عمرو موسى مفاوضات القضية الفلسطينية انتهت لمكسب كامل لإسرائيل

حوالي ٧ سنوات فى التحرير

قال عمرو موسى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية إنَّ المسار التفاوضي في القضية الفلسطينية استغرق سنوات طويلة وانتهى إلى مكسب كامل لإسرائيل وخسارة كاملة للجانب العربي والفلسطيني، مرجعًا ذلك إلى أنَّ التفاوض لم يكن جادًا وغير قائم على أسس سليمة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الندوة التي استضافها معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس تحت عنوان "مستقبل المنطقة العربية في ظل الأوضاع الراهنة"، مساء أمس الأربعاء، بمناسبة الذكرى الثانية والسبعين لتأسيس الجامعة العربية. 

وحضر الندوة إيهاب بدوي سفير مصر بباريس، والسفراء العرب المعتمدون لدى فرنسا، وبعثة الجامعة العربية في فرنسا ولدى اليونسكو.

وشدَّد موسى على ضرورة أن يستند التفاوض إلى محددات واضحة وألا يستمر إلى الأبد، بل يجب تحديد مدته، وأن تكون هناك مرجعية مثل انعقاد مجلس الأمن الدولي، لافتًا أيضًا إلى أنَّه لا يصح إجراء المفاوضات تحت رعاية دولة واحدة بل في إطار مجلس الأمن لأنَّ الكثير من البلدان لها مصالح ومعنية بما يجري في الشرق الأوسط.

واعتبر موسى أنَّ الفرصة مواتيةٌ في القمة العربية المقبلة في الأردن "تعقد خلال أيام" نظرًا لضرورة أن يقرر العرب مواقفهم من قضايا شديدة الحساسية ومنها احتمال اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، محذِّرًا من الآثار السيئة للغاية لمثل هذا القرار، ومشدِّدًا على الحاجة لتبني طرح عربي مشترك.

وأضاف: "مصالحنا في حل القضية الفلسطينية وصيانة سوريا في حدودها دون الانتقاص منها والاستماع إلى رأي الناس هناك والالتفات إلى المشكلات الكبرى الناجمة عن الإدارة السيئة للأزمة السورية، وانعقاد هذه الندوة مهم في هذا التوقيت الدقيق قبل أيام قليلة من انطلاق القمة العربية وفي خضم تغييرات تطرح علامات استفهام بشأن الطريق الذي يتجه إليه العالم وأوروبا، والاضطراب في المنطقة الأوروبية سيؤثر في استقرار المنطقة العربية والشرق الأوسط".

وأكد موسى: "إذا كان الوضع في أوروبا يقلق أصحابه بصفة خاصة والوضع في الشرق الأوسط يقلق الجميع، فإنَّ الوضع العالمي أصبح محيًرا، فالمرة الأولى في التاريخ الحديث أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ترتفع علامات الاستفهام حول ما إذا كان النظام الدولي كما اتُفق عليه بشقيه السياسي والاقتصادي يمكن أن يستمر أو يستقر، وأنه ربما ستحدث تغييرات جذرية على الحركة العالمية والنظام متعدد الأطراف بما في ذلك الأمم المتحدة والمنظمات التي يُطلق عليها بريتون وودز أي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي".

وطرح موسى العديد من التساؤلات عمَّا إذا كانت الدول العربية تستطيع أن ترتفع إلى مستوى المسؤولية لمواجهة المخاطر غير المسبوقة التي تحيط بها، وعمَّا إذا كانت الجامعة العربية تستطيع أن تقود عملًا عربيًّا جماعيًّا يعبر عن موقف العرب من المشاكل المختلفة القائمة.

وشدَّد على ضرورة أن يُؤخذ رأي العرب في الاعتبار عن الحل في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وكذلك عّن الانقسام الذي فُرض على العالمين العربي والإسلامي فيما يتعلق بالسنة والشيعة.

وتابع: "هناك أربع دول فقط هي التي تطبخ الحل في سوريا وهي إيران وتركيا وروسيا والولايات المتحدة"، مستنكرًا أن يتحدد مصير دولة عربية أساسية ومحورية مثل سوريا دون إشراك العرب، مؤكدا أنه من هنا تأتي أهمية القمة العربية المقبلة. 

وصرَّح موسى: "أعتقد أنَّ القمة المقبلة في الأردن سيكون أمامها هذا الطريق الذي لا خيار غيره، ومن الضروري أن يكون للعرب عنوان وموقف ووقفة حيال أمور كثيرة تضر بمصالحهم". 

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على