دونالد ترامب

دونالد ترامب

دونالد جون ترامب (بالإنجليزية: Donald John Trump ) (ولد في ١٤ يونيو ١٩٤٦) هو الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، منذ ٢٠ يناير ٢٠١٧. وهو أيضًا رجل أعمال وملياردير أمريكي، وشخصية تلفزيونية ومؤلف أمريكي ورئيس مجلس إدارة منظمة ترامب، والتي يقع مقرها في الولايات المتحدة. أسس ترامب، ويدير عدة مشاريع وشركات مثل منتجعات ترامب الترفيهية، التي تدير العديد من الكازينوهات، الفنادق، ملاعب الغولف، والمنشآت الأخرى في جميع أنحاء العالم. ساعد نمط حياته ونشر علامته التجارية وطريقته الصريحة بالتعامل مع السياسة في الحديث؛ على جعله من المشاهير في كل من الولايات المتحدة والعالم، وقدم البرنامج الواقعي المبتدئ (بالإنجليزية: The Apprentice) على قناة إن بي سي. ترامب هو الابن الرابع لعائلة مكونة من خمسة أطفال، والده فريد ترامب، أحد الأثرياء وملاك العقارات في مدينة نيويورك، وقد تأثر دونالد تأثرا شديدا بوالده، ولذلك انتهي به المطاف إلى جعل مهنته في مجال التطوير العقاري، وعند تخرجه من كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا وفي عام ١٩٦٨، انضم دونالد ترامب إلى شركة والده: منظمة ترامب. وعند منحه التحكم بالشركة قام بتغيير اسمها إلى منظمة ترامب. بدأ حياته العملية بتجديد لفندق الكومودور في فندق غراند حياة مع عائلة بريتزكر، ثم تابع مع برج ترامب في مدينة نيويورك وغيرها من المشاريع العديدة في المجمعات السكنية. في وقت لاحق انتقل إلى التوسع في صناعة الطيران (شراء شركة ايسترن شتل، واتلانتيك سيتي كازينو، بما في ذلك شراء كازينو تاج محل من عائلة كروسبي، ولكن مشروع الكازينو افلس. وقد أدى هذا التوسع في الأعمال التجارية إلى تصاعد الديون. حيث أن الكثير من الأخبار التي نقلت عنه في أوائل التسعينيات كانت تغطي مشاكله المالية، وفضائح علاقاته خارج نطاق الزوجية مع مارلا مابلز، والناتجة عن طلاق زوجته الأولى، إيفانا ترامب. ويكيبيديا

عدد الأخبار كل يوم من ولمدة حوالي شهر واحد
من أهم المرتبطين بدونالد ترامب؟
أعلى المصادر التى تكتب عن دونالد ترامب
محمد بن سلمان.. ولي عهد الدم والانقلابات كتب هدير محمود حسم البيت السعودي أخيرًا صراع الخلافة بين المحمدين، بن سلمان وبن نايف، الذي احتدم خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث صدر فجر اليوم الأربعاء، في توقيت تشابه كثيرًا مع توقيت اتخاذ قرار مقاطعة وحصار قطر في ٥ يونيو الجاري، أمر ملكي تقرر عليه إعفاء الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز من ولاية العهد، ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ومنصب وزير الداخلية، وتعيين محمد بن سلمان وليًّا للعهد، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع، مع ما كلف به من مهام أخرى، وذلك بعد تصويت هيئة البيعة بـ ٣١ صوتًا من ٣٤، على أن يؤدي “محمد بن سلمان” القسم وليًّا للعهد بعد صلاة تراويح اليوم الأربعاء بقصر الصفا في مكة المكرمة. وتضمن الأمر الملكي تعدل الفقرة “ب” من المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم، لتنص على أن “يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله، ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملكًا ووليًّا للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس”. بن سلمان.. من مستشار بمجلس الوزراء إلى ولي للعهد محمد بن سلمان هو الابن السادس للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، ولد في عام ١٩٨٥، ووالدته هي الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان، تلقى تعليمه العام في مدارس العاصمة الرياض، وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة في الثانوية العامة، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، وقد بدأ حياته السياسية مستشارًا متفرغًا بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء السعودي عام ٢٠٠٧. رأى العديد من المراقبين أن القرار الملكي الأخير كان متوقعًا في سياق التطورات بالسعودية، فلم يكن سوى تتويج لقرارات ملكية عدة اتخذها الملك سلمان خلال الأشهر الماضية، فمنذ تولّي العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، العرش في مطلع عام ٢٠١٥، لم يدع مجالًا كان يشغله ابن أخيه “بن نايف” داخليًّا إلَّا واقتحمه بطريقة فجة وصارخة، ولم يدع أيًّا من حاشية الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز إلا وأزاحه، وبدأ إجراءات تقريب نجله من ولاية العرش ليكون خليفة له، وكانت البداية مع إطاحته بأخيه “مقرن” من ولاية العهد، ليصدر في نوفمبر وديسمبر الماضيين على التوالي سلسلة أوامر ملكية أطاحت بوزراء ورؤساء الهيئات التابعة للدولة، وقربت الموالين لنجله إلى الديوان الملكي والمناصب السيادية. في إبريل الماضي عاد العاهل السعودي ليصدر سلسلة قرارات أخرى، استهدفت تقويض سلطة ولي العهد، وكان أبرزها إنشاء “مركز الأمن الوطني” ليكون تابعًا للديوان الملكي، وتعيين نجل الملك، خالد بن سلمان، سفيرًا للسعودية في الولايات المتحدة الأمريكية كمحاولة لتحسين صورة شقيقه “بن سلمان” في واشنطن، وقبل أيام أصدر أوامر ملكية جديدة كان أبرزها فصل هيئة التحقيق والادعاء العام التابعة لوزارة الداخلية التي يشرف عليها ولى العهد، محمد بن نايف، عن السلطة التنفيذية، وجعلها مستقلة استقلالًا تامًّا وربطها مباشرة بالملك، بعد تغيير اسمها إلى “النيابة العامة”، الأمر الذي ظهر فيه مزيد من التهميش لـ”بن نايف”. هذه المكانة البارزة التي صعد إليها بن سلمان سريعًا تحت مظلة والده بعثت بمؤشرات حول حتمية انقضاضه على عرش الملك وإطاحته بإبن عمه، فما كان له إلا أن يعزز مكانته على المستوى الدولي والإقليمي أيضًا، فكانت المباركة الأمريكية هي الأهم وإقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس “دونالد ترامب” بأنه الملك المستقبلي، وهو ما دفعه إلى السفر مرارًا إلى واشنطن، فكان “بن سلمان” أول مسؤول خليجي يلتقي “ترامب” بعد تنصيبه رئيسًا، حيث قدم خلال الزيارة في مارس الماضي فروض الولاء والطاعه، ليحصل على موافقة الزعيمة الكبرى، فوعد بالاستثمار الكبير في الاقتصاد الأمريكي، وطلب المزيد من الأسلحة، وتعهد بأن يكون رجل واشنطن في الرياض لمحاربة الإرهاب، وظهر ذلك في الصفقات التي قاربت ٥٠٠ مليار دولار خلال زيارة “ترامب” للمملكة في مايو الماضي، كل ذلك دفع الرئيس الأمريكي إلى الموافقة على إزاحة “بن نايف” لصالح “بن سلمان”، وذلك برعاية ومساندة أيضًا من ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، الذي لديه طموحات إقليمية واسعة تتوافق مع طموحات “بن سلمان”. بن سلمان.. سياسة تصادمية متهورة على مدار السنوات القليلة التي تقلد فيها “بن سلمان” مناصب قيادية، ظهرت شخصيته العدوانية الصدامية، التي لا تتمتع بأي قدر من الدبلوماسية السياسية، سواء في الأزمات أو العلاقات عامة مع دول العالم، فصغر سنة وقلة خبرته دفعاه إلى توريط بلاده في الكثير من الكبوات وإسقاطها في مستنقعات متعدده، فهو شخص مبتدئ في اللعبة السياسية، الأمر الذي جعل الأوضاع في المملكة سواء داخليًّا أو خارجيًّا تتغير إلى الأسوأ، حيث اتجهت نحو الغطرسة والتدخل المباشر في شؤون دول الجوار وإثارة الفتن الطائفية بعلنية فجة، كما تصاعدت الخلافات بين معظم الدول العربية والسعودية منذ تعيين “بن سلمان” وزيرًا للدفاع وجعل الكلمة العليا والنفوذ في يده بدلًا من والده، حتى إن معظم الدول الغربية بدأت تتخوف من سياسة الأمير المتهورة والمتخبطة في ظل خروج “سلمان” من المشهد السياسي. مسيرة الدم والتفكك سعى “بن سلمان” إلى إظهار تفوقه السياسي والعسكري على ابن عمه “بن نايف”، وقوة قراراته حتى وإن كانت متهورة، ولم يتم حساب عواقبها، فبادر باتخاذ عدة إجراءات وقرارات أدخلت المملكة في دوامة كارثية من الأزمات، فكانت البداية مع إعدام عالم الدين، نمر باقر النمر، وذلك على الرغم من النداءات والتحذيرات التي أطلقتها عدة دول من أن إعدام “النمر” سيفتح أبواب جهنم على المملكة، وحينها راهن الكثيرون على حكمة الملك “سلمان”، لكن الصوت الأعلى حينها كان لـ”بن سلمان” الذي استخدم هذه الحادثة للفت الانتباه إلى الملك الجديد صاحب القوة والنفوذ والقرارات الحاسمة. ظهر ذلك أيضًا في قرار شن العدوان السعودي على اليمن، الذي قاده “بن سلمان” فور تعيينه وزيرًا للدفاع في عام ٢٠١٥، فمن “عاصفة الحزم” إلى “إعادة الأمل” أثبت بن سلمان فشل قراره السياسي وخططه العسكرية، ثم جاءت معاداته الشديدة لإيران وإظهارها كفزاعة للدول الخليجية وأمريكا، ما جعل الطريق مُمهدًا أمام التحالف مع إسرائيل التي تتوافق معه في هذه الأفكار، وفي أحيان أخرى اتبع سياسة تصادمية مع بعض الدول الحليفة تاريخيًّا لبلاده، وعلى رأسها مصر وقطر التي يقود حملة موسعه لمقاطعتها وحصارها بمساندة بعض الدول، وعلى رأسها الإمارات والبحرين ومصر. دائرة الأعداء تتوسع تعتقد العديد من الدوائر السياسية أن هناك الكثير من الاضطرابات والمشاحنات داخل العائلة الحاكمة، خاصة أن عزل “بن نايف” وتعيين “بن سلمان” لا يلقى تأييدًا من أبناء العائلة، وهو ما أكده المغرد السعودي الشهير “مجتهد” في سلسلة تغريدات أطلقها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تعليقًا على التطورات الدراماتيكية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، حيث قال إن الخطوات التالية ستكون إصدار قرارات تجميلية تحسن صورة ولد سلمان، وحملة اعتقالات ضخمة تشمل أشخاصًا في الأسرة الحاكمة، ثم خلال أيام سيتنازل الملك سلمان عن الحكم لابنه، وأوضح “مجتهد” أن المعلومات التي بحوزته تؤكد أن هناك غضبًا داخل بيت “آل سعود” واتصالات ساخنة، لكن لم يتبين إن كان سيتمخض عنها تمرد على هذه القرارات أو ستُحتوى. في ذات الإطار جاءت وثيقة مسربة من البيت الحاكم لتؤكد وجود انقسامات وخلافات بين أوساط العائلة الحاكمة في المملكة السعودية، حيث أظهرت وثيقة مسربة وجهها كبار أمراء “آل سعود” إلى الملك سلمان، اعتراضًا على عزل ولي العهد “بن نايف” وتعيين ولي ولي العهد “بن سلمان” بدلًا منه، وصدرت في ديسمبر الماضي عن مكتب الأمير “مقرن بن عبد العزيز” ولي العهد السابق، ووقع عليها ٢١ من كبار أمراء الأسرة الحاكمة، رفض إجراءات تصعيد محمد بن سلمان لولاية العهد، محذرين من أن هذه الخطوة من شأنها تفكيك لحمة الأسرة، وجلب مستقبل غامض، معتبرين أن مثل هذه الخطوة مخالفة لنظام البيعة في الأسرة الحاكمة. يرى مراقبون أن على رأس الساخطين في البيت الحاكم إخوة الملك “سلمان”، ومن بينهم أحمد وطلال ومقرن، إضافة إلى أمراء الجيل الثاني، وأبرزهم متعب ابن الملك الراحل عبد الله، وعبد العزيز ابن الملك الراحل فهد، بالإضافة إلى أمراء صغار ومهمشين أقل شهرة، وبعضهم أبناء الملك سعود، الأمر الذي يجعل صف الأعداء يزداد في مقابل محاولات الملك سلمان ونجله جعل السلطات كلها لا تخرج عن قبضة العائلة. انضمام “بن نايف” إلى قائمة المُهمشين قد يدفع إلى الاتحاد سويًّا وقيادة مخطط جديد لعودة قوية إلى السلطة على حساب عائلة سلمان، وخاصة نجله، والانتقام لسنوات من تهميشهم، حيث رأى العديد من المراقبين أن هدوء الأمراء المهمشين لسنوات ماضية لا يعني استسلامهم للأمر الواقع، بل هو هدوء ما قبل العاصفة التي يمكن أن تثور قريبًا، خاصة مع زيادة السخط داخل البيت السعودي، وما ستتبعه المملكة بعد تولي “بن سلمان” الحكم من سياسة متهورة واندفاعية وتصادمية قد تُسقط الدولة في مستنقع من الأزمات والخلافات الإقليمية والدولية، الأمر الذي سيجعل الأطراف الساخطة تجد فرصتها في الانقلاب على “بن سلمان” في محاولة لإنقاذ البلاد من سياسته.
