عن عمر ناهز 41 عامًا إثر إصابته بمرض عضال، وذلك أثناء استعداد شقيقه فتى الشاشة وقتها "شكري سرحان" للزواج، فأصيب باكتئاب نفسي، لدرجة أنه اكتفى بتقديم 3 أعمال فقط خلال عامي 1965 و1966 بعدما كان يقدم الكثير من الأفلام في العام الواحد.

شارك الخبر على