واشنطن ستندم على مساعدة السعودية في قصف اليمن (مترجم) كتب ريهام التهامي تنتشر عبارات أن الولايات المتحدة تقتل الشعب اليمني على جدران مباني العاصمة اليمنية صنعاء، حيث إن الشعب اليمني يعرف أن القنابل التي يسقطها عليه الطيارون السعوديون أمريكية، وأن واشنطن متواطئة في معاناتهم. يجب أن تكون المشاعر المعادية للولايات المتحدة في اليمن بمثابة دعوة لاستيقاظ الأمريكيين، فإذا كانوا لا يهتمون بمعاناة ملايين اليميين، ربما عليهم التفكير في النكبة المستقبلية. يفهم اثنان من أعضاء مجلش الشيوخ الأمريكي، الجمهوري راند بول والديمقراطي كريس ميرفي، الآثار المترتبة على ذلك، ويحاولان وقف بيع الأسلحة للسعودية، حيث حذر مورفي قائلاً الولايات المتحدة ليس لديها أي مصلحة في دعم حرب لن تؤدي سوى إلى زيادة أعدائنا الإرهابيين وتفاقم الأزمة الإنسانية وتحريض الخوف والغضب بين الشعب اليمني تجاه الولايات المتحدة، وهذا سيعود ليطاردنا. لسوء الحظ فإن إدارة دونالد ترامب وغالبية أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لم يستجيبوا لندائهما، وفي الثالث عشر من يونيو، أسقطوا قرارهما بوقف بيع الأسلحة للسعودية للذخائر، بأغلبية ٥٣ صوتًا مقابل ٤٧. لم تستطع جماعات السلام والإغاثة الإنسانية الوقوف في وجه قرار ترامب وجماعات الضغط لصالح الحكومة السعودية وصناعة السلاح. بول هو أحد الجمهوريين المناهضين للتدخل في اليمن، وقد ضغط على أعضاء مجلس الشيوخ الأكثر قلقًا بشأن مصير أطفال اليمن وما تفعله صناعة الأسلحة بهذا الجيل من الأطفال، حيث التهديدات الخاصة بتعرض ١٧ مليون شخص للمجاعة. ولكن لم يلاحظ بول أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين والجمهوريين على حد السواء تلقوا عشرات الآلاف من الدولارات من شركات الأسلحة، لتمرير صفقة المبيعات. وعلى الرغم من الخسارة، يعكس عدد الأصوات الـ ٤٧ مستوى غير مسبوق من المعارضة للبيع، حيث كانت النتيجة خلال فترة رئاسة أوباما ٧١ صوتًا مؤيدًا مقابل ٢٧ صوتًا معارضًا، وعلق ميرفي قائلاً اجمالي التصويت اليوم وضع في الحسبان ما لم يكن في الماضي، فقد لاحظ الكونجرس أخيرًا أن السعودية تستخدم الذخائر الأمريكية لضرب أهداف مدنية داخل اليمن. التفسير الأكثر سخرية لنتيجة التصويت هو أن الديمقراطيين الآن أكثر استعدادًا لانتقاد مبيعات الأسلحة السعودية في ظل إدارة ترامب من تحت الحكم الديمقراطي. اليمنيون يائسون لإنهاء هذا الصراع، الذي يدخل عامه الثالث، ويحتاج ما يقرب من تسعة عشر مليون شخص إلى المساعدة، ويتعرض ستة ملايين وثمانمائة ألف شخص لخطر المجاعة، وقد ضاعف ذلك تفشي وباء الكوليرا الذي تجاوز مائة وأربعًا وعشرين ألف حالة، ومن المتوقع أن يتضاعف كل أسبوعين، بعدما دمرت الحرب ما يقرب من نصف المرافق الطبية في البلاد، كما يموت طفل يمني كل عشر دقائق من آثار الجوع ونقص المرافق الطبية. واستهدفت القوات السعودية المزارع، والمرافق الغذائية، والبنية التحتية للمياه، والأسواق، وحتى ميناء الحديدة، المدخل الرئيسي لمعظم المساعدات الإنسانية للبلاد، وفي الوقت ذاته، استولت الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة وداعش على العديد من المناطق نتيجة الفوضى، والآن توسع نطاقها. إن دعم الولايات المتحدة للتدخل الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين ليس جديدًا، ولكن بعد أن قصفت السعودية جنازة في أكتوبر ٢٠١٦، وأسفرت عن مقتل مائة وخمسين شخصًا، قررت إدارة أوباما وقف بيع الذخائر التي تستخدم في اليمن، وسحبت الدعم اللوجستي الأمريكي. ولكن دونالد ترامب استأنف سريعًا مبيعات الأسلحة، ويتفاخر بالتوصل إلى صفقة هائلة بمقدار مائة وعشرة مليارات دولار خلال رحلته إلى المملكة في مايو، واتفق السعوديون أيضًا على أن المستشارين الأمريكيين سيجلسون في مركز مراقبة العمليات الجوية السعودية، في الماضي لم يسمح إلا لفريق صغير من الولايات المتحدة بالعمل من مكتب آخر لتنسيق المساعدة اللوجستية. وجود القوات الأمريكية لن يوقف الصراع في اليمن، فقط الوصول لاتفاق وقف إطلاق نار أو محادثات سياسية سيؤديان إلى ذلك، وفي ديسمبر ٢٠١٥ بدأت محادثات السلام مع وقف إطلاق النار، ولكن لم يتم التوصل لاتفاق، وحدث نفس الشيء في أكتوبر ٢٠١٦. ويقوم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الآن بمحاولة أخرى لحل النزاع، ويدعو جميع الأطراف للسماح بوصول الإمدادات الإنسانية دون عوائق، وذلك للحفاظ على عمل جميع الموانئ وخاصة ميناء الحديدة، الذي هدد السعوديون بقصفه وأخذه من سيطرة الحوثيين، كما يحاول إيجاد حل سياسي. هذا هو المكان الذي ينبغي أن تبذل فيه الولايات المتحدة جهودها، فالشعوب في المنطقة تدرك أنه مع وجود مصلحة أمريكية جادة في الحل السياسي سيتم الوصل إليه، دون ذلك لن يحدث. لو أراد ترامب أن يحقق شعار “أمريكا أولاً”، فإنه سيعمل جيدًا لوقف تورطه في إسقاط القنابل على اليمنيين، ويستخدم فن التفاوض للانضمام إلى محادثات الأمم المتحدة لإنهاء هذا الصراع الكارثي.
محمد بن سلمان.. ولي عهد الدم والانقلابات كتب هدير محمود حسم البيت السعودي أخيرًا صراع الخلافة بين المحمدين، بن سلمان وبن نايف، الذي احتدم خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث صدر فجر اليوم الأربعاء، في توقيت تشابه كثيرًا مع توقيت اتخاذ قرار مقاطعة وحصار قطر في ٥ يونيو الجاري، أمر ملكي تقرر عليه إعفاء الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز من ولاية العهد، ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ومنصب وزير الداخلية، وتعيين محمد بن سلمان وليًّا للعهد، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع، مع ما كلف به من مهام أخرى، وذلك بعد تصويت هيئة البيعة بـ ٣١ صوتًا من ٣٤، على أن يؤدي “محمد بن سلمان” القسم وليًّا للعهد بعد صلاة تراويح اليوم الأربعاء بقصر الصفا في مكة المكرمة. وتضمن الأمر الملكي تعدل الفقرة “ب” من المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم، لتنص على أن “يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله، ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملكًا ووليًّا للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس”. بن سلمان.. من مستشار بمجلس الوزراء إلى ولي للعهد محمد بن سلمان هو الابن السادس للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، ولد في عام ١٩٨٥، ووالدته هي الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان، تلقى تعليمه العام في مدارس العاصمة الرياض، وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة في الثانوية العامة، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، وقد بدأ حياته السياسية مستشارًا متفرغًا بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء السعودي عام ٢٠٠٧. رأى العديد من المراقبين أن القرار الملكي الأخير كان متوقعًا في سياق التطورات بالسعودية، فلم يكن سوى تتويج لقرارات ملكية عدة اتخذها الملك سلمان خلال الأشهر الماضية، فمنذ تولّي العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، العرش في مطلع عام ٢٠١٥، لم يدع مجالًا كان يشغله ابن أخيه “بن نايف” داخليًّا إلَّا واقتحمه بطريقة فجة وصارخة، ولم يدع أيًّا من حاشية الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز إلا وأزاحه، وبدأ إجراءات تقريب نجله من ولاية العرش ليكون خليفة له، وكانت البداية مع إطاحته بأخيه “مقرن” من ولاية العهد، ليصدر في نوفمبر وديسمبر الماضيين على التوالي سلسلة أوامر ملكية أطاحت بوزراء ورؤساء الهيئات التابعة للدولة، وقربت الموالين لنجله إلى الديوان الملكي والمناصب السيادية. في إبريل الماضي عاد العاهل السعودي ليصدر سلسلة قرارات أخرى، استهدفت تقويض سلطة ولي العهد، وكان أبرزها إنشاء “مركز الأمن الوطني” ليكون تابعًا للديوان الملكي، وتعيين نجل الملك، خالد بن سلمان، سفيرًا للسعودية في الولايات المتحدة الأمريكية كمحاولة لتحسين صورة شقيقه “بن سلمان” في واشنطن، وقبل أيام أصدر أوامر ملكية جديدة كان أبرزها فصل هيئة التحقيق والادعاء العام التابعة لوزارة الداخلية التي يشرف عليها ولى العهد، محمد بن نايف، عن السلطة التنفيذية، وجعلها مستقلة استقلالًا تامًّا وربطها مباشرة بالملك، بعد تغيير اسمها إلى “النيابة العامة”، الأمر الذي ظهر فيه مزيد من التهميش لـ”بن نايف”. هذه المكانة البارزة التي صعد إليها بن سلمان سريعًا تحت مظلة والده بعثت بمؤشرات حول حتمية انقضاضه على عرش الملك وإطاحته بإبن عمه، فما كان له إلا أن يعزز مكانته على المستوى الدولي والإقليمي أيضًا، فكانت المباركة الأمريكية هي الأهم وإقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس “دونالد ترامب” بأنه الملك المستقبلي، وهو ما دفعه إلى السفر مرارًا إلى واشنطن، فكان “بن سلمان” أول مسؤول خليجي يلتقي “ترامب” بعد تنصيبه رئيسًا، حيث قدم خلال الزيارة في مارس الماضي فروض الولاء والطاعه، ليحصل على موافقة الزعيمة الكبرى، فوعد بالاستثمار الكبير في الاقتصاد الأمريكي، وطلب المزيد من الأسلحة، وتعهد بأن يكون رجل واشنطن في الرياض لمحاربة الإرهاب، وظهر ذلك في الصفقات التي قاربت ٥٠٠ مليار دولار خلال زيارة “ترامب” للمملكة في مايو الماضي، كل ذلك دفع الرئيس الأمريكي إلى الموافقة على إزاحة “بن نايف” لصالح “بن سلمان”، وذلك برعاية ومساندة أيضًا من ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، الذي لديه طموحات إقليمية واسعة تتوافق مع طموحات “بن سلمان”. بن سلمان.. سياسة تصادمية متهورة على مدار السنوات القليلة التي تقلد فيها “بن سلمان” مناصب قيادية، ظهرت شخصيته العدوانية الصدامية، التي لا تتمتع بأي قدر من الدبلوماسية السياسية، سواء في الأزمات أو العلاقات عامة مع دول العالم، فصغر سنة وقلة خبرته دفعاه إلى توريط بلاده في الكثير من الكبوات وإسقاطها في مستنقعات متعدده، فهو شخص مبتدئ في اللعبة السياسية، الأمر الذي جعل الأوضاع في المملكة سواء داخليًّا أو خارجيًّا تتغير إلى الأسوأ، حيث اتجهت نحو الغطرسة والتدخل المباشر في شؤون دول الجوار وإثارة الفتن الطائفية بعلنية فجة، كما تصاعدت الخلافات بين معظم الدول العربية والسعودية منذ تعيين “بن سلمان” وزيرًا للدفاع وجعل الكلمة العليا والنفوذ في يده بدلًا من والده، حتى إن معظم الدول الغربية بدأت تتخوف من سياسة الأمير المتهورة والمتخبطة في ظل خروج “سلمان” من المشهد السياسي. مسيرة الدم والتفكك سعى “بن سلمان” إلى إظهار تفوقه السياسي والعسكري على ابن عمه “بن نايف”، وقوة قراراته حتى وإن كانت متهورة، ولم يتم حساب عواقبها، فبادر باتخاذ عدة إجراءات وقرارات أدخلت المملكة في دوامة كارثية من الأزمات، فكانت البداية مع إعدام عالم الدين، نمر باقر النمر، وذلك على الرغم من النداءات والتحذيرات التي أطلقتها عدة دول من أن إعدام “النمر” سيفتح أبواب جهنم على المملكة، وحينها راهن الكثيرون على حكمة الملك “سلمان”، لكن الصوت الأعلى حينها كان لـ”بن سلمان” الذي استخدم هذه الحادثة للفت الانتباه إلى الملك الجديد صاحب القوة والنفوذ والقرارات الحاسمة. ظهر ذلك أيضًا في قرار شن العدوان السعودي على اليمن، الذي قاده “بن سلمان” فور تعيينه وزيرًا للدفاع في عام ٢٠١٥، فمن “عاصفة الحزم” إلى “إعادة الأمل” أثبت بن سلمان فشل قراره السياسي وخططه العسكرية، ثم جاءت معاداته الشديدة لإيران وإظهارها كفزاعة للدول الخليجية وأمريكا، ما جعل الطريق مُمهدًا أمام التحالف مع إسرائيل التي تتوافق معه في هذه الأفكار، وفي أحيان أخرى اتبع سياسة تصادمية مع بعض الدول الحليفة تاريخيًّا لبلاده، وعلى رأسها مصر وقطر التي يقود حملة موسعه لمقاطعتها وحصارها بمساندة بعض الدول، وعلى رأسها الإمارات والبحرين ومصر. دائرة الأعداء تتوسع تعتقد العديد من الدوائر السياسية أن هناك الكثير من الاضطرابات والمشاحنات داخل العائلة الحاكمة، خاصة أن عزل “بن نايف” وتعيين “بن سلمان” لا يلقى تأييدًا من أبناء العائلة، وهو ما أكده المغرد السعودي الشهير “مجتهد” في سلسلة تغريدات أطلقها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تعليقًا على التطورات الدراماتيكية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، حيث قال إن الخطوات التالية ستكون إصدار قرارات تجميلية تحسن صورة ولد سلمان، وحملة اعتقالات ضخمة تشمل أشخاصًا في الأسرة الحاكمة، ثم خلال أيام سيتنازل الملك سلمان عن الحكم لابنه، وأوضح “مجتهد” أن المعلومات التي بحوزته تؤكد أن هناك غضبًا داخل بيت “آل سعود” واتصالات ساخنة، لكن لم يتبين إن كان سيتمخض عنها تمرد على هذه القرارات أو ستُحتوى. في ذات الإطار جاءت وثيقة مسربة من البيت الحاكم لتؤكد وجود انقسامات وخلافات بين أوساط العائلة الحاكمة في المملكة السعودية، حيث أظهرت وثيقة مسربة وجهها كبار أمراء “آل سعود” إلى الملك سلمان، اعتراضًا على عزل ولي العهد “بن نايف” وتعيين ولي ولي العهد “بن سلمان” بدلًا منه، وصدرت في ديسمبر الماضي عن مكتب الأمير “مقرن بن عبد العزيز” ولي العهد السابق، ووقع عليها ٢١ من كبار أمراء الأسرة الحاكمة، رفض إجراءات تصعيد محمد بن سلمان لولاية العهد، محذرين من أن هذه الخطوة من شأنها تفكيك لحمة الأسرة، وجلب مستقبل غامض، معتبرين أن مثل هذه الخطوة مخالفة لنظام البيعة في الأسرة الحاكمة. يرى مراقبون أن على رأس الساخطين في البيت الحاكم إخوة الملك “سلمان”، ومن بينهم أحمد وطلال ومقرن، إضافة إلى أمراء الجيل الثاني، وأبرزهم متعب ابن الملك الراحل عبد الله، وعبد العزيز ابن الملك الراحل فهد، بالإضافة إلى أمراء صغار ومهمشين أقل شهرة، وبعضهم أبناء الملك سعود، الأمر الذي يجعل صف الأعداء يزداد في مقابل محاولات الملك سلمان ونجله جعل السلطات كلها لا تخرج عن قبضة العائلة. انضمام “بن نايف” إلى قائمة المُهمشين قد يدفع إلى الاتحاد سويًّا وقيادة مخطط جديد لعودة قوية إلى السلطة على حساب عائلة سلمان، وخاصة نجله، والانتقام لسنوات من تهميشهم، حيث رأى العديد من المراقبين أن هدوء الأمراء المهمشين لسنوات ماضية لا يعني استسلامهم للأمر الواقع، بل هو هدوء ما قبل العاصفة التي يمكن أن تثور قريبًا، خاصة مع زيادة السخط داخل البيت السعودي، وما ستتبعه المملكة بعد تولي “بن سلمان” الحكم من سياسة متهورة واندفاعية وتصادمية قد تُسقط الدولة في مستنقع من الأزمات والخلافات الإقليمية والدولية، الأمر الذي سيجعل الأطراف الساخطة تجد فرصتها في الانقلاب على “بن سلمان” في محاولة لإنقاذ البلاد من سياسته.
واشنطن ستندم على مساعدة السعودية في قصف اليمن (مترجم) كتب ريهام التهامي تنتشر عبارات أن الولايات المتحدة تقتل الشعب اليمني على جدران مباني العاصمة اليمنية صنعاء، حيث إن الشعب اليمني يعرف أن القنابل التي يسقطها عليه الطيارون السعوديون أمريكية، وأن واشنطن متواطئة في معاناتهم. يجب أن تكون المشاعر المعادية للولايات المتحدة في اليمن بمثابة دعوة لاستيقاظ الأمريكيين، فإذا كانوا لا يهتمون بمعاناة ملايين اليميين، ربما عليهم التفكير في النكبة المستقبلية. يفهم اثنان من أعضاء مجلش الشيوخ الأمريكي، الجمهوري راند بول والديمقراطي كريس ميرفي، الآثار المترتبة على ذلك، ويحاولان وقف بيع الأسلحة للسعودية، حيث حذر مورفي قائلاً الولايات المتحدة ليس لديها أي مصلحة في دعم حرب لن تؤدي سوى إلى زيادة أعدائنا الإرهابيين وتفاقم الأزمة الإنسانية وتحريض الخوف والغضب بين الشعب اليمني تجاه الولايات المتحدة، وهذا سيعود ليطاردنا. لسوء الحظ فإن إدارة دونالد ترامب وغالبية أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لم يستجيبوا لندائهما، وفي الثالث عشر من يونيو، أسقطوا قرارهما بوقف بيع الأسلحة للسعودية للذخائر، بأغلبية ٥٣ صوتًا مقابل ٤٧. لم تستطع جماعات السلام والإغاثة الإنسانية الوقوف في وجه قرار ترامب وجماعات الضغط لصالح الحكومة السعودية وصناعة السلاح. بول هو أحد الجمهوريين المناهضين للتدخل في اليمن، وقد ضغط على أعضاء مجلس الشيوخ الأكثر قلقًا بشأن مصير أطفال اليمن وما تفعله صناعة الأسلحة بهذا الجيل من الأطفال، حيث التهديدات الخاصة بتعرض ١٧ مليون شخص للمجاعة. ولكن لم يلاحظ بول أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين والجمهوريين على حد السواء تلقوا عشرات الآلاف من الدولارات من شركات الأسلحة، لتمرير صفقة المبيعات. وعلى الرغم من الخسارة، يعكس عدد الأصوات الـ ٤٧ مستوى غير مسبوق من المعارضة للبيع، حيث كانت النتيجة خلال فترة رئاسة أوباما ٧١ صوتًا مؤيدًا مقابل ٢٧ صوتًا معارضًا، وعلق ميرفي قائلاً اجمالي التصويت اليوم وضع في الحسبان ما لم يكن في الماضي، فقد لاحظ الكونجرس أخيرًا أن السعودية تستخدم الذخائر الأمريكية لضرب أهداف مدنية داخل اليمن. التفسير الأكثر سخرية لنتيجة التصويت هو أن الديمقراطيين الآن أكثر استعدادًا لانتقاد مبيعات الأسلحة السعودية في ظل إدارة ترامب من تحت الحكم الديمقراطي. اليمنيون يائسون لإنهاء هذا الصراع، الذي يدخل عامه الثالث، ويحتاج ما يقرب من تسعة عشر مليون شخص إلى المساعدة، ويتعرض ستة ملايين وثمانمائة ألف شخص لخطر المجاعة، وقد ضاعف ذلك تفشي وباء الكوليرا الذي تجاوز مائة وأربعًا وعشرين ألف حالة، ومن المتوقع أن يتضاعف كل أسبوعين، بعدما دمرت الحرب ما يقرب من نصف المرافق الطبية في البلاد، كما يموت طفل يمني كل عشر دقائق من آثار الجوع ونقص المرافق الطبية. واستهدفت القوات السعودية المزارع، والمرافق الغذائية، والبنية التحتية للمياه، والأسواق، وحتى ميناء الحديدة، المدخل الرئيسي لمعظم المساعدات الإنسانية للبلاد، وفي الوقت ذاته، استولت الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة وداعش على العديد من المناطق نتيجة الفوضى، والآن توسع نطاقها. إن دعم الولايات المتحدة للتدخل الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين ليس جديدًا، ولكن بعد أن قصفت السعودية جنازة في أكتوبر ٢٠١٦، وأسفرت عن مقتل مائة وخمسين شخصًا، قررت إدارة أوباما وقف بيع الذخائر التي تستخدم في اليمن، وسحبت الدعم اللوجستي الأمريكي. ولكن دونالد ترامب استأنف سريعًا مبيعات الأسلحة، ويتفاخر بالتوصل إلى صفقة هائلة بمقدار مائة وعشرة مليارات دولار خلال رحلته إلى المملكة في مايو، واتفق السعوديون أيضًا على أن المستشارين الأمريكيين سيجلسون في مركز مراقبة العمليات الجوية السعودية، في الماضي لم يسمح إلا لفريق صغير من الولايات المتحدة بالعمل من مكتب آخر لتنسيق المساعدة اللوجستية. وجود القوات الأمريكية لن يوقف الصراع في اليمن، فقط الوصول لاتفاق وقف إطلاق نار أو محادثات سياسية سيؤديان إلى ذلك، وفي ديسمبر ٢٠١٥ بدأت محادثات السلام مع وقف إطلاق النار، ولكن لم يتم التوصل لاتفاق، وحدث نفس الشيء في أكتوبر ٢٠١٦. ويقوم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الآن بمحاولة أخرى لحل النزاع، ويدعو جميع الأطراف للسماح بوصول الإمدادات الإنسانية دون عوائق، وذلك للحفاظ على عمل جميع الموانئ وخاصة ميناء الحديدة، الذي هدد السعوديون بقصفه وأخذه من سيطرة الحوثيين، كما يحاول إيجاد حل سياسي. هذا هو المكان الذي ينبغي أن تبذل فيه الولايات المتحدة جهودها، فالشعوب في المنطقة تدرك أنه مع وجود مصلحة أمريكية جادة في الحل السياسي سيتم الوصل إليه، دون ذلك لن يحدث. لو أراد ترامب أن يحقق شعار “أمريكا أولاً”، فإنه سيعمل جيدًا لوقف تورطه في إسقاط القنابل على اليمنيين، ويستخدم فن التفاوض للانضمام إلى محادثات الأمم المتحدة لإنهاء هذا الصراع الكارثي.
محمد بن سلمان.. ولي عهد الدم والانقلابات كتب هدير محمود حسم البيت السعودي أخيرًا صراع الخلافة بين المحمدين، بن سلمان وبن نايف، الذي احتدم خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث صدر فجر اليوم الأربعاء، في توقيت تشابه كثيرًا مع توقيت اتخاذ قرار مقاطعة وحصار قطر في ٥ يونيو الجاري، أمر ملكي تقرر عليه إعفاء الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز من ولاية العهد، ومن منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ومنصب وزير الداخلية، وتعيين محمد بن سلمان وليًّا للعهد، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع، مع ما كلف به من مهام أخرى، وذلك بعد تصويت هيئة البيعة بـ ٣١ صوتًا من ٣٤، على أن يؤدي “محمد بن سلمان” القسم وليًّا للعهد بعد صلاة تراويح اليوم الأربعاء بقصر الصفا في مكة المكرمة. وتضمن الأمر الملكي تعدل الفقرة “ب” من المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم، لتنص على أن “يكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله، ولا يكون من بعد أبناء الملك المؤسس ملكًا ووليًّا للعهد من فرع واحد من ذرية الملك المؤسس”. بن سلمان.. من مستشار بمجلس الوزراء إلى ولي للعهد محمد بن سلمان هو الابن السادس للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، ولد في عام ١٩٨٥، ووالدته هي الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان، تلقى تعليمه العام في مدارس العاصمة الرياض، وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة في الثانوية العامة، وحصل على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود، وقد بدأ حياته السياسية مستشارًا متفرغًا بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء السعودي عام ٢٠٠٧. رأى العديد من المراقبين أن القرار الملكي الأخير كان متوقعًا في سياق التطورات بالسعودية، فلم يكن سوى تتويج لقرارات ملكية عدة اتخذها الملك سلمان خلال الأشهر الماضية، فمنذ تولّي العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، العرش في مطلع عام ٢٠١٥، لم يدع مجالًا كان يشغله ابن أخيه “بن نايف” داخليًّا إلَّا واقتحمه بطريقة فجة وصارخة، ولم يدع أيًّا من حاشية الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز إلا وأزاحه، وبدأ إجراءات تقريب نجله من ولاية العرش ليكون خليفة له، وكانت البداية مع إطاحته بأخيه “مقرن” من ولاية العهد، ليصدر في نوفمبر وديسمبر الماضيين على التوالي سلسلة أوامر ملكية أطاحت بوزراء ورؤساء الهيئات التابعة للدولة، وقربت الموالين لنجله إلى الديوان الملكي والمناصب السيادية. في إبريل الماضي عاد العاهل السعودي ليصدر سلسلة قرارات أخرى، استهدفت تقويض سلطة ولي العهد، وكان أبرزها إنشاء “مركز الأمن الوطني” ليكون تابعًا للديوان الملكي، وتعيين نجل الملك، خالد بن سلمان، سفيرًا للسعودية في الولايات المتحدة الأمريكية كمحاولة لتحسين صورة شقيقه “بن سلمان” في واشنطن، وقبل أيام أصدر أوامر ملكية جديدة كان أبرزها فصل هيئة التحقيق والادعاء العام التابعة لوزارة الداخلية التي يشرف عليها ولى العهد، محمد بن نايف، عن السلطة التنفيذية، وجعلها مستقلة استقلالًا تامًّا وربطها مباشرة بالملك، بعد تغيير اسمها إلى “النيابة العامة”، الأمر الذي ظهر فيه مزيد من التهميش لـ”بن نايف”. هذه المكانة البارزة التي صعد إليها بن سلمان سريعًا تحت مظلة والده بعثت بمؤشرات حول حتمية انقضاضه على عرش الملك وإطاحته بإبن عمه، فما كان له إلا أن يعزز مكانته على المستوى الدولي والإقليمي أيضًا، فكانت المباركة الأمريكية هي الأهم وإقناع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس “دونالد ترامب” بأنه الملك المستقبلي، وهو ما دفعه إلى السفر مرارًا إلى واشنطن، فكان “بن سلمان” أول مسؤول خليجي يلتقي “ترامب” بعد تنصيبه رئيسًا، حيث قدم خلال الزيارة في مارس الماضي فروض الولاء والطاعه، ليحصل على موافقة الزعيمة الكبرى، فوعد بالاستثمار الكبير في الاقتصاد الأمريكي، وطلب المزيد من الأسلحة، وتعهد بأن يكون رجل واشنطن في الرياض لمحاربة الإرهاب، وظهر ذلك في الصفقات التي قاربت ٥٠٠ مليار دولار خلال زيارة “ترامب” للمملكة في مايو الماضي، كل ذلك دفع الرئيس الأمريكي إلى الموافقة على إزاحة “بن نايف” لصالح “بن سلمان”، وذلك برعاية ومساندة أيضًا من ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، الذي لديه طموحات إقليمية واسعة تتوافق مع طموحات “بن سلمان”. بن سلمان.. سياسة تصادمية متهورة على مدار السنوات القليلة التي تقلد فيها “بن سلمان” مناصب قيادية، ظهرت شخصيته العدوانية الصدامية، التي لا تتمتع بأي قدر من الدبلوماسية السياسية، سواء في الأزمات أو العلاقات عامة مع دول العالم، فصغر سنة وقلة خبرته دفعاه إلى توريط بلاده في الكثير من الكبوات وإسقاطها في مستنقعات متعدده، فهو شخص مبتدئ في اللعبة السياسية، الأمر الذي جعل الأوضاع في المملكة سواء داخليًّا أو خارجيًّا تتغير إلى الأسوأ، حيث اتجهت نحو الغطرسة والتدخل المباشر في شؤون دول الجوار وإثارة الفتن الطائفية بعلنية فجة، كما تصاعدت الخلافات بين معظم الدول العربية والسعودية منذ تعيين “بن سلمان” وزيرًا للدفاع وجعل الكلمة العليا والنفوذ في يده بدلًا من والده، حتى إن معظم الدول الغربية بدأت تتخوف من سياسة الأمير المتهورة والمتخبطة في ظل خروج “سلمان” من المشهد السياسي. مسيرة الدم والتفكك سعى “بن سلمان” إلى إظهار تفوقه السياسي والعسكري على ابن عمه “بن نايف”، وقوة قراراته حتى وإن كانت متهورة، ولم يتم حساب عواقبها، فبادر باتخاذ عدة إجراءات وقرارات أدخلت المملكة في دوامة كارثية من الأزمات، فكانت البداية مع إعدام عالم الدين، نمر باقر النمر، وذلك على الرغم من النداءات والتحذيرات التي أطلقتها عدة دول من أن إعدام “النمر” سيفتح أبواب جهنم على المملكة، وحينها راهن الكثيرون على حكمة الملك “سلمان”، لكن الصوت الأعلى حينها كان لـ”بن سلمان” الذي استخدم هذه الحادثة للفت الانتباه إلى الملك الجديد صاحب القوة والنفوذ والقرارات الحاسمة. ظهر ذلك أيضًا في قرار شن العدوان السعودي على اليمن، الذي قاده “بن سلمان” فور تعيينه وزيرًا للدفاع في عام ٢٠١٥، فمن “عاصفة الحزم” إلى “إعادة الأمل” أثبت بن سلمان فشل قراره السياسي وخططه العسكرية، ثم جاءت معاداته الشديدة لإيران وإظهارها كفزاعة للدول الخليجية وأمريكا، ما جعل الطريق مُمهدًا أمام التحالف مع إسرائيل التي تتوافق معه في هذه الأفكار، وفي أحيان أخرى اتبع سياسة تصادمية مع بعض الدول الحليفة تاريخيًّا لبلاده، وعلى رأسها مصر وقطر التي يقود حملة موسعه لمقاطعتها وحصارها بمساندة بعض الدول، وعلى رأسها الإمارات والبحرين ومصر. دائرة الأعداء تتوسع تعتقد العديد من الدوائر السياسية أن هناك الكثير من الاضطرابات والمشاحنات داخل العائلة الحاكمة، خاصة أن عزل “بن نايف” وتعيين “بن سلمان” لا يلقى تأييدًا من أبناء العائلة، وهو ما أكده المغرد السعودي الشهير “مجتهد” في سلسلة تغريدات أطلقها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تعليقًا على التطورات الدراماتيكية التي تشهدها المملكة العربية السعودية، حيث قال إن الخطوات التالية ستكون إصدار قرارات تجميلية تحسن صورة ولد سلمان، وحملة اعتقالات ضخمة تشمل أشخاصًا في الأسرة الحاكمة، ثم خلال أيام سيتنازل الملك سلمان عن الحكم لابنه، وأوضح “مجتهد” أن المعلومات التي بحوزته تؤكد أن هناك غضبًا داخل بيت “آل سعود” واتصالات ساخنة، لكن لم يتبين إن كان سيتمخض عنها تمرد على هذه القرارات أو ستُحتوى. في ذات الإطار جاءت وثيقة مسربة من البيت الحاكم لتؤكد وجود انقسامات وخلافات بين أوساط العائلة الحاكمة في المملكة السعودية، حيث أظهرت وثيقة مسربة وجهها كبار أمراء “آل سعود” إلى الملك سلمان، اعتراضًا على عزل ولي العهد “بن نايف” وتعيين ولي ولي العهد “بن سلمان” بدلًا منه، وصدرت في ديسمبر الماضي عن مكتب الأمير “مقرن بن عبد العزيز” ولي العهد السابق، ووقع عليها ٢١ من كبار أمراء الأسرة الحاكمة، رفض إجراءات تصعيد محمد بن سلمان لولاية العهد، محذرين من أن هذه الخطوة من شأنها تفكيك لحمة الأسرة، وجلب مستقبل غامض، معتبرين أن مثل هذه الخطوة مخالفة لنظام البيعة في الأسرة الحاكمة. يرى مراقبون أن على رأس الساخطين في البيت الحاكم إخوة الملك “سلمان”، ومن بينهم أحمد وطلال ومقرن، إضافة إلى أمراء الجيل الثاني، وأبرزهم متعب ابن الملك الراحل عبد الله، وعبد العزيز ابن الملك الراحل فهد، بالإضافة إلى أمراء صغار ومهمشين أقل شهرة، وبعضهم أبناء الملك سعود، الأمر الذي يجعل صف الأعداء يزداد في مقابل محاولات الملك سلمان ونجله جعل السلطات كلها لا تخرج عن قبضة العائلة. انضمام “بن نايف” إلى قائمة المُهمشين قد يدفع إلى الاتحاد سويًّا وقيادة مخطط جديد لعودة قوية إلى السلطة على حساب عائلة سلمان، وخاصة نجله، والانتقام لسنوات من تهميشهم، حيث رأى العديد من المراقبين أن هدوء الأمراء المهمشين لسنوات ماضية لا يعني استسلامهم للأمر الواقع، بل هو هدوء ما قبل العاصفة التي يمكن أن تثور قريبًا، خاصة مع زيادة السخط داخل البيت السعودي، وما ستتبعه المملكة بعد تولي “بن سلمان” الحكم من سياسة متهورة واندفاعية وتصادمية قد تُسقط الدولة في مستنقع من الأزمات والخلافات الإقليمية والدولية، الأمر الذي سيجعل الأطراف الساخطة تجد فرصتها في الانقلاب على “بن سلمان” في محاولة لإنقاذ البلاد من سياسته.
قارن دونالد ترامب مع:
شارك صفحة دونالد ترامب على